السبت, 29 مارس, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • فضيحة “سيغنال” تكشف عن نفاق إدارة ترامب وقلة خبرتها ولا مبالاتها بالضحايا اليمنيين

فضيحة “سيغنال” تكشف عن نفاق إدارة ترامب وقلة خبرتها ولا مبالاتها بالضحايا اليمنيين


عمان جو - نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية قالت فيها إن تسريب خطط الحرب الأمريكية بشأن اليمن عبر منصة “سيغنال” لصحافي يكشف عن الخلل الكبير في إدارة دونالد ترامب.

وأضافت أن التسريب، أو المهزلة، يشير إلى قصور واسع، أو لا مبالاة، وقلة في الخبرة داخل الإدارة الأمريكية.

وما يثير الدهشة قيام مسؤولين بارزين في إدارة ترامب بتسريب خطط الحرب لصحافي عن طريق الخطأ. لكن القضية الأساسية هي أن 18 شخصاً بارزاً في الإدارة كانوا سعداء بمناقشة مواد حساسة للغاية عبر تطبيق مراسلة خاص، ما يسلط الضوء على إهمال الإدارة غير العادي وتهورها وغياب محاسبتها. وأهم من ذلك، أن النقاشات كشفت عن العداء الغريزي والمتأصل لأوروبا، وبخاصة من نائب الرئيس جي ديه فانس، وعدم المبالاة بالثمن الإنساني الناجم عن الغارات الأمريكية ضد المدنيين في اليمن، وهي الغارات المصممة لمنع هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر. وقالت وزارة الصحة، التي تديرها جماعة الحوثيين، إن 53 شخصاً قتلوا، من بينهم خمسة أطفال وامرأتان.

وكان رد مستشار الأمن القومي، مايك والتز، على الهجمات نشر إيموجي على شكل قبضة وعلم أمريكي ونيران. وتقول الصحيفة إن غياب الندم على الخرق الأمني له دلالة أيضاً. فهذا الخرق، سواء منفرداً أو مجتمِعاً، هو أكبر بكثير مما أطلق عليه ترامب بأنه خلل، ولكنه سمة من سمات إدارته.

وعلى ما يبدو، كان والتز هو من نظم الثرثرة على تطبيق “سيغنال”، وضم إلى المجموعة، عن غير قصد، رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتك”، جيفري غولدبيرغ. وتقول المجلة إن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، نشر معلومات عن توقيت وتسلسل الهجمات والأهداف المعينة للضرب والأسلحة المستخدمة لضربها، رغم أن الإدارة تنفي مشاركة معلومات استخباراتية سرية في المحادثات.

ومن بين الأعضاء الآخرين، فانس ومديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، و”مار”، وهي الأحرف الأولى من اسم وزير الخارجية ماركو روبيو.

الصحيفة: غياب الندم على الخرق الأمني له دلالة أيضاً، فهذا الخرق هو أكبر بكثير مما أطلق عليه ترامب بأنه خلل، فهو سمة من سمات إدارته

وفي العادة، تجري المحادثات بين مسؤولي الإدارة في ظل سرية عالية، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع كهذا. ورغم أن المحادثات على “سيغنال” مشفرة، إلا أن هناك إمكانية لاختراقها، ما يثير سعادة الوكالات الاستخباراتية الأجنبية.

ويرى الخبراء القانونيون أن إجراء لقاءات بهذه الطريقة، وتسريب الخطط يعتبر خرقاً لقانون التجسس.

وتعلق الصحيفة أن النفاق يبدو صارخاً، ففي حملته الانتخابية، هاجم عدد من مجموعة “سيغنال” هيلاري كلينتون، التي كانت منافسة ترامب في عام 2016، لأنها استخدمت بريداً إلكترونياً خاصاً لاستقبال رسائل رسمية، بما في ذلك معلومات سرية، ليست حساسة بقدر كبير. كما انتقدوها لأنها حذفت الرسائل بطريقة آلية. وستختفي الرسائل على تطبيق “سيغنال”، رغم أن قوانين السجلات الفدرالية تقضي بالحفاظ على بيانات كهذه.

ويؤكد هذا التسريب، من عدة نواحٍ، ما كان حلفاء الولايات المتحدة يعرفونه بالفعل، بما في ذلك احتقار هذه الإدارة لأوروبا، التي من المفترض، بحسب المحادثة، أن تدفع ثمن الهجمات الأمريكية. فقد وصف فانس العملية التي نُفذت لحماية التجارة البحرية واحتواء إيران بأنها “إنقاذ لأوروبا مجدداً”. ورد هيغسيث: “أشاركك تماماً كراهيتك للاستغلال الأوروبي”.

وتقول “الغارديان” إن القلق بشأن طريقة تعامل ترامب وإدارته مع سرية المعلومات ليس جديداً. ففي ولايته الأولى، كشفت الصحف حينها أن الرئيس أطلع وزير الخارجية الروسي على معلومات سرية جداً من أحد حلفائه. وبعد مغادرته منصبه، واجه عشرات التهم بشأن سوء التعامل المزعوم مع مواد سرية، قبل أن يرفض قاضٍ عيّنه ترامب القضية المرفوعة ضده برمتها.

وتعلق الصحيفة أن بريطانيا والدول الأخرى لا يمكنها تجاهل الأمر، وبخاصة أنها تعتمد على الاستخبارات الأمريكية وتتشابك معها. ودورها الآن هو إدارة المخاطر والاستعداد للأسوأ. وربما لم يكن هذا الاختراق مهماً لخطورته، بقدر ما هو مهم لفضحه ومعرفة العالم به.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :