إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • اخبار محلية

  • ثانوية السودان : التربية تعالج المشكلة تجميلياَ الدبلوماسية الاردنية لا تزال عاجزة

ثانوية السودان : التربية تعالج المشكلة تجميلياَ الدبلوماسية الاردنية لا تزال عاجزة


 عمان جو - تسبب خلاف بين مسربين أردنيين لأسئلة اختبارات الثانوية العامة في السودان بأزمة دبلوماسية وأمنية بين البلدين تصاعدت وتيرتها مع احتجاز السلطات السودانية لعشرات الطلبة منذ الأربعاء الماضي وسط عجز السفارة الأردنية عن متابعة أوضاعهم. وكشف خطف واعتداء "سمسار قبولات” أردني على طالب من جنسيته عن شبكة تسريب أسئلة اختبارات الثانوية العامة أوقفت السلطات السودانية على إثرها ما يزيد عن 250 طالب وطالبة أردنية للتحقيقات حسبما أفاد السفير الأردني في الخرطوم محمد الفايز لنواب محليين.

"لا أعرف أين ولداي الآن.. من اعتقلهم أو اختطفهم.. انقطع الاتصال بيني و بينهم منذ بدء السلطات في الخرطوم حملتها الأمنية على الطلبة الأردنيين.. ” ما عبر به ولي أمر طالب وطالبة ذهبوا للسودان لإحضار شهادة تكافئ الثانوية العامة التي صارت معدلاتها في الأردن صعبة المنال حسب تعبيره. وتبدأ الحكاية من تغرير سماسرة بأهال يرغبون لأبنائهم معدلات مرتفعة تؤهلهم لدخول كليات الطب والهندسة من الصعب أن يحصلوا عليها وسط "الرعب” الذي يلقي بظلاله على امتحان "التوجيهي” الأردني. فمقابل 5 آلاف دولار لكل منهم نقل قرابة 400 طالب وطالبة دراستهم من الأردن إلى السودان لدراسة عامي المرحلة الثانوية في كلتا المدرستين النظامية السودانية والليبية الخاصة على أراضيها، بعد أن تلقوا ضمانات من قسم الامتحانات والشهادات في التربية الأردنية بمعادلة النتائج التي ينقحها اختبار وطني شامل تجريه أي من وزارات التعليم حول العالم.

ومع دخول فترة اختبارات المدارس السودانية نشط سماسرة القبولات في التنافس على تمرير أسئلة مهربة لزبائنهم مقابل مبالغ مالية إضافية، ليتجاوزهم أحد الطلبة الأردنيين ويقوم بتوزيعها خارج نطاق تجارتهم على مجموعات من الطلبة الأردنيين والسودانيين ما أثار غضب السمسار الذي قرر معاقبته بالاختطاف والتعذيب لمدة تتجاوز 18 ساعة من فجر الأربعاء وحتى ساعات المساء. من جانبهم، قال ذوو الطالب المعتدى عليه إن ابنهم لم يحضر جلسة اختبار يوم الأربعاء حسب زملائه الذين أكدوا أنه "خرج فجراً من شقته مع مجموعة لمذاكرة أسئلة متوقعة قبيل موعد الامتحان، واختفى بعدها” محاولين التواصل معه إلا أن هاتفه ظل مغلقاً حتى أبلغهم "بصوت مرتجف” أنه بالمشفى بعد اختطافه وتعذيبه من قبل طلبة أردنيين من مسقط رأسه في لواء عي بمحافظة الكرك.

وأضاف ذووه في حديثهم إن ابنهم ابلغ السلطات السودانية عن الحادثة فور افلاته من قبضة المعتدين عليه وقدم شكوى رسمية بمن تمكن من معرفتهم بعد استعادته لوعيه من المخدر الذي تعرض له عند الاختطاف. ليباشر الأمن تنفيذ حملة واسعة "تكاد تشمل كافة الأردنيين المقيمين هناك” وداهمت سكنات الطلبة للتفتيش عن الأسئلة المسربة والتوثق من أوراقهم الثبوتية بينما أوقفت أعداد منهم في مكاتب "المخابرات الوطنية” السودانية.

في حين أن ذوي 3 من المعتدين الذين يتجاوزون 15 شاباً، واحد منهم ما زال فاراً، وهم من ذات اللواء، قدموا اعترافاً "عشائرياً” مساء الجمعة "..بارتكاب ابنائهم وهم في العاصمة السودانية الخرطوم اختطافاً وتعذيباً وتقييداً للحرية بحق الشاب..” من خلال توقيعهم صكاً أخذوا على إثره "عطوة”، لمنع أي عملية ثأرية حسب العرف. على إثر الحادثة أبلغت أعداد من الطلبة بإيقاف اختباراتهم في المدارس السودانية الذين لم يعتبروها بدورهم ضرراً كبيراً سيما وأنهم مسجلون أيضاً في المدرسة الليبية الخاصة التي تبدأ اختباراتها في شهر حزيران القادم.

لكن الأزمة امتدت للتسبب باعتقالات عشوائية حسب الطلبة في الخرطوم وذويهم في الأردن حيث بات مصير الكثير منهم مجهولاً بعدما انقطع الاتصال بهم، بينما يضيف الأهالي أن أبناءهم مرعوبون من اقتحامات مسلحين يدعون أنهم من الأمن يقيدونهم ويسلبونهم أموالهم ومتاعهم. السفارة الأردنية وقفت عاجزة أمام موجة الاعتقالات التي طالت طلبتها في السودان فلم تتمكن من إجابة الأهالي على أسئلتهم عن أماكن احتجاز أو توقيف أبنائهم للتحقيق، مع إصرارها على أن عمليات التحقيقات لا تتجاوز ساعات معدودة يفرج بعدها عنهم وأن 6 فقط من بقوا في الاحتجاز رسمياً منذ 5 أيام.

التهم التي تواجه الطلبة هناك قسمت إلى شبكة تسريب أسئلة اختبارات محمية من الحكومة من جانب وحادثة اعتداء واختطاف نفذها شبان أردنيون فيما بينهم على أرض الخرطوم من جانب آخر. كرد فعل على الأزمة أصدرت وزارة التربية والتعليم في عمّان بياناً لها قالت فيه "إن شهادات الثانوية العامة من السودان والمدارس العربية فيها غير معتمدة ولن تتم معادلتها..”. ليصبح كل الدارسين في السودان من الأردنيين خارج دائرة اعتراف وزارة بلادهم؛ فاحتج أولياء أمور الطلبة في الأردن وتحديداً من الكرك جنوبي البلاد صاحبة النصيب الأكبر من الطلبة المغتربين أمام دار المحافظة الممثلة لوزارة الداخلية مطالبين بإقالة نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات الذي ورط أبناءهم في "مستنقع″ الإبعاد على حد وصفهم والسفير الأردني في الخرطوم الذي أغلق أبواب السفارة في وجه مواطنيها وسمح للأمن السوداني باعتقال من اعتصم على بابها من الطلبة الأردنيين التي تقطعت بهم السبل.

وأضاف الأهالي أنهم يطالبون الوزارة بالعودة عن قرار عدم اعتماد الشهادات القادمة من السودان الذي جاء متأخراً بعد تورط أبنائهم بالسفر والإقامة خارج البلاد. وزارة التربية والتعليم الاردنية، من جانبها رفضت الإجابة على أسئلة الصحافة الأردنية ، واكتفت بدعوة عبر وكالة الأنباء الأردنية بترا للطلبة في الخارج بالعودة والتسجيل في الدورة الصيفية القادمة من اختبارات التوجيهي مع تمديدها لفترة التسجيل مراعاة للظرف مدة تقل عن أسبوعين.

أولياء الأمور قالوا إنهم حتى وإن توقفت عمليات الاعتقال لأبنائهم لن يتمكنوا من إعادتهم للمملكة بسبب احتجاز أوراقهم الثبوتية مع السماسرة الذين أمنوا لهم قبولاتهم ومساكنهم مقابل مبالغ مالية طائلة. ومن الجدير بالذكر أن المدارس الليبية لا تقتصر على السودان فحسب، بل إن روادها من الأردنيين لمطابقتها لمعايير اعتماد الشهادات في الأردن التحقوا بكافة فروعها في ماليزيا وتركيا وروسيا وغيرها، ما يرفع أعداد المتضررين من قرار الوزارة بعد حادثة الخرطوم إلى ما يقارب ألفي طالب وطالبة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :