الثلاثاء, 22 أبريل, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لقاء ترامب ونتنياهو


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - أمس الاثنين اجتمع الرئيس الامريكي ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو في البيت الابيض.
و هذا الاجتماع ليس الأول بين نتنياهو وترامب، وبعد عودة الأخير الى البيت الابيض في ولاية رئاسية ثانية.
و بلا شك أن الاجتماع هام ومفصلي، وخصوصا أنه يتزامن مع ظروف اقليمية خاصة، وتصعيد اسرائيلي على جبهات غزة والضفة الغربية و لبنان. و يبدو أن مباحثات ترامب ونتنياهو تتجاوز موضوع الرسوم الجمركية، وكما ذكرت وسائل اعلام امريكية. و ما حط على طاولة المباحثات. تصورات لتطابق المصالح الامريكية / الاسرائيلية، واستراتيجيات المرحلة المقبلة. و الاجتماع في البيت البيضاوي حمل خصوصية واضحة. وحيث يلتقي حاكما امريكا واسرائيل.
ترامب، ملك الكرة الارضية، ونتنياهو ملك ملوك إسرائيل. وترامب يفكر في تعديل الدستور لكي يبقى رئيسا لولاية إضافية.
و لربما يكون ترامب آخر رئيس امريكي، وتكون الانتخابات الرئاسية في عام 2024 آخر اقتراع ديمقراطي أمريكي. وينضم ترامب الى نادي الحكام الابدين.
و اما نتنياهو، فانه ينتظر تتويجه ملكا لاسرائيل الكبرى، وملكا لملوك التوراة الاسرائيلية. و يؤمن نتنياهو أن «مملكة اورشليم» ستقام على بحر من الدماء والجثث. ويستحضر من التاريخ اليهودي أنبياء الدم والكراهية، وأن خلاص الشعب اليهودي بإبادة وقتل العرب والمسلمين. الرئيس ترامب في حملته الانتخابية قدم وعودا الى اورشليم ولوبيات الضغط اليهودي في امريكا. و في ذرورة الصراع الانتخابي بين ترامب وبايدن تنافسا على تقديم أوفر وأكبر دعم سياسي وعسكري لاسرائيل.
لا فارق بين وحوش اورشليم ووحوش واشنطن.
قرار استئناف الحرب على غزة جاء بضوء أخضر امريكي، وسبقه تهديدات من ترامب بفتح أبواب حجيم جهنم على غزة.
و رفضت اسرائيل الانتقال الى المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار، وقلبت الطاولة على الاتفاق، الذي وقع في كانون الثاني، وتضمن بنودا لوقف اطلاق النار ضمن مراحل ثلاث متالية. الاندفاع نحو عودة العدوان والحرب على جبهة غزة، وتصعيدها على جبهة الضفة الغربية، يأتي وسط انعدام لاي استراتجية امريكية، وتصورات سياسية للحرب وما بعدها.
و سرعان، اختبار حسن النوايا والافكار الطيبة والشريرة التي طرحها ترامب ما تبخرت. و خطط ترامب التي أعلنها، سرعان ما تراجع عنها، ويبدو أن مخاض إعادة النظر في مآلات الحرب وما بعدها مفتوح على كل الاحتمالات ودون سقوف.
و ليس مستبعدا أن الحرب في غزة سوف تذهب الى مزيد من الابادة والجنون والهستيريا العسكرية الاسرائيلية.
فلا خلاف بين نتنياهو وترامب حول القوة المفرطة في الحرب، والابادة، والقتل الجماعي، والتشريد والتهجير القسري.
إسرائيل ما بعد 7 أكتوبر، وأصبحت مكشوفة أمام العالم. نعم، نتنياهو أفرط في ايدولوجيا العنف والكراهية، وذلك لضمان أمن واستقرار وحماية الوجود الجيوسياسي لاسرائيل.
ولكن، لولا الاب والحليف والصديق الامريكي ودول الاستعمار القديم ما كانت اسرائيل قادرة على حماية نفسها.
ويعرف نتنياهو جيدا هذه الحقيقة. وهو اليوم، يريد ترجمة واستغلالا لكل لحظة في العلاقة الامريكية /الاسرائيلية لتثبيت التوسع الاسرائيلي، والجغرافيا التوراتية الجديدة، وتصعيد المواجهة مع دول الجوار وعلى جبهات غزة والضفة الغربية ولبنان، وامتدادا الى اليمن، ووصولا الى اللحظة الكبرى في شن حرب كبرى على ايران.
ومن الحماقة الرهان على وقوع خلخلة ونزاع وخلاف في العلاقة الامريكية /الاسرائيلية. وهما، اسرائيل وامريكا متفقان على عدو مشترك اسمه فلسطين.
و على خلاف ما كان سائدا في الاعلام العربي، فان نتنياهو لم يجد صعوبة في اقناع ترامب، وجره نحو السياسة الاسرائيلية واتباعها، والدوران في الفلك الاسرائيلي في الشرق الاوسط.
و نتنياهو يركز اليوم على نقل الحرب على إيران. وقد يبدو أن ثمة مؤشرات يلامسها مسؤولون أمريكيون تضع التحالف الامريكي/ الاسرائيلي في اختبار حول توسيع دائرة الحرب، وهل أن اللحظة مواتية اقليميا لشن حرب كبرى على ايران ؟ وخصوصا، ان دول الاقليم تغلي، الدول الصديقة لامريكا ليست باحسن الاحوال، ومعرضة الى انفجارات داخلية.
وكما أن التغيير في سورية مازال تحت المجهر الامريكي، ولم تحسم واشنطن بعد موقفها من النظام الجديد. ودليل ذلك المماطلة الامريكية في رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية.
و تبدي واشنطن عدم ارتياح من التحولات الجيوسياسية على الساحة السورية، والتصعيد في العلاقة التركية / العراقية. وما مدى خدمة هذه التحولات للمصالح والاستراتيجيات الامريكية والغربية؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :