الجمعه, 21 مارس, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لماذا استأنف نتنياهو الحرب على غزة؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في استئناف الحرب على غزة. هل غزة ستكون امام عودة مؤقتة تكتيكية للحرب أم امام عدوان مفتوح ؟! واستكمالا لمشروع الابادة والتهجير القسري، واجتثاث المقاومة وتفريغها وتجريدها من ادنى انواع الوجود.

وفي سياق تطورات الاحداث في الاقليم، والذي باتت رماله تتحرك على صفيح ملتهب.

قرار استئناف الحرب على غزة جاء بضوء اخضر امريكي، وسبقه موجة من التهديدات لفتح ابواب الجحيم على غزة..

وبعد ايام من جولة مفاوضات ماراثونية من القاهرة الى الدوحة وواشنطن وتل ابيب.

ولم تسفر عن تحقيق اي نتائج واختراق الارغامات الاسرائيلية وتحدث ثقوبا في الموقف الاسرائيلي المتزمت من استحقاقات المرحلة الثانية. وقلبت تل ابيب الطاولة على اتفاق وقف اطلاق النار، الذي وقع في كانون الثاني، وتضمن بنودا لوقف اطلاق النار ضمن مراحل ثلاث متالية.

عادت اسرائيل الى الحرب، ومن يومين نفذت سلسلة غارات جوية، وأسفرت عن مئات من الشهداء والجرحى.

عندما وقع وقف اطلاق النار في كانون الثاني تحت رعاية مصرية وقطرية وضمانة امريكية، والتزمت حماس في بنود المرحلة الاولى من الاتفاق، وافرجت عن عدد من الاسرى الاسرائيليين، مقابل تنصل وتلكؤ ومماطلة اسرائيلية في التزام بعدة جوانب من الاتفاق، واهمها الجانب الانساني وادخال المساعدات الى القطاع المنكوب والمحاصر.

المبعوث الامريكي آدم بوهلر قدم مقترحا على شكل مبادرة، والتقى بقادة حماس مباشرة، وعرض الافراج عن جندي اسرائيلي يحمل الجنسية الامريكية و4 جثامين، ووافقت حماس شريطة الدخول في المرحلة الثانية.

ورفضت اسرائيل المقترح الامريكي، وجدد المبعوث الامريكي للشرق الاوسط ويتكوف مبادرة تقتضي الافراج عن نصف الاسرى الاسرائيليين الاحياء والاموات، مقابل هدنة مدتها 50 يوما. ورفض المبعوث الامريكي الزام اسرائيل في الدخول في تطبيق المرحلة الثانية.

ما وراء الموقف الامريكي والاسرائيلي من وقف اطلاق النار والمرحلة الثانية استراتيجية تهدف الى سحب اوراق الاسرى من حماس، ومقدمة لاهداف كبرى لم تحققها الحرب والعدوان على غزة الذي دخل شهره الـ 18، وكخطوة في حال نجح الضغط على حركة حماس لسحب وتسليم السلاح. وكما أن الانقلاب على اتفاق وقف اطلاق النار يعطي حكومة نتنياهو عمرا سياسيا اطول.

ويؤخر محاسبته ومطاردته قضائيا والسؤال عن 7 اكتوبر والفشل العسكري والاستخباراتي الذريع.

واضافة الى تصاعد الخلافات بين نتنياهو ورئيس الشاباك واقالة الاخير. وانسحابها على الازمة السياسية الاسرائيلية الداخلية. وتصاعد المطالب الاحتجاجية الشعبية من وراء اقالة رئيس الشاباك.

ويبدو ان نتنياهو عرف كيف يهرب من توابع الازمة الداخلية بافتعال عودة الحرب على غزة.

وكما لو ان نتنياهو يهرب الى الامام في قرار استئناف الحرب ، وحاجة نتنياهو لابن غفير لعودته الى الحكومة، لتمرير الميزانية، وهذا ما كشفت عنه صحف عبرية، واشتراط بن غفير استئناف الحرب لعودته الى الحكومة.

واستئناف الحرب تزامن مع عدوان امريكي على اليمن. وبلا شك ان ثمة رسالة اسرائيلية لاطراف اقليمية توحي ان حربي غزة واليمن يكملان بعضهما البعض. والسؤال الاهم، ماذا تريد هاتان الحربان فعله؟ ومهما تأتيان بعد حربين شبتين لاكثر من عام.

ودون نجاح في كسر معادلة البحر الاحمر ولا معادلة المقاومة في غزة. نتنياهو يفتح شهيته، ويستغل التوقيت والغطاء الامريكي لملاحقة قوى المقاومة في الاقليم. لربما يكون مقدمة لعدوان كبير على ايران.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :