إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

السفير الكويتي و تهريب ابوعمار في احداث 1970


عمان جو - أ.د سعد أبو دية

اجرت قناة العربية اربع حلقات مع نذير باشا رشيد في الاربعة اسابيع الماضية وهي غاية في الاهمية عن تلك الفتره من تاريخ الاردن 1957 و1970-1971 ويعنيني هنا مايلي :
موضوع خروج ياسر عرفات من الاردن بعد احداث ايلول 1970 ، . تحدث نذير ان عرفات خرج بعلم الملك والحكومة الاردنية وان الملك لم يرد ان يعمل منه شهيدا وفي جعبتي باقي الروايه . .كنت اقابل في مصر الدبلوماسي الكويتي السفير الاسبق الشاعر المرهف يعقوب الرشيد رحمه الله وهو نجل المورخ الكويتي عبد العزيز وصهر الشاعر عمر ابو ريشة ، ولاعجب انه يهتم بالعلم كثيرا ولما كان في الاردن سفيرا للكويت كان حريصا على اللقاء مع الكتاب مثل البدوي الملثم يعقوب العودات .
اما بالنسبة لي قابلته في مصر بعد ان تقاعد ، وكنا نقضي ايام الجمع لما يكون في مصر وكان اللقاء في عزبه تحت هضبة الاهرام ويعقوب الذي كان سفيرا في الاردن حدثني انه هو الذي اخرج ياسر عرفات من الاردن وقال لي كان لابد ان يلبس لباسا عربيا واعطيته ثوبي ولما كان يعقوب طويل القامة فان الثوب الذي اعاره لعرفات بدا طويلا على ياسر ، ولاوقت لتهيئته وهنا راي السفير ان يتم رفع اطراف الثوب ولذلك طلبوا من ابي عمار ان يحمل طفلا ويرفع الثوب ولا احد ينتبه ان عرفات يرفع الثوب ، وخرج ابو عمار من المطار وهكذا غادر عرفات الاردن وقال لي دبلوماسي كويتي كان يعمل مع يعقوب انه اخبر اصدقائه الجنود عن ذلك بعد رحيل عرفات وقالوا له وفرت علينا اراقة دماء ، ولابد لي ان اشير لمعلومة ذكرها نذير باشا عن الموقف الاميركي بايجاز مفيد رائع في حين اسهب فيها وليم كوانت في كتابه الهام عقد القرارات الحاسمه الذي ترجمه المصريون وعندي نسخه منه .

تحدث في فصل عن الازمة في الاردن 1970 وارجو ان اوكد ان نذير كان اكثر دقه من وليم كوانت بالرغم من ان كوانت كشف معلومات هامة غريبة ان اميركا مشغولة بانتخابات الكونجرس و لم تعرف مايجري على الحدود مع سوريا الا من خلال الاردن او اسرائيل وهكذا كان ، واما بخصوص رواية نذير باشا عن ابي داود الذي جاء في مهمة معقدة لاعتقال مجلس الوزراء والمفاوضه عليهم و افشلها الاردنيون . ذكر نذير في الكتاب معلومات مفصلة عن الضباط البارزين في دائره المخابرات الذين تابعوا معه ومعظمهم اصبح مديرا للدائرة وهم نائب المدير احمد عبيدات والعقيدان طارق علاء الدين مدير الفرع الداخلي ورجائي الدجاني مدير الفرع الخارجي وفالح الرفاعي والرائد مصطفى القيسي وكان مسوولاً عن الجبهة الشعبيه وكانت لديه معلومات وافية عنها ويتابع خططها وانشطتها بدقة داخل الاردن وخارجه وعلم القيسي كما كتب نذير ان هناك خطة للفدائيين للرجوع الى الاردن بتنظيم عملية يقودها ابو داوود وانطلق عناصرها وعددهم عشرون من سوريا والعراق وكان طارق علاء الدين ومصطفى القيسي يتابعان نشاطهم بدقة حتى تم القبض عليهم كلهم .
كان نذيرا مديرا للمخابرات وتم القاء على ابي دواد وبهدوء عرف الاردنيون من ابي داود كل شي وكتبه ابو داود بخط يده وابدع نذير باشا وحقق الكثير من الحصول على معلومات غاية في الاهمية .

كان المغفور له الملك حسين في رحلة شهر العسل بعد زواجه من الملكة علياء رحمها الله وبالرغم من النجاح كتب نذير باشا ان محمد رسول الكيلاني اقنع سمو الامير حسن ان مجيء ابو داود مقدمه لاشياء كثيره لاتستطيع الدائره حصرها وعرفتها وعرض خدماته في التحقيق ورفض نذير باشا ان يشاركه احد في التحقيق و ثبت نذير في موقفه وتشاء الظروف وفي احد اللقاءات مع محمد رسول الكيلاني ان حدثني وبمبادره منه عن هذا الموضوع ضمن مواضيع اخرى وقال لي انه قال للامير حسن : انه لما شاهد ابو داود على التلفزيون و من خبرته في التحقيقات ان ابا داود (عينه مش مكسوره ) يعني لم يعترف وان العملية القادمة لها علاقه بخلفية دينية فهو متأتر بالازهر الشريف وتاثر بقصة محاوله اغتيال الرسول عليه السلام ولذلك احضر معه عشرون شخصا لاختطاف الوزراء واذا فكر الملك باعدام عشرين شخصا تحصل مناحه في كل مخيم من المخيمات المهم ان الاردنيين تعاملوا مع ابي داود برقي و كما جاء في رواية نذير باشا فان الاردنيين لم يضربوا ابا داود وان المعلومات التى كشفها للاردنيين قلبت العملية لصالح الاردن بوفرة ماقدمه من معلومات وللاسف جاءت عملية ابي داود في فتره كان الاردن يقضي الليل مع النهار في التخطيط لازالة اثار احداث 1970 والقضاء على ذيول فتنة ايلول وكان الاردن قد اسس الاتحاد الوطني العربي وهو كادر حزبي يجمع الاردنيين والفلسطينيين معا وهكذا تلاحظ الفرق بين الاردن الذي يريد ان يبني و بين من يريد ان يهدم كان الاردن و مازال يبني ان شاء الله في وقت لم يراع فيه الخصم مصالح شعبه الوطنية ، ولاحول ولا قوة الا بالله على العموم اجتاز الاردن تلك الايام الصعبة وحده في وقت قياسي ونحن بحمد الله حسمنا الامر خلال ايام ..

وفي هذه المناسبة استذكر الاوفياء للوطن جميعا ومن هم احياء اقول له صباح الوطن الجميل واستذكر الراحلين واحيي اسرهم واستذكر بشكل خاص الرائد الركن محمد فياض من كفر راعي في جنين الذي قاد بنفسه في هجوم نهائي وكاسح مواقع الفدائيين في الجبال بعد ان هاجموا مخفرا للشرطة في جرش وقتلوا اربعة من رجال الامن ولقد استشهد محمد في الهجوم وسميت الغابة في تل الاقرع على اسمه.

وفي الختام اقول لقد نجح الاردن في جهوده الحثيثة في استيعاب فترة مابعد السبعين وانقذ التماسك الاجتماعي الذي يوحد ابناء صفوف الشعب الاردني الكرام .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :