عمان جو - بصوت واحد ومن مدن مختلفة أطلق مغاربة صرخة غضب جديدة بعد تجدد العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة في عز شهر الصيام، ولبى مواطنون من عدة مدن نداء نصرة فلسطين وأهلنا في غزة، وضجت صفحة “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” على فيسبوك بتدوينات وصور وفيديوهات توثق بشكل دقيق للوقفات الاحتجاجية التي انتظمت ليلة الثلاثاء مباشرة بعد صلاة التراويح.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو والتدوينات لحظات تفاعل المغاربة مع عودة وجع فلسطين وتجدد العدوان الغاشم على الفلسطينيين وسقوط شهداء وارتقاء ملائكة صغار إلى السماء، في هجمة وحشية جديدة لجيش الاحتلال الصهيوني.


وعلى شاكلة جمعات الغضب جاءت وقفات الثلاثاء بعد صلاة التراويح، وكانت في موعد الغضب الشعبي المغربي كل من مدن الدار البيضاء، فاس، مكناس، أزمور، برشيد، سطات، الدروة، أزرو، تارودانت، المحمدية، بنسليمان، أغادير، زايو، الزمامرة، بركان، الناظو، وجدة، الجديدة… وكلها “لبت نداء واجب النصرة وخرجت في وقفات مسجدية شجبا للعدوان الصهيوني الجبان الذي يستهدف الأبرياء العزّل، وتنديدا بالصمت الرسمي الدولي والعربي المتخاذل، ومطالبة بقطع كل علاقات التطبيع المشؤومة مع الكيان المجرم”.
وحملت مختلف الوقفات المسجدية في المدن المذكورة شعارات نصرة لفلسطين، حيث أكد المشاركون فيها على أنهم “على العهد باقون يا غزة الجريحة”، كما رفعت الأكف بالدعاء “لنصرة اخوتنا في غزة وكامل فلسطين”.


واتشحت عدد من الصفحات المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي بالعلم الفلسطيني، فيما كان الأسود حدادا على أرواح الشهداء هو اللون الذي أصبح صورة (بروفايلات) عديدة، كما سارعت منظمات وهيئات مثل “الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني” إلى التعبير عن الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي على غزة المحاصرة.
ووصفت الجمعية في بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة بالجرائم الوحشية للحكومة المتطرفة، وذلك بعد القصف الجوي لـ 100 طائرة حربية صباح الثلاثاء في شهر رمضان الذي أسفر عن ارتقاء ازيد من 450 شهيدا ناهيك عن الجرحى الذين ناهز عددهم الـ 500 نصفهم من الأطفال والنساء العزل.

وعبرت “الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني” عن التنديد بهذه “الجرائم الوحشية كما نؤكد تضامننا المتواصل ومساندتنا الشعبية مع الشعب الفلسطيني المكافح ومع مقاومته”.
ودعت الهيئة إلى اتخاذ موقف موحد من طرف الدول العربية والإسلامية، والقيام بمبادرات سياسية دبلوماسية للضغط على “نتنياهو المجرم لكي يلتزم بتنفيذ الاتفاق المشترك مع المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار”، كما دعتها إلى “العمل على تفعيل إعلان القمة العربية المنعقدة مؤخرا في القاهرة، والداعي إلى وقف العدوان الاجرامي المستمر على غزة المحاصرة والى رفض جميع الدول العربية فكرة الرئيس الأمريكي لترحيل الفلسطينيين من أرضهم بالقوة”.
وأبرزت الجمعية أنه “أمام هذا الصمت الرهيب للمنتظم الدولي والانساني وعجز الأمم المتحدة لفرض مقرراتها المتعلقة بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي منذ تقسيم أرض فلسطين سنة 1947، ننادي أنصار السلام وحقوق الإنسان وكما ننتظر الرد القوي من مجلس الأمن لإدانة إسرائيل والعمل على وقف العدوان الاجرامي الإسرائيلي ولرفع الحصار على سكان غزة ومحاكمة المجرمين الصهاينة وفي مقدمتهم نتنياهو الرافض لتطبيق الاتفاق وإنهاء الحرب بعد إطلاق الأسرى والرهائن”.

وقالت في بيانها “إن حكومة إسرائيل ويمينها المتطرف اختارت الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة”، كما أنها “ستهدد السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم كله”، وذلك “برفضها للحل السياسي للنزاع والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وبتلك المواقف العدوانية وبهذا التصعيد في العنف وفي سياسة الابادة الجماعية في غزة”.
وأمام هذه الأحداث الأليمة التي تشهدها الأراضي المحتلة الفلسطينية، دعت الجمعية كل القوى الحية الوطنية إلى مواصلة الدعم الشعبي سياسيا واعلاميا وماديا والتعبير مجددا على التضامن المغربي الفعلي مع الشعب الفلسطيني الصامد.