الاحد, 23 مارس, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المدرسة وليس البيت!!


عمان جو - بقلم: د. ذوقان عبيدات -

في حوار المجتمع الأردني حول توصيف ما حدث في المدرسة، انحاز أصدقاء الوزارة من الإعلاميين، ومن كوادرها إلى إلقاء اللوم على البيت؛ حماية للوزارة. فالبيت هو المسؤول عن التربية، وما أفسده الدهر لا تصلحه المدرسة. بذل إعلاميون
جهودهم لتبرئة الوزارة ومسؤوليها. وانحاز أصدقاء التعليم الحقيقيون إلى توصيف المشكلة بأنها قصور في النظام التعليمي، وأن هذا التوصيف مفيد لإلقاء الضوء على واقع التعليم، حيث تنبه المجتمع، والحكومة إلى ضرورة إصلاح التعليم، وما تخصيص مبلغ ١٠٠ مليون دينار لدعم التعليم والصحة إلا ثمرة لهذا التوصيف،
وإلا كان واجب الرئيس أن يخصص المبلغ لإصلاح البيوت التي لم تُفلح في تربية أبنائها؛ دعمًا أو نيابة عن المدرسة.

(١)
*البيت ليس مسؤولّا*
قد يكون العنوان صادمًا! ولكن
علينا أن نعرف حقيقتين اثنتين:
الأولى؛ إن المجتمع قد أنشأ المدارس، وأوكل إليها مهام تعليم الأطفال وتربيتهم.
الأخرى؛ ليس البيت موهلّا إلا لتربية عامة حول الأصول، ولا يمتلك الوقت اللازم للتربية والتعليم، أو لتنظيم القيم والسلوكات اليومية .فالوالدان مرهقان مشغولان ، ويعملان في خدمة المجتمع ومؤسساته !!.
وربما علينا أن نعرف أن البيت نفسه هو أحد مخرجات المدرسة، فأي قصور فيه، أو أي نجاح له يُعزى إلى المدارس التي تخرج منها الوالدان!
فالمدرسة هي التي ربّت المجتمع، والمجتمع والبيت هما نتاج للمدرسة، ولا شيء غير المدرسة!!
ومن هنا؛ على الجميع العمل مع المدرسة، ودعم المدرسة وحمايتها!
(٢)
*المدرسة مؤسسة مجتمعية*
ليس مفاجئًا القول: إن علاقة المدرسة بالمجتمع مرت بمراحل ثلاث:
الأولى؛ رفعت المدرسة شعار:
دعوني أعمل! لا تتدخلوا بعملي!
قبِل المجتمع ذلك، وبنت المدرسة حولها سورًا عاليًا، وأسمت داخل السور بالحرم المدرسي! ومنعت الأهالي من التدخل!

يعني: ممنوع الدخول لغير الأطفال!
والمرحلة الثانية؛ تنازلت المدرسة عن بعض غرورها، ورفعت شعار:
تعالوا ! شاهدوا ماذا عملنا؟!
فأقامت معارض سمحت للأهالي
بزيارتها. ولا يحق لهم سوى المشاهدة!
والمرحلة الثالثة؛ كانت مرحلة التفاعل والشراكة: رفعت المدرسة شعار: تعالوا نعمل معًا! هذه مدرستكم!
يعني المدرسة والأهالي هما شركاء في العمل المدرسي!
ومع ذلك تشكو المدارس ضعف استجابة الأهالي فكيف بشراكتهم؟!


(٣)
*من المسؤول؟*

شكت المدرسة من عدم استجابة الأهالي، بل قال الإعلامي الكبير ماهر أبو طير: إن مدرسة أبلغته بزيارة شخص واحد من الأهالي طيلة عام!! هذا يعني ان المدرسة الحكومية لم تنجح في جذب الأهالي، كما لم تنجح في جذب الذين من قبلهم منَ الطلبة!! ولعلكم تعرفون أن المدارس غير الحكومية تشكو من كثرة اهتمام الأهل بالمدرسة!
فالمشكلة ليست في الأهالي!

المدرسة -حسب مهامها- مسؤولة عن العمل مع الأهالي ومع المجتمع المحلي؛ أفرادًا ومؤسسات! ونجاح العمل مسؤولية المدرسة وحدها!

(٤)
*مشروع إصلاح التعليم*
طالبًنا أحد كبار الإعلاميين بدعم
مشروع إصلاح التعليم في الأردن!
ليتنا نعرف هذا المشروع!
مثل هذا الكلام يعني أن لدينا مشروعًا، وهذا قد يحرج كثيرا المنادين بإصلاح التعليم الذين لم يروا مثل هذه الخطط!. بل يعيق إصلاح التعليم، حين نقول لدينا خطط!!! فالأمور: كلّه تمام! وعلينا الصمت أو النفاق!!!! فهل هذا يحل المشكلة؟! ومتى نواجه المشكلة الحقيقية دون طبطبة!!!
مشكلتنا غياب رؤية لإصلاح التعليم!!
وستبقى أوضاعنا في ذيل القوائم العالمية ! وستبقى حوادث العنف والتنمر مستمرة، ما دام الأذنة لا يقومون بواجباتهم!!

فهمت عليّ جنابك؟!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :