إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

رابطة التشكيليين تؤبن الفنان التشكيلي الراحل محمود طه


عمان جو-محرر الاخبار المحلية

أقامت رابطة التشكيليين الأردنيين مساء أمس، في دائرة المكتبة الوطنية حفل تأبين للفنان التشكيلي الراحل محمود طه الذي انتقل الى رحمته تعالى الشهر الماضي عن (74) عاما.

وينتمي الفنان طه للرواد الأوائل الذين قدموا للحركة التشكيلية الأردنية والعربية ارثا فنيا وحضاريا، واعمالا خالدة في الخزف والصلصال، والخط العربي تبين سعيه الدؤوب في الكشف عن القيم الجمالية الغنية بالصور المرئية المبتكرة.

واستذكر أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، في كلمته، انجازات الفنان الراحل كواحد من أعمدة الفن والابداع في المملكة والعالم العربي من خلال رابطة الفنانين التشكيليين التي كان أحد مؤسسها او من خلال المواقع المختلفة التي عمل بها مدرسا ومبدعا، حمل خلالها هموم الناس والقضية الفلسطينية في فترات كانت الساحة الثقافية تحتاج لمثل ابداعاته وخبراته الفنية والثقافية.

وأشار الى تأثير الفنان الراحل الملموس في تطور وتجذير فن الخزف حتى تخرج من بين يديه العديد من الفنانين الذي أخذوا على عاتقهم مواصلة الدرب في هذا الفن الراقي وصنوف الابداع، وكان ثمرة اجتهاده وابداعه حصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1990، وميدالية الحسين للتفوق عام 2002 وغيرها من الجوائز وشهادات التقدير.

ووصف مدير عام المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة الدكتور خالد خريس، الفنان طه، بالفنان الرائد في الخزف الخط وفي فن الطباعة على مستوى الوطن العربي ومن القامات الفنية المهمة في الاسلوب واخلاصه وتفانيه في عمله الذي ترك خلفه ارثا فنيا تفتخر به الاجيال العربية. وعرض جهود المتحف في تنظيم معرضه الكبير والمهم " مقامات الوطن والذاكرة" في العام 2002.

وبين استاذ الفنون البصرية في الجامعة الاردنية الدكتور مازن عصفور، دور الفنان الراحل في الحركة الفنية الاردنية الى جانب الفنانين الرواد، ولبنة أساسية في مسيرتها، إذ كان مفكرا ومعلما ينحاز الى التميز الى جانب حرفيته، موضحا ان الكلية بصدد تسمية أحدى مختبراتها الفنية باسم الراحل كنوع من التواصل بين الجيل الجديد من الفنانين والرعيل الاول.

وفي كلمة أصدقاء الفقيد، تحدث الفنان التشكيلي عبد الرؤوف شمعون، عن علاقة محمود طه بالطين واصفا اياها بعلاقة دنيوية وروحية معا تقترب من العشق الصوفي، وانه كأي مبدع فلسطيني هيأته غربة الشتات لمصير بلا ملامح، ولم تنل المأساة الفلسطينية من ارادة الحياة لديه، كما أشار مدير الدائرة الثقافية في أمانة عمان ناصر الرحامنة الى رحلة الفنان طه مع الابداع .

وقال رئيس رابطة التشكيليين الأردنيين حسين نشوان، ان الفنان الراحل كان متصوفا في الفن، يرى فيه الحياة بما تنطوي عليه من حب، إيمان، ومعرفة، وشعر، ونثر، وحكايات، وطمأنينة للنفس، وهوية، وعزيمة للمقاومة، مضيفا ان الطين كان خياره للوجود، ووسيلة الصمود في رحلة الحياة التي كان شاهدا عليها، فانحاز الى أسرار الحرف والخط واللون والزخرفة ليحمل الى نوافذ القدس وأبوابها عبر مسافات الذاكرة وتراتيل الروح وأثير الحكايات التي تسردها النقوش والحروف والكلمات والرموز.

وقال مدير جاليري بنك القاهرة عمان الفنان التشكيلي محمد الجالوس، ان الفنان الراحل كان مؤرخا للأحداث والتاريخ الذي بدأ مع المأساة الفلسطينية حتى استقراره في مخيم الحسين في عمان، وما بينهما كانت رحلة البحث عن الفن والحياة.

والقى قتيبة طه، نجل الفنان الراحل، كلمة ذوى الفقيد، عرض خلالها جهوده في تأمين حياة كريمة لعائلته تقوم على التضحية والعمل الدؤوب، الى جانب دعمه للفنانين الشباب الاردنيين والعرب، متمنيا من حمل رسالته والمحافظة على تراثه الفني.

وعرض خلال الحفل، فيلم قصير بعنوان "ذاكرة أصابع" من اخراج فيصل الزعبي، واعداد يحيى القيسي، يصور حياة الراحل في الصغر وقصة تعلقه بالصلصال، واتقانه للحروف في خط الرقعة والنسخ التي تطور الى الخط العربي، وصولا الى رحلة مع اللوحة، والتشكيل.

والفنان طه (1942-2017)، تلقى تعليمه في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، متعلماً على يد الفنان الخطاط المشهور محمد الحافظ، كما واصل تدريبه في هذا المجال عالمياً منتصف السبعينات، إلى ان أصبح أستاذا في فن الخزف وتحسين مهارات الكتابة والخط، وكان عضوا مؤسسا لرابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين، وعضو جمعية الخزافين البريطانيين، وعضوا مؤسسا في رابطة التشكيليين العرب، ونال عدداً من الجوائز المهمّة والرفيعة، ومنها: جائزة الحسين للتفوق.
(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :