إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأردنيون يحتفلون بعيد ميلاد الملك


عمان جو_تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة، اليوم، بالعيد الخامس والخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، ويقف أبناء الوطن صفا واحدا، خلف قيادتهم الهاشمية، في مواجهة التحديات ليبقى الأردن واحة للأمن والأمان، ونموذجا للوحدة الوطنية والعيش المشترك.
وتأتي ذكرى ميلاد قائد الوطن، في وقت يزداد فيه الأردن منعة وصمودا وقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، ضمن منظومة عمل إصلاحي تراكمي يرسخ نهج حكم الدستور ودولة المؤسسات وتطبيق سيادة القانون.
وُلد جلالته، وهو الحفيد الـ41 للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، والابن الأكبر لجلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه والأميرة منى الحسين، صبيحة يوم 30 كانون الثاني (يناير) 1962 في عمان.
وبنبأ مولد جلالته، خاطب الحسين قائلا "مثلما نذرت نفسي منذ البداية، لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذلك فإني نذرت عبدالله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة. ولسوف يكبر ويترعرع في صفوفكم وبين إخوته وأخواته من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها، في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين، في جيش العروبة والإسلام".
بدأت رحلة جلالة الملك التعليمية الأولى بالكلية العلمية الإسلامية في عمان العام 1966، وانتقل في المرحلة الإعدادية والثانوية، إلى مدرسة سانت أدموند في ساري بإنجلترا، ليلتحق بعدها بمدرسة إيجلبروك، تبعها باستكمال دراسته في أكاديمية دير فيلد في الولايات المتحدة.
تدرج جلالته في المواقع العسكرية، في القوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي، من رتبة ملازم أول، بدأها كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرع الأربعين، وفي 1985 التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة، ليعود بعدها قائدا لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 برتبة نقيب العام 1986، كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجو الملكي كطيار مقاتل على طائرات الكوبرا، وهو مظلي مؤهل في القفز الحر.
كانت لجلالته عودة إلى الدراسة الأكاديمية العليا العام 1987، حيث التحق بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن، وأتم برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية ضمن "الماجستير" بشؤون الخدمة الخارجية، المنظم تحت إطار مشروع الزمالة للقياديين في منتصف مرحلة الحياة المهنية.
وعاد جلالة الملك ليستأنف خدمته العسكرية، فعمل مساعد قائد سرية في كتيبة الدبابات الملكية 17 في الفترة بين كانون الثاني (يناير) 1989 وتشرين الأول (اكتوبر) 1989، ومساعد قائد كتيبة في الكتيبة ذاتها حتى كانون الثاني (يناير) 1991، وبعدها تم ترفيع جلالته إلى رائد، وخدم كممثل لسلاح الدروع بمكتب المفتش العام في القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقاد كتيبة المدرعات الملكية الثانية العام 1992، وفي 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء الأربعين، ثم مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية، ثم قائداً لها عام 1994 برتبة عميد، وأعاد تنظيمها العام 1996 لتتشكل من وحدات مختارة لتكون قيادة العمليات الخاصة، ورقي جلالته إلى رتبة لواء العام 1998.
وصدرت الإرادة الملكية السامية في 24 كانون الثاني (يناير) 1999 بتعيين جلالته ولياً للعهد.
اقترن جلالته بجلالة الملكة رانيا بـ10 حزيران (يونيو) 1993، ورزق جلالتاهما بنجلين هما سمو الأمير الحسين، الذي صدرت الإرادة الملكية باختياره وليا للعهد بـ2 تموز (يوليو) 2009، والأمير هاشم، كما رزقا بابنتين هما الأميرة إيمان والأميرة سلمى.
تسلم جلالته سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة في 7 شباط (فبراير) 1999، وسار الأردن بقيادته وتوجيهاته السامية للحكومات نحو إصلاحات جذرية، لتجعل منه دولة مؤثرة في المنطقة والعالم ترتكز على الإنجاز النوعي وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة.
وتمضي المملكة، ضمن خريطة إصلاح سياسي نابع من الداخل، أثمرت عن إنجاز خطوات إصلاحية منها: تعديل وتطوير التشريعات السياسية، وإرساء قواعد ديمقراطية للعمل السياسي على مستوى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالتزامن مع التقدم نحو مأسسة العمل الحزبي، وتطوير آليات العمل النيابي، عبر سن قوانين انتخاب وأحزاب متقدمة وعصرية.
وركز جلالة الملك على ضرورة تنمية قدرات المواطن عبر إعادة النظر في برامج ومناهج التعليم، ووضع برامج تؤهله لدخول سوق العمل والاستفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا.
وسعى جلالته إلى تكريس عنصري الشراكة والمساهمة الفاعلة من الأردنيين في كل الخطوات التي تنتهجها المملكة، إيمانا وقناعة بدور المواطن في صناعة القرارات ونجاح تطبيقها، وتحقيق الغاية من كل خطوة، استنادا إلى أن تحقيق الحياة الأفضل للأردني.
ودأب جلالته، على اللقاء مع أبناء أسرته الواحدة، في صورة عز نظيرها حيث الحوار المباشر، والتواصل مع المواطنين وتفقد احتياجاتهم والإيعاز بالارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، في نهج حكم رشيد عزز علاقة القائد بشعبه.
عمل جلالته على مأسسة العمل الديمقراطي والتعددية السياسية نحو ترسيخ شراكة حقيقية للجميع في العملية السياسية وصناعة القرار، فضلا عن سعيه الدؤوب لتحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
وشهد العام 2016 انتخابات برلمانية تحت قانون انتخاب جديد وعصري، شارك فيها جميع الأحزاب.
واهتم جلالته بقطاع الشباب معتبرا اياهم "فرسان التغيير"، وتم إطلاق مبادرات هادفة لتفعيل دورهم عبر إعطائهم الفرص وتأهيلهم وإعدادهم كقادة للمستقبل بإشراكهم ببرامج نوعية.
وفي عهد جلالته، شهد النهوض بواقع المرأة ومشاركتها وتكريس قدرتها على ممارسة جميع حقوقها، خطوات نوعية وخصوصا على صعيد تفعيل مشاركتها في الحياة السياسية والعامة.
وجاء إنشاء المحكمة الدستورية ضمن تعديلات شملت ثلث بنود الدستور، لتكون نقطة تحول جذرية في إيجاد مرجعية قضائية عليا ومستقلة، وكذلك إنشاء هيئة مستقلة تشرف على العملية الانتخابية وتديرها.
ويؤكد جلالته دوما أهمية دور القضاء في ترسيخ العدالة وسيادة القانون ومكافحة جميع اشكال الفساد وحماية المجتمع، وتعزيز النهج الإصلاحي، وحرصه على دعم الجهاز القضائي واستقلاليته وتعزيز إمكاناته ورفده بالكفاءات المؤهلة. وشكلت، لهذه الغاية، اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون. كما أُنشئت هيئة النزاهة ومكافحة الفساد.
ويحرص جلالته على مشاركة العمال عيدهم السنوي، تقديرا لجهودهم الخيرة، كما يؤكد على تعزيز المساواة الاجتماعية وتوزيع مكاسب التنمية بعدالة كأحد مرتكزات المسيرة الإصلاحية الشاملة.
ويوجه جلالته الحكومات للعمل على تحقيق تنمية شاملة في المحافظات بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وبما يتناسب مع الميزات التنافسية لكل محافظة، لضمان توزيع مكتسبات التنمية وتوفير فرص العمل.
وفي سياق التمكين الاجتماعي للجمعيات ودور الرعاية التي تعنى بالمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، جاءت التوجيهات الملكية بتقديم الدعم المالي المباشر لهذه الجمعيات ورفدها بما تحتاجه لتتمكن من القيام بمهامها والاستمرار في تقديم خدماتها لهذه الفئة والارتقاء بنوعيتها.
ويولي جلالته جل اهتمامه ورعايته لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي، وفي إطار رعايته لأسر شهداء الوطن من منتسبيها، وجه لإنشاء صندوق لدعم أسر شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، إضافة إلى الدعم الذي يقدم لهذه الأسر، حيث أمر بتخصيص 5 ملايين من موازنة الديوان الملكي الهاشمي للصندوق.
كما وجه بشمول خدمات صندوق الائتمان العسكري التمويلية أسر الشهداء ودون عوائد، وتعزيز دور المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وإعادة النظر بقانونها وهيكلتها والعمل على بناء المحافظ الإقراضية الخاصة بالمؤسسة ودعم المشاريع الإنتاجية للمتقاعدين، ووضع برامج تدريب متخصصة للمتقاعدين ومساعدتهم في إيجاد فرص العمل المناسبة.
ووجه جلالته الحكومة لتشكيل لجنة وطنية لتنمية الموارد البشرية، تسهم في تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة وواضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية، وتؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم.
وحمل جلالته راية الدفاع عن الإسلام وتوضيح صورته المشرقة للعالم أجمع بأنه دين تسامح ومحبة.
وحول جهود محاربة الإرهاب، يحمل جلالته رؤية واضحة تركز على بذل الجهود الإقليمية والدولية، ضمن نهج شمولي، للقضاء على خطر الإرهاب وعصاباته، الذي بات يستهدف الأمن والسلم العالميين، ويؤكد دوما أن الحرب على الإرهاب هي حرب المسلمين بالدرجة الأولى.
ويواصل الأردن بقيادة جلالته بذل مختلف الجهود وبكل الوسائل والسبل المتاحة لرعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والحفاظ على عروبتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم وتثبيت سكانها، وتعزيز وجودهم.
ويؤكد جلالة الملك دوما ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس وعدم المساس به لما سيكون له انعكاسات على الأمن والسلام في المنطقة.
وحظيت القدس والمسجد الأقصى المبارك برعاية خاصة من الهاشميين، من خلال الإعمار الهاشمي لـ"الأقصى" وقبة الصخرة المشرفة في إطار عنايتهم الشاملة بالمدينة المقدسة، كما كانت الصناديق الهاشمية ولجان الإعمار الموجهة لدعم المدينة دلائل على نهوض القيادة الهاشمية بدورها الديني والتاريخي في استكمال مسيرة العهد والولاء لمسرى رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، ولما لها من مكانة ومنزلة في الديانات السماوية.
وكان لجلالته جهود واضحة في إنجاز منبر صلاح الدين الأيوبي مجسداً حرص الهاشميين على إعمار المقدسات استنادا لواجبه الديني والتاريخي والوصاية الهاشمية على مقدساته الإسلامية والمسيحية. كما تبرع لترميم القبر المقدس- قبر السيد المسيح - في كنيسة القيامة.
ويؤكد دوما أن القدس القضية الأهم والأبرز في النزاع العربي الإسرائيلي لما لها من مكانة وقدسية لدى الهاشميين بشكل خاص، ولدى كل عربي ومسلم.
وفي الجانب الإنساني، يواصل الأردن، وبتوجيهات من جلالته تقديم خدماته الطبية والإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويقف الأردن إلى جانب أمته العربية والإسلامية، ولا يألو جهدا في القيام بدوره في خدمة قضاياها العادلة، إلى جانب بذل المساعي الحثيثة لتحقيق السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، وإيجاد حلول سياسية لأزماتها، وتجاوز التحديات التي تمر بها.
واستضاف الأردن ملايين اللاجئين على مدى العقود الماضية وما يزال ملاذا لهم، حيث يستضيف نحو 3ر1 مليون لاجئ سوري، رغم شح موارد، ومحدودية المساعدات الدولية. -(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :