3 رسائل مشفرة يعرفها «خبراء الأوقاف» …الوصاية الأردنية بين «هيكل هاكابي» واقتحام الأربعاء
عمان جو - بسام البدارين - إيتمار بن غفير، الوزير الإسرائيلي المتشدد، يفعلها مرة جديدة وسط استمرار المجازر في» اختبار حاد وجديد» لـ «الوصاية الأردنية» على أوقاف القدس، يعلم الخبراء أن تفاصيله رسالة سياسية يمينية مستجدة بالغة الخطورة و«التحدي».
لا يتعلق الأمر فقط بقيام بن غفير، الشريك في الائتلاف الحاكم في تل أبيب، باقتحام المسجد الأقصى؛ فقد فعل ذلك سابقاً عدة مرات، بل يتعلق بـ «الكيفية والتفاصيل»؛ حيث برزت «ضد الوصاية الأردنية» 3 ملاحظات في اقتحام الأربعاء. الملاحظة الأولى تمثلت في أن الحرس الأمني الإسرائيلي تقصد مسبقاً إبلاغ طاقم الأوقاف الأردني الذي يمارس على الأرض صلاحيات «إدارة الوصاية» بأن عليه الابتعاد عن مواقعه «النظامية» إلى أن تنتهي «زيارة وزير الأمن القومي ووفده».
حصل ذلك فعلاً؛ فقد عزل الطاقم الأردني ولم يسمح له بالبقاء في المواقع المعتادة، لا بل منع من مزاولة صلاحياته المتفق عليها في اتفاقية عام 2015.
تحييد الحراس الأردنيين رسالة أمنية- سياسية واضحة ضد منطق ومفهوم الوصاية الميداني.
وفي الملاحظة الثانية عشرات المستوطنين المتشددين يقيمون «صلاة تلمودية» على بوابة المسجد القبلي في المسجد الأقصى، وهي مسافة لم تصلها عملياً الاقتحامات الاستيطانية السابقة في مقاربات وقياسات اختصاص الوصاية وبرعاية «وزير عامل» في الحكومة.
والأهم سياسياً، قد تكون الملاحظة الثالثة المرصودة: المقتحمون من مرافقي بن غفير ارتدى بعضهم زياً رسمت عليه «صورة الهيكل»، فيما كانت لجنة الاعتماد في الكونغرس الأمريكي -حسب الناشط السياسي الأمريكي الفلسطيني الدكتور سنان شقديح- تسترسل في مناقشة السفير الأمريكي الجديد في تل أبيب مايك هاكابي، وتسأله عن علاقته بمصطلحات مثل»الهيكل» و«يهودا والسامرة».
تحرش اليمين الإسرائيلي بالوصاية الأردنية صباح الأربعاء كان الأقسى والأخشن والأغلظ ومفعم بالرسائل ذات الصلة المباشرة بخطة «تهويد القدس» وحسم الصراع فيها، والأهم أردنياً «تقويض الوصاية» بسبب تجمع المخالفات والانتهاكات معاً في صبيحة ثالث أيام عيد الفطر.
المعنى هنا أن بن غفير اختار مناسبة «دينية» تخص المسلمين لأداء صلاة تلمودية في أهم مرافق مصليات المسجد الأقصى وبحراسة الأمن والجيش، ومارس تحرشه المستجد في قلب مرافق الوصاية الأردنية.
طبعاً، التقطت عمان كل هذه العناصر والرسائل، ودخلت في حالة «ترقب طارئة» للمشهد، وتحدثت وزارة الخارجية بعد ظهر الأربعاء في بيان جديد لها عن «تصعيد خطير واستفزاز مرفوض».
الناطق الرسمي باسم الوزارة الأردنية السفير سفيان القضاة، أكد في تصريحه الأربعاء رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديدين لقيام وزير إسرائيلي متطرف باقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، في خرق فاضح للقانون الدولي، ولالتزامات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في القدس المحتلة، ومحاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني، مشدّداً على أنه لا سيادة لإسرائيل على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
السفير القضاة قال أيضاً إن الحكومة الإسرائيلية تواصل سياستها التصعيدية اللاشرعية من خلال انتهاكاتها المتواصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وللوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية، وتوسيع عدوانها المستمر على قطاع غزة، ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في ظل الكارثة الإنسانية التي يعاني منها، محذّراً من مغبة تفجّر الأوضاع في المنطقة.
بيان الخارجية لم يحدد «الخطوة التالية» بعد وصف ما حصل بأنه «تصعيد خطير واستفزاز مرفوض»، واستعاد كل الأدبيات المعتادة في الاستنكار، وهو ما يظهر ضيق أفق الخيارات والإصرار على الترقب وعدم التوصل بعد لـ «صيغة» رد حقيقي من أي صنف على الخطر والاستفزاز.
الدكتور شقديح أبلغ «القدس العربي» سابقاً بأن «جماعة بناء الهيكل المزعوم» يتسللون برفق إلى مواقع أساسية في بنية إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وما يبدو عليه المشهد حتى في قراءة «نخب أردنية» أن اليمين الإسرائيلي يعلن عملياً الحرب على الوصاية وسط حالة ضعف وتراجع حادة في «الإسناد العربي» وعجز في «سلطة رام الله» و«صمت إسلامي»، والأخطر أنه وسط «حزمة أضواء خضراء» من إدارة الرئيس ترامب، الذي رفض قبل يومين تحديد موقفه من سعي إسرائيل لحسم هوية القدس ومن حكاية «ضم الضفة الغربية»، قائلاً -رداً على سؤال لأحد الصحافيين- إن هذه المسألة تناقش الآن.
جواب ترامب قُرئ أردنياً باعتباره «ضوءاً أخضر» جديداً لبن غفير ورفاقه من المتشددين. ووزارة الأوقاف الأردنية التي أبعد حراسها صباح الأربعاء، تركت الميكروفون للناطق باسم الخارجية، وصمتت، ولم تعلن عن الرد ولا عن كيفية التصرف، والأكثر حساسية بأن «قوى الشارع» الأردني لم تتحشد في الشارع، لا دفاعاً عن القدس ولا عن الوصاية.
طرح الأردنيون بكثافة هذا السؤال صبيحة الأربعاء وهم يتابعون المستجدات والأنباء، وبدون بيان شامل لحكومتهم يشرح ما يجري أو يستعد لمواجهة عنوانها القدس والوصاية، حيث سبق للخبير الدكتور جواد العناني أن تحدث عن «أوقاف القدس» بصفتها «خطاً أحمر» يستوجب كل سيناريوهات الاشتباك.
يثبت ذلك صعوبة وتعقيدات الموقف؛ لأن العلاقات الأردنية الإسرائيلية بصدد «مواجهة قد تكون الأكثر تأزيماً» بعد رسائل اقتحام الأربعاء.
«الراعي الأمريكي» المعتاد هنا، غائب أو منحاز لليمين الإسرائيلي. وأوروبا ليست في موقع تأثير، والدول العربية تميل للصمت.
مكمن الصعوبة سياسياً أن بعض النخب الأردنية ترتاب ليس في بن غفير فقط، بل في وجود «سيناريو» التقسيم المكاني والزماني، ومعناه تقويض الوصاية، والأخطر «البحث في بدائل تخديرية» باسم دول إسلامية أخرى عن «الوصاية الأردنية» التي تحولت الآن في ظل الظرف الحالي -برأي بعض الرموز في عمان- إلى «عبء حققي».
رسائل اقتحام الأربعاء مهمة وخطرة وليست كسابقاتها، والوصاية الأردنية تواجه تحدياً حاسماً. وكل احتمالات التصعيد واردة.
«القدس العربي»
لا يتعلق الأمر فقط بقيام بن غفير، الشريك في الائتلاف الحاكم في تل أبيب، باقتحام المسجد الأقصى؛ فقد فعل ذلك سابقاً عدة مرات، بل يتعلق بـ «الكيفية والتفاصيل»؛ حيث برزت «ضد الوصاية الأردنية» 3 ملاحظات في اقتحام الأربعاء. الملاحظة الأولى تمثلت في أن الحرس الأمني الإسرائيلي تقصد مسبقاً إبلاغ طاقم الأوقاف الأردني الذي يمارس على الأرض صلاحيات «إدارة الوصاية» بأن عليه الابتعاد عن مواقعه «النظامية» إلى أن تنتهي «زيارة وزير الأمن القومي ووفده».
حصل ذلك فعلاً؛ فقد عزل الطاقم الأردني ولم يسمح له بالبقاء في المواقع المعتادة، لا بل منع من مزاولة صلاحياته المتفق عليها في اتفاقية عام 2015.
تحييد الحراس الأردنيين رسالة أمنية- سياسية واضحة ضد منطق ومفهوم الوصاية الميداني.
وفي الملاحظة الثانية عشرات المستوطنين المتشددين يقيمون «صلاة تلمودية» على بوابة المسجد القبلي في المسجد الأقصى، وهي مسافة لم تصلها عملياً الاقتحامات الاستيطانية السابقة في مقاربات وقياسات اختصاص الوصاية وبرعاية «وزير عامل» في الحكومة.
والأهم سياسياً، قد تكون الملاحظة الثالثة المرصودة: المقتحمون من مرافقي بن غفير ارتدى بعضهم زياً رسمت عليه «صورة الهيكل»، فيما كانت لجنة الاعتماد في الكونغرس الأمريكي -حسب الناشط السياسي الأمريكي الفلسطيني الدكتور سنان شقديح- تسترسل في مناقشة السفير الأمريكي الجديد في تل أبيب مايك هاكابي، وتسأله عن علاقته بمصطلحات مثل»الهيكل» و«يهودا والسامرة».
تحرش اليمين الإسرائيلي بالوصاية الأردنية صباح الأربعاء كان الأقسى والأخشن والأغلظ ومفعم بالرسائل ذات الصلة المباشرة بخطة «تهويد القدس» وحسم الصراع فيها، والأهم أردنياً «تقويض الوصاية» بسبب تجمع المخالفات والانتهاكات معاً في صبيحة ثالث أيام عيد الفطر.
المعنى هنا أن بن غفير اختار مناسبة «دينية» تخص المسلمين لأداء صلاة تلمودية في أهم مرافق مصليات المسجد الأقصى وبحراسة الأمن والجيش، ومارس تحرشه المستجد في قلب مرافق الوصاية الأردنية.
طبعاً، التقطت عمان كل هذه العناصر والرسائل، ودخلت في حالة «ترقب طارئة» للمشهد، وتحدثت وزارة الخارجية بعد ظهر الأربعاء في بيان جديد لها عن «تصعيد خطير واستفزاز مرفوض».
الناطق الرسمي باسم الوزارة الأردنية السفير سفيان القضاة، أكد في تصريحه الأربعاء رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديدين لقيام وزير إسرائيلي متطرف باقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، في خرق فاضح للقانون الدولي، ولالتزامات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في القدس المحتلة، ومحاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني، مشدّداً على أنه لا سيادة لإسرائيل على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
السفير القضاة قال أيضاً إن الحكومة الإسرائيلية تواصل سياستها التصعيدية اللاشرعية من خلال انتهاكاتها المتواصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وللوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية، وتوسيع عدوانها المستمر على قطاع غزة، ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في ظل الكارثة الإنسانية التي يعاني منها، محذّراً من مغبة تفجّر الأوضاع في المنطقة.
بيان الخارجية لم يحدد «الخطوة التالية» بعد وصف ما حصل بأنه «تصعيد خطير واستفزاز مرفوض»، واستعاد كل الأدبيات المعتادة في الاستنكار، وهو ما يظهر ضيق أفق الخيارات والإصرار على الترقب وعدم التوصل بعد لـ «صيغة» رد حقيقي من أي صنف على الخطر والاستفزاز.
الدكتور شقديح أبلغ «القدس العربي» سابقاً بأن «جماعة بناء الهيكل المزعوم» يتسللون برفق إلى مواقع أساسية في بنية إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وما يبدو عليه المشهد حتى في قراءة «نخب أردنية» أن اليمين الإسرائيلي يعلن عملياً الحرب على الوصاية وسط حالة ضعف وتراجع حادة في «الإسناد العربي» وعجز في «سلطة رام الله» و«صمت إسلامي»، والأخطر أنه وسط «حزمة أضواء خضراء» من إدارة الرئيس ترامب، الذي رفض قبل يومين تحديد موقفه من سعي إسرائيل لحسم هوية القدس ومن حكاية «ضم الضفة الغربية»، قائلاً -رداً على سؤال لأحد الصحافيين- إن هذه المسألة تناقش الآن.
جواب ترامب قُرئ أردنياً باعتباره «ضوءاً أخضر» جديداً لبن غفير ورفاقه من المتشددين. ووزارة الأوقاف الأردنية التي أبعد حراسها صباح الأربعاء، تركت الميكروفون للناطق باسم الخارجية، وصمتت، ولم تعلن عن الرد ولا عن كيفية التصرف، والأكثر حساسية بأن «قوى الشارع» الأردني لم تتحشد في الشارع، لا دفاعاً عن القدس ولا عن الوصاية.
طرح الأردنيون بكثافة هذا السؤال صبيحة الأربعاء وهم يتابعون المستجدات والأنباء، وبدون بيان شامل لحكومتهم يشرح ما يجري أو يستعد لمواجهة عنوانها القدس والوصاية، حيث سبق للخبير الدكتور جواد العناني أن تحدث عن «أوقاف القدس» بصفتها «خطاً أحمر» يستوجب كل سيناريوهات الاشتباك.
يثبت ذلك صعوبة وتعقيدات الموقف؛ لأن العلاقات الأردنية الإسرائيلية بصدد «مواجهة قد تكون الأكثر تأزيماً» بعد رسائل اقتحام الأربعاء.
«الراعي الأمريكي» المعتاد هنا، غائب أو منحاز لليمين الإسرائيلي. وأوروبا ليست في موقع تأثير، والدول العربية تميل للصمت.
مكمن الصعوبة سياسياً أن بعض النخب الأردنية ترتاب ليس في بن غفير فقط، بل في وجود «سيناريو» التقسيم المكاني والزماني، ومعناه تقويض الوصاية، والأخطر «البحث في بدائل تخديرية» باسم دول إسلامية أخرى عن «الوصاية الأردنية» التي تحولت الآن في ظل الظرف الحالي -برأي بعض الرموز في عمان- إلى «عبء حققي».
رسائل اقتحام الأربعاء مهمة وخطرة وليست كسابقاتها، والوصاية الأردنية تواجه تحدياً حاسماً. وكل احتمالات التصعيد واردة.
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات