الاربعاء, 26 مارس, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كابوس برازيلي ملكي .. شبح الرجل الثاني يلاحق فينيسيوس


عمان جو - انقلبت الأمور بصورة جنونية على البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، فمنذ شهور قليلة كانت كل الأحاديث تشير إلى أنه اللاعب الأفضل في العالم والأحق بالفوز بالكرة الذهبية على حساب رودريجو، متوسط ميدان مانشستر سيتي.

لكن في الوقت الراهن تغير الوضع تمامًا، ولم يعد يرى أحد بأن فينسيوس مرشح للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، والأكثر من ذلك لم يعد البطل الرئيسي لريال مدريد، بعدما خطف منه النجم الفرنسي كيليان مبابي الأضواء.

البداية

تتطلب الأمر وقتًا طويلًا من فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد مدريد، لتغيير الأولويات في الفريق وأدى وصول مبابي إلى تغيير التسلسل في الفريق الملكي.

كانت المعركة في الصيف الماضي بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان من أجل مبابي، ونجح الفريق الملكي في الظفر بخدمات المهاجم الفرنسي، لتثار المخاوف بشأن المركز الذي سيتواجد به خاصة أنه وفينيسيوس يتألقان بشدة عند التواجد في مركز الجناح الأيسر، وكان السؤال الأبرز من سيتم التضحية به؟



بدأت ملامح الإجابة على هذا السؤال تظهر في السوبر الأوروبي في بداية الموسم أمام أتالانتا، حيث رأي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، بأن مبابي قضى معظم فترات الموسم الماضي رفقة باريس سان جيرمان باللعب في العمق في دور المهاجم، ورأى بأنه سيلعب نفس الدور الذي كان يلعبه كريم بنزيما مع ريال مدريد في عام 2022.

وبالتالي وباللعب في هذا المركز أصبح كيليان مبابي النقطة المحورية في هجوم ريال مدريد، وفي الوقت الذي يبقى فيه فينيسيوس لاعب من الطراز العالمي، إلا أنه لم يعد النجم الذي لا يمكن المساس به كما كان الحال سابقًا.

أرقام وانتقادات

تبقى أرقام فينيسيوس جيدة هذا الموسم، ولكنه ليست بنفس جودة المواسم الماضية، حيث خاض 39 مباراة في جميع المسابقات، سجل خلالها 18 هدفًا وصنع 11 آخر.

وكان للبرازيلي حضور بارز في بعض المباريات مثل تسجيل الهاتريك أمام بوروسيا دورتموند في دوري الأبطال، وهاتريك آخر أمام أوساسونا في الليجا، وتسبب في الكثير من المتاعب أمام مانشستر سيتي.

وفي بداية الموسم كان مبابي أكثر من يتعرض للانتقادات، فعند النظر إلى تتويج ريال مدريد بلقبين في الموسم الماضي وتواجد اثنين من لاعبيه في المراكز الثلاثة الأولى للكرة الذهبية، كان اللوم يلقى على الفرنسي في تراجع مستوى الفريق.

وزاد من سوء الأمر العرض الباهت الذي قدمه في أول كلاسيكو وسقوطه كثيرًا في مصيدة التسلل، وازداد الأمر سوء بالخسارة أمام ميلان في دوري الأبطال.



الرجل الثاني

لم يكن مبابي هو نفس اللاعب الذي تواجد في باريس سان جيرمان، بل وأن الأهداف التي سجلها في البداية رفقة الريال تم إهداؤها لها من زملائه، لكن مع حاجة الفرنسي لبعض الوقت للتأقلم، نجح في تخطي تلك الفترة الصعبة وتحول لواجهة الفريق بالتألق تقريبًا في كل المباريات الكبرى.

ففي الكلاسيكو الثاني بنهائي السوبر الإسباني، كان مبابي هو اللاعب الوحيد من ريال مدريد الذي أظهر لقطات من الجودة في الهدف الذي سجله متلاعبًا بدفاعات برشلونة، رغم الخسارة (5-2).

بدأ مبابي بالفعل في التأقلم بصورة جيدة مع دوره الجديد في ريال مدريد، لكن أصبح على فينيسيوس هو الآخر التأقلم مع الدور الجديد وأنه لم يعد اللاعب الأبرز في المرينجي.

وتغيرت مع ذلك الخطط التكيتيكة لريال مدريد، فبعد أن كان فينيسيوس المحور الأساسي لهجوم الريال في السنوات الماضية لتحطيم دفاعات الخصوم بلمساته السحرية في الجانب الأيسر، تحول التركيز نحو العمق حيث يتواجد مبابي القادر على التأثير في نتائج المباريات بصورة ثابتة، ليجد فيني نفسه في دور الداعم لمبابي وليس قائد الهجوم.

وحاول أنشيلوتي منح انسيابية أكبر في هجوم الريال بإجراء تغييرات في مراكز اللاعبين ومنح فينيسيوس حرية الدخول للعمق ومبابي لليسار، ولكن في معظم الوقت اعتمدت خطة الريال على (4-2-3-1) بتواجد فيني على اليسار وبيلينجهام خلف مبابي، على أن تتحول الخطة إلى (4-4-2) عند خسارة الكرة.

ويكون ريال مدريد في أفضل حالة له عندما تتمركز الهجمات على مبابي ويكون هو اللاعب الأساسي الذي تخلق الفرص له، بل ويقدم مبابي في بعض الأحيان أفضل مستوياته عندما لا يتواجد فينيسيوس في الملعب.

ففي مباراتي لاس بالماس وبلد الوليد اللذين غاب عنهما فينيسيوس بسبب الإيقاف، سجل الفرنسي ثنائية في المباراة الأولى وهاتريك في الثانية

والأكثر من ذلك أنه عندما لا يلعب فينيسيوس بصورة جيدة، تثير مبالغته في الاحتفاظ بالكرة حفيظة زملائه في الكثير من الأوقات.

ويتصدر مبابي الآن قائمة هدافي الريال برصيد 30 هدفًا في 43 مباراة، وأصبح لديه تناغم مثالي مع بيلينجهام، بينما تراجع فينيسيوس لدور الرجل الثاني في الفريق.

يبقى فينيسيوس لاعبًا بارزًا، لكن في الموسم الجاري يبقى مبابي هو الأبرز في الفريق وصاحب التأثير الأكبر في المباريات الكبرى كما فعل أمام مانشستر سيتي بتسجيل الأهداف الحاسمة، ومؤخرًا سجل ثنائية أمام فياريال في الوقت الذي تواجد فيه فينيسيوس على مقاعد البدلاء.

وما تسبب في تراجع مستوى فينيسيوس بشكل بارز هو تركيزه في الكثير من الأحيان على الشكوى أكثر من اللعب، وتحول مبابي اللاعب الذي ينظره إليه الريال في أوقات الأزمات كما كان الحال سابقًا مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.



رافينيا بطل البرازيل

ما يعيب فينيسيوس أيضًا سلوكه واستفزازه للخصوم في أرض الملعب الذي يصل في بعض الأحيان لاستفزاز زملائه.

ففي مباراة البرازيل الأخيرة أمام كولومبيا في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، وفي الدقيقة الأخيرة مع تقدم البرازيل (2-1) أجرى مدرب السليساو دوريفال جونيور تغييرًا لإخراج فينيسيوس.

وطالب الحكم فينيسيوس الخروج من أقرب نقطة، ليقرر الدخول في مناقشات مع الحكم ويمتد الأمر لتدخل لاعبي كولومبيا، ليذهب رافينيا ويجبره على الخروج من أقرب نقطة وعدم التحدث مع الحكم حتى لا يحصل على بطاقة صفراء تبعده عن القمة المرتقبة أمام الأرجنتين فجر الأربعاء المقبل.

وبالتالي لم يعد فينيسيوس حتى اللاعب الأكثر حكمة أو القائد في البرازيل، بل رافينيا الذي يقدم مستويات مميزة مع برشلونة ويتمتع بنضج أكبر جعله حتى هو المسدد الرئيسي لركلات الجزاء في البرازيل على حساب فينيسيوس.

وبالتالي سحب مبابي البساط من أسفل فينيسيوس في ريال مدريد بشكل تدريجي هذا الموسم، كما أدى تألق رافينيا الشديد مع برشلونة ونقل ذلك التألق للمنتخب الوطني لسحب البساط أيضًا من فيني في البرازيل، ليصبح شبح الرجل الثاني يلاحق فينيسيوس في كل مكان هذا الموسم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :