مرموش .. كيف يعيد الجوكر المصري جوارديولا وهالاند من الموت؟
عمان جو - بات انتقال المصري عمر مرموش، نجم آينتراخت فرانكفورت، إلى صفوف مانشستر سيتي، وشيكًا، وهي الصفقة التي يبحث عنها بيب جوارديولا، مدرب السماوي، ونجمه إيرلينج هالاند.
وفرض مرموش نفسه، نجمًا في أوروبا منذ بداية الموسم الجاري، حيث تفوق على معظم أباطرة التهديف بالدوريات الخمس الكبرى، مما لفت الأنظار إليه بقوة.
وحسب تقارير صحفية موثوقة، فقد توصل مانشستر سيتي لاتفاق مع فرانكفورت لضم مرموش خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية، بعد مفاوضات لم تستمر طويلًا، بمقابل لن يقل عن 80 مليون يورو.
وغاب مرموش عن مباراة بوروسيا دورتموند، مساء اليوم الجمعة، ضمن الجولة 18 من الدوري الألماني، في إشارة لاقتراب رحيله، إذ من المتوقع الإعلان عن الصفقة في أي وقت.
أمير مصري
سيكون مرموش بمثابة صفقة الإنقاذ لموسم السيتي، الذي يمر بهبوط كبير في المستوى، أبعده عن المربع الذهبي للبريميرليج لأول مرة منذ فترة طويلة، حيث يدرك جوارديولا أن اللاعب المصري يستحق كل يورو سيدفعه النادي.
وسيجد ابن 25 عامًا، نفسه في منافسة تهديفية مباشرة مع مواطنه محمد صلاح نجم ليفربول، صاحب الأرقام التاريخية في الدوري الإنجليزي، وإذا كانت جماهير الريدز تُلقب "مو" بـ "الملك المصري"، فإن أنصار قلعة الاتحاد، أصبح لديهم أميرًا من بلاد الفراعنة.
وضع مرموش في مصاف صلاح، لا يعد مبالغة، بالنظر إلى الأرقام التي يقدمها النجم القادم من الدوري الألماني، حيث تفوق على هدّاف الريدز أكثر من مرة خلال الموسم الحالي، فيما يعتبر حسام حسن مدرب المنتخب المصري، الأكثر سعادة بهذا التألق قبل كأس أمم أفريقيا 2025.
وساهم مرموش في 24 هدفًا خلال 17 مباراة لعبها بالدوري الألماني، إذ سجل 15 هدفًا (أقل بهدف واحد عن الهدّاف الحالي هاري كين نجم بايرن ميونخ)، وقدم 9 تمريرات حاسمة، أكثر من أي لاعب آخر بالمسابقة.
ولا يتفوق على عمر مرموش، في المساهمة بالأهداف على مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى، سوى محمد صلاح، الذي ساهم في 31 هدفًا.
كما أن مرموش كان ثاني لاعب في الدوريات الكبرى لهذا الموسم، يصل إلى رقم مزدوج من الأهداف والتمريرات الحاسمة، يوم 10 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، بعد يوم واحد من تحقيق صلاح هذا الإنجاز.
وعلى مستوى كل البطولات، خاض مرموش 26 مباراة، سجل 20 هدفًا، وصنع 13 (بإجمالي 33 مساهمة)، أي أن النجم المصري يساهم بالأهداف بمعدل 1.2 هدف في المباراة الواحدة.
جيراسي الجديد
المتابع للدوري الألماني سيعرف أن مرموش يكرر حاليًا سيناريو الغيني سيرهو جيراسي نجم شتوتجارت، الذي انفجر تهديفيًا الموسم الماضي، وتفوق على كبار الدوريات الأوروبية، وأنهى الموسم برصيد 28 هدفًا في 28 مباراة، بمعدل هدف كل مباراة.
وفي كل البطولات، سجل سيرهو جيراسي 30 هدفًا في 30 مباراة، إضافة إلى 3 تمريرات حاسمة.
هذه الأرقام قادت المهاجم الغيني للانتقال إلى بوروسيا دورتموند، الذي يعتبره الكثيرون، بوابة النجوم نحو الأندية الكبرى، كما حدث مع لاعبين مثل إيرلينج هالاند وجود بيلينجهام وعثمان ديمبلي.
ويواصل جيراسي، توهجه مع أسود الفستيفال هذا الموسم، إذ سجل 13 هدفًا وصنع 4 آخرين، في 21 مباراة بكل البطولات.
وإذا كان جيراسي، 28 عامًا، اتخذ خطوة إلى الأمام تمهيدًا لانضمامه لفريق أوروبي أكبر، فإن مرموش اختصر تلك الخطوة بانتقاله إلى العملاق الإنجليزي، مستفيدًا من الظروف التي يمر بها الفريق، مما أجبره على البحث عن دماء جديدة.
ومع ذلك، فمن غير المنصف، القول إن تألق مرموش جاء فجأة هذا الموسم، وإنما يمكن اعتباره نتيجة مبهرة لتدرجه في المستوى، بعد أن سجل 12 هدفًا، وصنع 6 في 29 مباراة خلال الموسم الماضي.
أفضل من ألفاريز
تراجع أداء السيتي هذا الموسم، له أسباب عدة، فبجانب إصابة رودري، لاعب الوسط المؤثر، وحالة التشبع من البطولات لدى لاعبي الفريق، فإن فشل النادي في تعويض اللاعبين الراحلين مع بداية الموسم، ربما لعب دورًا أيضًا.
وأبرز هؤلاء اللاعبين هو الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي كان يلعب مجموعة أدوار هجومية مميزة بجانب هالاند في الموسم الماضي، وكان ينقذ الفريق عند إخفاق النجم النرويجي بسبب الرقابة اللصيقة عليه.
وطلب ألفاريز، الرحيل، بحثًا عن اللعب بشكل منتظم بدلًا من أن يبقى في "ظل" هالاند، ومهددًا في أي وقت بالاستبعاد من التشكيل وفقًا لظروف المباريات.
لكن المهاجم الأرجنتيني ومانشستر سيتي لم يدركا أن تلك الخطوة ستأتي بالسلب عليهما هذا الموسم، فلا حامل لقب الدوري الإنجليزي استطاع تعويض اللاعب، ولا جوليان نفسه تألق بشكل ملحوظ مع ناديه الجديد أتلتيكو مدريد.
وربما يكون الهدف الأول لجوارديولا من وراء التعاقد مع مرموش، إيجاد بديل يلعب نفس الأدوار التي كان يقوم بها ألفاريز في خط الهجوم، بمعنى أن يكون مهاجمًا ثانيًا خلف هالاند، أو يقوم بنفسه بدور رأس الحربة الصريح عندما يستريح الهدّاف النرويجي.
ولعل حالة العزلة التي ظهر عليها هالاند في هجوم السيتي خلال النصف الأول من الموسم، قد دفعت جوارديولا لمحاولة إصلاح خطأ التفريط في ألفاريز بمجرد فتح نافذة الانتقالات، حيث يأمل في تدارك الأمور قبل كأس العالم للأندية في يونيو/حزيران المقبل.
وحسب أرقام شبكة "أوبتا"، فإن مرموش يقدم هذا الموسم مع فرانكفورت، أرقامًا مشابهة لتلك التي كان يقدمها ألفاريز مع السيتي في الموسم الماضي، بل إنه يتفوق عليه في بعضها.
ولعب مرموش في الدوري الألماني هذا الموسم، 1454 دقيقة، سجل خلالها 17 هدفًا، وبالتالي فإن معدله التهديفي في المباراة الواحدة 0.9 هدف لكل 90 دقيقة، مقابل 0.4 هدف لألفاريز، الذي لعب 2657 دقيقة في الدوري الإنجليزي.
ويقدم مرموش 0.6 تمريرة حاسمة كل 90 دقيقة، مقابل 0.3 لألفاريز، لكن الأرجنتيني يتفوق في معدل صناعة الفرص، إذ قدم 2.3 فرصة أمام فرصتين للنجم المصري في كل مباراة.
ويقوم مرموش بما معدله 5.6 مراوغة صحيحة في كل مباراة، مقابل 1.5 فقط لألفاريز، فيما يكسب نجم فرانكفورت، الاستحواذ، بمعدل 3 مرات في المباراة، مقابل 3.3 لمهاجم أتلتيكو مدريد.
كذلك يتفوق عمر مرموش، على مستوى التسديدات على المرمى، بمعدل 4.7 تسديدة مقابل 3.3 لألفاريز.
ويأمل جوارديولا أن يستفيد من معدل مرموش التهديفي، حيث يواجه الفريق، أزمة هجومية تتمثل في فشل تحويل التسديدات إلى أهداف، رغم أنه أكثر فريق في الدوري الإنجليزي تسديدًا على المرمى (363 تسديدة)، وفقًا لإحصائيات "أوبتا".
حامل اللقب يسدد بمعدل 17.29 كرة تجاه المرمى في كل مباراة، لكنه يحول 10.47% فقط من هذه التسديدات إلى أهداف، ويتفوق عليه 11 فريقًا في هذا الجانب، علمًا بأن هذا أضعف معدل للفريق منذ موسم 2012-2013 (10%).
على خطى ميسي
وبخلاف ذلك، يملك مرموش، ميزة أخرى، لم تكن موجودة لدى النجم الأرجنتيني، وهي إجادة الركلات الثابتة سواء بالتسجيل من ركلات حرة أو حتى الصناعة بركنيات متقنة.
وتكفي الإشارة إلى أن مرموش هو أول لاعب من الدوريات الخمس الكبرى، يسجل من ركلة حرة، في 3 مباريات متتالية، منذ أن فعلها ليونيل ميسي مع برشلونة عام 2019.
كما أنه أكثر لاعبي الدوريات الكبرى في الموسم الحالي، تسجيلًا للأهداف بهذه الطريقة (3 أهداف).
إضافة إلى ذلك، فإنه من الصعب على المدافعين، استخلاص الكرة من مرموش، لذلك يضطر بعضهم لارتكاب مخالفات على حدود منطقة الجزاء، يستغلها اللاعب المصري للتسجيل، علمًا بأنه حصل على 71 ركلة حرة في كل البطولات هذا الموسم، حسب "أوبتا".
مفتاح عودة هالاند
يزعم البعض أن مرموش قد يختفي في ظل هالاند، ويخفت نجمه بعد اللعب بجوار "السفاح" النرويجي، أو أن النجم المصري ليس مستعدًا لقفزة من هذا النوع، لكن الواقع يقول إن بإمكانهما تكوين شراكة هجومية مرعبة، يمكن أن تعيد السيتي لمساره الصحيح.
وكما هو حال مانشستر سيتي، لا يمر هالاند بأفضل فتراته، ويحتاج لدفعة من أجل العودة لمستواه المعروف عنه قبل الأسابيع الحاسمة من الموسم.. الخبر السعيد للمهاجم النرويجي أن الوافد الجديد يملك المفتاح.
مرموش هو واحد من 7 لاعبين فقط في الدوري الألماني هذا الموسم، استطاعوا خلق 35 فرصة تهديفية أو أكثر، وبالتالي فإنه لا يسجل فقط وإنما يساعد زملاءه على التألق.
ليس هذا فحسب، وإنما سيزيد تفاؤل هالاند أكثر، إذا علم أن مرموش صنع 5 من أصل 12 هدفًا سجلها هوجو إيكيتيكي مهاجم فرانكفورت الصريح.
إضافة إلى ذلك، فإن مرموش يمنح جوارديولا، مرونة تكتيكية كبيرة بإجادته اللعب كرأس حربة، ومهاجم ثان، وجناح أيسر، وصانع ألعاب، وبالتالي فلا مشكلة من تواجده مع هالاند في تشكيل واحد.
ويبدو هالاند في أمّس الحاجة لمساعدة مرموش، خصوصًا إذا علمنا أنه سجل 10 أهداف في أول 5 مباريات بالبريميرليج هذا الموسم، بينما أحرز 4 أهداف فقط في آخر 10 مواجهات، الأمر الذي أفقده صدارة ترتيب الهدّافين لصالح صلاح.
تحدٍ صعب
ومع ذلك، لن يكون طريق مرموش مفروشًا بالورود نحو التألق في دوري صعب، فشل فيه لاعبون كانوا نجومًا في دوريات أخرى.
أصعب تحدٍ سيواجه نجم الفراعنة، هو التكيف مع طريقة لعب جوارديولا المعقدة مع السيتي، والتي تعتمد في الأساس على امتلاك الكرة.
ويعتبر السيتي، أكثر فرق البريميرليج استحواذًا حتى الآن بمتوسط 61.24%، فيما يحتل المركز الرابع بهذه القائمة بين فرق الدوريات الكبرى، حسب "أوبتا".
بينما طريقة فرانكفورت لا تعتمد على الاستحواذ، حيث استحوذ الفريق بمتوسط 50.46%، وتسبقه 7 أندية في الدوري الألماني بهذه القائمة.
وفرض مرموش نفسه، نجمًا في أوروبا منذ بداية الموسم الجاري، حيث تفوق على معظم أباطرة التهديف بالدوريات الخمس الكبرى، مما لفت الأنظار إليه بقوة.
وحسب تقارير صحفية موثوقة، فقد توصل مانشستر سيتي لاتفاق مع فرانكفورت لضم مرموش خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية، بعد مفاوضات لم تستمر طويلًا، بمقابل لن يقل عن 80 مليون يورو.
وغاب مرموش عن مباراة بوروسيا دورتموند، مساء اليوم الجمعة، ضمن الجولة 18 من الدوري الألماني، في إشارة لاقتراب رحيله، إذ من المتوقع الإعلان عن الصفقة في أي وقت.
أمير مصري
سيكون مرموش بمثابة صفقة الإنقاذ لموسم السيتي، الذي يمر بهبوط كبير في المستوى، أبعده عن المربع الذهبي للبريميرليج لأول مرة منذ فترة طويلة، حيث يدرك جوارديولا أن اللاعب المصري يستحق كل يورو سيدفعه النادي.
وسيجد ابن 25 عامًا، نفسه في منافسة تهديفية مباشرة مع مواطنه محمد صلاح نجم ليفربول، صاحب الأرقام التاريخية في الدوري الإنجليزي، وإذا كانت جماهير الريدز تُلقب "مو" بـ "الملك المصري"، فإن أنصار قلعة الاتحاد، أصبح لديهم أميرًا من بلاد الفراعنة.
وضع مرموش في مصاف صلاح، لا يعد مبالغة، بالنظر إلى الأرقام التي يقدمها النجم القادم من الدوري الألماني، حيث تفوق على هدّاف الريدز أكثر من مرة خلال الموسم الحالي، فيما يعتبر حسام حسن مدرب المنتخب المصري، الأكثر سعادة بهذا التألق قبل كأس أمم أفريقيا 2025.
وساهم مرموش في 24 هدفًا خلال 17 مباراة لعبها بالدوري الألماني، إذ سجل 15 هدفًا (أقل بهدف واحد عن الهدّاف الحالي هاري كين نجم بايرن ميونخ)، وقدم 9 تمريرات حاسمة، أكثر من أي لاعب آخر بالمسابقة.
ولا يتفوق على عمر مرموش، في المساهمة بالأهداف على مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى، سوى محمد صلاح، الذي ساهم في 31 هدفًا.
كما أن مرموش كان ثاني لاعب في الدوريات الكبرى لهذا الموسم، يصل إلى رقم مزدوج من الأهداف والتمريرات الحاسمة، يوم 10 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، بعد يوم واحد من تحقيق صلاح هذا الإنجاز.
وعلى مستوى كل البطولات، خاض مرموش 26 مباراة، سجل 20 هدفًا، وصنع 13 (بإجمالي 33 مساهمة)، أي أن النجم المصري يساهم بالأهداف بمعدل 1.2 هدف في المباراة الواحدة.
جيراسي الجديد
المتابع للدوري الألماني سيعرف أن مرموش يكرر حاليًا سيناريو الغيني سيرهو جيراسي نجم شتوتجارت، الذي انفجر تهديفيًا الموسم الماضي، وتفوق على كبار الدوريات الأوروبية، وأنهى الموسم برصيد 28 هدفًا في 28 مباراة، بمعدل هدف كل مباراة.
وفي كل البطولات، سجل سيرهو جيراسي 30 هدفًا في 30 مباراة، إضافة إلى 3 تمريرات حاسمة.
هذه الأرقام قادت المهاجم الغيني للانتقال إلى بوروسيا دورتموند، الذي يعتبره الكثيرون، بوابة النجوم نحو الأندية الكبرى، كما حدث مع لاعبين مثل إيرلينج هالاند وجود بيلينجهام وعثمان ديمبلي.
ويواصل جيراسي، توهجه مع أسود الفستيفال هذا الموسم، إذ سجل 13 هدفًا وصنع 4 آخرين، في 21 مباراة بكل البطولات.
وإذا كان جيراسي، 28 عامًا، اتخذ خطوة إلى الأمام تمهيدًا لانضمامه لفريق أوروبي أكبر، فإن مرموش اختصر تلك الخطوة بانتقاله إلى العملاق الإنجليزي، مستفيدًا من الظروف التي يمر بها الفريق، مما أجبره على البحث عن دماء جديدة.
ومع ذلك، فمن غير المنصف، القول إن تألق مرموش جاء فجأة هذا الموسم، وإنما يمكن اعتباره نتيجة مبهرة لتدرجه في المستوى، بعد أن سجل 12 هدفًا، وصنع 6 في 29 مباراة خلال الموسم الماضي.
أفضل من ألفاريز
تراجع أداء السيتي هذا الموسم، له أسباب عدة، فبجانب إصابة رودري، لاعب الوسط المؤثر، وحالة التشبع من البطولات لدى لاعبي الفريق، فإن فشل النادي في تعويض اللاعبين الراحلين مع بداية الموسم، ربما لعب دورًا أيضًا.
وأبرز هؤلاء اللاعبين هو الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي كان يلعب مجموعة أدوار هجومية مميزة بجانب هالاند في الموسم الماضي، وكان ينقذ الفريق عند إخفاق النجم النرويجي بسبب الرقابة اللصيقة عليه.
وطلب ألفاريز، الرحيل، بحثًا عن اللعب بشكل منتظم بدلًا من أن يبقى في "ظل" هالاند، ومهددًا في أي وقت بالاستبعاد من التشكيل وفقًا لظروف المباريات.
لكن المهاجم الأرجنتيني ومانشستر سيتي لم يدركا أن تلك الخطوة ستأتي بالسلب عليهما هذا الموسم، فلا حامل لقب الدوري الإنجليزي استطاع تعويض اللاعب، ولا جوليان نفسه تألق بشكل ملحوظ مع ناديه الجديد أتلتيكو مدريد.
وربما يكون الهدف الأول لجوارديولا من وراء التعاقد مع مرموش، إيجاد بديل يلعب نفس الأدوار التي كان يقوم بها ألفاريز في خط الهجوم، بمعنى أن يكون مهاجمًا ثانيًا خلف هالاند، أو يقوم بنفسه بدور رأس الحربة الصريح عندما يستريح الهدّاف النرويجي.
ولعل حالة العزلة التي ظهر عليها هالاند في هجوم السيتي خلال النصف الأول من الموسم، قد دفعت جوارديولا لمحاولة إصلاح خطأ التفريط في ألفاريز بمجرد فتح نافذة الانتقالات، حيث يأمل في تدارك الأمور قبل كأس العالم للأندية في يونيو/حزيران المقبل.
وحسب أرقام شبكة "أوبتا"، فإن مرموش يقدم هذا الموسم مع فرانكفورت، أرقامًا مشابهة لتلك التي كان يقدمها ألفاريز مع السيتي في الموسم الماضي، بل إنه يتفوق عليه في بعضها.
ولعب مرموش في الدوري الألماني هذا الموسم، 1454 دقيقة، سجل خلالها 17 هدفًا، وبالتالي فإن معدله التهديفي في المباراة الواحدة 0.9 هدف لكل 90 دقيقة، مقابل 0.4 هدف لألفاريز، الذي لعب 2657 دقيقة في الدوري الإنجليزي.
ويقدم مرموش 0.6 تمريرة حاسمة كل 90 دقيقة، مقابل 0.3 لألفاريز، لكن الأرجنتيني يتفوق في معدل صناعة الفرص، إذ قدم 2.3 فرصة أمام فرصتين للنجم المصري في كل مباراة.
ويقوم مرموش بما معدله 5.6 مراوغة صحيحة في كل مباراة، مقابل 1.5 فقط لألفاريز، فيما يكسب نجم فرانكفورت، الاستحواذ، بمعدل 3 مرات في المباراة، مقابل 3.3 لمهاجم أتلتيكو مدريد.
كذلك يتفوق عمر مرموش، على مستوى التسديدات على المرمى، بمعدل 4.7 تسديدة مقابل 3.3 لألفاريز.
ويأمل جوارديولا أن يستفيد من معدل مرموش التهديفي، حيث يواجه الفريق، أزمة هجومية تتمثل في فشل تحويل التسديدات إلى أهداف، رغم أنه أكثر فريق في الدوري الإنجليزي تسديدًا على المرمى (363 تسديدة)، وفقًا لإحصائيات "أوبتا".
حامل اللقب يسدد بمعدل 17.29 كرة تجاه المرمى في كل مباراة، لكنه يحول 10.47% فقط من هذه التسديدات إلى أهداف، ويتفوق عليه 11 فريقًا في هذا الجانب، علمًا بأن هذا أضعف معدل للفريق منذ موسم 2012-2013 (10%).
على خطى ميسي
وبخلاف ذلك، يملك مرموش، ميزة أخرى، لم تكن موجودة لدى النجم الأرجنتيني، وهي إجادة الركلات الثابتة سواء بالتسجيل من ركلات حرة أو حتى الصناعة بركنيات متقنة.
وتكفي الإشارة إلى أن مرموش هو أول لاعب من الدوريات الخمس الكبرى، يسجل من ركلة حرة، في 3 مباريات متتالية، منذ أن فعلها ليونيل ميسي مع برشلونة عام 2019.
كما أنه أكثر لاعبي الدوريات الكبرى في الموسم الحالي، تسجيلًا للأهداف بهذه الطريقة (3 أهداف).
إضافة إلى ذلك، فإنه من الصعب على المدافعين، استخلاص الكرة من مرموش، لذلك يضطر بعضهم لارتكاب مخالفات على حدود منطقة الجزاء، يستغلها اللاعب المصري للتسجيل، علمًا بأنه حصل على 71 ركلة حرة في كل البطولات هذا الموسم، حسب "أوبتا".
مفتاح عودة هالاند
يزعم البعض أن مرموش قد يختفي في ظل هالاند، ويخفت نجمه بعد اللعب بجوار "السفاح" النرويجي، أو أن النجم المصري ليس مستعدًا لقفزة من هذا النوع، لكن الواقع يقول إن بإمكانهما تكوين شراكة هجومية مرعبة، يمكن أن تعيد السيتي لمساره الصحيح.
وكما هو حال مانشستر سيتي، لا يمر هالاند بأفضل فتراته، ويحتاج لدفعة من أجل العودة لمستواه المعروف عنه قبل الأسابيع الحاسمة من الموسم.. الخبر السعيد للمهاجم النرويجي أن الوافد الجديد يملك المفتاح.
مرموش هو واحد من 7 لاعبين فقط في الدوري الألماني هذا الموسم، استطاعوا خلق 35 فرصة تهديفية أو أكثر، وبالتالي فإنه لا يسجل فقط وإنما يساعد زملاءه على التألق.
ليس هذا فحسب، وإنما سيزيد تفاؤل هالاند أكثر، إذا علم أن مرموش صنع 5 من أصل 12 هدفًا سجلها هوجو إيكيتيكي مهاجم فرانكفورت الصريح.
إضافة إلى ذلك، فإن مرموش يمنح جوارديولا، مرونة تكتيكية كبيرة بإجادته اللعب كرأس حربة، ومهاجم ثان، وجناح أيسر، وصانع ألعاب، وبالتالي فلا مشكلة من تواجده مع هالاند في تشكيل واحد.
ويبدو هالاند في أمّس الحاجة لمساعدة مرموش، خصوصًا إذا علمنا أنه سجل 10 أهداف في أول 5 مباريات بالبريميرليج هذا الموسم، بينما أحرز 4 أهداف فقط في آخر 10 مواجهات، الأمر الذي أفقده صدارة ترتيب الهدّافين لصالح صلاح.
تحدٍ صعب
ومع ذلك، لن يكون طريق مرموش مفروشًا بالورود نحو التألق في دوري صعب، فشل فيه لاعبون كانوا نجومًا في دوريات أخرى.
أصعب تحدٍ سيواجه نجم الفراعنة، هو التكيف مع طريقة لعب جوارديولا المعقدة مع السيتي، والتي تعتمد في الأساس على امتلاك الكرة.
ويعتبر السيتي، أكثر فرق البريميرليج استحواذًا حتى الآن بمتوسط 61.24%، فيما يحتل المركز الرابع بهذه القائمة بين فرق الدوريات الكبرى، حسب "أوبتا".
بينما طريقة فرانكفورت لا تعتمد على الاستحواذ، حيث استحوذ الفريق بمتوسط 50.46%، وتسبقه 7 أندية في الدوري الألماني بهذه القائمة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق