"الغول والعنقاء والخل الوفي" رمزية مستحيلات العرب في الإعلام السياسي
عمان جو- الدكتور منذر جرادات
منذ القدم حيكت الأساطير عند العرب ورمزت للمستحيلات بـ الغول والعنقاء والخل الوفي تلك الرموز لم تكن مجرد حكايات للتسلية بل حملت في طياتها تصورات عميقة عن المستحيل أو النادر في الوجود فالغول ذلك الكائن الأسطوري الذي يثير الفزع والعنقاء الطائر الخرافي الذي ينبعث من الرماد والخل الوفي الصديق المثالي الذي لا يخون ولا يغدر ان هذه الرموز لم تعبر فقط عن أحلام الإنسان و أوهامه بل يمكننا اليوم إعادة قراءتها كأداة تحليلية تُسبر أغوار الإعلام السياسي الحديث.
إذا نظرنا إلى "الغول والعنقاء والخل الوفي" من منظور رمزي يمكننا إسقاط هذه الصور على ممارسات الإعلام السياسي لنحصل على دلالات جديدة تصف واقعه الحالي بما يلي :
الغول تضخيم التهديدات وصناعة الخوف في الماضي حيث مثّل الغول رمزًا للمجهول المفزع وحكاياته استُخدمت لترسيخ مواقف نفسية واجتماعية أما اليوم يشابه الغول في الإعلام السياسي ظاهرة صناعة الأعداء وتصوير التهديدات كمخاطر داهمه من خلال التضخيم المستمر وتحول الإعلام لهذا الخطر إلى مصدر للخوف حيث وظفت التهديدات المبالغ فيها للتأثير على الوعي الجمعي ودفع الجماهير نحو مواقف معينة.
اما العنقاء تمثلت في إعادة تشكيل السرديات وتجديد الصورة فالعنقاء الطائر الذي ينبعث من الرماد تمثل قدرة الإعلام السياسي على إحياء الأفكار والشخصيات التي أمست في طيات النسيان عبر تقنيات الإعلام الموجّه وادواته الحديثة وأصبح من الممكن إعادة تشكيل صورة السياسيين أو القضايا المثيرة للجدل بأسلوب جديد يستدرج التعاطف الشعبي في الحملات الإعلامية حيث تُصاغ سرديات جذابة تُجدد فيها الرموز القديمة.
وتمثل الخل الوفي في ندرة الإعلام الموثوق فأزمة الثقة في الإعلام السياسي المعاصر تشبه ندرة الخل الوفي في الحياة بزمن امتلأ بالأخبار الكاذبة والإشاعة والدعاية الموجهة وبات من الصعب العثور على وسيلة إعلامية تقدم الحقيقة بحيادية ودون تحيز واصبحت المعلومات اليوم تُستخدم كسلاح لتحقيق أهداف سياسية مما يترك الجمهور في حالة من الحيرة والتعطش للحقيقة وسط غابة من التضليل الإعلامي.
بين الغول الذي يُخيف والعنقاء التي تُجدد والخل الوفي الذي نفتقده يكمن دورنا كمتلقين للوعي بتأثيرات الإعلام السياسي على حياتنا اليومية ومع تفكيك هذه الرموز تكشف لنا عن أدوات الإعلام في الهيمنة والسيطرة لكنها تفتح الباب أيضا لنعيد التفكير في دور الإعلام كقوة إيجابية لا أداة للتضليل.
ومن هنا يتطلب الأمر تفعيل دور الباحثين والإعلاميين النقديين لتفكيك هذه الرموز وكشف آليات التلاعب والعمل على بناء مساحات إعلامية تضع المعلومة الصادقة في متناول الجميع و بهذه الطريقة تتحول رمزية المثل من وصف المستحيل إلى أداة لتحليل الواقع الإعلامي لتصبح وسيلة تفكير جديدة تساعدنا على التعامل مع الإعلام السياسي بوعي أعمق ويبقى لدي سؤال يراودني ما دورنا نحن ؟ هل سنقف متفرجين أمام هذا الغول الإعلامي؟ أم أننا سنبحث عن العنقاء في وسائل الإعلام وأدوات الإعلام الحديث او نسعى لأن نكن "الأخلاء الاوفياء" في نشر الحقيقة؟ فالإعلام أداة ونحن من يقرر كيف يُستخدم.
منذ القدم حيكت الأساطير عند العرب ورمزت للمستحيلات بـ الغول والعنقاء والخل الوفي تلك الرموز لم تكن مجرد حكايات للتسلية بل حملت في طياتها تصورات عميقة عن المستحيل أو النادر في الوجود فالغول ذلك الكائن الأسطوري الذي يثير الفزع والعنقاء الطائر الخرافي الذي ينبعث من الرماد والخل الوفي الصديق المثالي الذي لا يخون ولا يغدر ان هذه الرموز لم تعبر فقط عن أحلام الإنسان و أوهامه بل يمكننا اليوم إعادة قراءتها كأداة تحليلية تُسبر أغوار الإعلام السياسي الحديث.
إذا نظرنا إلى "الغول والعنقاء والخل الوفي" من منظور رمزي يمكننا إسقاط هذه الصور على ممارسات الإعلام السياسي لنحصل على دلالات جديدة تصف واقعه الحالي بما يلي :
الغول تضخيم التهديدات وصناعة الخوف في الماضي حيث مثّل الغول رمزًا للمجهول المفزع وحكاياته استُخدمت لترسيخ مواقف نفسية واجتماعية أما اليوم يشابه الغول في الإعلام السياسي ظاهرة صناعة الأعداء وتصوير التهديدات كمخاطر داهمه من خلال التضخيم المستمر وتحول الإعلام لهذا الخطر إلى مصدر للخوف حيث وظفت التهديدات المبالغ فيها للتأثير على الوعي الجمعي ودفع الجماهير نحو مواقف معينة.
اما العنقاء تمثلت في إعادة تشكيل السرديات وتجديد الصورة فالعنقاء الطائر الذي ينبعث من الرماد تمثل قدرة الإعلام السياسي على إحياء الأفكار والشخصيات التي أمست في طيات النسيان عبر تقنيات الإعلام الموجّه وادواته الحديثة وأصبح من الممكن إعادة تشكيل صورة السياسيين أو القضايا المثيرة للجدل بأسلوب جديد يستدرج التعاطف الشعبي في الحملات الإعلامية حيث تُصاغ سرديات جذابة تُجدد فيها الرموز القديمة.
وتمثل الخل الوفي في ندرة الإعلام الموثوق فأزمة الثقة في الإعلام السياسي المعاصر تشبه ندرة الخل الوفي في الحياة بزمن امتلأ بالأخبار الكاذبة والإشاعة والدعاية الموجهة وبات من الصعب العثور على وسيلة إعلامية تقدم الحقيقة بحيادية ودون تحيز واصبحت المعلومات اليوم تُستخدم كسلاح لتحقيق أهداف سياسية مما يترك الجمهور في حالة من الحيرة والتعطش للحقيقة وسط غابة من التضليل الإعلامي.
بين الغول الذي يُخيف والعنقاء التي تُجدد والخل الوفي الذي نفتقده يكمن دورنا كمتلقين للوعي بتأثيرات الإعلام السياسي على حياتنا اليومية ومع تفكيك هذه الرموز تكشف لنا عن أدوات الإعلام في الهيمنة والسيطرة لكنها تفتح الباب أيضا لنعيد التفكير في دور الإعلام كقوة إيجابية لا أداة للتضليل.
ومن هنا يتطلب الأمر تفعيل دور الباحثين والإعلاميين النقديين لتفكيك هذه الرموز وكشف آليات التلاعب والعمل على بناء مساحات إعلامية تضع المعلومة الصادقة في متناول الجميع و بهذه الطريقة تتحول رمزية المثل من وصف المستحيل إلى أداة لتحليل الواقع الإعلامي لتصبح وسيلة تفكير جديدة تساعدنا على التعامل مع الإعلام السياسي بوعي أعمق ويبقى لدي سؤال يراودني ما دورنا نحن ؟ هل سنقف متفرجين أمام هذا الغول الإعلامي؟ أم أننا سنبحث عن العنقاء في وسائل الإعلام وأدوات الإعلام الحديث او نسعى لأن نكن "الأخلاء الاوفياء" في نشر الحقيقة؟ فالإعلام أداة ونحن من يقرر كيف يُستخدم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات