ناقدان عربيان: "فن مابعد الحداثة" مفهوم ملتبس عربيا
الدوحة-عمان جو -خالد سامح
تتواصل فعاليات الملتقى العربي للفنّ التشكيلي الذي تقيمه الجمعية القطرية للفنّ التشكيلي تحت رعاية الرئيس الفخري عادل علي بن علي وتستضيفه الدوحة لمدة أسبوع بمُشاركة كبار التشكيليّين الروّاد القطريّين والعرب، حيث شهد الملتقى أمس الأول الندوة الأولى بعنوان "فن ما بعد الحداثة"، والتي تحدث خلالها كلّ من الناقد التشكيلي ماجد السامرائي من العراق، والناقدة الدكتورة ريهام الرغيب من الكويت، فيما أدار الندوة الكاتب والإعلامي جلال الطالب، وذلك بمبنى ١٥ في المؤسّسة العامة للحي الثقافي كتارا
الناقد التشكيلي العراقي ماجد سمرائي أكد في ورقة قدمها بعنوان "بين الحداثة وما بعد الحداثة .. هل من تقارب في المفهوم والرؤية والعمل؟": على انه لا يميل الى استخدام مصطلح "ما بعد الحداثة" في الاشارة الى ما تشهده الساحة التشكيلية اليوم من توجهات في الفن التشكيلي، ذلك ان "الحداثة" تمثل رؤية غير متوقفة عن استمرارها الزمني، وأشار إلى ان الأمر لا يتعدى كونه "مشروع تحديث" مستمر تتوالى متغيراته، بما يتصل بالعمل الفني في سياقين من التطور، وهما: سياق التطور الخطي – في ما يعني الدوام والاستمرار وسياق تطور الرؤية الفنية في ما يخص الاضافة، ويؤكد السمرائي في كلمته أن الحداثة في الفن العربي وفي الابداع بوجه عام، لم تكن هي الأخرى، ولادة من فراغ، كما ان الحداثيين العرب، فنانين وشعراء وكتابا، لم يضعوا لـ"حداثتهم" تلك القطيعة الصارمة. التي وضعها نظراؤهم من الأوروبيين، بينهم وبين التراث ذلك ان الفنان العربي والشاعر العربي وجد كل منهما في تراثه من المعطيات الموضوعية ومن الرموز ما سيحركه عملا فنيا باتجاهات دلالية جديدة، ونوه على أن صانعوا الحداثة العربية قد أدركوا اننا اذا ما وضعنا فنوننا في سياقات الآخر الأوروبي فإننا سنكون مقلدين، وناقلي تجارب وتصورات، لا مبدعين لأنفسنا بأنفسنا ومن داخل واقعنا، وسيتوقف الأمر بنا عند حدود "الأخذ عن الآخر" وليس بالتطور الذاتي لنا والذي يعد التطور الحقيقي والفعلي لكل ابداع، وهذا ما وعاه حداثيونا فلم يسيروا فنانين وفنا، في اتجاهات أفقية تأخذ نفسها ب""المصطلح" وتلاحق "منجز الآخر" ملاحقة تبعية واستتباع، وانما تبدع خصائصها التي هي خصائص مجتمع له ثقافته، وفكره وتراثه، وطرائق رؤيته وتفكيره، وعلى هذا فان "حداثتنا العربية" لم تكن متعارضة مع "الحداثة الأوروبية" ولكنها مختلفة عنها رؤية وتوجهات، ما جعلها تتحقق وتتعين بمعطيات ابداعية جديدة مثل الكثير منها حالة متقدمة من التطور في الفنون.
وتقدمت د. ريهام الرغيب بورقة حملت عنوان " فنون ما بعد الحداثة وأسباب عدم انتشارها في الوطن العربي" وأكدت في بحثها على ارتباط الجمال بالفن الذي تحول ليصبح ذات هوية مستقلة تعبر عن حاجات الفنانين والناس والمجتمع وتعكس آراءهم وطموحاتهم، مشيرة إلى الحاجة الماسة للتغيير المستمر والبحث عن الجمال والإبداع، وتضيف الرغيب: خلال فترة قصيرة نسبيا ظهرت كوكبة من الحركات الفنية أهمها الواقعية والانطباعية والرمزية والتكعيبية والتعبيرية والمستقبلية والتشكيلية الجديدة والدادائية والسريالية والواقعية الجديدة والوجودية، ومما لاشك فيه أن هذه الحركات ساهمت في تطوير الحركة التشكيلية ومفاهيمها وجعلت للعمل التشكيلي قيمته الخاصة لدى متذوقي الفن والجمهور وصولا إلى ما بعد الحداثة التي أحدثت ثورة عظيمة على النظم والتقاليد الفنية الثابتة حيث وصفها البعض على أنها تمرد على واقع سياسي وحياتي واجتماعي ملئ بالتفاصيل المؤلمة والاحباط المتكرر والصراعات الدموية في حين أصر آخرون على انها انصاف للموهوبين والمبدعين وصنفت في اطار الاستهلال الفني، وقد رصدت الرغيب جملة من الأسباب التي رأت أنها كانت وراء عدم انتشار فنون ما بعد الحداثة في الوطن العربي كالتالي، من ضمنها خمول الحركة النقدية العربية في الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى عدم دعم وتشجيع المؤلفين بإصدار كتب متخصصة عن نقد الجمال في العمل الفني التشكيلي، فضلاً عن إحتياج الساحة إلى الندوات والدراسات المتخصصة في أثر العادات والتقاليد المكتسبة على الأعمال التشكيلية، وكذلك قواعد البيانات الخاصة والمعلومة الفنية التي تخص الفنانين والأعمال التشكيلية في الوطن العربي، وندوة للكتب والمنشورات والدراسات التي تعقب معارض الفنون التشكيلية، كما رجحت ان عدم الاهتمام يتعريف مصطلح ما بعد الحداثة عند العرب شكلة أزمة في تلك النوعية من الأشكال الفنية.
الدوحة-عمان جو -خالد سامح
تتواصل فعاليات الملتقى العربي للفنّ التشكيلي الذي تقيمه الجمعية القطرية للفنّ التشكيلي تحت رعاية الرئيس الفخري عادل علي بن علي وتستضيفه الدوحة لمدة أسبوع بمُشاركة كبار التشكيليّين الروّاد القطريّين والعرب، حيث شهد الملتقى أمس الأول الندوة الأولى بعنوان "فن ما بعد الحداثة"، والتي تحدث خلالها كلّ من الناقد التشكيلي ماجد السامرائي من العراق، والناقدة الدكتورة ريهام الرغيب من الكويت، فيما أدار الندوة الكاتب والإعلامي جلال الطالب، وذلك بمبنى ١٥ في المؤسّسة العامة للحي الثقافي كتارا
الناقد التشكيلي العراقي ماجد سمرائي أكد في ورقة قدمها بعنوان "بين الحداثة وما بعد الحداثة .. هل من تقارب في المفهوم والرؤية والعمل؟": على انه لا يميل الى استخدام مصطلح "ما بعد الحداثة" في الاشارة الى ما تشهده الساحة التشكيلية اليوم من توجهات في الفن التشكيلي، ذلك ان "الحداثة" تمثل رؤية غير متوقفة عن استمرارها الزمني، وأشار إلى ان الأمر لا يتعدى كونه "مشروع تحديث" مستمر تتوالى متغيراته، بما يتصل بالعمل الفني في سياقين من التطور، وهما: سياق التطور الخطي – في ما يعني الدوام والاستمرار وسياق تطور الرؤية الفنية في ما يخص الاضافة، ويؤكد السمرائي في كلمته أن الحداثة في الفن العربي وفي الابداع بوجه عام، لم تكن هي الأخرى، ولادة من فراغ، كما ان الحداثيين العرب، فنانين وشعراء وكتابا، لم يضعوا لـ"حداثتهم" تلك القطيعة الصارمة. التي وضعها نظراؤهم من الأوروبيين، بينهم وبين التراث ذلك ان الفنان العربي والشاعر العربي وجد كل منهما في تراثه من المعطيات الموضوعية ومن الرموز ما سيحركه عملا فنيا باتجاهات دلالية جديدة، ونوه على أن صانعوا الحداثة العربية قد أدركوا اننا اذا ما وضعنا فنوننا في سياقات الآخر الأوروبي فإننا سنكون مقلدين، وناقلي تجارب وتصورات، لا مبدعين لأنفسنا بأنفسنا ومن داخل واقعنا، وسيتوقف الأمر بنا عند حدود "الأخذ عن الآخر" وليس بالتطور الذاتي لنا والذي يعد التطور الحقيقي والفعلي لكل ابداع، وهذا ما وعاه حداثيونا فلم يسيروا فنانين وفنا، في اتجاهات أفقية تأخذ نفسها ب""المصطلح" وتلاحق "منجز الآخر" ملاحقة تبعية واستتباع، وانما تبدع خصائصها التي هي خصائص مجتمع له ثقافته، وفكره وتراثه، وطرائق رؤيته وتفكيره، وعلى هذا فان "حداثتنا العربية" لم تكن متعارضة مع "الحداثة الأوروبية" ولكنها مختلفة عنها رؤية وتوجهات، ما جعلها تتحقق وتتعين بمعطيات ابداعية جديدة مثل الكثير منها حالة متقدمة من التطور في الفنون.
وتقدمت د. ريهام الرغيب بورقة حملت عنوان " فنون ما بعد الحداثة وأسباب عدم انتشارها في الوطن العربي" وأكدت في بحثها على ارتباط الجمال بالفن الذي تحول ليصبح ذات هوية مستقلة تعبر عن حاجات الفنانين والناس والمجتمع وتعكس آراءهم وطموحاتهم، مشيرة إلى الحاجة الماسة للتغيير المستمر والبحث عن الجمال والإبداع، وتضيف الرغيب: خلال فترة قصيرة نسبيا ظهرت كوكبة من الحركات الفنية أهمها الواقعية والانطباعية والرمزية والتكعيبية والتعبيرية والمستقبلية والتشكيلية الجديدة والدادائية والسريالية والواقعية الجديدة والوجودية، ومما لاشك فيه أن هذه الحركات ساهمت في تطوير الحركة التشكيلية ومفاهيمها وجعلت للعمل التشكيلي قيمته الخاصة لدى متذوقي الفن والجمهور وصولا إلى ما بعد الحداثة التي أحدثت ثورة عظيمة على النظم والتقاليد الفنية الثابتة حيث وصفها البعض على أنها تمرد على واقع سياسي وحياتي واجتماعي ملئ بالتفاصيل المؤلمة والاحباط المتكرر والصراعات الدموية في حين أصر آخرون على انها انصاف للموهوبين والمبدعين وصنفت في اطار الاستهلال الفني، وقد رصدت الرغيب جملة من الأسباب التي رأت أنها كانت وراء عدم انتشار فنون ما بعد الحداثة في الوطن العربي كالتالي، من ضمنها خمول الحركة النقدية العربية في الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى عدم دعم وتشجيع المؤلفين بإصدار كتب متخصصة عن نقد الجمال في العمل الفني التشكيلي، فضلاً عن إحتياج الساحة إلى الندوات والدراسات المتخصصة في أثر العادات والتقاليد المكتسبة على الأعمال التشكيلية، وكذلك قواعد البيانات الخاصة والمعلومة الفنية التي تخص الفنانين والأعمال التشكيلية في الوطن العربي، وندوة للكتب والمنشورات والدراسات التي تعقب معارض الفنون التشكيلية، كما رجحت ان عدم الاهتمام يتعريف مصطلح ما بعد الحداثة عند العرب شكلة أزمة في تلك النوعية من الأشكال الفنية.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات