عيد الأم .. يوم للعطاء والتضحية والكرامة
عمان جو - يتزامن الاحتفال بعيد الأم الذي يصادف في الحادي والعشرين من شهر آذار، مع يوم الكرامة وبدء الربيع، حيث تتجسد معاني الكرامة والبهجة والعطاء، كون الأم هي التي تقدم الشهداء للوطن حين تطلبهم الكرامة، وهي دفء الربيع، وأزهار اللوز، وخضرة الأرض المزينة.
يقول أشرف صالح إننا لا نجد طريقا لتقدير الأمهات مهما فعلنا، فقد عانت الأم خلجات الولادة وسهرت الليالي كي نصبح شبابا متسلحين بالعلم والمعرفة، ومهما كبرنا سنبقى أطفالا في عيونهن مهما بلغنا من العمر.
ويؤكد أن العطاء والتضحية والنجاح مفاهيم ترتبط كلها بالأمهات؛ فهن من حصدن ثمار جهود متواصلة بصمت كامل دون مقابل، "فأمي هي من علمتني ابجديات الصبر واحترام الآخر وقبول الاختلاف والتفاني في العمل، فكانت الرفيق الأمين بالحرف والكلمة لكل المعاني السامية التي نستعيدها حين ترد كلمة الامهات على مسامع ابنائنا".
استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين يقول إن دور الأم في المجتمعات المتجانسة البسيطة كان يقتصر على التربية وحض الابناء على التكافل واحترام الاكبر سنا، والتدريس واستثمار الموارد المتاحة كتربية الاغنام ومساعدة الاهل في الزراعة، وجميعها محصورة داخل حدود المنزل، ولكن هذا الدور تحول في منتصف هذا القرن مع ارتفاع مستوى التعليم من حيث ما توفره الشهادة من فرص عابرة للجغرافيا، ما شكل منحى اقتصاديا نحو الاستقلال عن قيم الجماعة.
وأوضح أن تأثر مجتمعنا بالعولمة وخصخصة بعض المؤسسات أظهر تراجعا واضحا في قيم التكافل بين افراد الاسرة من حيث العطف والحديث عن القيم الفردية، والذي شمل وبصورة كبيرة حماية الام وعلاقتها بأبنائها، فأصبحوا معنيين في ظل التراجع الديني والاخلاقي بأنفسهم وظهور المؤسسات الوسيطة التي اضعفت دور الام كمراكز الايواء ووجود الخادمات وغزو التكنولوجيا .
ويبين أن جميع هذه الظروف عمقت القيم الفردية واضعفت البناء الاجتماعي فلم تعد العلاقة قائمة على التبادل العاطفي من المنفعة الانسانية فتورمت الـ "أنا " عند الابناء على حساب وفاء الأم ودورها الجامع للأسرة.
ويقول، ان موضوعات عيد الام تعيد انتاج دونية الأم بربط هذه المناسبة بتقديم هدايا كأدوات المطبخ والكهربائيات وكلها تعبر عن سيادة النمط الاستهلاكي المظهري الذي يعظم الارباح ويضعف النبض والعلاقات الوجدانية المفترض تواجدها عند الابناء .
ويستذكر ابو علي البدايات العائلية التي كانت توصف بالتواضع والقناعة والبساطة "حيث كانت والدتي تؤكد أن كتابة المستقبل حكر لمن يبذل الجهود الصادقة، والتي تخلو من الحسد أو الغدر، بل بالتميز وتحقيق الذات"، مشيرا الى ان امهات اليوم "ينصب اهتمامهن على ما تحويه التكنولوجيا من صيحات وصرخات بعيدا عن قيم الاصالة والتربية المبنية على الاحترام والتقدير والتي تربينا عليها قديما".
استاذ الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي يقول إن مكانة الأبوين مكانة في الاسلام؛ فهما من كانا سببا في وجود الانسان وحياته وتربيته ليكون انسانا وفيا ومخلصا لهما.
ويضيف ان الآيات والنصوص القرآنية حثت على محبة الوالدين والوفاء لهما كقوله تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن" و "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
ويشير الى ان الاحتفال بالأم كأسلوب لا يتعارض مع الدين ويجعلنا أكثر وفاء ويذكرنا بأشياء ثابتة كالاستقلال ومعركة الكرامة ويوم المعلم والتي جميعها تشير الى التكامل والتكافل والعطاء.
ويلفت الى ان البعض يكتفي بالتواصل مع الوالدين باستخدام تقنيات العصر التي تقتل التواصل الذي يخلق علاقات اكثر عمقا وانسانية، موضحا ان بناء الشخصية الدينية والقيم الوطنية كلها اسس تجمع وتقوي المجتمعات.
--(بترا)
يقول أشرف صالح إننا لا نجد طريقا لتقدير الأمهات مهما فعلنا، فقد عانت الأم خلجات الولادة وسهرت الليالي كي نصبح شبابا متسلحين بالعلم والمعرفة، ومهما كبرنا سنبقى أطفالا في عيونهن مهما بلغنا من العمر.
ويؤكد أن العطاء والتضحية والنجاح مفاهيم ترتبط كلها بالأمهات؛ فهن من حصدن ثمار جهود متواصلة بصمت كامل دون مقابل، "فأمي هي من علمتني ابجديات الصبر واحترام الآخر وقبول الاختلاف والتفاني في العمل، فكانت الرفيق الأمين بالحرف والكلمة لكل المعاني السامية التي نستعيدها حين ترد كلمة الامهات على مسامع ابنائنا".
استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين يقول إن دور الأم في المجتمعات المتجانسة البسيطة كان يقتصر على التربية وحض الابناء على التكافل واحترام الاكبر سنا، والتدريس واستثمار الموارد المتاحة كتربية الاغنام ومساعدة الاهل في الزراعة، وجميعها محصورة داخل حدود المنزل، ولكن هذا الدور تحول في منتصف هذا القرن مع ارتفاع مستوى التعليم من حيث ما توفره الشهادة من فرص عابرة للجغرافيا، ما شكل منحى اقتصاديا نحو الاستقلال عن قيم الجماعة.
وأوضح أن تأثر مجتمعنا بالعولمة وخصخصة بعض المؤسسات أظهر تراجعا واضحا في قيم التكافل بين افراد الاسرة من حيث العطف والحديث عن القيم الفردية، والذي شمل وبصورة كبيرة حماية الام وعلاقتها بأبنائها، فأصبحوا معنيين في ظل التراجع الديني والاخلاقي بأنفسهم وظهور المؤسسات الوسيطة التي اضعفت دور الام كمراكز الايواء ووجود الخادمات وغزو التكنولوجيا .
ويبين أن جميع هذه الظروف عمقت القيم الفردية واضعفت البناء الاجتماعي فلم تعد العلاقة قائمة على التبادل العاطفي من المنفعة الانسانية فتورمت الـ "أنا " عند الابناء على حساب وفاء الأم ودورها الجامع للأسرة.
ويقول، ان موضوعات عيد الام تعيد انتاج دونية الأم بربط هذه المناسبة بتقديم هدايا كأدوات المطبخ والكهربائيات وكلها تعبر عن سيادة النمط الاستهلاكي المظهري الذي يعظم الارباح ويضعف النبض والعلاقات الوجدانية المفترض تواجدها عند الابناء .
ويستذكر ابو علي البدايات العائلية التي كانت توصف بالتواضع والقناعة والبساطة "حيث كانت والدتي تؤكد أن كتابة المستقبل حكر لمن يبذل الجهود الصادقة، والتي تخلو من الحسد أو الغدر، بل بالتميز وتحقيق الذات"، مشيرا الى ان امهات اليوم "ينصب اهتمامهن على ما تحويه التكنولوجيا من صيحات وصرخات بعيدا عن قيم الاصالة والتربية المبنية على الاحترام والتقدير والتي تربينا عليها قديما".
استاذ الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي يقول إن مكانة الأبوين مكانة في الاسلام؛ فهما من كانا سببا في وجود الانسان وحياته وتربيته ليكون انسانا وفيا ومخلصا لهما.
ويضيف ان الآيات والنصوص القرآنية حثت على محبة الوالدين والوفاء لهما كقوله تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن" و "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
ويشير الى ان الاحتفال بالأم كأسلوب لا يتعارض مع الدين ويجعلنا أكثر وفاء ويذكرنا بأشياء ثابتة كالاستقلال ومعركة الكرامة ويوم المعلم والتي جميعها تشير الى التكامل والتكافل والعطاء.
ويلفت الى ان البعض يكتفي بالتواصل مع الوالدين باستخدام تقنيات العصر التي تقتل التواصل الذي يخلق علاقات اكثر عمقا وانسانية، موضحا ان بناء الشخصية الدينية والقيم الوطنية كلها اسس تجمع وتقوي المجتمعات.
--(بترا)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات