إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • جنرال إيراني بارز يعترف بالهزيمة في سوريا وينتقد الأسد لعدم فتح أراضيه لضرب إسرائيل ويهاجم روسيا

جنرال إيراني بارز يعترف بالهزيمة في سوريا وينتقد الأسد لعدم فتح أراضيه لضرب إسرائيل ويهاجم روسيا


عمان جو - نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته مراسلتها لشؤون إيران فرناز فصيحي، قالت فيه إن جنرالا إيرانيا بارزا اعترف بهزيمة بلاده هزيمةً منكرة في سوريا.

وجاءت تصريحات الجنرال بعد أسابيع من محاولة المسؤولين الإيرانيين التقليل من خسارة سوريا وانهيار النظام الموالي لها في دمشق والذي قاده بشار الأسد. وقدم الجنرال الذي وصفته الصحيفة بالمهم، رؤية صريحة حول الضربة التي تلقتها إيران ومنظورها العسكري في المستقبل.

وتقول فصيحي إن رؤية الجنرال تتناقض بشكل كبير مع الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية بشأن الانهيار السريع لنظام الأسد.

وجاءت التصريحات في تسجيل صوتي لخطاب ألقاه الجنرال بهروز إسباطي خلال الأسبوع الماضي بمسجد في طهران، وظهر يوم الإثنين في الإعلام الإيراني. ويتناقض حديثه مع تصريحات وزير الخارجية والمسؤولين الآخرين في إيران.

وقال الجنرال إسباطي: “لا أعتقد أن خسارة سوريا أمر يجب أن نفتخر به”. ونُشر التسجيل الصوتي على موقع تابع لجماعة عبدي ميديا في جنيف، وجاء فيه: “لقد هُزمنا، وهزمنا بشكل سيئ. تلقينا ضربة قوية وكانت صعبة”.

وكشف إسباطي عن أن العلاقة مع الأسد كانت متوترة منذ عدة أشهر قبل فراره. وقال إن الزعيم السوري رفض الاستماع لمطالب إيرانية متكررة بالسماح للميليشيات التي تدعمها إيران بفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل من الأراضي السورية، وذلك في الفترة التي أعقبت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال الجنرال إن إيران قدمت للأسد خطة شاملة حول كيفية استخدام مصادرها العسكرية في سوريا لضرب إسرائيل. وهاجم روسيا التي تعتبر من أكبر حلفاء سوريا، واعتبر أنها ضللت طهران من خلال الزعم بأن المقاتلات الروسية تقوم بضرب مواقع المعارضة المسلحة، في الوقت التي كان تقوم فيه بإسقاط القنابل على سهول مفتوحة.

وكشف أن روسيا قامت بإغلاق الرادارات قبل الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، العام الماضي، مما سهل تنفيذ هذه العمليات.

وظلت إيران الحليف المهم لسوريا على مدى عدة عقود. وتحولت في عهد بشار الأسد الذي قمع الثورة إلى مركز قيادة وإمداد لحلفائها في لبنان، وتحكمت طهران بمطارات ومخازن أسلحة، وأدارت قواعد لإنتاج المسيرات والصواريخ.

وفي الوقت الذي تسيطر فيه جماعات المعارضة على سوريا، وتبحث عن تشكيل حكومة ائتلاف، فستحاول إيران البحث عن طرق لتجنيد متمردين بأي طريقة ممكنة كما قال الجنرال، مضيفا: “سنقوم بتفعيل كل الشبكات التي عملنا معها على مدى السنوات”، و”سنفعّل كل الطبقات الاجتماعية التي عاش رجالنا فيها على مدى السنوات. سنكون ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي ونستطيع إنشاء خلايا مقاومة”. وقال:”الآن نستطيع العمل هناك كما نعمل في أي ساحة دولية، وقد بدأنا”.

وقد أدهشت تعليقات الجنرال الإيرانيين، إما بسبب ما ورد فيها من كلام صريح أو بسبب مكانة المتحدث. فهو قائد أعلى في القوات المسلحة الإيرانية، المظلة التي تضم الجيش والحرس الثوري، وله سجل من الأدوار البارزة بما في ذلك القائد العام لقسم الإنترنت في القوات المسلحة.

وأشرف إسباطي في سوريا على العمليات العسكرية الإيرانية، ونسّق عن قرب مع الوزراء السوريين ومسؤولي الدفاع ومع الجنرالات الروس، متجاوزا حتى القائد العام لفيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يشرف على شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران.

ونقلت الصحيفة عن مهدي رحمتي، المحلل البارز في طهران والخبير في الشؤون السورية، قوله في مقابلة هاتفية، إن خطاب الجنرال إسباطي كان مهما لأنه أظهر أن بعض كبار المسؤولين لديهم الجرأة للخروج عن الدعاية الحكومية والتحدث بصراحة مع الجمهور. وقال رحمتي: “الجميع يتحدثون عن خطابه في اللقاءات ويتساءلون عن سبب حديثه عن هذه الأشياء، وبخاصة من على منبر عام. وقدم بوضوح ما حدث لإيران وأين تقف الآن، وبطريقة تحذر السياسة المحلية”.

وقال الجنرال إسباطي إن انهيار نظام الأسد كان محتوما نظرا للفساد والقمع السياسي والضائقة الاقتصادية التي تواجه الناس، من انقطاع الكهرباء إلى الرواتب القليلة.

وأضاف أن الأسد تجاهل التحذيرات التي طالبته بالإصلاح. وعلق المحلل رحمتي أن مقارنة ما قاله الجنرال بالوضع الحالي في إيران لا يمكن تجاهلها.

وعلى الرغم من تأكيدات الجنرال بشأن تفعيل الشبكات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما الذي تستطيع إيران أن تفعله في سوريا، نظرا للمعارضة العامة والسياسية التي واجهتها في البلاد، والتحديات التي تواجهها في الوصول إليها، برا أو جوا. وحذرت إسرائيل من أنها ستدمر أي جهود إيرانية تكتشفها على الأرض في سوريا.

وبينما تتمتع إيران بخبرة العمل في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، بما في ذلك زرع الاضطرابات، فإن الجغرافيا والمشهد السياسي في سوريا يختلفان كثيرا، وهو ما يطرح المزيد من التحديات.

وقال عضو في الحرس الثوري قضى سنوات في العراق كإستراتيجي عسكري، في مقابلة هاتفية، إن تعليقات الجنرال إسباطي حول تجنيد إيران للمتمردين طموحة وليست عملية في هذه المرحلة.

وقال إنه في حين اعترف الجنرال إسباطي بالهزيمة المنكرة، فإنه سعى أيضا إلى تعزيز الروح المعنوية وتهدئة المحافظين الذين يطالبون إيران بتحرك أقوى.

وقال المسؤول في الحرس الثوري، إن سياسة إيران لم تحسم بعد، ولكن تم التوصل إلى إجماع في الاجتماعات التي حضرها، حيث تمت مناقشة الاستراتيجية.

وقال إن إيران ستستفيد إذا انزلقت سوريا إلى الفوضى؛ لأنها تعرف كيف تعمل وتضمن مصالحها في مشهد مضطرب. ويتمتع الحرس الثوري في إيران بسلطة تحديد السياسة الإقليمية وتجاوز وزارة الخارجية.

إلا أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، له الكلمة الأخيرة في الأمور الرئيسية للدولة. وقال في خطابين على الأقل منذ سقوط الأسد، إن المقاومة لم تمت في سوريا، مضيفا أن شباب سوريا سيستعيدون بلادهم من “المتمردين”، الذين وصفهم بعملاء إسرائيل والولايات المتحدة.

وكان الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي أكثر ميلا إلى المصالحة، حيث قالا إنهما يفضلان الاستقرار في سوريا والعلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الجديدة.

وشغل التوتر المحيط بهذه الآراء المتنافسة بشأن سوريا المسؤولين، إلى درجة أنهم قاموا بحملة للتحكم بالأزمة.

وألقى كبار القادة العسكريين والخبراء المقربون من الحكومة، خطابات وعقدوا جلسات أسئلة وأجوبة مع الجماهير في المساجد ومراكز المجتمع في العديد من المدن.

وألقى الجنرال إسباطي خطابه في 31 كانون الأول/ ديسمبر، أمام ضباط الجيش والمصلين بالمسحد. وكان عنوان خطابه: “الإجابة على الأسئلة حول انهيار سوريا”. وبدأت الجلسة عندما أخبر الجنرال إسباطي الحشد أنه غادر سوريا على متن آخر طائرة عسكرية إلى طهران في الليلة التي سبقت سقوط دمشق في أيدي المعارضة.

وانتهت الجلسة بإجابته على أسئلة من الحاضرين. وقدم تقييمه الأكثر جدية للقدرة العسكرية الإيرانية في محاربة إسرائيل والولايات المتحدة.

وعندما سئل عما إذا كانت إيران سترد على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل، أجاب بأن إيران ردت بالفعل، في إشارة إلى وابل الصواريخ الذي أطلقته في الخريف الماضي. وعندما سئل عما إذا كانت إيران تخطط لتنفيذ جولة ثالثة من الضربات المباشرة على إسرائيل، قال إن “الوضع” لا يمكنه أن يتحمل وبشكل واقعي هجوما آخر على إسرائيل.

وعندما سئل عن سبب عدم إطلاق إيران صواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، قال إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى شن الولايات المتحدة هجمات انتقامية أكبر على إيران وحلفائها، مضيفا أن الصواريخ الإيرانية العادية -وليس المتقدمة- لا يمكنها اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية المتقدمة.

وعلى الرغم من هذه التقييمات، قال الجنرال إسباطي إنه يريد أن يطمئن الجميع بعدم القلق، واعتبر أن إيران وحلفاءها يحتفظون باليد العليا على الأرض.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :