السبت, 29 مارس, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تغيير هوية أم إمكانيات محدودة؟ رياح مانشيني تضرب رينارد في المهمة المعقدة


عمان جو - ازدادت المهمة صعوبة على الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، بعد التعادل السلبي مع اليابان، اليوم الثلاثاء، في إطار منافسات الجولة الثامنة من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وحصد "الأخضر" نقطة جديدة في مشواره بالتصفيات المونديالية، ليصل إلى 10 نقاط في المركز الثالث بالمجموعة الثالثة، خلف أستراليا، بفارق 3 نقاط (13)، ومنتخب اليابان المتصدر بـ20 نقطة، والذي ضمن تأهله بالبطاقة الأولى.

وأصبحت المهمة أكثر تعقيدا على رينارد، قبل خوض الجولتين الأخيرتين ضد البحرين وأستراليا في يونيو/حزيران المقبل، حيث لا يمتلك أي خيارات سوى الفوز.

تغيير هوية

خاض رينارد مواجهة اليابان، بأسلوب دفاعي بحت، معتمدا على طريقة (5-3-2)، تتحول أحيانا إلى (5-4-1)، مع الرجوع إلى الخلف بـ10 لاعبين خلف الكرة.

ومن المعروف أنه إذا لعبت مباراة بهذه الطريقة، فإنك ستعتمد على المرتدات، ولكن السعودية لم تخرج بهجمة مرتدة واحدة على أقل تقدير، واكتفت بمحاولة وحيدة طوال 90 دقيقة.

في المقابل، هدد "الساموراي" الضيوف بـ12 محاولة، ووصلت نسبة استحواذه إلى 78%، مقابل 22%، وهو ما فجر غضب الجماهير وخبراء كرة القدم من طريقة لعب المدرب الفرنسي.

ياسر القحطاني، أسطورة المنتخب السعودي، قال في تصريحات خلال الاستوديو التحليلي للمباراة: "الطريقة الدفاعية لا تتناسب مع الأخضر الذي اعتاد طوال تاريخه على لعب الكرة الهجومية".

وأكمل: "لا أعرف سر التراجع، والمبالغة في احترام اليابان بهذه الطريقة، فقد سبق وأن انتقدنا المدرب الإيطالي السابق روبرتو مانشيني على الأسلوب الدفاعي، لأنه لا يناسبنا".

أما تيسير الجاسم، نجم المنتخب السعودي السابق، فقد سار على نهج القحطاني، بقوله: "هذه الطريقة تشبه ما كان يفعله مانشيني، فالمنتخب لم يظهر بأي شكل هجومي، وتراجع للخلف بطريقة غريبة".

وشدد: "يجب على رينارد العودة للطريقة الهجومية التي اعتاد الأخضر على تطبيقها، فهو يمتلك عناصر قادرة على اللعب بطريقة (4-3-3)، لكن ما يحدث هو عكس هوية المنتخب الهجومية".



إمكانيات محدودة

نختلف أم نتفق مع طريقة لعب رينارد، ولكن الخروج بنقطة من ملعب اليابان، يعد أمرا جيدا، بدون أدنى شك، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المنتخب السعودي.

صحيح أن "الأخضر" يمتلك عناصر رائعة في مختلف المراكز، ولكن اللعب بطريقة هجومية أمام منتخبات بحجم اليابان وكوريا الجنوبية، سيكون بمثابة الانتحار، نظرا لفارق الإمكانيات الكبير على مستوى اللاعبين.

المنتخب السعودي يعاني بشكل واضح من ضعف مشاركة العديد من الأسماء مع أنديتها، نظرا للطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمار السعودي، باستقطاب نجوم الكرة العالمية، ورفع عدد الأجانب في قائمة كل فريق.

فضلا عن تواجد 4 محترفين فقط في قائمة الأخضر، وهم سعود عبدالحميد ومهند آل سعد وفيصل الغامدي ومروان الصحفي، وهو عدد لا يقارن بمنتخبات النخبة، وخاصة اليابان التي تمتلك العديد من لاعبي الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى.

وبالنظر لمنتخب إندونيسيا الذي يعد أضعف المنتخبات، فهو يمتلك مجموعة جيدة من المحترفين، والذين تمكنوا من التعادل والانتصار أمام السعودية بالتصفيات المونديالية.

وبالتالي، فيجب على الجماهير الانتظار ومساندة ودعم رينارد بكل قوة، نظرا للفترة الصعبة التي يعيشها المنتخب السعودي، على عكس ولايته الأولى.

ظروف صعبة

بعيدا عن الانتقادات والإمكانيات المحدودة، فإن "الأخضر" يمر بظروف صعبة للغاية، متمثلة في قلة المواهب الشابة على عكس السنوات السابقة.

حتى المواهب التي تتواجد على الساحة، فيعاني أغلبها من عدم المشاركة بصورة منتظمة، ما يعود بالسلب على "الأخضر"، مقارنة بعدد الدقائق التي يحصل عليها لاعبي المنتخبات الأخرى مع أنديتهم.

هذا وبالإضافة إلى الإصابات المستمرة التي تضرب "الأخضر" منذ قدوم رينارد، وآخرها إصابة الثلاثي سعود عبدالحميد وحسن كادش ومحمد كنو، بالإضافة لغياب سلطان الغنام وعلي البليهي وعبدالله الخيبري وسلمان الفرج وياسر الشهراني، وغيرهم من الأسماء اللامعة.

كل هذه الأمور، تأتي بالتزامن مع غضب الشارع الرياضي، حيث أن الجماهير ترى بأن "الأخضر" لديه القدرة على الخروج بنتائج أفضل، وهو أمر يحتاج لعض الوقت والعمل.

مدرجات كووورة.. اختيارات مانشيني تثير جدلا جماهيريا

رياح مانشيني

يبدو أن العمل الكارثي الذي قام به مانشيني، لا يزال يخيم على المنتخب السعودي، وهو ما يجعل مهمة رينارد معقدة إلى حد كبير.

مانشيني كان يلعب بأسلوب دفاعي بحت، ولكنه كان يستقبل العديد من الأهداف، ولم يحقق النتائج المطلوبة، بالإضافة لضعف العمل الهجومي بشكل واضح.

لكن رينارد، تولى المهمة قبل أشهر قليلة، واستطاع تصحيح بعض الجوانب الدفاعية والهجومية والتي ظهرت في مباراتي الصين واليابان، ليجمع 5 نقاط، وهو نفس المعدل الذي حصده مانشيني.

ورغم ذلك، فإن رينارد يعاني من الانتقادات الإعلامية والجماهيرية، حيث أن أنصار "الأخضر" كانوا يطمعون في تحقيق الانتصار على ملعب اليابان، وهو أمر شبه مستحيل في الوقت الحالي، بالنظر للظروف وفارق الإمكانيات.

وأعرب رينارد في المؤتمر الصحفي عن رضاه التام على هذه النتيجة، مدافعا في الوقت ذاته على الأسلوب الذي لعب به.

وبالتالي، فإن "الثعلب الفرنسي" سيواجه ضغطا كبيرا خلال الفترة المقبلة، وتهديد مباشر على مستقبله، مثلما حدث مع مانشيني، نظرا لرغبة الجماهير في خطف بطاقة التأهل الثانية، تزامنا مع المنافسة الشرسة مع أستراليا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :