“خطاب سيئ” .. ترامب قال أشياء تستحق الدعم وأخرى لن تمر دون مواجهة قانونية
عمان جو - علقت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها على خطاب دونالد ترامب في حفل تنصيبه يوم الإثنين بأنه احتوى على وعود كبيرة وتوحيد الأمريكيين تحت قيادته وأعلن فيه عن “بداية العصر الذهبي” لأمريكا. ووعد بتحقيق الحلم الذي تحدث عنه القس مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير. وجاء ذكر القس في سياق أن حفل التنصيب حدث في يوم ذكرى كينغ المصادف في 20 كانون الثاني/يناير من كل عام.
وتحدث ترامب عن رغبته بأنه يكون “صانع سلام ورجل وحدة”. وأكدت الصحيفة أن الأمريكيين يتفقون مع هذه الأهداف، ويريدون خلال الأربع سنوات المقبلة التحرك بعيدا عن خلافاتهم وبناء بلد يتسم بالكمال وتحسين حياة الجميع فيه. ويمكن لترامب أن يساعد في هذا الاتجاه، نظرا للدعم الذي يحظى به. إلا أن الصحيفة أكدت أنه من الصعب الموافقة على كل شيء قاله ترامب. وركزت هنا على ما قاله “تدهور أمريكا قد توقف”، ثم حديثه عن حادثة الاغتيال وأن الرب قد أنقذه لمواصلة مهمة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح. فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.
والحقيقة كما تقول الصحيفة أن أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح. فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.
لكنه يرث اقتصادا نشطا تعافى من وباء كوفيد-19 وفي كل المجالات: البطالة والنمو الاقتصادي وتراجع التضخم، وأصبح محل حسد العالم. ويجب أن تكون مسؤوليته عدم تعريض هذه الإنجازات للخطر من خلال فرض التعرفات الجمركة وعمليات الترحيل التي لا تقوم على خطط واضحة للمهاجرين غير الشرعيين.
وقال ترامب: “سنكون أمة لا مثيل لها، مفعمة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية”، وهذه هي المثل العليا التي يمكن للأمريكيين أن يدافعوا عنها. ومع ذلك، سيكون هناك دعم أقل للوصول إليها من خلال استعادة الأراضي أو إعادة تسمية الجبال والمسطحات المائية، فقوة أمريكا كما تقول الصحيفة، تأتي من الإبداع والابتكار، الغزو الفكري وليس استعمار الأراضي.
وقال ترامب إنه يريد توحيد البلاد، ومع ذلك تعهد بتدمير برامج التنوع العامة والخاصة وأعلن أن جنسين فقط، ذكر وأنثى، موجودان في أمريكا. كما وقع ترامب يوم الاثنين على مجموعة مذهلة من الأوامر التنفيذية المزعجة. وستسعى إدارته إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة في محاولة لتمكين حكومته من ترحيل الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة والذين لديهم أطفال مواطنون، وهو إهانة للتعديل الرابع عشر في الدستور. وأعلن حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للسماح بإرسال قوات إلى هناك، وسيعيد فرض سياسة “البقاء في المكسيك” التي فرضها في إدارته الأولى وأجبرت طالبي اللجوء على الانتظار في مدن الخيام القذرة والخطيرة جنوب الحدود الأمريكية أثناء النظر في طلباتهم.
وتهدد هذه السياسات مجتمعة بإحداث ضرر كبير، ليس فقط للمهاجرين وأسرهم، بل أيضا للاقتصاد الأمريكي. وللمرة الثانية يخرج ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، بشكل يجعل الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي ليس طرفا في التزامات تخفيض مستويات الانبعاثات الكربونية. بل وتحدث عن تخفيف القيود على الانبعاثات الكربونية ووعد بالتنقيب عن النفط “احفر يا حبيبي”، وفي نفس الوقت تحدث عن معارضته لمشاريع الطاقة النظيفة. ووعد بتعليق كل العقود من توليد الطاقة من الهواء، وهي خطوة ستكون نذير منع، وهو ما سيمنع الولايات المتحدة من التنافس في هذه الصناعة الجارية. وتذكر الصحيفة أن هناك حدودا لما يمكن لأي رئيس أمريكي تحقيقه في القريب العاجل. فمحاولة ترامب حظر المواطنة عبر الولادة، سيواجه بقضايا أمام المحاكم، لأن المفهوم منصوص عليه في الدستور.
كما أن سياسة “البقاء في المكسيك” لن تنجح إلا بالتعاون مع المكسيك. ورغم أن ترامب لن يتعرض لضغوط إعادة انتخابه كي يعدل مواقفه إلا أنه ليس محصنا من الواقع. وتعلق الصحيفة أن إرث ترامب ومستقبل حزبه الانتخابي لا يعتمدان فقط على ما يمكن تحقيقه خلال السنوات الأربع المقبلة ولكن مدى شعبية هذه الإنجازات. وترامب اليوم أقوى مما كان عليه في الماضي ويمكن أن يدفع حزبه الذي شكله على صورته سياساته خلال الكونغرس. والواقع أن الديمقراطيين، بعد هزيمتهم في تشرين الثاني/نوفمبر، يفتقرون إلى النفوذ اللازم لإحباط أفكار ترامب غير الحكيمة. ولكن الأمريكيين سوف ينتبهون إلى مدى نجاح تنفيذ سياسات الرئيس. ولن يرغبوا في رؤية الاقتصاد يتعثر أو مشاهدة الاستقطاب السياسي في البلاد يزداد. وقال الرئيس بعد خطابه الرسمي: “إن العمل، وليس الأقوال، هو الذي يهم”. وهو محق في هذا.
إلا أن خطاب الرئيس الذي ركز في معظمه على نفسه جعل بعض المعلقين يرون أنه الأسوأ من بين 59 خطابا ألقيت في حفلات التنصيب، ومنها خطابه الذي ألقاه في حفل تنصيبه عام 2017. ورأى جورج ويل في صحيفة “واشنطن بوست” أن خطابات تنصيب الرؤساء تمحى عادة من الذاكرة لكن قلة منها يتم تذكرها مثل خطاب توماس جيفرسون عام 1801 “كل خلاف في الرأي لا يعني خلافا في المبدأ”، أو خطاب أبراهام لينكولن في 1861 “إن الأوتار الصوفية للذاكرة هي أحسن الملائكة لطبيعتنا” وقد خلدت كلماته الـ 701 على نصب تذكاري عام 1865. وتم تذكر خطاب فرانكلين روزفلت في 1933 “الشيء الوحيد الذي علينا الخشية منه هو الخوف نفسه”. أما جون كيندي فقد قال عام 1961 “انتقلت الشعلة للجيل الجديد من الأمريكيين”. وقال رونالد ريغان في 1981 “في هذه الأزمة الحالية، الحكومة ليست الحل لمشكلتنا بل الحكومة هي المشكلة”.
وقال ويل إن خطاب ترامب الأخير هو الأسوأ من بين 59 خطابا آخر بما فيها خطاب عن “السرقة” و”المذبحة”، وسيكون مدعاة للتذكر نظرا لغياب التناسق فيه. وقال إن مراسم التنصيب يجب أن تكون احتفالية في الوقت نفسه كجزء من طقوس المواطنة الأمريكية. ولكننا بدلا من ذلك سمعنا يوم الاثنين أن “ركائز مجتمعنا” أصبحت “في حالة سيئة للغاية” بسبب “الخيانة” “الفاسدة” و”الرهيبة” التي ارتكبها آخرون. وسوف “تنمحي” التحديات، ليس لأن الله يبارك أمريكا، بل لأن الله اختار ترامب. وقال إن خطاب ترامب كان تذكيرا دائما بخطابات حالة الاتحاد التي يقوم فيها الرؤساء بمدح أنفسهم ويقوم أنصارهم بالوقوف مرارا وتكرارا على أرجلهم.
وتحدث ترامب عن رغبته بأنه يكون “صانع سلام ورجل وحدة”. وأكدت الصحيفة أن الأمريكيين يتفقون مع هذه الأهداف، ويريدون خلال الأربع سنوات المقبلة التحرك بعيدا عن خلافاتهم وبناء بلد يتسم بالكمال وتحسين حياة الجميع فيه. ويمكن لترامب أن يساعد في هذا الاتجاه، نظرا للدعم الذي يحظى به. إلا أن الصحيفة أكدت أنه من الصعب الموافقة على كل شيء قاله ترامب. وركزت هنا على ما قاله “تدهور أمريكا قد توقف”، ثم حديثه عن حادثة الاغتيال وأن الرب قد أنقذه لمواصلة مهمة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح. فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.
والحقيقة كما تقول الصحيفة أن أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح. فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.
لكنه يرث اقتصادا نشطا تعافى من وباء كوفيد-19 وفي كل المجالات: البطالة والنمو الاقتصادي وتراجع التضخم، وأصبح محل حسد العالم. ويجب أن تكون مسؤوليته عدم تعريض هذه الإنجازات للخطر من خلال فرض التعرفات الجمركة وعمليات الترحيل التي لا تقوم على خطط واضحة للمهاجرين غير الشرعيين.
وقال ترامب: “سنكون أمة لا مثيل لها، مفعمة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية”، وهذه هي المثل العليا التي يمكن للأمريكيين أن يدافعوا عنها. ومع ذلك، سيكون هناك دعم أقل للوصول إليها من خلال استعادة الأراضي أو إعادة تسمية الجبال والمسطحات المائية، فقوة أمريكا كما تقول الصحيفة، تأتي من الإبداع والابتكار، الغزو الفكري وليس استعمار الأراضي.
وقال ترامب إنه يريد توحيد البلاد، ومع ذلك تعهد بتدمير برامج التنوع العامة والخاصة وأعلن أن جنسين فقط، ذكر وأنثى، موجودان في أمريكا. كما وقع ترامب يوم الاثنين على مجموعة مذهلة من الأوامر التنفيذية المزعجة. وستسعى إدارته إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة في محاولة لتمكين حكومته من ترحيل الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة والذين لديهم أطفال مواطنون، وهو إهانة للتعديل الرابع عشر في الدستور. وأعلن حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للسماح بإرسال قوات إلى هناك، وسيعيد فرض سياسة “البقاء في المكسيك” التي فرضها في إدارته الأولى وأجبرت طالبي اللجوء على الانتظار في مدن الخيام القذرة والخطيرة جنوب الحدود الأمريكية أثناء النظر في طلباتهم.
وتهدد هذه السياسات مجتمعة بإحداث ضرر كبير، ليس فقط للمهاجرين وأسرهم، بل أيضا للاقتصاد الأمريكي. وللمرة الثانية يخرج ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، بشكل يجعل الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي ليس طرفا في التزامات تخفيض مستويات الانبعاثات الكربونية. بل وتحدث عن تخفيف القيود على الانبعاثات الكربونية ووعد بالتنقيب عن النفط “احفر يا حبيبي”، وفي نفس الوقت تحدث عن معارضته لمشاريع الطاقة النظيفة. ووعد بتعليق كل العقود من توليد الطاقة من الهواء، وهي خطوة ستكون نذير منع، وهو ما سيمنع الولايات المتحدة من التنافس في هذه الصناعة الجارية. وتذكر الصحيفة أن هناك حدودا لما يمكن لأي رئيس أمريكي تحقيقه في القريب العاجل. فمحاولة ترامب حظر المواطنة عبر الولادة، سيواجه بقضايا أمام المحاكم، لأن المفهوم منصوص عليه في الدستور.
كما أن سياسة “البقاء في المكسيك” لن تنجح إلا بالتعاون مع المكسيك. ورغم أن ترامب لن يتعرض لضغوط إعادة انتخابه كي يعدل مواقفه إلا أنه ليس محصنا من الواقع. وتعلق الصحيفة أن إرث ترامب ومستقبل حزبه الانتخابي لا يعتمدان فقط على ما يمكن تحقيقه خلال السنوات الأربع المقبلة ولكن مدى شعبية هذه الإنجازات. وترامب اليوم أقوى مما كان عليه في الماضي ويمكن أن يدفع حزبه الذي شكله على صورته سياساته خلال الكونغرس. والواقع أن الديمقراطيين، بعد هزيمتهم في تشرين الثاني/نوفمبر، يفتقرون إلى النفوذ اللازم لإحباط أفكار ترامب غير الحكيمة. ولكن الأمريكيين سوف ينتبهون إلى مدى نجاح تنفيذ سياسات الرئيس. ولن يرغبوا في رؤية الاقتصاد يتعثر أو مشاهدة الاستقطاب السياسي في البلاد يزداد. وقال الرئيس بعد خطابه الرسمي: “إن العمل، وليس الأقوال، هو الذي يهم”. وهو محق في هذا.
إلا أن خطاب الرئيس الذي ركز في معظمه على نفسه جعل بعض المعلقين يرون أنه الأسوأ من بين 59 خطابا ألقيت في حفلات التنصيب، ومنها خطابه الذي ألقاه في حفل تنصيبه عام 2017. ورأى جورج ويل في صحيفة “واشنطن بوست” أن خطابات تنصيب الرؤساء تمحى عادة من الذاكرة لكن قلة منها يتم تذكرها مثل خطاب توماس جيفرسون عام 1801 “كل خلاف في الرأي لا يعني خلافا في المبدأ”، أو خطاب أبراهام لينكولن في 1861 “إن الأوتار الصوفية للذاكرة هي أحسن الملائكة لطبيعتنا” وقد خلدت كلماته الـ 701 على نصب تذكاري عام 1865. وتم تذكر خطاب فرانكلين روزفلت في 1933 “الشيء الوحيد الذي علينا الخشية منه هو الخوف نفسه”. أما جون كيندي فقد قال عام 1961 “انتقلت الشعلة للجيل الجديد من الأمريكيين”. وقال رونالد ريغان في 1981 “في هذه الأزمة الحالية، الحكومة ليست الحل لمشكلتنا بل الحكومة هي المشكلة”.
وقال ويل إن خطاب ترامب الأخير هو الأسوأ من بين 59 خطابا آخر بما فيها خطاب عن “السرقة” و”المذبحة”، وسيكون مدعاة للتذكر نظرا لغياب التناسق فيه. وقال إن مراسم التنصيب يجب أن تكون احتفالية في الوقت نفسه كجزء من طقوس المواطنة الأمريكية. ولكننا بدلا من ذلك سمعنا يوم الاثنين أن “ركائز مجتمعنا” أصبحت “في حالة سيئة للغاية” بسبب “الخيانة” “الفاسدة” و”الرهيبة” التي ارتكبها آخرون. وسوف “تنمحي” التحديات، ليس لأن الله يبارك أمريكا، بل لأن الله اختار ترامب. وقال إن خطاب ترامب كان تذكيرا دائما بخطابات حالة الاتحاد التي يقوم فيها الرؤساء بمدح أنفسهم ويقوم أنصارهم بالوقوف مرارا وتكرارا على أرجلهم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات