إذا أذَّن داعي الكرامة فخاسر من تخلف عنها وأفلح من لبَّى …
عمان جو- تيسير أحمد النجداوي
في ذِكرى والدي المُجاهد الشيخ أحمد النجداوي ( أبو ممدوح )
يحل يوم الحادي والعشرين من آذار ليطوي عامًا جديدًا على رحيل الشيخ العَلمْ المجاهد أحمد النجداوي أحد رجالات الأردن الحقيقيين؛ ذلك الرجل الذي ألقى بِحياته هَيبةً على سيرةٍ من حرير محبوك، وذهبٍ مَسبوك سطَّرها طَوالَ حياته باحثًا عن طُهرِ الكرامة ونقاءِ المُروءة المُنزَّهة عن كلِّ نواقص النفس المُتهافتة على هذه الدُّنيا الفانية، مُطاردًا بدأبٍ الشهادة أينما وَجهت صدرها يتلقاها بوجهه الأبيض باسما.
كان رجلًا نادرًا يعرف ماذا يريد، ومن ذلك تركه عروسه في ليلة زفافه عند اندلاع ثورة ١٩٣٦ على أرض فلسطين الطاهرة، لم يلتفت خلفه أو ترده دموع ليلتحق هو ومن تمثَّل بهِ من أبناء عشائر الأردن العظيم إلى عروس أخرى هي فلسطين السليبة ليذود عن أرضها وعرضها وعن أُمة، باذلًا ومن معه الحياة بَحثًا عن الخلود الحَقيقي المُعطَّر بمِسك الإيثار والمكتسي بعباءة التضحية، لم تخر لهم قوة، ولم يترددوا للحظة، ولم تهتز لهم ما دون الشَعرة، أولئك قوم أدركوا بِفطرة الدين ونَخوة العرب كيف يرتبون أولوياتهم، وكيف تكون السياسة دون أصباغ مُصطنعة بالية، فالشرف لا يناله المُتردد،والرائد لا يكذب أهله والنجداوي الكبير كان نِعم طليعة القوم ورائدهم قولًا وفعلًا وبذلًا بلا تمنن ولا مُباهاة ولا بإسنادِ طبول الاستعراض أو أقلام الأمجاد المُزوِّرة والمُزوِّقة، والتاريخ مهما سطى عليه أهل التطفل والتستر والمداراة لا بد أن تتفلت من بطونهِ الحلال رغم أنفهِ ومضات من نور تُضيء دروبَ المُستقبل وتتجسد قِرطاسًا، وعيون من ماء عذب تتخلق حِبرًا بيراع الحق تكتب أسماء الرجال الجبال الذين عاشوا كل حياتهم فداءً لقضية تشربوها في مختبرات السماء بين السُحب، نابذين الخوف والإرتجاف، بوصلتهم ضبطها إيمانهم بالله، ثم بقلوب لا تُباع ولا تُشترى ولا تُداهِن، ولا تضع أقدامها إلا في بقع العز والرجولة حصرا.
أحمد النجداوي لم يكن مُجرد رجل مُجاهد أدَّى ومضى، أو شيخ ساسَ وغدا، ولكنه كان حالة ناصعة بكل ما ترتفع به الهامة طوال عمره المُمتد وبالدليل الذي لا يخفى، أعطى ولم ينتظر مُقابلًا، أولئك أهل الحق الذين نفتقدهم في أيامنا هذه عندما نرى العجر والتردد الذي ضرب أطنابنا وأحالنا جثثًا من صمت وحساب.
يا ولد لا يا نجداوي***اركب ذلولك خلاوي
انحرها يمَ النجداوي***على فلسطين الدِنية
بالثورة والبِزر رامي*** عقيدَ الجيش الاسلامي
أحمد رسولَ التِمام***مسيحَ الشرق العدية
رحمَ الله أبا ممدوح؛ عرَفَ ما لهُ فجاد، وعرف ما عليه فزاد؛ ذلك الجبل الراسخ بِجهاده وحكمته، لم يمِل إلا حين زاره طالب الأجل في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة عقود وعامين، فهنيئا للكفن بساكنه التقي، ولمن سار على نهجه، وتلمس سيرته، وأنزله قَدرَه الرفيع، وجزاه الله فوق الرحمةٍ خيرًا عن الأمة التي أضاعت بوصلتها، وركنت إلى الغير والصُدف.
ربح البيع يا أبا ممدوح ربح البيع وأفلح من عرف نفسه وعرف عدوه، وأنت عرفت …
في ذِكرى والدي المُجاهد الشيخ أحمد النجداوي ( أبو ممدوح )
يحل يوم الحادي والعشرين من آذار ليطوي عامًا جديدًا على رحيل الشيخ العَلمْ المجاهد أحمد النجداوي أحد رجالات الأردن الحقيقيين؛ ذلك الرجل الذي ألقى بِحياته هَيبةً على سيرةٍ من حرير محبوك، وذهبٍ مَسبوك سطَّرها طَوالَ حياته باحثًا عن طُهرِ الكرامة ونقاءِ المُروءة المُنزَّهة عن كلِّ نواقص النفس المُتهافتة على هذه الدُّنيا الفانية، مُطاردًا بدأبٍ الشهادة أينما وَجهت صدرها يتلقاها بوجهه الأبيض باسما.
كان رجلًا نادرًا يعرف ماذا يريد، ومن ذلك تركه عروسه في ليلة زفافه عند اندلاع ثورة ١٩٣٦ على أرض فلسطين الطاهرة، لم يلتفت خلفه أو ترده دموع ليلتحق هو ومن تمثَّل بهِ من أبناء عشائر الأردن العظيم إلى عروس أخرى هي فلسطين السليبة ليذود عن أرضها وعرضها وعن أُمة، باذلًا ومن معه الحياة بَحثًا عن الخلود الحَقيقي المُعطَّر بمِسك الإيثار والمكتسي بعباءة التضحية، لم تخر لهم قوة، ولم يترددوا للحظة، ولم تهتز لهم ما دون الشَعرة، أولئك قوم أدركوا بِفطرة الدين ونَخوة العرب كيف يرتبون أولوياتهم، وكيف تكون السياسة دون أصباغ مُصطنعة بالية، فالشرف لا يناله المُتردد،والرائد لا يكذب أهله والنجداوي الكبير كان نِعم طليعة القوم ورائدهم قولًا وفعلًا وبذلًا بلا تمنن ولا مُباهاة ولا بإسنادِ طبول الاستعراض أو أقلام الأمجاد المُزوِّرة والمُزوِّقة، والتاريخ مهما سطى عليه أهل التطفل والتستر والمداراة لا بد أن تتفلت من بطونهِ الحلال رغم أنفهِ ومضات من نور تُضيء دروبَ المُستقبل وتتجسد قِرطاسًا، وعيون من ماء عذب تتخلق حِبرًا بيراع الحق تكتب أسماء الرجال الجبال الذين عاشوا كل حياتهم فداءً لقضية تشربوها في مختبرات السماء بين السُحب، نابذين الخوف والإرتجاف، بوصلتهم ضبطها إيمانهم بالله، ثم بقلوب لا تُباع ولا تُشترى ولا تُداهِن، ولا تضع أقدامها إلا في بقع العز والرجولة حصرا.
أحمد النجداوي لم يكن مُجرد رجل مُجاهد أدَّى ومضى، أو شيخ ساسَ وغدا، ولكنه كان حالة ناصعة بكل ما ترتفع به الهامة طوال عمره المُمتد وبالدليل الذي لا يخفى، أعطى ولم ينتظر مُقابلًا، أولئك أهل الحق الذين نفتقدهم في أيامنا هذه عندما نرى العجر والتردد الذي ضرب أطنابنا وأحالنا جثثًا من صمت وحساب.
يا ولد لا يا نجداوي***اركب ذلولك خلاوي
انحرها يمَ النجداوي***على فلسطين الدِنية
بالثورة والبِزر رامي*** عقيدَ الجيش الاسلامي
أحمد رسولَ التِمام***مسيحَ الشرق العدية
رحمَ الله أبا ممدوح؛ عرَفَ ما لهُ فجاد، وعرف ما عليه فزاد؛ ذلك الجبل الراسخ بِجهاده وحكمته، لم يمِل إلا حين زاره طالب الأجل في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة عقود وعامين، فهنيئا للكفن بساكنه التقي، ولمن سار على نهجه، وتلمس سيرته، وأنزله قَدرَه الرفيع، وجزاه الله فوق الرحمةٍ خيرًا عن الأمة التي أضاعت بوصلتها، وركنت إلى الغير والصُدف.
ربح البيع يا أبا ممدوح ربح البيع وأفلح من عرف نفسه وعرف عدوه، وأنت عرفت …
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات