إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الشرفات: غيابُ مُراجعة الأحزاب لسلوكها يُنهك التَّحديث السِّياسي


عمان جو - قال العين السابق الدكتور طلال الشرفات: إنَّ الأحزاب التي لا تعتمد على كوادرها في بناء مسيرتها وبنيتها التَّنظيمية، وبرامجها الحزبية، ونفقات تأسيسها هي مشاريع وهم وقفز على الحقائق الرَّاسخة في أساليب العمل التَّنظيمي والسِّياسي، وأن التَّمويل المشروط في بناء الأحزاب ومخرجاتها الانتخابية فساد وإفساد للقرار الحزبي، وإمعان في إفشال سبل التَّمكين السِّياسي، وإشراك فئات الشَّعب في صنع القرار الوطني، وتكريس للفردية، وتزوير لإرادة النَّاس وضميرها الجمعي.

وقال الدكتور الشرفات: في ندوة نظّمها ملتقى الحوار الوطني الاسلامي بمشاركة النائب السابق ضرار الحراسيس والدكتور هيثم عريفج، إنَّ ثالوث التَّحديث السِّياسي والقائم على الإرادة السياسيّة، ومنظومة التَّشريعات، والممارسة الحزبية قد اكتمل في الأولى والثانية وأخفق إلى حدٍ مقلق في الممارسة الحزبية لوجود خلل بنيوي يختلف في كل تيّار من التيارات السياسيّة عن الآخر؛ مؤكداً أن خلل الممارسة في اليسار يكمن في عجزه عن تبديد بوادر القلق من الجمهور، وعوامل الظَّن بمخاطر التغريب، والإخلال بالقيم الاجتماعية الرَّاسخة، وتبرير التَّمويل الأجنبي في الإطار الإجتماعي مما أفقده التَّأييد الشَّعبي الواسع في مجتمع يغلب عليه الطابع المحافظ.

وأضاف الشرفات: أن الحركة الأسلامية أجادت التنظيم، وأخفقت في صياغة خطاب سياسي معتدل ينسجم مع مصالح الدولة العليا والمجتمع، وإن كانت قد نجحت في استثمار الغضب الشعبي من صعوبة الأوضاع الاقتصادية؛ لتحقيق مكاسب انتخابيّة، أما الوسط المحافظ فقد فشل في تجاوز " الأنا النَّخبويّة" والفرديّة والارتقاء إلى آفاق العمل التَّشاركي المنظّم القائم على نكران الذَّات، والإلتزام بالقرار الحزبي الديمقراطي؛ الأمر الذي أنهك تجربة التَّحديث وأدخلها في مساحات الحاجة للإصلاح.

ودعا الشرفات الأحزاب إلى إجراء مراجعة شامة لأدبياتها، وهياكلها وقواعدها التنظيمية، وسلوك ممثليها في البرلمان، ومحاولة الاقتراب من الممارسات الحزبية النَّاضجة قدر الإمكان، ومعالجة الاختلالات في سلوك قياداتها، وحوكمة قراراتها، وترشيد الإنفاق الحزبي، وعقلنة سبل استدعائه بكُلف انتخابية ومؤسسيّة، وإحترام المبادئ الحزبية القائمة على النزاهة، والعدالة، والشفافيّة، وتكافؤ الفرص، وتكثيف تدريب القيادات الحزبية على أسس وقواعد الانضباط الحزبي.

وأوضح الدكتور الشرفات: أن محاولات دمج أحزاب الوسط المحافظ في هذه المرحلة لا تفيد بدون الاستفادة من الدروس والعبر المستقاة من الانتخابات الأخيرة، ودراسة الإخفاقات وأسبابها، وسبل معالجتها بوعي وحكمة؛ مؤكداً أن أيديولوجيا الهويَّة الوطنيّة الأردنية التي تتسع للجميع، ولون الدولة الذي يواجه مخططات الاستهداف والتآمر هما وحدهما الذين يقدمان خطاباً وطنياً عاقلاً يحاكي وينافس الخطاب الديني الذي تركن إليه الحركة الاسلامية.

وفي معرض حديثه عن فكرة حزب المحافظين أشار الشرفات: أن الفصل بين السلطات في الحزب بمرونة، وتعزيز دور القضاء الحزبي في مراقبة التَّمويل الحزبي، وانتخاب القيادات الحزبية، وحوكمة اختيار مرشحي الحزب للشواغر الانتخابية هي العناوين الرئيسة لتوجهات الحزب حال تأسيسه، وأن لون الحزب، وضوابطة الديموقراطية ستكون علامة فارقة في تيّار الوسط المحافظ.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :