إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • توغل إسرائيلي جديد: ترسيخ السيطرة على مساحة 600 كم وزرع أجهزة تجسس لتتبع الإدارة السورية الجديدة

توغل إسرائيلي جديد: ترسيخ السيطرة على مساحة 600 كم وزرع أجهزة تجسس لتتبع الإدارة السورية الجديدة


عمان جو - شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات، بعد منتصف ليل الأحد- الإثنين، على معبر غير شرعي بين مطربا السورية والقصر اللبنانية في ريف حمص الغربي.

وبحسب مصادر محلية، فإن جيش الاحتلال يواصل تنفيذ تحركاته العسكرية في تل أحمر الاستراتيجي بريف القنيطرة، معززاً وجوده في المنطقة، عبر فتح الطرقات، وإنشاء تحصينات، وسط تصاعد التوترات على الحدود.

وبث التلفزيون العربي الإثنين، صورا لتمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي على بعد 20 كيلومترا من العاصمة السورية.

وبحسب مصادر “القدس العربي”، فقد وسّع الجيش الإسرائيلي مناطق سيطرته في مرتفعات الجولان جنوب سوريا، بعد احتلاله الجانب الشرقي من جبل الشيخ والذي يشرف من أعلى قمته على لبنان وفلسطين والأردن وسوريا، كما دخل عدة بلدات في الجنوب السوري على الحدود، ودمر البنى التحتية والمرافق العسكرية، وكان آخر توغل له الأربعاء، بريف القنيطرة، حيث توغل جيش الاحتلال في موقع “التلول الحمر” بريف القنيطرة الشمالي، وسط سيطرته الجزئية على مدينة البعث، لتبلغ المساحة التي سيطرت عليها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، بحسب مصادر عسكرية لـ”القدس العربي” إلى 600 كم، بنسبة تصل إلى 1% من مساحة الجمهورية العربية السورية.

تثبيت 12 نقطة عسكرية والسيطرة على أهم الموارد المائية لسوريا والأردن

زاد عدد مرات التوغل البري الإسرائيلي المؤقت والمتقطع بعد الحرب على غزة، والتي يتم خلالها تنفيذ عمليات حفر وتجريف وفتح طرقات ورفع سواتر ترابية بهدف استكمال شق طريق “سوفا 53” وتأمينه.

لكن مع سقوط نظام الأسد المخلوع، تمكنت قوات من الجيش الإسرائيلي من الوصول وتثبيت السيطرة حتى دوار العلم وسط مدينة البعث، وتدشيم نقاط عسكرية لها، عند تلاقي مثلث أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة جنوب سوريا.

وذلك بحسب مصادر أمنية لـ”القدس العربي” فإن جيش الاحتلال بات يسيطر على من كل من قمة جبل الشيخ وقرية صيدا الجولان وقرية عابدين بريف درعا الغربي وقرية معريا بريف درعا الغربي، وقرية نافعة في حوض اليرموك وقرية كويا في الريف الغربي من محافظة درعا والدرعيات والبصالي وعين القاضي في ريف القنيطرة، وقرية المقرز وقرية أم باطنة وقرية جملة.

بالإضافة إلى سد المنطرة وقرية أم العظام وقرية العدنانية بالريف الغربي للقنيطرة، ومرتفع شارة الحرمون في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وهي أعلى قمة بجبل الشيخ، وقرية سويسة وبلدة الرفيد بريف القنيطرة الجنوبي حتى وصل عدد النقاط العسكرية الرئيسية الإسرائيلية في القنيطرة إلى 12 نقطة بقوام حاجز عند كل منها.

ومع سيطرة إسرائيل على سد المنطرة أكبر السدود جنوبي سوريا، تكون إسرائيل قد سيطرت على أبرز المسطحات المائية الهامة في المحافظة منها سد الشيخ حسين، وسد سحم، وسد الوحدة، وسد كودنا، وسد رويحينة، وسد بريقة. كما تكون قد أحكمت سيطرتها على منابع الأنهار ومجاريها المتواجدة في المنطقة، وأصبحت تهدد الأمن المائي لكل من سوريا والأردن. ومن المحتمل أن تستمر إسرائيل في تقدمها للوصول إلى تل الشحم الاستراتيجي والسيطرة عليه، خاصة أن القوات الإسرائيلية قد دخلت مدينة القنيطرة وفتشت كافة المراكز الأمنية التي كانت تعود لقوات النظام، ومؤسسات الدولة وطردت العاملين فيها، حيث تعكس تحركاتها بحسب مصادر “القدس العربي” إلى ما هو أبعد من تخوفاتها من طبيعة توجهات القوى الجديدة في سوريا التي تحمل الطابع الإسلامي وفق تقديراتها.

اتجاهات التحرك الميداني ونتائجه
يقول الخبير العسكري العميد أسعد الزعبي لـ”القدس العربي” إن التحرك البري الإسرائيلي اتخذ اتجاهين رئيسين بما يتناسب مع التطورات السياسية لكل منهما، ولكل منهما أهدافه، وفق التالي:

حصار حزب الله في لبنان

منطقة الانطلاق للهجوم باتجاه الشرق باتجاه بلدة حضر: حيث تحرك الجيش الإسرائيلي هنا على شكل تدخلات في عدة قرى وبلدات موازية لحدوده منها بلدات “الحرية – عين التينة – جباتا الخشب – الحميدية”، فعلى سبيل المثال تقدمت آلياته العسكرية في جباتا الخشب بمسافة تصل إلى 800 متر، على شكل لسان “طريق”، وعلى مسافة 300 متر جنوبا، شقت لساناً آخر، باتجاه بلدة الحرية، ثم وصلت بين اللسانين، لتصبح المنطقة بينهما تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وقامت بين الفترة والأخرى بالسيطرة على منطقة جديدة إلى حين توجهها باتجاه كودنا جنوبا، وأنشأت في تلك المناطق تحصينات وخنادق وطرق، وقواعد م/د، وقواعد دبابات، وطرق للمناورة، وبالتالي يدل ما قامت به من إنشاء سواتر ومرابط للدبابات والمدفعية على أنها تجهز نقطة انطلاق لهجوم لاحق، وهو ما تحقق بالفعل من خلال تقدمها باتجاه جبل الشيخ والسيطرة عليه، ووصولها إلى مرتفع الحرمون الذي يصل ارتفاعه إلى 2800 متر أعلى مرتفع في المنطقة، والتي تسيطر بموجبه على المنطقة بكاملها، وبالتالي فإن الأهمية الجغرافية لهذه المناطق هي التي تدفع إسرائيل للسيطرة عليها.

كما أنها كانت تهدف من تقدمها بهذا الاتجاه تجهزيها للقيام بهجوم انطلاقا من مرتفعات جبل الشيخ وصولا إلى قمة حرمون، ومن ثم أخذ اتجاه شمال غرب لقطع منطقة البقاع عن الجنوب، وبالتالي تقطع بهذا إمداد السلاح، وتحاصر حزب الله جنوب نهر الليطاني.

التحرك جنوبا باتجاه بلدة كودنا: بدأت باتجاه هذا المحور منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية في مناطق التماس مع سوريا تحسبا لأي تهديدات أمنية محتملة، وللحد من أي تحركات معادية من الأراضي السورية، آخذة بعين الاعتبار تزايد نشاط الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة آنذاك، والتخوف من إسناد الجبهة السورية سواء من قبل قوات النظام أو الميليشيات الإيرانية وتوظيف انتشارها ضد إسرائيل بالتزامن مع ما يجري في جنوب لبنان وإمكانية تطوير العمليات البرية المحدودة إلى عملية واسعة، ويتكامل ذلك مع استهداف إسرائيل للمعابر السورية اللبنانية الهادفة إسرائيل من ورائها تقديم منع وصول أي دعم عسكري من إيران عبر العراق وسوريا إلى الحزب في لبنان، إضافة إلى محاولة الجيش الإسرائيلي تطمين السكان الإسرائيليين بشكل خاص “السكان في المستوطنات في الجولان السوري”، وعدم رغبة قادة الكيان الإسرائيلي في تكرار تجربة إجلاء السكان التي نفذت في لبنان، وإعلان المنطقة على أنها “عسكرية مغلقة”، مستفيدة في كل ذلك من التفوق العسكري لقواتها على قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، حيث توجد بعد الخط الأزرق المنصوص عنه في اتفاقية فض الاشتباك عام 1974، من طرف إسرائيل خمسة فرق عسكرية، تمثل قوة هجومية محضرة ومجهزة بشكل جيد، بينما تجهيز الجبهة الجنوبية السورية منذ العام 2004 كان تجهيز بأدنى حالاته.

دوافع التوغل: زرع الأجهزة الخاصة بالتنصت والتجسس
يقول الكاتب الصحافي الفلسطيني مالك نبيل في حديث مع “القدس العربي” إن تدخل إسرائيل لا يقتصر على العمل العسكري في منطقة ما أو على تدميرها، وإن انسحبت منها لاحقا، ويعود ذلك بناء على تجربتها مع الفلسطينيين، فهي تعمل على زرع الأجهزة الخاصة بالتنصت والتجسس لأغراض أمنية واستخباراتية، وعملت خلال مرحلة إعادة إعمار الضاحية الجنوبية في بيروت 2006، على زرع الأجهزة الخاصة بالتتبع لنشاطات وتحركات عناصر حزب الله، الأمر الذي سهل عليها اغتيال زعيمه، ومن المحتمل تنفيذ هذه التجربة في سوريا لرغبتها في تتبع الإدارة السورية الجديدة، للحكم على تصرفاتها، بعد سقوط نظام الأسد الذي خبرته طيلة خمسين عاما. إضافة إلى تجربة إسرائيل في اختراق القانون الدولي دون أدنى درجات المحاسبة، سواء في غزة أو جنوب لبنان أو على حدودها الشمالية مع سوريا.

ويعتبر الكاتب الفلسطيني أيضا أن الانسحاب المفاجئ لوحدات النظام المنتشرة على الجانب السوري المقابل للكيان الإسرائيلي شكّل فرصة ثمينة لها لزيادة حجم توغلاتها البرية، في وقت لا تمتلك الإدارة الجديدة الوحدات العسكرية بحجم الوحدات العسكرية التابعة للنظام سواء من ناحية العدد والعتاد، وسمح لها غياب عناصر وحدات النظام السوري وحلفائه برفع وتيرة توغلاته دون الحسبان لأي مواجهة محتملة مع الإدارة الجديدة.

حماية مستوطنات الجولان
يعكس استمرار إسرائيل تنفيذ تقدمها البري داخل الأراضي السورية على الأقل على المدى المتوسط، بحسب الباحث في الشؤون العسكرية النقيب رشيد الحوراني لـ”القدس العربي”: أسباب أمنية تتمثل في إقامة طوق أمني لمستوطناتها التي أعلنت عن إنشائها في الجولان، أو لأسباب سياسية، تضعها على طاولة المفاوضات السياسية مع القوى الأخرى في ظل عدم محاسبتها من قبل المجتمع الدولي، وتأتي في مقدمة هذه الدول تركيا، التي كانت سباقة في التحذير من التمدد الإسرائيلي داخل الأراضي السورية وما يشكله من تهديد عليها.

مضيفا: “في الوقت التي تسعى فيه إسرائيل وفق وسائل إعلام تركيا بتنفيذ ممر داوود الذي يبدأ من جنوب سوريا ليصل إلى مناطق الإدارة الذاتية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” شرق سوريا، وما يعزز هذا الأمر ما أوصت به اللجنة الأمنية الإسرائيلية التي يرأسها يعقوب ناجل بعد سيطرة إدارة العمليات العسكرية على الحكم في سوريا، بـ”إجراء تحول إستراتيجي في جيش الدفاع الإسرائيلي، بتخصيص 70% من ميزانية الدفاع للعمليات الهجومية”.

تاريخ التوغل الإسرائيلي
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” قد أعلن في اليوم الأول لسقوط النظام السوري 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، انهيار اتفاق فض الاشتباك الموقع مع الجانب السوري في العام 1974 فيما يتعلق بمنطقة الجولان السوري المحتل، وأعطى أوامره بالسيطرة العسكرية على المنطقة العازلة. ثم أعلن الجيش أنه دخل عدة كيلومترات داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا ولا ينوي التوغل خارجها.

بدأت التوغلات العسكرية البرية داخل الأراضي السورية منذ أواخر العام 2022، وبلغت ذروتها في اليوم الذي أعقب سقوط النظام في قمة جبل الشيخ والسيطرة عليها. وأدت إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على مساحة تصل إلى 600كم، بنسبة تصل إلى حوالي 1% من مساحة الأراضي السورية، وتتوزع على محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة، وتضم قرى وتلالا وموارد طبيعية.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي بعد سقوط النظام أنه نفذ أكبر عملية جوية في تاريخه ضد مقدرات الجيش السوري. ووصلت عدد الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأراضي السورية، منذ سقوط بشار الأسد في صباح يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول إلى 498 غارة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شملت المطارات الحربية وما تحتويه من مستودعات وأسراب طائرات، ومنظومات دفاع جوي ورادارات ومحطات إشارة عسكرية، ومستودعات أسلحة وذخائر، ومراكز أبحاث علمية. واستهدفت آخر الغارات الجوية الإسرائيلية مؤخرا معامل الدفاع ومبنى البحوث العلمية قرب مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، بهدف تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في جميع أنحاء سوريا “صواريخ أرض جو – صواريخ أرض أرض – الصواريخ البحرية” بحسب تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”.

وتستمر الأعمال العسكرية الإسرائيلية الجوية والبرية، في ظل صمت محلي تتبناه الإدارة الجديدة في دمشق، وتجاهل الأمم المتحدة الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة.

وكانت قد توغلت قوات الاحتلال الأسبوع الفائت، داخل 4 بلدات في ريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا، وجرفت مواقع عسكرية كانت تتبع لقوات نظام الأسد. وبحسب مصادر محلية، فقد دخلت إلى بلدات العشة وأبو غارة ومزرعة الحيران، وجرّفت السواتر الترابية والدشم والغرف في كتيبة عسكرية في منطقة أبو غارة، إضافة إلى ثلاثة مواقع لسرايا قتالية أخرى في منطقة الحيران، قبل أن تنسحب آليات الاحتلال من المنطقة إلى الشريط الحدودي.

ويأتي ذلك، بعد إبلاغ القوات الإسرائيلية أهالي ريف القنيطرة، اعتبارها القرى التي سيطرت عليها، مناطق عسكرية، وتفجير مستودعات أسلحة وتدمير تحصينات باستخدام كاسحات الألغام والجرافات، كما طالبت الأهالي تسليم السلاح الذي تم الاستيلاء عليه من القطعات العسكرية في المنطقة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :