إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة… بين جني الثمار وكشف الحساب


عمان جو - بعد أكثر من 15 شهرًا من حرب راح ضحيتها نحو 47 ألف شهيد فلسطيني، أعلن الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، عن اتفاق من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وتوّج الاتفاق جهودًا مكثفة وجولات مكوكية من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين لإنهاء أطول جولة حرب في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأكثرها دموية، وإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين تحتجزهم “حماس” على مراحل، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، كما سيسمح لمئات الآلاف من النازحين في غزة بالعودة إلى ما تبقى من ديارهم. كما أنه سيؤدي إلى تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة.

ترامب: لقد حققنا الكثير حتى دون أن نكون في البيت الأبيض. تخيلوا فقط كل الأشياء الرائعة التي ستحدث عندما أعود إلى البيت الأبيض

وبينما توالت المواقف العربية والدولية المرحبة بالاتفاق، سعى الرئيسان الأمريكيان المنتهية ولايته، جو بايدن، والمنتخب، دونالد ترامب، لنسب الفضل لنفسيهما ولإدارتيهما في التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأكد ترامب أنه كان “القوة المحركة” وراء الاتفاق، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “لم يكن من الممكن أن يحدث هذا الاتفاق الملحمي لوقف إطلاق النار إلا نتيجة لانتصارنا التاريخي (في الانتخابات) في نوفمبر، حيث أشار إلى العالم بأسره إلى أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على صفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا… يسعدني أن الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين سيعودون إلى ديارهم ليلتئم شملهم مع عائلاتهم وأحبائهم”.

وتابع ترامب: “لقد حققنا الكثير حتى دون أن نكون في البيت الأبيض. تخيلوا فقط كل الأشياء الرائعة التي ستحدث عندما أعود إلى البيت الأبيض”.

في حين ركز بايدن على أن الاتفاق تم التوصل إليه بموجب “الخطوط العريضة والمحددة” التي أعلن عنها في أواخر مايو/أيار الماضي.

وعلى الجانب الآخر، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذرًا ولم يعلق سوى بعبارات غامضة تشي بأن الأمور لم تحسم بعد.

وقال مكتب نتنياهو إن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال غير مكتمل، وإنه يتم العمل على تفاصيله النهائية، علمًا بأنه يجب أن يحظى بموافقة مجلس الوزراء.

وكشف مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن هذه التفاصيل تتركز حول تأكيد قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مكتب نتنياهو أنه سيصدر بيانًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة بمجرد الانتهاء من التفاصيل النهائية.

وبحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن هذه التفاصيل تشمل “أمورًا تقنية”، مثل التحديد الدقيق لقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

ويعزو محللون حَذَرَ نتنياهو في الإعلان عن موقفه لتهديدات أقطاب في حكومته الائتلافية بالانسحاب من الحكومة حال عدم ضمان أي اتفاق مع “حماس” العودة للقتال واحتلال أجزاء من قطاع غزة.

ويرى سكوت لوكاس، الخبير في الصراع بالشرق الأوسط في كلية دبلن الجامعية، أنه إذا تخلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو العقبة التي طالما حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي، عن اعتراضاته، فقد يواجه اضطرابات داخل حكومته من أعضاء اليمين المتشدد.

وأشار لوكاس إلى أن الاتفاق، الذي تم الإعلان عنه الأربعاء، كان قد طرح في مايو/أيار الماضي، وتمت مناقشته خلال الصيف. وأضاف أنه في سبتمبر/أيلول، عاد أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين، وهو رئيس الموساد ديفيد برنياع، إلى قطر وسط آمال بالتوصل إلى حل، لكن نتنياهو أضاف بعد ذلك شرطًا يقضي بمواصلة القوات الإسرائيلية احتلالها لمنطقتين في غزة، وهما محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على طول الحدود مع مصر، ومحور نتساريم عبر وسط القطاع.

ومن غير الواضح لماذا يبدو أن نتنياهو قرر الآن قبول وقف إطلاق النار. وتشير بعض التقارير إلى اجتماع مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب. لكن ترامب أعطى نتنياهو فعليًا شيكًا على بياض في تشرين الأول/أكتوبر، قائلًا: “بيبي، افعل ما عليك فعله”.

ويتعرض نتنياهو، منذ أشهر، لضغوط من أعضاء سابقين في حكومة الحرب، مثل بيني غانتس ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت، وكذلك من أحزاب المعارضة ومن قطاعات في المجتمع الإسرائيلي، لا سيّما عائلات الرهائن.

ويرى لوكاس أن نتنياهو، الذي لطالما قاوم هذه الضغوط، مفضلًا الحرب المفتوحة من أجل تدمير “حماس” بشكل مطلق، قد يقدم الاتفاق على أنه خطوة براغماتية، نظرًا لتغير السلطة في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإنه يواجه احتمال أن يقوده وقف إطلاق النار إلى إجراء انتخابات مبكرة مع تصدع حكومته. وقد يعني ذلك عودة التركيز على محاكمته بتهم الفساد وتلقي رشاوى وتقديم كشف حساب عن كل ما سبق.

إدارة ترامب أشارت إلى أنها ستقبل بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، ما قد يجعل الوزيرين بن غفير وسموتريتش، يتخليان عن أي اعتراضات على وقف النار

وتثار العديد من التساؤلات بشأن الإغراءات التي قدمها ترامب لنتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار وتحقيق أحد الوعود الانتخابية التي طرحها الرئيس الأمريكي المنتخب قبل أشهر.

وهنا يرجح لوكاس أن يكون أحد الاحتمالات هو أن إدارة ترامب أشارت إلى أنها ستقبل بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهو ما قد يجعل الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتشددين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يتخليان عن أي اعتراضات على وقف إطلاق النار.

ووسط تلك التفسيرات وغيرها، يأمل نحو مليوني فلسطيني في غزة أن يمضي الاتفاق المعلن قدمًا، وأن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ كما هو مقرر، يوم الأحد الساعة 12:15 ظهرًا (10:15 بتوقيت جرينتش)، إيذانًا بتدشين المرحلة الأولى منه، والتي تستمر لمدة 42 يومًا، لالتقاط الأنفاس من عمليات القصف المتواصلة، وكذلك تمني عائلات المحتجزين الإسرائيليين النفس بلقاء يجمعهم بذويهم سواء أحياء أو أموات.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :