نتنياهو يواصل المناورة لصيانة ائتلافه والإيقاع بين “حماس” وترامب .. الصفقة عالقة وسط التهديد باستئناف الحرب
عمان جو - رغم استمرارها لخمسة أيام (من الإثنين إلى الجمعة الماضيين)، لم تتمخض المفاوضات في الدوحة عن نتيجة، وتبدو الصفقة، اليوم الأحد، عالقة وسط استمرار تهديد إسرائيلي بمعاودة الحرب أو القتال وحديث أمريكي عن “موعد نهائي” غير معلن بعد، فهل تتجه للانهيار واستئناف الحرب، أم لجسر الفجوات بين المواقف، وصولاً لنبضة جديدة تكون استمرارية للمرحلة الأولى من الاتفاق، أم “همزة وصل” لمرحلة تالية مستقبلاً؟
دافيد ميدان: لا أراه يجرؤ على شن حرب جديدة بسبب خطورتها على المخطوفين، ولكلفتها، خاصة أن عائلات المحتجزين تتهم نتنياهو بالتخلي عنهم
في أعقاب اجتماع “الكابنيت” الإسرائيلي في الليلة الفائتة، قال بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إن الأخير أجرى، ليلة السبت، نقاشاً معمّقاً حول قضية المخطوفين، بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، لافتاً إلى أنه في ختام المباحثات أرشد طاقم المفاوضات بالاستعداد لمواصلة المحادثات وفقاً لردّ الوسطاء “مقترحات ويتكوف” القاضية بالإفراج الفوري عن 11 محتجزاً حيّاً وعن نصف القتلى.
ويتحدّث البيان مجدّداً عن مقترح ويتكوف قبل التعديلات التي أجريت عليه خلال مفاوضات الدوحة (وهو في جوهره مقترح إسرائيلي) ويقضي بالإفراج عن خمسة مختطفين أحياء. هذا البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، والطامع بدفع “حماس” للاصطدام المباشر مع ترامب غير المتوقع ومتقلب المزاج، يرد دون إشارة للهجمات العسكرية “المحدودة” داخل القطاع، على غرار ما جرى في شمال القطاع أمس.
وقبل ذلك قالت مصادر إعلامية عبرية إن الطاقم المفاوض العائد من الدوحة أبلغ نتنياهو بعدم وجود تقدم، وإن “حماس” تتمترس في موقفها وتقترح التفاهم الذي توصّلت له مع المبعوث الخاص آدم بولر، وينص على تحرير جندي إسرائيلي يحمل جنسية أمريكية وجثامين أربعة جنود يحملون هم أيضاً جنسية مزدوجة.
خيار الحرب
ورغم التهديد والوعيد، لا تسارع حكومة الاحتلال لـ “الحرب الشرسة” التي هددت بها هي والقائد الجديد للجيش زامير مرات متتالية، ويبدو أن التهديدات هذه تهدف لمحاولة الضغط على “حماس” وعلى الوسطاء وإرضاء أوساط اليمين الصهيوني الراغبة بالتصعيد. وهذا ما يرجّحه عددٌ من المراقبين الإسرائيليين، آخرهم المسؤول الأسبق في “الموساد” دافيد ميدان، الذي قال لإذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم الأحد، إنه يستبعد شن حرب شديدة على غزة من جديد لأنها تهدد بقية المختطفين بالموت.
ويشير ميدان إلى أن “حماس” والولايات المتحدة والوسطاء معنيون بصفقة واحدة تنهي الملف، لكن نتنياهو لا يريد صفقة شاملة، ولا يريد للحرب أن تنتهي الآن بدوافع سياسية داخلية فئوية بعيدة عن المصالح العليا لإسرائيل بيد “أنني لا أراه يجرؤ على شن حرب جديدة بسبب خطورتها على المخطوفين، وبسبب كلفتها، خاصة أن عائلات المحتجزين تتهم نتنياهو بالتخلي عنهم.
ويضيف: “بعكس الماضي، بات نتنياهو يخلط الحسابات ويفضّل مصالح فئوية على مصالح عامة دون اكتراث لتأييد السواد الأعظم من الإسرائيليين لوقف الحرب واستعادة الرهائن، وهو مهتم الآن بسلامة ائتلافه بالأساس، ولذا تحاشى إتمام الصفقة مع “حماس”، وسبق أن قال الوزير المستقيل بن غفير إنه نجح بإحباط الصفقة حتى استقالته، فيما يواصل الوزير سموتريتش التهديد بتفكيك الحكومة بحال لم تتجدّد الحرب”.
كما أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحفّظ من فكرة استئناف الحرب على غزة بسبب خطورتها على المحتجزين، وتفضّل مواصلة الرهان على القناة التفاوضية مع استخدام النار عن بعد والقيام بعمليات عسكرية محدودة، وفق ما تؤكده من جديد مصادر إعلامية عبرية اليوم أيضاً، علماً أن مصادر صحافية عبرية نشرت، عدة مرات في الأسبوع الأخير، عن رفض وحدات ومجموعات من الضباط والجنود في جيش الاحتياط فكرة العودة للحرب على غزة.
علاوة على الخوف من انفجار الاحتجاجات الكبيرة في الشارع الإسرائيلي بسبب موت مخطوفين وقتل جنود بحال شنّ الحرب من جديد، يبدو أن الإدارة الأمريكية تستنكف عن منحه ضوءاً أخضر كونها هي الأخرى ترى بأن الحرب مغامرة ومن شأنها أن تطول وتشوّش برنامجها وتطلعها لصفقة أكبر، سياسية إقليمية في صلبها ضمّ السعودية لاتفاقيات أبراهام والفوز باستثمار بمليارات الدولارات.
مصدر استخباراتي أمريكي: موافقة نتنياهو على استئناف المفاوضات جاءت بضغط هذه المفاجأة الكامنة بالتفاوض المباشر مع “حماس”
واستبطن فتح الإدارة الأمريكية قناة مباشرة مع “حماس” رسالة لإسرائيل بأنها راغبة بإنهاء ملف غزة والتفرّغ لقضايا أخرى. في هذا المضمار نقل تقرير مطوّل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم الجمعة الماضي عن مصدر أمريكي “دبلوماسي استخباراتي مرموق” قوله إن موافقة نتنياهو على استئناف المفاوضات جاءت بضغط هذه المفاجأة الكامنة بالتفاوض المباشر مع “حماس”، متهماً إياه بالوقاحة والتضليل والسعي لمنع واشنطن من الاطلاع المباشر على حقيقة “حماس”. ويبدو أن نتنياهو سيواصل المناورة ريثما ينتهي من المصادقة على مشروع قانون الموازنة العامة في نهاية الشهر، كي تكون حكومته في مأمن من التفكيك، وفقاً للقانون الإسرائيلي.
المفتاح في البيت الأبيض
وتشي قرائن كثيرة بأن مفتاح الأزمة موجود في البيت الأبيض لا بيد نتنياهو الذي يتظاهر بثقة عالية بالنفس وبقوة عسكرية، لكنه سيفعل ما يقرّره ترامب، كما يؤكد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل اليوم.
على غرار مراقبين ومحللين محليين كثر، يرى هارئيل بضرورة أن تحذر إسرائيل من ترامب، وتأخذ دعمه لها مقابل “حماس” بشكل محدود الضمان. في التزامن تتصاعد السجالات الداخلية في إسرائيل في محورين: مستقبل الحرب والصفقة، حيث يواصل ائتلاف نتنياهو رفض فكرة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في “السابع من أكتوبر” ما قبله وما بعده، والعودة للانقلاب القضائي، وهذه تشعل المواجهة المناوبة الجديدة بين نتنياهو ورئيس الشاباك السابق أرغمان، بعدما قال إنه بحال تصرّف نتنياهو بخلاف القانون سيَروي ما يعرفه عنه، ما دفع نتنياهو لتقديم شكوى لدى الشرطة ضده، والشروع هو وأبواقه بشن حملة مضادة اتهموه فيها بالمساس بالديموقراطية والابتزاز بالتهديد.
دافيد ميدان: لا أراه يجرؤ على شن حرب جديدة بسبب خطورتها على المخطوفين، ولكلفتها، خاصة أن عائلات المحتجزين تتهم نتنياهو بالتخلي عنهم
في أعقاب اجتماع “الكابنيت” الإسرائيلي في الليلة الفائتة، قال بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إن الأخير أجرى، ليلة السبت، نقاشاً معمّقاً حول قضية المخطوفين، بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، لافتاً إلى أنه في ختام المباحثات أرشد طاقم المفاوضات بالاستعداد لمواصلة المحادثات وفقاً لردّ الوسطاء “مقترحات ويتكوف” القاضية بالإفراج الفوري عن 11 محتجزاً حيّاً وعن نصف القتلى.
ويتحدّث البيان مجدّداً عن مقترح ويتكوف قبل التعديلات التي أجريت عليه خلال مفاوضات الدوحة (وهو في جوهره مقترح إسرائيلي) ويقضي بالإفراج عن خمسة مختطفين أحياء. هذا البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، والطامع بدفع “حماس” للاصطدام المباشر مع ترامب غير المتوقع ومتقلب المزاج، يرد دون إشارة للهجمات العسكرية “المحدودة” داخل القطاع، على غرار ما جرى في شمال القطاع أمس.
وقبل ذلك قالت مصادر إعلامية عبرية إن الطاقم المفاوض العائد من الدوحة أبلغ نتنياهو بعدم وجود تقدم، وإن “حماس” تتمترس في موقفها وتقترح التفاهم الذي توصّلت له مع المبعوث الخاص آدم بولر، وينص على تحرير جندي إسرائيلي يحمل جنسية أمريكية وجثامين أربعة جنود يحملون هم أيضاً جنسية مزدوجة.
خيار الحرب
ورغم التهديد والوعيد، لا تسارع حكومة الاحتلال لـ “الحرب الشرسة” التي هددت بها هي والقائد الجديد للجيش زامير مرات متتالية، ويبدو أن التهديدات هذه تهدف لمحاولة الضغط على “حماس” وعلى الوسطاء وإرضاء أوساط اليمين الصهيوني الراغبة بالتصعيد. وهذا ما يرجّحه عددٌ من المراقبين الإسرائيليين، آخرهم المسؤول الأسبق في “الموساد” دافيد ميدان، الذي قال لإذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم الأحد، إنه يستبعد شن حرب شديدة على غزة من جديد لأنها تهدد بقية المختطفين بالموت.
ويشير ميدان إلى أن “حماس” والولايات المتحدة والوسطاء معنيون بصفقة واحدة تنهي الملف، لكن نتنياهو لا يريد صفقة شاملة، ولا يريد للحرب أن تنتهي الآن بدوافع سياسية داخلية فئوية بعيدة عن المصالح العليا لإسرائيل بيد “أنني لا أراه يجرؤ على شن حرب جديدة بسبب خطورتها على المخطوفين، وبسبب كلفتها، خاصة أن عائلات المحتجزين تتهم نتنياهو بالتخلي عنهم.
ويضيف: “بعكس الماضي، بات نتنياهو يخلط الحسابات ويفضّل مصالح فئوية على مصالح عامة دون اكتراث لتأييد السواد الأعظم من الإسرائيليين لوقف الحرب واستعادة الرهائن، وهو مهتم الآن بسلامة ائتلافه بالأساس، ولذا تحاشى إتمام الصفقة مع “حماس”، وسبق أن قال الوزير المستقيل بن غفير إنه نجح بإحباط الصفقة حتى استقالته، فيما يواصل الوزير سموتريتش التهديد بتفكيك الحكومة بحال لم تتجدّد الحرب”.
كما أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحفّظ من فكرة استئناف الحرب على غزة بسبب خطورتها على المحتجزين، وتفضّل مواصلة الرهان على القناة التفاوضية مع استخدام النار عن بعد والقيام بعمليات عسكرية محدودة، وفق ما تؤكده من جديد مصادر إعلامية عبرية اليوم أيضاً، علماً أن مصادر صحافية عبرية نشرت، عدة مرات في الأسبوع الأخير، عن رفض وحدات ومجموعات من الضباط والجنود في جيش الاحتياط فكرة العودة للحرب على غزة.
علاوة على الخوف من انفجار الاحتجاجات الكبيرة في الشارع الإسرائيلي بسبب موت مخطوفين وقتل جنود بحال شنّ الحرب من جديد، يبدو أن الإدارة الأمريكية تستنكف عن منحه ضوءاً أخضر كونها هي الأخرى ترى بأن الحرب مغامرة ومن شأنها أن تطول وتشوّش برنامجها وتطلعها لصفقة أكبر، سياسية إقليمية في صلبها ضمّ السعودية لاتفاقيات أبراهام والفوز باستثمار بمليارات الدولارات.
مصدر استخباراتي أمريكي: موافقة نتنياهو على استئناف المفاوضات جاءت بضغط هذه المفاجأة الكامنة بالتفاوض المباشر مع “حماس”
واستبطن فتح الإدارة الأمريكية قناة مباشرة مع “حماس” رسالة لإسرائيل بأنها راغبة بإنهاء ملف غزة والتفرّغ لقضايا أخرى. في هذا المضمار نقل تقرير مطوّل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم الجمعة الماضي عن مصدر أمريكي “دبلوماسي استخباراتي مرموق” قوله إن موافقة نتنياهو على استئناف المفاوضات جاءت بضغط هذه المفاجأة الكامنة بالتفاوض المباشر مع “حماس”، متهماً إياه بالوقاحة والتضليل والسعي لمنع واشنطن من الاطلاع المباشر على حقيقة “حماس”. ويبدو أن نتنياهو سيواصل المناورة ريثما ينتهي من المصادقة على مشروع قانون الموازنة العامة في نهاية الشهر، كي تكون حكومته في مأمن من التفكيك، وفقاً للقانون الإسرائيلي.
المفتاح في البيت الأبيض
وتشي قرائن كثيرة بأن مفتاح الأزمة موجود في البيت الأبيض لا بيد نتنياهو الذي يتظاهر بثقة عالية بالنفس وبقوة عسكرية، لكنه سيفعل ما يقرّره ترامب، كما يؤكد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل اليوم.
على غرار مراقبين ومحللين محليين كثر، يرى هارئيل بضرورة أن تحذر إسرائيل من ترامب، وتأخذ دعمه لها مقابل “حماس” بشكل محدود الضمان. في التزامن تتصاعد السجالات الداخلية في إسرائيل في محورين: مستقبل الحرب والصفقة، حيث يواصل ائتلاف نتنياهو رفض فكرة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في “السابع من أكتوبر” ما قبله وما بعده، والعودة للانقلاب القضائي، وهذه تشعل المواجهة المناوبة الجديدة بين نتنياهو ورئيس الشاباك السابق أرغمان، بعدما قال إنه بحال تصرّف نتنياهو بخلاف القانون سيَروي ما يعرفه عنه، ما دفع نتنياهو لتقديم شكوى لدى الشرطة ضده، والشروع هو وأبواقه بشن حملة مضادة اتهموه فيها بالمساس بالديموقراطية والابتزاز بالتهديد.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات