إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اتفاق غزة واليوم التالي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - ما بعد اعلان وقف اطلاق النار في غزة، تم تنفيذ بندين من اتفاق تبادل الاسرى في المرحلة الاولى. وأعلن عن افراج حركة حماس عن رهائن اسرائيليين مقابل افراج اسرائيل عن معتقلين فلسطينيين. وما بعد اتفاقية وقف اطلاق النار، يطرح مجددا السؤال عن اليوم التالي. ولربما أن الاجواء والظروف تختلف عما كان سائدا قبل وقف اطلاق النار في غزة. وفي مراسم تسليم الرهائن الاسرائيليين بعثت حماس رسائل قوية، ومفادها أن المقاومة مازالت تملك الارادة، ورغم كل هوول الابادة والتجويع والدمار. استراتيجيا ثبت أن اسرائيل ممكن ان تهزم، وان قوة اسرائيل موسومة بالعنف المفرط والابادة. وفي حسابات الربح والخسارة، اسرائيل هي الخاسر في حرب غزة، وكما أن اسرائيل تنفست الصعداء بعد وقف اطلاق النار، ونقلت معركتها الى الضفة الغربية. عبارة النصر المطلق التي كان نتنياهو يرددها من بداية حرب غزة، تراجعت امام الوعود الاستراتيجية الكبرى من الحرب وما بعدها التي اطلقها نتنياهو، وتعهد باجتثاث حماس والمقاومة وتهجير الغزيين. 15 شهرا من عمر الحرب، ولم ينجح نتنياهو في تحقيق اي هدف عسكري على جبهتي غزة ولبنان. فلا حماس ماتت واجتثت، ولا الاسرى والرهائن عادوا بالعمل العسكري. وفيما يقال في تل ابيب حول اتفاق وقف اطلاق النار. فمن المستبعد ان يتراجع نتنياهو، وحتى لو انسحبت احزاب اليمين من الحكومة. فنتنياهو لا يتحمل كلفة الاصطدام المباشر مع الرئيس ترامب، والاخير فرض ضغوطاته على ابرام اتفاق وقف اطلاق النار قبل ايام من تصيبه رئيسا لامريكا للدورة الثانية.

نتنياهو مجبر بان يلتزم بالاتفاق، وذلك سوف يكلفه سياسيا الخضوع الى تحقيق ومساءلة عما جرى يوم 7 اكتوبر. وأن نقض نتنياهو اتفاق وقف اطلاق النار، فان اسرائيل ستدخل في ازمة وجودية كبرى، واحتمال وقوع انفجار داخلي اسرائيلي. الرئيس الامريكي السابق بايدن قدم مشروعا لاتفاق وقف اطلاق للنار وترتيبات سياسية وامنية وعسكرية لليوم التالي. وبينها اسناد دور امني وسياسي للسلطة الوطنية في رام الله وفي غزة، الى جانب دور امني عربي في ادارة غزة. ورفض نتنياهو قبول مشروع بايدن. واصر على موقفه في تمديد الحرب ولو أدى ذلك الى اشعال الاقليم. وما بعد وقف اطلاق النار. يبدوأن هناك لغة سياسية امريكية واسرائيلية حول تهجير قسري من غزة الى مصر والاردن. وما فشلت حرب غزة من تحقيق اهدافه عسكريا، فان ترامب يضغط اليوم على تنفيذه سياسيا. بادين بعد 7 اكتوبر، فتح ابواب الدعم العسكري والمالي لاسرائيل وبمعدلات غير مسبوقة، ولكي يمكن اسرائيل من الانتقام باقوى واعنف عملية عسكرية في تاريخ الصراع العربي /الاسرائيلي، ولكي يصفي المقاومة، ويوقف اي مطالب في تقرير المصير للشعب الفلسطيني . وفي حرب غزة، الفلسطينيون حاربو امريكا. وهذا حقيقة ما جرى. . وحتى «جوجل وماكروسوفت وفيسوك وميتا» كانوا شركاء في الحرب والجريمة. وأي تصور الى اليوم التالي لا بد أن يدرك حقيقة حرب غزة، وانها حرب امريكية بالاول والاخير. وما بين عقيدتي : بايدن وترامب ثمة فوارق. وحيث إن بايدين يميل الى العسكرة المفرطة، وحدث ذلك في غزة واوكرانيا، واما ترامب، فانه رجل صفقات، وسؤاله الدائم عن الربح والخسارة المالية. والتحدي الاكبر امام ترامب اليوم في الشرق الاوسط هو توسيع اتفاقيات السلام وتشغيل ماكينة التطبيع والسلام الجديد. فهل سوف يعود ترامب الى صفقة القرن؟ وتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها الى قضية انسانية، واسقاط طابعها الوطني والتحرري، وشطب حق العودة والغاء الاونروا، وتطويب القدس والضفة الغربية والجولان باسم اسرائيل؟ ترامب غير مؤمن بحل الدولتين. وفي الضفة الغربية اسرائيل تفرض سيناريو لفرض سيادتها على الضفة الغربية. وترمي حكومة تل ابيب الى اخلاء الضفة من الفلسطينيين، وحتى لا يبقى ولا فلسطيني واحد، والضفة معرضة الى انفجار كبير، وما يجري في جنين ويمتد الى مدن ومخيمات الضفة هو شبيه ولا يقل ترويعا عن حرب الابادة في غزة .

ترامب، لربما ان سياسته تميل الى تسكين ازمات وحروب الشرق الاوسط. وحيث إنه لا يملك خطة او تصورا استراتيجيا للقضية الفلسطينية وازمات الاقليم .

في الضفة الغربية التصعيد العكسري الاسرائيلي يفرض مستقبلا غامضا لمصير ومستقبل السلطة الوطنية.

اسرائيل ترفض اي دور لحماس في اليوم التالي في غزة. ولكن، المعادلة الميدانية لا تقبل في الشروط والاعتراضات الاسرائيلية. وحيث إن حماس في حالة عزلة وحصار، ما يجري في غاية الخطورة.. واليوم التالي محفوف بالمخاوف من قدرة اسرائيل على ترجمة الانقسام الفلسطيني والخذلان العربي ... الى حصاد سياسي تجنيه وتحوله إلى اهداف سياسية واستراتيجة عجزت عن ربحها في حرب امتدت الى 15 شهرا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :