بمناسبة القمة العربية. .. احذروا المطبخ.!!!
عمان جو - إيمان العكور
عادت بي الذكريات الى ما قبل ٤٠ عاما (اي في العام الذي انطلقت فيه اول قمة عربية) عندما كنت وأخواتي نجتمع قبل كل عيد ام بسرية تامة كي نهرب من عيون امي الفضولية وخوفها من التجمعات الأسرية ، اذ ان الربيع العربي لم يكن في الحسبان تلك الأيام ، ايام اللولو ..!
بصفتي الأكبر في العائلة كنت اترأس الاجتماع كل عام ، وكان والدي ومن منطلق الديمقراطية الموجودة في بيتنا ( والتي كانت دائماً تحت سلطة الوالد فهو الوحيد الذي يقرر متى يمنحها ومتى يسلبها منا ) ..!!
في كل عيد ام ، كان ابي وبحكم النظام الرأسمالي ، الممول الوحيد .. ومع ذلك كان يترك لنا حرية اختيار الهدية المناسبة..!
كان يمازحنا دوما عندما نطلب منه التمويل بقوله : هاي امكم انتوا انا شو دخلني ، انا راح اشتري هدية لأمي وانتوا لأمكم ..:)) احيانا كنا نخاف ان يقطع ابي التمويل فجأة ولكن الحمدالله لم يحصل ذلك ..!
وعلى ما أتذكر ،،٩٩٪ من نتائج اجتماعات القمة العائلية ( تماماً كما هو الامر في قممنا العربية السياسية ) خاصة ونحن على أبواب قمة عربية جديدة بعد أيام قليلة...حيث تعودنا وعلى مدى السنوات السابقة منذ استحداث هذه المناسبة الأقرب إلى الاجتماعية منها إلى السياسية المصيرية.. كانت توصياتنا في كافة القمم التي عقدناها عائليا تتجه الى زاوية واحدة في المنزل والتي نجمع دوما انها زاوية امي المفضلة ، في تلك الزاوية من البيت يقبع ( المطبخ ) .. !
كنا نتصوره الجنة التي تعشقها امي وترغب دوما في تطويرها وإضافة بعض الأدوات الكهربائية والصحون والطناجر اليها..!!
لذلك وبعد نقاشات مطولة نتفق جميعا على هدية عيد الام ( كما قلت لكم التوصيات والقرارات تكون معدة سابقا وما القمة الا روتينا كي نشعر بأهمية المرحلة ) ..!
والهدية تكون غرضا جديدا يضاف الى خزائن المطبخ المحشوة ..
ونبقى ننتظر ببلاهة ردة فعل امي عند تقديم الهدية وفرحتها بها
وصدقا .. كانت امي وفي كل مرة ( ورغم خيبة أملها ) تفرح كالطفلة الصغيرة التي تتلقى اول لعبة في حياتها ..!
مسكينة امي.. في الوقت الذي كانت تحلم ان ننتقي لها زجاجة عطر او ملابس او باقة ورد ، كنا نحن لا نفكر الا في أنفسنا .. كيف لا والطبخ في النهاية يكون لبطوننا الأنانية ..!
اليوم وبعد كل تلك السنوات والثورات والحريات والمساواة والشعارات الزائفة.. لا نزال وللأسف بتلك العقلية الأنانية ..! الجرائد والمجلات وشاشات التلفزيون وميكروفونات الإذاعة تطنطن منذ أسابيع بدعايات لهدايا عيد الام .. أسرع جلاية صحون.. !
احدث طنجرة ضغط ..!
اروع كولر ماء..أفخم طقم سفرة ..الخ
لم تتغير عقلية الاستبداد..
وكأن الأم مكتوب عليها حتى في عيدها الجلوس في المنزل مكتوب عليها أن تبقى محصورة داخل جدران منزلها منذ ولادتها الولد البكر إلى مماتها!
ذلك هو الظلم بعينه.
و تماما كما هي شعوبنا العربية المظلومة التي أصبحت مساحات القتل والدم فيها أوسع من كروم الزيتون وسنابل القمح التي كانت تغطيها.. ها هم زعمائنا يشدون الرحال لعقد قمة جديدة.. لا نعلم ماذا ستقدم لنا من أحلام.!
يا ترى كم سيكون حجم خيبة الأمل.. هل بمقدار توقعاتنا ام اننا تعودنا على الألم حتى لم نعد نجرؤ على الحلم.!
ارجوكم.. لا تقربوا المطبخ..!
لا تخرجوا بتوصيات باهتة لا لون ولا طعم لها.. كما كنتم دوما.. في الوقت الذي كانت بلادنا العربية تتساقط الواحدة تلو الأخرى في آتون الحرب والخلافات الطائفية والسياسية التي شردت الملايين وانتم تتفرجون.. وتنتقون زخرفة جديدة لهداياكم.!
نعم.. لا اعتراض على لقائكم السنوي.. لكن اجعلوه هذه المرة موعدا مع الفرح لملايين المقهورين من أبناء وطنكم.. تذكروا وانتم تتناولون العشاء.. ان ما ستخرجون به سيكون السبب في اما ان تدعو لكم شعوبكم.. أو تدعوا عليكم..!!
لا تكونوا على ثقة لعدم احتجاج من ينتظروا هديتكم..كما انا استغرب اليوم .. لماذا لم تكن امي تثور وتحتج على الهدية ..؟
لماذا تقتلها خيبة الأمل .. وتبقى تبتسم .. هل لانها ام عليها ان تستكين ..؟
والله لو كنت مكان أمهاتنا اللواتي يتلقين هدايا خاصة بالمنزل والمطبخ ، لشكرت أولادي على تلك اللفتة الكريمة ولكنت أعدت الهدية لهم ليستفيدوا هم منها!
ترى ما المشكلة لو أهدينا أمهاتنا هدية مميزة تشعرها بانوثتها وليس بدورها الإجباري في المنزل ..!
ان نحجز لها في صالون لتغيير شكل أو لون شعرها ، او لإعادة النضارة الى وجهها المتعب الذي ترتسم عليه وصفات الاكل المختلفة ارضاءا لانانية كل واحد منا ،،!
بالتأكيد ستشعر أمهاتنا بالسعادة أكثر عندما نهتم بهن بعيدا عن جدران المطبخ ..!
سيعيد إليهن الشعور بأنوثتهن التي قضى بعضها بين تلك الجدران..!
اعلم جيدا ان امي ستفرح حتى لو تتلقى اي هدية منا في هذا اليوم ، لن تزعل اًبدا..!
لم تتذمر امي يوما .. ونادرا ما تطلب منا غرضا لها، وان فعلت فباستحياء وخجل..!
تذكروا ان بداخل قلب كل ام طفلة صغيرة لا تزال تحب ان تفرح بهدية تليق بها ..!
لذلك اقول لكم .. إياكم والمطبخ ..!
ابعدوهن عن شبح المطبخ ولو لأيام قليلة ..!!
وتبقى اجمل هدية لامهاتكم في عيدهن هو إِن يشعرن أنكم حولهن كما كنا حولكم عندما كُنْتُمْ أطفالا ..!!
وأنا أقول لكم زعمائنا الأعزاء.. ابعدوا شعوبكم عن شبح المطبخ.. دعوهم يشعرون انكم هناك تعملون من أجل مستقبلهم لا مصالحكم..!
للأسف اغلبكم لا نسمع صوته طوال العام لا بالخير ولا العاطل.. فتذكروا وانتم تتمرنون على الخطاب الذي ستلقوه بعد أيام في افتتاح القمة.. ان تكونوا على قدر كل حرف تنطقوه.. والا ريحونا واعتذروا انكم مصابون بزكام.. واللبيب من الزكام يفهم..!!
ملاحظة...ومنذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، عقدَ القادة العرب 39 اجتماعَ قمة حتى عام 2016؛ توزعت بين 27 قمة عادية و9 قمم طارئة (غير عادية) و3 قمم اقتصادية، منها ثلاث قمم عُقدت في المملكة الأردنية الهاشمية، هي: مؤتمر القمة العربي العادي الحادي عشر (1980)، ومؤتمر القمة غير العادي الرابع (1987)، ومؤتمر القمة العادي الثالث عشر (2001)..ولا يزال المطبخ سيد الموقف.!!
( بالمناسبة ولمن لديه الجرأة.. وبدون مجاملات.. شو كانت هديتكم لأمكم هذا العام ) فقط من أجل التوثيق لا أكثر..! عمون
عادت بي الذكريات الى ما قبل ٤٠ عاما (اي في العام الذي انطلقت فيه اول قمة عربية) عندما كنت وأخواتي نجتمع قبل كل عيد ام بسرية تامة كي نهرب من عيون امي الفضولية وخوفها من التجمعات الأسرية ، اذ ان الربيع العربي لم يكن في الحسبان تلك الأيام ، ايام اللولو ..!
بصفتي الأكبر في العائلة كنت اترأس الاجتماع كل عام ، وكان والدي ومن منطلق الديمقراطية الموجودة في بيتنا ( والتي كانت دائماً تحت سلطة الوالد فهو الوحيد الذي يقرر متى يمنحها ومتى يسلبها منا ) ..!!
في كل عيد ام ، كان ابي وبحكم النظام الرأسمالي ، الممول الوحيد .. ومع ذلك كان يترك لنا حرية اختيار الهدية المناسبة..!
كان يمازحنا دوما عندما نطلب منه التمويل بقوله : هاي امكم انتوا انا شو دخلني ، انا راح اشتري هدية لأمي وانتوا لأمكم ..:)) احيانا كنا نخاف ان يقطع ابي التمويل فجأة ولكن الحمدالله لم يحصل ذلك ..!
وعلى ما أتذكر ،،٩٩٪ من نتائج اجتماعات القمة العائلية ( تماماً كما هو الامر في قممنا العربية السياسية ) خاصة ونحن على أبواب قمة عربية جديدة بعد أيام قليلة...حيث تعودنا وعلى مدى السنوات السابقة منذ استحداث هذه المناسبة الأقرب إلى الاجتماعية منها إلى السياسية المصيرية.. كانت توصياتنا في كافة القمم التي عقدناها عائليا تتجه الى زاوية واحدة في المنزل والتي نجمع دوما انها زاوية امي المفضلة ، في تلك الزاوية من البيت يقبع ( المطبخ ) .. !
كنا نتصوره الجنة التي تعشقها امي وترغب دوما في تطويرها وإضافة بعض الأدوات الكهربائية والصحون والطناجر اليها..!!
لذلك وبعد نقاشات مطولة نتفق جميعا على هدية عيد الام ( كما قلت لكم التوصيات والقرارات تكون معدة سابقا وما القمة الا روتينا كي نشعر بأهمية المرحلة ) ..!
والهدية تكون غرضا جديدا يضاف الى خزائن المطبخ المحشوة ..
ونبقى ننتظر ببلاهة ردة فعل امي عند تقديم الهدية وفرحتها بها
وصدقا .. كانت امي وفي كل مرة ( ورغم خيبة أملها ) تفرح كالطفلة الصغيرة التي تتلقى اول لعبة في حياتها ..!
مسكينة امي.. في الوقت الذي كانت تحلم ان ننتقي لها زجاجة عطر او ملابس او باقة ورد ، كنا نحن لا نفكر الا في أنفسنا .. كيف لا والطبخ في النهاية يكون لبطوننا الأنانية ..!
اليوم وبعد كل تلك السنوات والثورات والحريات والمساواة والشعارات الزائفة.. لا نزال وللأسف بتلك العقلية الأنانية ..! الجرائد والمجلات وشاشات التلفزيون وميكروفونات الإذاعة تطنطن منذ أسابيع بدعايات لهدايا عيد الام .. أسرع جلاية صحون.. !
احدث طنجرة ضغط ..!
اروع كولر ماء..أفخم طقم سفرة ..الخ
لم تتغير عقلية الاستبداد..
وكأن الأم مكتوب عليها حتى في عيدها الجلوس في المنزل مكتوب عليها أن تبقى محصورة داخل جدران منزلها منذ ولادتها الولد البكر إلى مماتها!
ذلك هو الظلم بعينه.
و تماما كما هي شعوبنا العربية المظلومة التي أصبحت مساحات القتل والدم فيها أوسع من كروم الزيتون وسنابل القمح التي كانت تغطيها.. ها هم زعمائنا يشدون الرحال لعقد قمة جديدة.. لا نعلم ماذا ستقدم لنا من أحلام.!
يا ترى كم سيكون حجم خيبة الأمل.. هل بمقدار توقعاتنا ام اننا تعودنا على الألم حتى لم نعد نجرؤ على الحلم.!
ارجوكم.. لا تقربوا المطبخ..!
لا تخرجوا بتوصيات باهتة لا لون ولا طعم لها.. كما كنتم دوما.. في الوقت الذي كانت بلادنا العربية تتساقط الواحدة تلو الأخرى في آتون الحرب والخلافات الطائفية والسياسية التي شردت الملايين وانتم تتفرجون.. وتنتقون زخرفة جديدة لهداياكم.!
نعم.. لا اعتراض على لقائكم السنوي.. لكن اجعلوه هذه المرة موعدا مع الفرح لملايين المقهورين من أبناء وطنكم.. تذكروا وانتم تتناولون العشاء.. ان ما ستخرجون به سيكون السبب في اما ان تدعو لكم شعوبكم.. أو تدعوا عليكم..!!
لا تكونوا على ثقة لعدم احتجاج من ينتظروا هديتكم..كما انا استغرب اليوم .. لماذا لم تكن امي تثور وتحتج على الهدية ..؟
لماذا تقتلها خيبة الأمل .. وتبقى تبتسم .. هل لانها ام عليها ان تستكين ..؟
والله لو كنت مكان أمهاتنا اللواتي يتلقين هدايا خاصة بالمنزل والمطبخ ، لشكرت أولادي على تلك اللفتة الكريمة ولكنت أعدت الهدية لهم ليستفيدوا هم منها!
ترى ما المشكلة لو أهدينا أمهاتنا هدية مميزة تشعرها بانوثتها وليس بدورها الإجباري في المنزل ..!
ان نحجز لها في صالون لتغيير شكل أو لون شعرها ، او لإعادة النضارة الى وجهها المتعب الذي ترتسم عليه وصفات الاكل المختلفة ارضاءا لانانية كل واحد منا ،،!
بالتأكيد ستشعر أمهاتنا بالسعادة أكثر عندما نهتم بهن بعيدا عن جدران المطبخ ..!
سيعيد إليهن الشعور بأنوثتهن التي قضى بعضها بين تلك الجدران..!
اعلم جيدا ان امي ستفرح حتى لو تتلقى اي هدية منا في هذا اليوم ، لن تزعل اًبدا..!
لم تتذمر امي يوما .. ونادرا ما تطلب منا غرضا لها، وان فعلت فباستحياء وخجل..!
تذكروا ان بداخل قلب كل ام طفلة صغيرة لا تزال تحب ان تفرح بهدية تليق بها ..!
لذلك اقول لكم .. إياكم والمطبخ ..!
ابعدوهن عن شبح المطبخ ولو لأيام قليلة ..!!
وتبقى اجمل هدية لامهاتكم في عيدهن هو إِن يشعرن أنكم حولهن كما كنا حولكم عندما كُنْتُمْ أطفالا ..!!
وأنا أقول لكم زعمائنا الأعزاء.. ابعدوا شعوبكم عن شبح المطبخ.. دعوهم يشعرون انكم هناك تعملون من أجل مستقبلهم لا مصالحكم..!
للأسف اغلبكم لا نسمع صوته طوال العام لا بالخير ولا العاطل.. فتذكروا وانتم تتمرنون على الخطاب الذي ستلقوه بعد أيام في افتتاح القمة.. ان تكونوا على قدر كل حرف تنطقوه.. والا ريحونا واعتذروا انكم مصابون بزكام.. واللبيب من الزكام يفهم..!!
ملاحظة...ومنذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، عقدَ القادة العرب 39 اجتماعَ قمة حتى عام 2016؛ توزعت بين 27 قمة عادية و9 قمم طارئة (غير عادية) و3 قمم اقتصادية، منها ثلاث قمم عُقدت في المملكة الأردنية الهاشمية، هي: مؤتمر القمة العربي العادي الحادي عشر (1980)، ومؤتمر القمة غير العادي الرابع (1987)، ومؤتمر القمة العادي الثالث عشر (2001)..ولا يزال المطبخ سيد الموقف.!!
( بالمناسبة ولمن لديه الجرأة.. وبدون مجاملات.. شو كانت هديتكم لأمكم هذا العام ) فقط من أجل التوثيق لا أكثر..! عمون
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات