الاربعاء, 26 مارس, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل المطلوب أن تعلن حماس الهزيمة؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - من البديهي القول إن حرب طوفان الاقصى ليست خطة تحرير تتوفر الشروط الموضوعية لخوضها، ولا هي حرب استنزاف توزعت ادوارها بين أطراف شاركت في جبهات الحرب ما بين موقع الفعل ورد الفعل. بل إن 7 اكتوبر، كان انفجارا إقليميا ضخما، وهو أقرب الى «حالة هستيرية « قلبت الطاولة وفتحت أدراج المخططات الاسرائيلية والامريكية، ولعبة الخرائط الجديدة التي يلوح بها نتنياهو وقادة اليمين المتطرف الاسرائيلي، وتحدث عنها علانية ترامب في إشارته الى عقدة الجغرافية الإسرائيلية، والبحث عن تمدد وتوسع جغرافي توراتي إسرائيلي. 7 أكتوبر منعت ما هو اسوأ. والاسوأ كان في موجة التطبيع العربي المجاني مع اسرائيل. ووفقا لمشروع امريكي الذي اعلن عنه في قمة العشرين في نيودلهي، تحت شعار طرق الهند الى اوروبا. والمشروع يقوم على شق عسكري وأمني يهدف الى خوض حرب مفاجئة تنهي المقاومة في غزة ولبنان مرة واحدة او على مراحل متقطعة.
وفي الموقف الامريكي من حرب غزة ولبنان، أظهرت أن ثمة خططا ومفاجآت كانت جاهزة ومعدة مسبقا.
حرب 7 اكتوبر أحدثت زلزالا اقليميا، ومازالت ارتدادت الزلزال وتوابعه تتواصل. وفي الإقليم ولدت جبهتان او محوران، ويضم الاول امريكا واسرائيل وحلفاء، واما، الثاني قوى وحركات مسلحة وسياسية وشعبية تنتشر على جغرافيا عربية ممزقة، وتضم قوى المقاومة.
وفرضت معادلة الحرب، والدعم الامريكي المطلق لاسرائيل والمفاجآت باستهداف بالغ الجراح الى المقاومة وقوتها وردعها، وتأثيرات بالغة على استراتيجيات المقاومة، ورغم ذلك، فان الحرب ما زالت مستمرة، ويبدو أنه من الصعب اعلان امريكا واسرائيل لنهاية الحرب وما زال جسم المقاومة ينبض وعلى قيد الحياة.
الحرب في غزة واقليميا باقية، وتتمدد، ويصعب أن تشن اسرائيل ومن خلفها أمريكا حربا أشرس وأبشع والعن من حرب امتدت الى 18 شهرا، الا ان استخدمت السلاح النووي.
المقاومة خسرت كثيرا في حرب غزة. وخسائر يصعب تعويضها، وخسائر فرضتها معادلة فوارق القوة والمعادلات الاستراتيجية الجديدة في الإقليم. كما أنه يصعب عدم الاعتراف أن اسرائيل لحق بها خسائر عسكرية وامنية كبرى. وما لا يصعب إصلاحه وترميمه، وخصوصا على مستوى قدرة الجيش في خوض حرب برية، والقبة الحديدية، ومفهوم الردع والردع المضاد، والأمن الداخلي الاسرائيلي، وإضافة الى أن ثمة حقيقة عسكرية يصعب تجاهلها، ومفادها أن جيش الاحتلال وحده غير قادر على ضمان أمن اسرائيل.
وهذا ما يعني بالمأزق الوجودي لاسرائيل. وهو ما شد نتنياهو في اول ايام حرب اكتوبر الى وصفها بانها حرب وجودية. اسرائيل ما بعد 7 اكتوبر ليست كما قبلها.
في حروب اسرائيل مع العرب من 48 الى 67، تجسدت بالقدرة على خوض حروب سريعة وخاطفة، وتحقيق تفوق ونصر عسكري حتمي.
وهذا أصبح من معادلات الماضي الاستراتيجية، مقابل ما تواجه اسرائيل وتعاني استمرار الحرب، وأقرب ما تواجه اليوم سياسة إنكار الهزائم والخسائر من الانتقال الى الاحتفال بالنصر الكبير.
وفي جانب ذلك، فان قواعد اللعبة في الاقليم قد انقلبت بعد التغيير الأخير في سورية. ودخول هيئة تحرير الشام الى دمشق، وإسقاط نظام بشار الاسد، وقطع إمدادات المساعدات العسكرية واللوجستية الى المقاومة في لبنان وغزة.
تركيا سارعت في الاستثمار في عائدات حرب غزة ولبنان. وبنت انقرة فرضية أن مشروعها في سورية سوف يُدعم امريكيا واسرائيليا. وأن العقوبات الاقتصادية والسياسية على سورية سرعان ما يتم رفعها بعد سقوط نظام بشار الاسد، وتستعد امريكا الى مغادرة سورية، وينتهي الدعم الامريكي الى الاكراد والاسرائيلي الى الدوزر، وتفويض تركيا في ادارة سورية . اسرائيل في « ضائقة استراتيجة»، وبفعل ما لحق بها من خسائر واضرار استراتيجية، وكان من الصعب أن تسمح لتركيا في نيل الجائزة السورية وحدها.
وفي الداخل التركي يبدو أن الازمة الاقتصادية الممتدة، أشد ايقاعا وتأثيرا من الدور التركي الخارجي، من سورية الى لبيبا واذربيجان والصومال، وينقسم الشارع التركي بين مناصر لحرب غزة، وبينما العلم الاسرائيلي يرفرف على سفارة دولة الاحتلال في انقرة واسطنبول.
من غزة الى لبنان واليمن وسورية، ثمة ما يثير الهلع الامريكي. ويبدو أن واشنطن تحرك الارمادا الدبلوماسية بكل قوتها من أجل خلق واقع اقليمي مهمته خدمة اسرائيل وامنها المطلق، وتقديم ارغامات ترامب والتكشيرة الامريكية نحو دول الاقليم لتعويض الخسائر لاسرائيل، والمضي في قطار التطبيع وسيناريو تهجير فلسطينيي غزة، ومزيد من التنازلات الفلسطينية العالقة في ملف العلاقة مع اسرائيل، واعادة تركيب مكانة إسرائيل اقليميا ودوليا.
في ظل هذا الانفجار الشرق الاوسطي، وما بعد 7 اكتوبر، وكيف أوقفت حرب غزة ما هو أسوأ اقليميا. وتساقط «ازهار النرد» بين اللاعبين والمتلاعبين والمتدخلين عن بعد او قرب في حرب 7 اكتوبر وتوابعها.. فالساعة الكبرى آتية، ولن تكون حتما أمام استسلام المقاومة حماس رفع الرايات البيضاء، وتسليم السلاح، وترحيل مقاتلي الحركة خارج فلسطين المحتلة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :