إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • مقابل احتفالية اليمين الصهيوني .. مواقف إسرائيلية ساخرة من تصريحات ترامب حول ترحيل أهالي غزة

مقابل احتفالية اليمين الصهيوني .. مواقف إسرائيلية ساخرة من تصريحات ترامب حول ترحيل أهالي غزة


عمان جو - يبدو أن تصريحات ودعوات الرئيس دونالد ترامب بنقل الفلسطينيين للخارج لا تنم عن أي خطة، بل إن الفكرة ذاتها غير منطقية، وليست غير أخلاقية فحسب.

فكرة تبدو اعتباطية تدلّل على مزاج وعقلية ترامب، الذي دعا في ولايته الأولى لشرب الكلوروكوين (الملقين) للتداوي من داء الكورونا.

وكانت تسريبات صحفية عبرية قد قالت إن دعوة ترامب لم تأت من فراغ، بل هي جزء من خطة واسعة. لكن المرجح أكثر أن تصريحات ترامب تصدر عنه لإرضاء لوبيات صهيونية دعمت حملته الانتخابية، وأوساط يمينية في إسرائيل أصيبت بخيبة أمل بعد عدة تصريحات ومواقف سابقة أبرزها مشاركته، قبل نحو أسبوعين، مقالاً لأكاديمي أمريكي بارز اتهم نتنياهو بمحاولة جر أمريكا لحرب ضد إيران، كما فعل عند جرّها لحرب على العراق.

ربما تأتي تصريحات ترامب لترضية هذه الجهات الصهيونية خائبة الأمل منه، بعدما أجبر نتنياهو على وقف الحرب واستئناف الصفقة مع “حماس” قبل “النصر المطلق”، وقبل إسقاط “حماس”، ما يربكه وينال من هيبته وهيبة ائتلافه القومي الأشد تطرفاً ضمن حكومات الاحتلال.

هذه الاحتفالية الإسرائيلية بتصريحات ترامب، كما تجلى في مواقف بن غفير وسموتريتش وأبواق اليمين تبدو كمحاولة لتوظيفها لشرعنة فكرة تنطوي على جريمة حرب، علاوة على استثمارها داخليًا من باب محاولة التدليل على صحة فكرة الترانسفير التي تبناها حزباهما بالقول إنه حتى الرئيس الأمريكي يتبناها الآن.

يضاف لذلك رغبة هذا اليمين بتعويض حالة الصدمة والإحباط من فشل الحرب في تطبيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، بعد 15 شهرًا من حرب متوحشة، ومن اضطرارهم لوقفها بضغط ترامب نفسه، دون نصر مؤكد ولا احتلال ولا تهجير ولا استيطان.


في كل الأحوال تبقى هذه دعوة هلامية غير منطقية، وليست واقعية، فاسدة أخلاقيًا وسياسيًا يرفضها الفلسطينيون والدول العربية المدعوة لاستضافة مليونين فلسطيني. فكرة سخيفة سبق أن طرحت في الماضي، كفكرة موشيه ديان في خمسينيات القرن الماضي لنقل الغزيين لسيناء.

ولاحقًا كان رئيس حكومة الاحتلال الراحل إسحق رابين يقول إنه يحلم بالليل أن يستيقظ صباحًا ليرى أن غزة قد غرقت في البحر. مات رابين وبقيت غزة.. ومشاهد الملحمة الفلسطينية وصورة العودة الرمزية التاريخية “السينمائية” لجموع الفلسطينيين من جنوب القطاع لشماله تسكب الملح في جراح اليمين الصهيوني، خاصة أن هناك صورًا أخرى روعته وستروعه كصور التبادل في مركز مدينة غزة وصور الأسرى يخرجون من الزنازين رافعين شارات النصر.


“التجمع الوطني الديمقراطي”

ردًا على التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي لاقت ترحيبًا من لفيف من القيادات الإسرائيلية، بشأن التهجير القسري لأهالي غزة، أكد “التجمع الوطني الديمقراطي” داخل أراضي الـ 48 أن “هذه التصريحات تشكل تهديدًا صارخًا للحقوق الأساسية لشعبنا الفلسطيني”. كما أكد في بيانه أن هذه التصريحات تندرج ضمن سياسات استعمارية تهدف إلى تهجيره من أرضه، وتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، في خدمة لمشروع استيطاني توسعي يتجاهل أبسط معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي.


ويحذّر “التجمع” من أن “هذه التصريحات قد تكون جزءًا من خطة أمريكية- إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تهجير أهل غزة بالقوة، مستغلة الحصار المستمر والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمنازل والمرافق العامة خلال العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة”. ويشدد التجمع على أن “وقف إطلاق النار دون إعادة إعمار غزة وضمان الحق في الحياة الكريمة لأهلنا هناك ليس سوى تكريس للوضع الكارثي الذي يهدد مستقبلهم، ويمنعهم من تحقيق حريتهم وكرامتهم الوطنية”.

ودعا “التجمع” إلى وحدة فلسطينية، مؤكدًا أن “هذه المخططات تستدعي وقفة فلسطينية موحدة، تستند إلى إستراتيجية نضالية شاملة قادرة على مواجهة التحديات الجسام التي تواجه شعبنا.

كما يؤكد “التجمع” على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية ومقاومة جميع أشكال التهجير والتطهير العرقي باعتبارها جرائم حرب وفق القانون الدولي”.

ودعا “التجمع الوطني الديمقراطي” جميع القوى الفلسطينية إلى “تحمل مسؤولياتها التاريخية، والعمل بشكل عاجل على صياغة رؤية وطنية جامعة ترتكز على الثوابت الفلسطينية، وتتصدى لكل المخططات التي تستهدف وجودنا وحقوقنا في سائر أرجاء تواجد شعبنا الفلسطيني.

كذلك يدعو “التجمع الوطني” المجتمع الدولي إلى “تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه شعبنا في غزة، ووقف جميع أشكال الدعم للاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليه لإلزامه بإعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار الظالم عنه”.

في سياق متصل، سخرت صحيفة “هآرتس” العبرية من تصريحات ترامب، وقالت، في افتتاحيتها اليوم، إنه إذا ما استمر الرئيس الأمريكي ترامب في إطلاق الأفكار الخيالية، فإنه سيقترح على ما يبدو نقل مليوني فلسطيني إلى المريخ.

وبذلك تتفق “هآرتس” مع ما ورد من تصريحات لترامب في خطاب النصر، في نوفمبر الماضي، بأن الولايات المتحدة تسعى لتوسيع المدى والآفاق حتى رفع علم أمريكي على كوكب المريخ.

في افتتاحيتها المعنونة بعنوان ساخر “ترامبسفير”، صبت “هآرتس” الماء البارد على أوساط اليمين الإسرائيلي بقولها إن اليمين سارع للاحتفال بتصريحات ترامب دون أن يكون هناك سبب لذلك. مشددة على عدم إمكانية تسوية القضية الفلسطينية بالقوة وبحلول سحرية خاصة إذا ما قامت على فكرة التهجير والتطهير العرقي. وشددت أيضًا على أهمية عدم طرح أفكار لا تقوى إلا على إفساد اتفاقات السلام الإستراتيجية في المنطقة.

وهذا ما يؤكده أيضًا محلل الشؤون الشرق أوسطية في “هآرتس”، الدكتور تسفي بار إيل، الذي يقول: إن من شأن فكرة ترامب هذه أن تزعزع الاتفاقات الإستراتيجية في المنطقة، بل تشويش علاقات دول عربية بالولايات المتحدة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :