إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الهدف الإسرائيلي: القدس والضفة


الكاتب : حماده فراعنه

عمان جو - ما حصل في قطاع غزة، من قتل وتدمير وخراب، وجعل مدنه وقراه و أحياءه غير مؤهلة للعيش والحياة، بشكل مقصود متعمد، بهدف التخلص من الوجود البشري الإنساني الفلسطيني، رداً على عملية 7 أكتوبر 2023 الحمساوية، وانطباقا وتنفيذا لبرنامج المستعمرة بعيد المدى: استكمال برنامجهم للسيطرة وسرقة فلسطين من شعبها.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عنوانه: الأرض والبشر، وقد تمكنوا من احتلال كامل خارطة فلسطين، هدفهم ومشروعهم واستعمارهم، ولكنهم فشلوا استراتيجياً في طرد وتشريد وإبعاد وتهجير كل الشعب العربي الفلسطيني، ولذلك كان هدفهم في قطاع غزة: البشر، الإنسان، الوجود الفلسطيني للتخلص منه بالقتل أولاً والتهجير ثانياً و»تصعيب» الحياة لهم وعليهم ثالثاً.
فعلوا ما فعلوه، ولكن هجومهم وخرابهم وقصفهم وقتلهم للحياة، لم يحقق لهم التخلص من الفلسطينيين في قطاع غزة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه شعب فلسطين في غزة، ولكنهم آثروا البقاء والصمود، لا خيار لهم غيره، وهذا ما يغيظ قادة المستعمرة من السياسيين والعسكريين.
قطاع غزة لا يشكل طمعاً لأغلبية الإسرائيليين من أحزاب وقيادات، بل هم يضعون في حساباتهم جعل قطاع غزة الحل لتوطين الفلسطينيين وجعلها دولتهم المستقلة المستقبلية، و ينظرون إلى القدس والضفة الفلسطينية على أنها أرض «التوراة» و«أرض إسرائيل»

ويتفقون على أن: 1- القدس الموحدة عاصمة المستعمرة الإسرائيلية، 2- أن الضفة الفلسطينية، ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة، أي جزءاً من خارطة المستعمرة، ولذلك تعمل مرحلياً واستراتيجياً، للاستيطان وتكثيف الوجود الإسرائيلي فيها وعليها، وتقليص الوجود الفلسطيني منها وعليها.
الإدراك الفلسطيني لهذه الوقائع والتطلعات والتوسع الإسرائيلي في غاية الأهمية، لقطع الطريق على برنامج المستعمرة، والعمل على إحباطه وإفشاله وهزيمته، ويتأتى ذلك من خلال الحفاظ على الوجود البشري الإنساني الفلسطيني على أرض وطنهم في القدس والضفة الفلسطينية، ووضع البرامج العملية الجماعية الواقعية التراكمية، في البقاء والصمود أولاً.
كما يتطلب ذلك، ممارسة الكفاح الذي يجعل من الاحتلال مكلفاً سياسياً وعملياً وإحراجاً وتعرية أمام العالم، لا أن يكون العمل الكفاحي الفلسطيني المحدود، متعباً للفلسطينيين، يدفعون ثمنه الباهظ، ويعطي المستعمرة وقواتها وأجهزتها المبرر والحجة والغطاء لممارسة كافة أنواع البطش والقتل، وتكون نتيجة المواجهة مكسباً للمستعمرة وخسارة للشعب الفلسطيني.
صحيح أن المستعمرة لا تحتاج للحجة لممارسة قمعها وبطشها على الفلسطينيين، ولكن كسب الرأي العام العالمي الأميركي والأوروبي لصالح الفلسطينيين عامل مهم، لتغيير موازين القوى السياسية لصالح عدالة القضية الفلسطينية ونضال شعبها المشروع، وتعرية مشروع المستعمرة كمشروع استعماري توسعي عنصري خارج القيم والقوانين والأخلاق الإنسانية.
المستعمرة تستهدف القدس والضفة الفلسطينية، أكثر من أي مكان وموقع آخر، فهي هدفهم في التوسع، وتقليص الوجود البشري فيها وعليها هو مركز هدفهم، وهذا ما يفعلونه ويهدفون له في جنين ومخيمها، كخطوات على الطريق.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :