الثلاثاء, 22 أبريل, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المفاوضات الأمريكية/ الإيرانية


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - من يوم أمس السبت، والأنظار تتجه إلى مسقط، وحيث بدأت المحادثات الأمريكية/ الإيرانية.

والتقى الوزيران الأمريكي والإيراني ستيف ويتكوف وعباس عرقجي وجهًا لوجه.

ويبدو أن ثمة رغبة أمريكية وإيرانية بالتعامل ببرغماتية مع الملف النووي الإيراني.

ورغم الاختلاف وهول الصراع الأمريكي/ الإيراني.

المفاوضات الأمريكية/ الإيرانية قابلة لكل الاحتمالات والتوقعات. والمشكلة الأكبر، أن الظروف في الإقليم تتغير. وحيث إن خارطة القوة والتغيير الجيوسياسي التراجيدي قد فرضت معادلات جديدة، بعد حرب غزة الأخيرة، وانهيار نظام بشار الأسد، وظهور نظام جديد في دمشق، وتحول سورية من ورقة إيرانية إلى ورقة تركية.

وهل سوف تفاوض إيران على الملف النووي حصرًا، أم أن الإيرانيين سوف يتنازلون عن الصواريخ الباليستية والقوة العسكرية الدفاعية، ويفاوضون أيضًا على تصفية والقضاء على حلفاء إيران الإقليميين؟

وبات واضحًا، أن المشهد الجيوسياسي الإقليمي قد انقلب رأسًا على عقب. ونتنياهو يسعى إلى تفكيك المشروع النووي الإيراني، كما فعلت أمريكا وإسرائيل في المشروع النووي العراقي والليبي. ولكن، إيران ليست العراق وليبيا. وسياسة إيران تجيد الوصول إلى حافة الهاوية، وبعقلية «حائكي السجاد»، والحكمة الفارسية.

أمس السبت، إنه يوم لا يحدد فقط مسار علاقة أمريكا بإيران، إنما مسار مستقبل الإقليم. وفي طبيعة الحال، فإن إطلاق المفاوضات، يعني أن أمريكا وإيران سوف تفتحان أبوابًا للدبلوماسية وخيارها المطلق. وفي المقابل، لا يعني ذلك استبعاد الخيار العسكري. وترامب لا يتوقف عن إصدار الوعيد والتهديد لإيران، واستثارة الشارع الإيراني، والحرب السيبرانية، والاستعداد إلى ضربة قاضية لإيران.

إيران قبل وبعد حرب غزة... ثمة مستجد إيراني إقليمي. وإن كان مراقبون لا يرون أن إيران قد فقدت أوراقها الإقليمية، رغم ما تعرضت له من هول ضربات بنيوية ووجودية أصابت حلفاءها.

حرب غزة، أظهرت أن القوة السيبرانية والتقنية حاسمة وفاصلة في الحروب الجديدة. وثمة انقلاب على المفاهيم الكلاسيكية للحرب. وأظهر العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان كيف أن التفوق الإلكتروني يلعب دورًا في حسم المواجهات العسكرية الميدانية.

وفي غزة ولبنان دخلت كاميرات العدو إلى الأنفاق، وجوجل ومايكروسوفت حاربتا إلى جانب إسرائيل، وأعقد وأدق عمليات التصفية والاغتيال لقادة حماس وحزب الله تمت بالتعاون والتنسيق بين الموساد وشركات التكنولوجيا العالمية، جوجل وميتا، ومايكروسوفت.

من بداية حرب غزة، وإسرائيل تهدد بقصف إيران، وتدمير المشروع النووي الإيراني. وخبراء عسكريون أمريكيون يتحدثون عن غارات جوية أمريكية وإسرائيلية سوف يتبعها اجتياح عسكري، وهي معركة معقدة وعالية الكلفة، وسوف تؤدي حتمًا إلى تكرار تجربة أفغانستان وفيتنام.

فتح أبواب الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، فهل سوف يطفئ نيران الحرب؟ يوم أمس السبت تاريخي. ولا شك أنه فاصل وحاسم في مستقبل الصراع الإقليمي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :