معركة الكرامة: ملحمة العز والشرف
عمان جو - النائب الدكتور شاهر شطناوي .
في تاريخ الأمم محطاتٌ لا تمحى، لحظاتٌ تختزل الروح الوطنية في مشهدٍ خالد، وأصواتٌ ترتفع من قلب المعركة لترسم معنى الكرامة، هناك على ضفاف نهر الأردن، في صباح يومٍ ربيعي، لم يكن النسيم كعادته ناعسًا، بل كان مشحونًا بالعزم، يختلط بصدى أقدام الجنود وهم يسابقون الموت ليصنعوا الحياة، حاملين في قلوبهم إيمانًا بأن الأرض لا تُحرَس إلا بعرق الأوفياء ودماء الشرفاء.
في صباح الحادي والعشرين من آذار 1968، وقف الجيش العربي الأردني، بعددهم القليل وعتادهم المتواضع، في مواجهة عدوٍّ مغرور، ظنّ أنه يستطيع أن يجتاح الأرض كما يشاء، وأن يعبث بالكبرياء كما يشتهي، غير أن الأيدي التي تعودت على حمل السلاح لم ترتجف، والعيون التي اعتادت على التحديق في وجه الخطر لم تطرف، فكان اللقاء الحاسم، حيث امتزجت الأرض بأصوات البنادق، وارتفع نشيد البطولة من بين أزيز الرصاص.
لم تكن الكرامة مجرّد معركة عسكرية، بل كانت إعلانًا صريحًا بأن الكبرياء العربي لم ينكسر، وأن هزيمة حزيران لم تكن قدرًا محتومًا، بل لحظة عابرة في مسار النضال الطويل، وعلى مدى ساعات، ظلت الأرض تمور بالقتال، حتى أدرك الغزاة أنهم أمام شعب لا يقهر، وجيش لا يساوم على شرفه، فانكفأوا يجرّون أذيال الخيبة، تاركين وراءهم حطام آلياتهم وأحلامهم المهزومة.
لكن الكرامة لم تكن فقط في ميدان المعركة، بل تجلت في القيادة الهاشمية الحكيمة، التي لم تفرط يومًا في حق، ولم تساوم على مبدأ، فكما حمل الأردن همّ الأمة في قلبه، حمل أيضًا على كتفيه أمانة الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وظلّ صوته جهوريًا في وجه كل محاولات الطمس والتهويد.
اليوم، وبعد عقود من تلك اللحظة الخالدة، لا تزال الكرامة تروي للأجيال قصة الصمود، وتذكّر كل من يحاول العبث بتاريخ هذه الأمة بأن هناك رجالًا، إن حان وقت الفداء، انتفضت أرواحهم كالسيوف المسلولة، وأن هناك وطنًا، اسمه الأردن، لم يعرف يومًا معنى الانحناء.
رحم الله شهداء الكرامة الأبرار، وحفظ الأردن وجيشه وقيادته، وأبقى رايته خفاقةً في سماء العزة والكرامة.
في تاريخ الأمم محطاتٌ لا تمحى، لحظاتٌ تختزل الروح الوطنية في مشهدٍ خالد، وأصواتٌ ترتفع من قلب المعركة لترسم معنى الكرامة، هناك على ضفاف نهر الأردن، في صباح يومٍ ربيعي، لم يكن النسيم كعادته ناعسًا، بل كان مشحونًا بالعزم، يختلط بصدى أقدام الجنود وهم يسابقون الموت ليصنعوا الحياة، حاملين في قلوبهم إيمانًا بأن الأرض لا تُحرَس إلا بعرق الأوفياء ودماء الشرفاء.
في صباح الحادي والعشرين من آذار 1968، وقف الجيش العربي الأردني، بعددهم القليل وعتادهم المتواضع، في مواجهة عدوٍّ مغرور، ظنّ أنه يستطيع أن يجتاح الأرض كما يشاء، وأن يعبث بالكبرياء كما يشتهي، غير أن الأيدي التي تعودت على حمل السلاح لم ترتجف، والعيون التي اعتادت على التحديق في وجه الخطر لم تطرف، فكان اللقاء الحاسم، حيث امتزجت الأرض بأصوات البنادق، وارتفع نشيد البطولة من بين أزيز الرصاص.
لم تكن الكرامة مجرّد معركة عسكرية، بل كانت إعلانًا صريحًا بأن الكبرياء العربي لم ينكسر، وأن هزيمة حزيران لم تكن قدرًا محتومًا، بل لحظة عابرة في مسار النضال الطويل، وعلى مدى ساعات، ظلت الأرض تمور بالقتال، حتى أدرك الغزاة أنهم أمام شعب لا يقهر، وجيش لا يساوم على شرفه، فانكفأوا يجرّون أذيال الخيبة، تاركين وراءهم حطام آلياتهم وأحلامهم المهزومة.
لكن الكرامة لم تكن فقط في ميدان المعركة، بل تجلت في القيادة الهاشمية الحكيمة، التي لم تفرط يومًا في حق، ولم تساوم على مبدأ، فكما حمل الأردن همّ الأمة في قلبه، حمل أيضًا على كتفيه أمانة الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وظلّ صوته جهوريًا في وجه كل محاولات الطمس والتهويد.
اليوم، وبعد عقود من تلك اللحظة الخالدة، لا تزال الكرامة تروي للأجيال قصة الصمود، وتذكّر كل من يحاول العبث بتاريخ هذه الأمة بأن هناك رجالًا، إن حان وقت الفداء، انتفضت أرواحهم كالسيوف المسلولة، وأن هناك وطنًا، اسمه الأردن، لم يعرف يومًا معنى الانحناء.
رحم الله شهداء الكرامة الأبرار، وحفظ الأردن وجيشه وقيادته، وأبقى رايته خفاقةً في سماء العزة والكرامة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات