الاحد, 13 أبريل, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • هاتف أحد الضحايا: رواية إسرائيل كاذبة .. كانت الأضواء مشتعلة وشعار الهلال واضحاً

هاتف أحد الضحايا: رواية إسرائيل كاذبة .. كانت الأضواء مشتعلة وشعار الهلال واضحاً


عمان جو - الفيلم الذي كشف عنه في هاتف يعود للممرض الذي عثر على جثته في قبر جماعي لـ 15 من عاملي الإغاثة الذين قتلوا بنار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في 23 آذار الماضي، أظهر أن سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء التي كان فيها عاملو الإغاثة كانت عليها إشارات واضحة، وأن أضواء الطوارئ كانت مشغلة عندما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار عليها. هذا بعد أن قال الجيش بداية الأسبوع بأن القوات “لم تهاجم بالصدفة” سيارة الإسعاف، وأن عدداً من السيارات “لوحظت وهي تتقدم بصورة مشبوهة” وبدون أضواء وبدون إشارات نحو الجنود، الذين أطلقوا النار رداً على ذلك. تم الحصول على الفيلم من دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في حين تم التحقق من المكان والتاريخ من قبل “نيويورك تايمز”. عثر على الجثث يوم الأحد في حفرة في الرمال إلى جانب السيارات التي تدمرت. المشاركون في إنقاذ الجثث، قالوا إن بعض القتلى كانوا مكبلي الأيدي أو الأرجل. بعد الضغط الدولي، قال الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي، بأنه تم فتح تحقيق رسمي في الحادثة.

وثق الفيلم كما يبدو من داخل سيارة مسافرة، وتشاهد أمامها قافلة من سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء المُعلمة جيداً مع أضواء أمامية وهي تسافر جنوباً في الشارع المؤدي إلى رفح في الصباح الباكر. توقفت القافلة عندما شاهدت سيارة انحرفت على جانب الطريق. وبعد نزول عاملي الإغاثة من سيارات الإسعاف وهم يرتدون الستر الرسمية التي تشخصهم كرجال إسعاف، سمعت صلية طلقات، التي -حسب الفيلم الموجود لدى “نيويورك تايمز”- استمرت لخمس دقائق. حسب المتحدثة بلسان الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن جثة الممرض الذي وثقت كاميرته ما حدث، عثر عليها بعد ذلك، وقد تم إطلاق النار على رأسه.

منذر عابد، متطوع (27 سنة) في الهلال الأحمر، الذي كان في قافلة سيارات الإغاثة، قال إن الجنود أطلقوا النار على سيارات الإسعاف وسيارات الإغاثة الواحدة تلو الأخرى

منذر عابد، متطوع (27 سنة) في الهلال الأحمر، الذي كان في قافلة سيارات الإغاثة، قال إن الجنود أطلقوا النار على سيارات الإسعاف وسيارات الإغاثة الواحدة تلو الأخرى. وحسب قوله، بعد إطلاق النار استخدم الجنود جرافة لدفن السيارات المدمرة. جلس عابد على الكرسي الخلفي في سيارة الإسعاف الأولى التي وصلت إلى المكان في حي تل السلطان برفح، بعد مهاجمة الجيش الإسرائيلي للمكان. في ذلك الصباح، قال في مقابلة مع “الغارديان” بأنه تطوع في مستشفى في المواصي، وأن النداء وصل إلى منطقة الهجوم بعد الفجر بقليل.

بعد حوالي عشرين دقيقة، وصل عابد واثنان آخران من الطاقم إلى المكان، وعلى الفور بدأ إطلاق نار كثيف على سيارتهم. “منذ بدء الإطلاق، اتخذت مكاناً آمناً على أرضية سيارة الإسعاف”، قال عابد. “سمعت أصدقائي يلفظون أنفاسهم الأخيرة. وكل شيء صمت فجأة. سيارة الإسعاف توقفت والأضواء خفتت”. عند فتح الباب، شاهد جنوداً مع أضواء ليزر خضراء ونظارات رؤية ليلية.

جره الجنود إلى الخارج ووجهه إلى أسفل، في محاولة لمنعه من رؤية ما حدث حوله، وخلعوا ملابسه وكبلوا يديه وراء ظهره. “ألقوني على الأرض، وبدأ التحقيق. تعرضتُ لتعذيب شديد ولكمات وإهانة وتهديد بالموت والخنق، ضغط أحد الجنود على عنقي ببندقيته”. يتذكر عابد ويقول: وضع جندي آخر السكين على كتفي الأيسر. وبعد وقت جاء ضابط وأمر الجنود بالتوقف. وقد سماهم بالمجانين الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع البشر. وأشار عابد أيضاً إلى أن صياد سمك كبيراً في السن وابنه خرجا قبل الشروق تم اعتقالهما وتكبيلهما وإجبارهما على الاستلقاء أرضاً قربه.

رغم رميه على الأرض، نجح عابد في مشاهدة ما حدث. كلما وصلت سيارة إغاثة أخرى، يطلقون عليها بشكل كثيف. “خلال ذلك، لاحظتُ سيارة دفاع مدني وسيارة إسعاف تقترب من المكان. وقد واجهت إطلاق نار كثيفاً من قوات الجيش لمدة خمس دقائق”، قال. “تمكنت من رؤية أضواء سيارات الإسعاف وسماع إطلاق النار. بعد توقف الإطلاق لم أشاهد أي أحد ينزل من السيارات”. حسب قوله، بعد ذلك بدقائق، وصلت ثلاث سيارات إسعاف أخرى، وقد أطلقت قوات الجيش النار عليها أيضاً.

عند شروق الشمس، قال، نجح في رؤية ما حوله بشكل أوضح. “كانت المنطقة محاصرة بالكامل. وصلت دبابات، ومسيرات وجرافة وحفار. بدأوا في حفر حفرة كبيرة، بعد ذلك، ألقوا فيها سيارات الإسعاف وسيارة الدفاع المدني. ثم دفنوها وأغلقوا الحفرة. حسب مصدر شارك في إنقاذ الجثث تحدث مع “هآرتس”، فقد وضع علامات على مكان دفن السيارات ومكان دفن الجثث.

نفى عابد رواية الجيش القائلة بأن أضواء سيارات الإسعاف كانت غير مشغلة

نفى عابد رواية الجيش القائلة بأن أضواء سيارات الإسعاف كانت غير مشغلة. “كانت الأضواء مشغلة بشكل واضح، وكان شعار الهلال الأحمر واضحاً عندما كنا في الطريق إلى المكان”، قال. الجيش الإسرائيلي وصف المكان كمنطقة عسكرية، لكن عابد قال إن المنطقة التي يدور الحديث عنها في حي تل السلطان، “الحساسين”، هي منطقة مدنية، والحياة فيها عادية، ولم يُعلن عنها كمنطقة قتال. وقال الجيش إنهم قتلوا تسعة مسلحين من حماس و”الجهاد الإسلامي” في ذلك الحادث. ولكن لم يُعثر على أي جثث أخرى في القبر الجماعي. يصمم عابد على عدم وجود مسلحين سافروا معهم في سيارات الإسعاف.

تم احتجاز عابد لدى الجيش لبضع ساعات، وخلالها، كما قال، تم خلع كل ملابسه، وتم ضربه والتحقيق معه حول ماضيه. بعد ذلك، قال إنه أُجبر على المساعدة في التحقيق وتصوير سكان المكان الذين تم أمرهم بالمغادرة والذهاب إلى المواصي. حمل بعضهم أولادهم القتلى؛ أم حملت ابنها الذي أطلقت النار على صدره وقتل، وأم أخرى حملت ابنتها التي أطلقت النار على صدرها أيضاً، وطفلة جرت أختها التي بترت رجلها. وقال عابد إن النساء سمح لهن بالمرور، ولكن الرجال لا. “بدأت أعطي تعليمات للرجال. أحضرت خمسة في كل مرة للوقوف أمام الكاميرا”، قال عابد. “واصل بعضهم بدون مشاكل، لكن آخرين تم اعتقالهم. ألبسوهم ملابس بيضاء ووضعوهم في حفرة كبيرة. حتى الآن، لا أعرف ما حدث لهم”.

أطلق سراح عابد مساء. وقال إنه استعاد ساعته وملابسه الداخلية، لكن بطاقة هويته وأيضاً زي الإسعاف والحذاء لم تتم إعادتها له. وقد طلبوا منه الذهاب سيراً على الأقدام نحو المواصي، لكنه نجح في نهاية المطاف في إيقاف سيارة مارة للهلال الأحمر وركب فيها. حسب قوله، هو يعاني حتى الآن بسبب الضرب، ونفسيته “محطمة”. تطوع عابد في الهلال الأحمر وهو في سن الـ 18، لكنه بدأ يعمل في طواقم سيارات الإسعاف مع بداية الحرب فقط. “دخلنا إلى المجال من خلال الشغف رغم الأخطار التي تواجهنا أثناء أداء هذه المهمات. الآن لا نتفاجأ عندما يقتل أحد، كل شخص قد يكون هدفاً لأننا نواجه قوة محتلة تتجاهل القوانين والمواثيق الدولية. أي مهمة نذهب إليها تظهر وكأنها الأخيرة”، قال عابد بغضب.

حسب بيان الصليب الأحمر والدفاع المدني، فإن القتلى الذين ينتمون للهلال الأحمر هم مصطفى خفاجة، وعز الدين شعث، وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، وأشرف أبو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف. قتلى الدفاع المدني هم يوسف خليفة، وفؤاد الجمل، وزهير الفرا، وأنور العطار، وسمير البهابسة، وإبراهيم المغاري. وحسب البيان، فإن القتيل من الأونروا هو كمال محمد شختوت، وهو معلم من سكان حي الشابورة في مدينة رفح. حتى الآن، غير معروف مصير عامل الهلال الأحمر أسد النسرة. ولكن عابد قال بأنه شاهده وهو على قيد الحياة ومعتقل على يد الجنود. ولكن النسرة لم يُر منذ ذلك الحين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :