شرعية الطوفان و ديبلوماسية النكران
عمان جو - د محمد العزة
*بوصلة لا تشير للقدس مشبوهة
*فلسطين من البحر الى النهر
*لا صوت يعلو فوق صوت البندقية فلسطين عربية .
*لا صلح لا تفاوض لا أعترف بأسرائيل .
*أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
*خيبر خيبر يا يهود لبيك يا أقصى .
أعلاه عينة من الشعارات ، رفعت في عهد آبائنا و أخرى ولدت مع ولادتنا و عصرنا و هناك ما هو بعدها ، عشنا معها و تفتحت أعيننا و آذاننا عليها ، كانت سببا في أطلاق قريحتنا السياسية و ألهبت عاطفتنا الوطنية والدينية و القومية العربية و وجدت مكانا لها حيزا في وجداننا و ضمير فكرنا السياسي، كانت و مازالت تكتب على جدران الشوارع و في صدر اليافطات تجوب و تزين المظاهرات .
شعارات حفرت داخل الوعي السياسي و شكلت الجزء الأساسي من صناعة الوان الانتماءات و الولاءات الحزبية و التنظيمية كافة كاشفة تجاه خلفيتها و فلسفة فكر كل من يهتف بها ، احيانا يستعان بها أداة احصاء غير دقيقة تظهر مدى تأثير تلك القوى على الشارع و مدى تأييد الجماهيري لها و نفوذها داخل مجتمعاتها .
مستوى العمق أو السطحية في التفكير و قدرات التحليل و حجم التنوير أو التضليل التي منحته و تركته تلك القوى لجماهيرها ، اعطت انطباعا معبرا عن هوية تلك القوى دون تفصيل عن بوصلة أهدافها أو مشاريعها و ماهية خططها و ادوات تحقيق تلك الشعارات و شرح آلية تنفيذها و عمل مقاربة تربط مابين الحدث ونتائجه .
هي الغيبية سيدة الموقف و المسلمات و قدسية الكلمة أو النص التي منحت تلك القوى و فروعها الشرعية و ثم حق الوصاية حصرا في رفع الشعار وأخذ القرار عن شعوبها ، القرار الذي يخدم تعزيز وجودها في الشارع و يحقق لها نفوذا سياسيا أكثر يمكنها من التفاوض لاحقا على حصة اكبر داخل كعكة السلطة أو المناصب الحكومية و البرلمانية عبر بوابة العاطفة الجماهيرية ، و عند العواقب و تقييم النتائج لتلك القرارات و البحث عمن يتحمل تلك المسؤولية في الهزيمة أو النصر ، كنا نلحظ سريعا بلمح البصر تراجعا من تلك القوى إلى الخلف در و ارتباكا بل تناقضا في تصريحاتها و بياناتها لتفسير أو تبرير تلك النتائج ، و للعودة لذاكرة الحالة السياسية العربية لسان حالها يقول دائما أن التناقض والاختلاف بل الانفصال مابين لغة البيان والحقائق على الأرض ثم الإنكار و التراجع عن المسؤولية هو سيد المشهد .
للأفصاح و تؤيل رسالة هذا المقال، فأن التفصيل ماهو آتي، هل يجرؤ أي مواطن عربي من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر على التشكيك في شرعية أو مصداقية تلك الشعارات اعلاه ، وكيف لا وهي شعارات حقيقية و مسعى بل حلم كل وطني عروبي عربي اين كان دينه أو لونه أو عرقه ، فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية العربية و ما زرع الثكنة الصهيونية العسكرية في قلبه ماهو الا مشروع يستهدفه و شعوبه، لكن في جردة حساب سريعة ، و مقارنة تلك الشعارات مع عوائد نتائج قرارات تلك القوى التي رفعتها مع راهن الوقع آنذاك و لليوم على الأرض من لحظة الشعار الاول إلى يومنا هذا ، فإننا سنجد العكس دائما و المغاير .
حقبة الخمسينات قوى اليسار العربي و تنظيم جماعة الإخوان بعد نكبة 48 التي خسر فيها العرب معركة غير متكافئة وهم تحت وصاية قوى استعمارية داعمة للكيان وهي ذاتها مصدر سلاح الطرفين لكن بأنحياز للمحتل ، بعدها اجتمعت و انخرطت في الحياة السياسية لتشكيل أحزابها و السعي إلى السلطة و أحدثت انقلابات تحت شعار التخلص من الأنظمة الرجعية استعداد لمعركة التحرير و رفعت شعاراتها ، تخللها صراعات و انقسامات بين تلك القوى على السلطة على حساب الإعداد وفي غمرة النزاعات حدثت نكسة 67 و الشعوب كانت تنتظر لحظة الانتصار عبر إذاعة صوت العرب و لتغطية نتائجها جاءت لاآت الخرطوم التي لم تغادر اليافطات و ميكروفونات الاذاعات و المؤتمرات ولم تحقق أهدافها و شكلت خيبة لجماهيرها لاحقا، ليتبعها تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية كواجهة وعارضة تخفف و تحمل وز أعباء القضية لتحريكها وليس تحريرها ثم في ما بعد بادرت بالحل المرحلي بعد قناعة بمزاوجة المسار العسكري و الديبلوماسي ، جاءت حرب أكتوبر أو رمضان المجيدة 73 التي وحدت الأمة واختلفت تلك القوى مابين مؤيد لها و ناكر لها و ضدها على إثرها انقسمت الأمة لتأتي حقبة التردي في الثمانيات ليصعد نجم تيار الإسلام السياسي بعد غزو لبنان 82 و الحرب العراقية الإيرانية ( قادسية العرب ) التي خلقت اصطفافا بين الإخوة في الفكر والحزب ، و مع وصول الحرب الباردة أوجها دخل تنظيم الإخوان و الاسلام السياسي المعركة تحت شعار الجهاد المقدس ضد السوفيت وان تحرير القدس يمر عبر طريق كابول، الأمر الذي أدى لانهيار السوفياتي و الأحزاب اليسارية المرتبطة معه وتمكين ظاهرة القطب الأوحد الأمريكي الذي سيطر على خيوط اللعبة السياسة الاستراتيجية في المنطقة العربية و المضي في مخططاته في احكام قبضته و زيادة نفوذه وغزو العراق و اختلاق 11/9 و الانقضاض على حلفاء الامس الإسلاميين و وضعهم على لوائح الإرهاب ومقايضتهم لاحقا للاشتراك في الربيع العربي الاصفر ومدعات التحرر والحرية والتمهيد للتيار الإسلامي لتصدر المشهد كواجهة لإيجاد مبرر لاحقا لإسقاطه ، و نتيجة لذلك لم يسقط التنظيم بل عواصم الدول في الوطن العربي المحورية الواحدة تلو الأخرى ، وأدخلت المنطقة العربية في حالة عدم الاستقرار وظهور تنظيمات مسلحة انقسمت مابين تنظيمات مقاومة و إرهابية كانت الضالة الضائعة لبعض الدول للسيطرة عليها و تغذيتها و تصدير فكرها واستخدامها في مشاريعها ، هذه التنظيمات انقسمت شعاراتها مابين محور التحرير و المقاومة، أخرى محور إقامة دولة الخلافة لكسب شرعية النشأة و الاهداف وإنكار اي رأي أو نصيحة توجه أو تعترض طريقها ، وبعيدا عن سرد الأحداث و ما آلت له النتائج من ضعف في وحدة التضامن إلى أدنى مستوياتها وانقسام الدول العربية إلى معسكرات و ولاءات و انشغالها في حروبها ضد الإرهاب من جهة و من جهة أخرى جولات المعارك التي خاضها محور المقاومة مع الكيان، جاء ذلك بغياب المشروع العربي و في موازته ظهور مشروع الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن ، الذي اختار الادوات العسكرية لتنفيذه بعد أن قام بحبك خيوطه و نسجها واشعل حربا على غزة مستخدما نموذج استدراج العراق لغزو الكويت ( ام المعارك) التي مهدت في سقوط بغداد ودفع الاردن ثمنا باهظا لوقوفه معه ولم يمتلك العرب الا امنيات الانتصار دون أي فعل والاكتفاء بالدعاء .
اشتعلت الحرب الوحشية على غزة ، تصدت الدولة الأردنية لتلك الحرب منذ البداية بأقصى طاقتها الديبلوماسية واللوجستية في موقف متقدم تفوق على اي دور عربي وأقليمي ، بل ذهب إلى ماهو ابعد بأعلان خيار الحرب في حال التهجير القسري للشعب الفلسطيني و كسرت الحصار و صار شعارها (المقاومة فكرة و الفكرة لا تموت) و فتحت المجال لشعبها بالتعبير ، ليعتلي التيار الإسلامي تنظيم الإخوان الشارع الأردني صهوة الشارع و رفعوا شعارات وآيات الجهاد و حتمية الانتصار و حركوا الشارع و خاطبوا عاطفته دون الوقوف على ابعاد حسابات المشهد السياسي من تكافؤ في موازين القوة و أصدروا بيانات عدة متضاربة كانت مصدرا في التشكيك بالدور الأردني وأدت إلى انقسام الشارع والمطالبة بدور أكبر مع العلم أنه لا يوجد اكثر مما قدم استنادا إلى الحقائق القادمة من ارض المعركة و بعد تحليل حقيقة اهداف أطراف محاور الصراع السياسية وما تملك من تجهيزات و ما هي الاهداف لكل منهما ، لتضع الحرب أوزارها و ليكسب الاخوان الانتخابات النيابية و صمدت غزها وشعبها رغم آلاف من الشهداء و الدماء و دمارها، ليقوم كل فريق بإعلان الانتصار من وجهة نظره بالرغم عدم تحقق الأهداف كلها، وإنكار الآثار السلبية التي عادت عليهما،مع الأخذ بعين الاعتبار أن الثكنة الصهيونية حققت مكاسب على الأرض لم تحلم بها بالاجهاز على سوريا و كان شعار الاخوان طريق التحرير حلب القدس.
الدولة الأردنية لم تتراجع عن موقفها الثابت المنحاز تجاه توأمها الفلسطيني لانه ايمان و واجب ، رغم إنكار المكتب السياسي لحماس لدورها وإعلانه الاستعداد و التفاوض مع من زود عدوها وعدو الأمة بالسلاح في تناقض واضح ، و هذا لم يؤثر على الاردن لأنها دولة وتتصرف وفق عقل الدولة التي تحمل رؤية وطنية عروبية و خبرة ديبلوماسية مؤسسية استراتجية و نظرة ابعد من ردات انفعالات مبرمجة لحظية لا تمتلك الخبرة السياسية، محكومة لمرجعيات داخل غرف قرار يجتمع فيها صناع المطبخ السياسي لمخطط الأوسط الجديد، وما يهم الاردن هو الأمن القومي الاردني وعدم تصفية القضية الفلسطينية عبر التهدئة دون الانزلاق في عملية أخرى تعمق الخسائر وتشكل تهديدا على الاردن و فلسطين.
ختاما لا نلوم تنظيم الإخوان بالانتصار لاي فريق داخل حكومة أو نظام حكم في سدة السلطة قريب أو يعتنق فكرهم ، في أي بقعة من بقاع و أصقاع هذا العالم لأنه تنظيم عالمي له فلسفته و نظامه وأهدافه و تمويله ، مثله مثل الشيوعية و اليسار الثوري والقومي العربي سابقا اللوم على أهل اللوم وصح النوم يا عرب و صح النوم يا قوم.
*بوصلة لا تشير للقدس مشبوهة
*فلسطين من البحر الى النهر
*لا صوت يعلو فوق صوت البندقية فلسطين عربية .
*لا صلح لا تفاوض لا أعترف بأسرائيل .
*أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
*خيبر خيبر يا يهود لبيك يا أقصى .
أعلاه عينة من الشعارات ، رفعت في عهد آبائنا و أخرى ولدت مع ولادتنا و عصرنا و هناك ما هو بعدها ، عشنا معها و تفتحت أعيننا و آذاننا عليها ، كانت سببا في أطلاق قريحتنا السياسية و ألهبت عاطفتنا الوطنية والدينية و القومية العربية و وجدت مكانا لها حيزا في وجداننا و ضمير فكرنا السياسي، كانت و مازالت تكتب على جدران الشوارع و في صدر اليافطات تجوب و تزين المظاهرات .
شعارات حفرت داخل الوعي السياسي و شكلت الجزء الأساسي من صناعة الوان الانتماءات و الولاءات الحزبية و التنظيمية كافة كاشفة تجاه خلفيتها و فلسفة فكر كل من يهتف بها ، احيانا يستعان بها أداة احصاء غير دقيقة تظهر مدى تأثير تلك القوى على الشارع و مدى تأييد الجماهيري لها و نفوذها داخل مجتمعاتها .
مستوى العمق أو السطحية في التفكير و قدرات التحليل و حجم التنوير أو التضليل التي منحته و تركته تلك القوى لجماهيرها ، اعطت انطباعا معبرا عن هوية تلك القوى دون تفصيل عن بوصلة أهدافها أو مشاريعها و ماهية خططها و ادوات تحقيق تلك الشعارات و شرح آلية تنفيذها و عمل مقاربة تربط مابين الحدث ونتائجه .
هي الغيبية سيدة الموقف و المسلمات و قدسية الكلمة أو النص التي منحت تلك القوى و فروعها الشرعية و ثم حق الوصاية حصرا في رفع الشعار وأخذ القرار عن شعوبها ، القرار الذي يخدم تعزيز وجودها في الشارع و يحقق لها نفوذا سياسيا أكثر يمكنها من التفاوض لاحقا على حصة اكبر داخل كعكة السلطة أو المناصب الحكومية و البرلمانية عبر بوابة العاطفة الجماهيرية ، و عند العواقب و تقييم النتائج لتلك القرارات و البحث عمن يتحمل تلك المسؤولية في الهزيمة أو النصر ، كنا نلحظ سريعا بلمح البصر تراجعا من تلك القوى إلى الخلف در و ارتباكا بل تناقضا في تصريحاتها و بياناتها لتفسير أو تبرير تلك النتائج ، و للعودة لذاكرة الحالة السياسية العربية لسان حالها يقول دائما أن التناقض والاختلاف بل الانفصال مابين لغة البيان والحقائق على الأرض ثم الإنكار و التراجع عن المسؤولية هو سيد المشهد .
للأفصاح و تؤيل رسالة هذا المقال، فأن التفصيل ماهو آتي، هل يجرؤ أي مواطن عربي من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر على التشكيك في شرعية أو مصداقية تلك الشعارات اعلاه ، وكيف لا وهي شعارات حقيقية و مسعى بل حلم كل وطني عروبي عربي اين كان دينه أو لونه أو عرقه ، فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية العربية و ما زرع الثكنة الصهيونية العسكرية في قلبه ماهو الا مشروع يستهدفه و شعوبه، لكن في جردة حساب سريعة ، و مقارنة تلك الشعارات مع عوائد نتائج قرارات تلك القوى التي رفعتها مع راهن الوقع آنذاك و لليوم على الأرض من لحظة الشعار الاول إلى يومنا هذا ، فإننا سنجد العكس دائما و المغاير .
حقبة الخمسينات قوى اليسار العربي و تنظيم جماعة الإخوان بعد نكبة 48 التي خسر فيها العرب معركة غير متكافئة وهم تحت وصاية قوى استعمارية داعمة للكيان وهي ذاتها مصدر سلاح الطرفين لكن بأنحياز للمحتل ، بعدها اجتمعت و انخرطت في الحياة السياسية لتشكيل أحزابها و السعي إلى السلطة و أحدثت انقلابات تحت شعار التخلص من الأنظمة الرجعية استعداد لمعركة التحرير و رفعت شعاراتها ، تخللها صراعات و انقسامات بين تلك القوى على السلطة على حساب الإعداد وفي غمرة النزاعات حدثت نكسة 67 و الشعوب كانت تنتظر لحظة الانتصار عبر إذاعة صوت العرب و لتغطية نتائجها جاءت لاآت الخرطوم التي لم تغادر اليافطات و ميكروفونات الاذاعات و المؤتمرات ولم تحقق أهدافها و شكلت خيبة لجماهيرها لاحقا، ليتبعها تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية كواجهة وعارضة تخفف و تحمل وز أعباء القضية لتحريكها وليس تحريرها ثم في ما بعد بادرت بالحل المرحلي بعد قناعة بمزاوجة المسار العسكري و الديبلوماسي ، جاءت حرب أكتوبر أو رمضان المجيدة 73 التي وحدت الأمة واختلفت تلك القوى مابين مؤيد لها و ناكر لها و ضدها على إثرها انقسمت الأمة لتأتي حقبة التردي في الثمانيات ليصعد نجم تيار الإسلام السياسي بعد غزو لبنان 82 و الحرب العراقية الإيرانية ( قادسية العرب ) التي خلقت اصطفافا بين الإخوة في الفكر والحزب ، و مع وصول الحرب الباردة أوجها دخل تنظيم الإخوان و الاسلام السياسي المعركة تحت شعار الجهاد المقدس ضد السوفيت وان تحرير القدس يمر عبر طريق كابول، الأمر الذي أدى لانهيار السوفياتي و الأحزاب اليسارية المرتبطة معه وتمكين ظاهرة القطب الأوحد الأمريكي الذي سيطر على خيوط اللعبة السياسة الاستراتيجية في المنطقة العربية و المضي في مخططاته في احكام قبضته و زيادة نفوذه وغزو العراق و اختلاق 11/9 و الانقضاض على حلفاء الامس الإسلاميين و وضعهم على لوائح الإرهاب ومقايضتهم لاحقا للاشتراك في الربيع العربي الاصفر ومدعات التحرر والحرية والتمهيد للتيار الإسلامي لتصدر المشهد كواجهة لإيجاد مبرر لاحقا لإسقاطه ، و نتيجة لذلك لم يسقط التنظيم بل عواصم الدول في الوطن العربي المحورية الواحدة تلو الأخرى ، وأدخلت المنطقة العربية في حالة عدم الاستقرار وظهور تنظيمات مسلحة انقسمت مابين تنظيمات مقاومة و إرهابية كانت الضالة الضائعة لبعض الدول للسيطرة عليها و تغذيتها و تصدير فكرها واستخدامها في مشاريعها ، هذه التنظيمات انقسمت شعاراتها مابين محور التحرير و المقاومة، أخرى محور إقامة دولة الخلافة لكسب شرعية النشأة و الاهداف وإنكار اي رأي أو نصيحة توجه أو تعترض طريقها ، وبعيدا عن سرد الأحداث و ما آلت له النتائج من ضعف في وحدة التضامن إلى أدنى مستوياتها وانقسام الدول العربية إلى معسكرات و ولاءات و انشغالها في حروبها ضد الإرهاب من جهة و من جهة أخرى جولات المعارك التي خاضها محور المقاومة مع الكيان، جاء ذلك بغياب المشروع العربي و في موازته ظهور مشروع الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن ، الذي اختار الادوات العسكرية لتنفيذه بعد أن قام بحبك خيوطه و نسجها واشعل حربا على غزة مستخدما نموذج استدراج العراق لغزو الكويت ( ام المعارك) التي مهدت في سقوط بغداد ودفع الاردن ثمنا باهظا لوقوفه معه ولم يمتلك العرب الا امنيات الانتصار دون أي فعل والاكتفاء بالدعاء .
اشتعلت الحرب الوحشية على غزة ، تصدت الدولة الأردنية لتلك الحرب منذ البداية بأقصى طاقتها الديبلوماسية واللوجستية في موقف متقدم تفوق على اي دور عربي وأقليمي ، بل ذهب إلى ماهو ابعد بأعلان خيار الحرب في حال التهجير القسري للشعب الفلسطيني و كسرت الحصار و صار شعارها (المقاومة فكرة و الفكرة لا تموت) و فتحت المجال لشعبها بالتعبير ، ليعتلي التيار الإسلامي تنظيم الإخوان الشارع الأردني صهوة الشارع و رفعوا شعارات وآيات الجهاد و حتمية الانتصار و حركوا الشارع و خاطبوا عاطفته دون الوقوف على ابعاد حسابات المشهد السياسي من تكافؤ في موازين القوة و أصدروا بيانات عدة متضاربة كانت مصدرا في التشكيك بالدور الأردني وأدت إلى انقسام الشارع والمطالبة بدور أكبر مع العلم أنه لا يوجد اكثر مما قدم استنادا إلى الحقائق القادمة من ارض المعركة و بعد تحليل حقيقة اهداف أطراف محاور الصراع السياسية وما تملك من تجهيزات و ما هي الاهداف لكل منهما ، لتضع الحرب أوزارها و ليكسب الاخوان الانتخابات النيابية و صمدت غزها وشعبها رغم آلاف من الشهداء و الدماء و دمارها، ليقوم كل فريق بإعلان الانتصار من وجهة نظره بالرغم عدم تحقق الأهداف كلها، وإنكار الآثار السلبية التي عادت عليهما،مع الأخذ بعين الاعتبار أن الثكنة الصهيونية حققت مكاسب على الأرض لم تحلم بها بالاجهاز على سوريا و كان شعار الاخوان طريق التحرير حلب القدس.
الدولة الأردنية لم تتراجع عن موقفها الثابت المنحاز تجاه توأمها الفلسطيني لانه ايمان و واجب ، رغم إنكار المكتب السياسي لحماس لدورها وإعلانه الاستعداد و التفاوض مع من زود عدوها وعدو الأمة بالسلاح في تناقض واضح ، و هذا لم يؤثر على الاردن لأنها دولة وتتصرف وفق عقل الدولة التي تحمل رؤية وطنية عروبية و خبرة ديبلوماسية مؤسسية استراتجية و نظرة ابعد من ردات انفعالات مبرمجة لحظية لا تمتلك الخبرة السياسية، محكومة لمرجعيات داخل غرف قرار يجتمع فيها صناع المطبخ السياسي لمخطط الأوسط الجديد، وما يهم الاردن هو الأمن القومي الاردني وعدم تصفية القضية الفلسطينية عبر التهدئة دون الانزلاق في عملية أخرى تعمق الخسائر وتشكل تهديدا على الاردن و فلسطين.
ختاما لا نلوم تنظيم الإخوان بالانتصار لاي فريق داخل حكومة أو نظام حكم في سدة السلطة قريب أو يعتنق فكرهم ، في أي بقعة من بقاع و أصقاع هذا العالم لأنه تنظيم عالمي له فلسفته و نظامه وأهدافه و تمويله ، مثله مثل الشيوعية و اليسار الثوري والقومي العربي سابقا اللوم على أهل اللوم وصح النوم يا عرب و صح النوم يا قوم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات