إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

"عين على القدس" يستذكر بطولات الجيش العربي في القدس والكرامة


عمان جو - طلاب وجامعات


استذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، المقدم المتقاعد غازي ربابعة الذي شارك في معارك وبطولات الجيش العربي في القدس وحرب الاستنزاف، بطولات وتضحيات شهداء السرية الثانية في الشيخ جراح الذين اكتشفت رفاتهم مؤخرا.

ووصف ربابعة هؤلاء الشهداء بالرجال الذين دافعوا عن حياض الأمة وضحوا بأرواحهم في أنبل وأرقى معارك القدس التي تمثل الفؤاد لهذه الأمة، متوجها بالتحية والتقدير لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني ورئاسة أركان القوات المسلحة التي أولت أسر الشهداء وذويهم العناية والرعاية تكريما لأولئك الذي ضحوا بأرواحهم من أجل أن نبقى، اذ أن تكريم أبناء الشهداء هو تكريم للأمة بأسرها .

ووجه ربابعة من خلال برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، الدعوة لجميع الفعاليات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية، الى أن تتضافر جهودها مجتمعة من أجل التأطير لمؤسسة على مستوى الوطن ترعى أبناء الشهداء وتكرمهم من أجل أن تبقى مسيرة العطاء والتضحية ماضية قدما، حتى نبقى على هذه الأرض بشموخ .

وأضاف ربابعة مستذكرا قتال شهداء السرية الثانية في معركة القدس في حزيران عام 1967، ان هؤلاء الشهداء ليسوا 86 شهيدا بل 97 شهيدا في موقع واحد كانت في منطقة الشيخ جراح، وهذه السرية كان قوامها 103 جنود، هاجمها اليهود بلواء مظلي ولواءين مدرعين، وكان قوام كل لواء حوالي 1500 جندي، حيث نقل اليهود لواء مظليا ليلا من قطاع غزة بعد انهيار الجبهة المصرية من أجل اقتحام مواقع هذه السرية، واستقدموا اليها الطيران والمدفعية الثقيلة وكان الهجوم ليلا، وأنزلوا قوات مظلية في ملعب الشيخ جراح بعدما فشلوا في اقتحام السرية من الأمام، وصبوا كل ما لديهم من نيران على مواقع هذه السرية التي لم يفلحوا في اقتحامها.

واستشهد ربابعة بقول قائد كتيبة مظليين اسرائيلية أنه عند اقتحام مواقع هذه السرية لم يصل معه الا اثنان من جنوده، مع العلم أن الكتيبة قوامها من 400-500 جندي، مشيرا الى أن الصهاينة اعترفوا بمقتل 180 جنديا في مواجهة هذه السرية، ولكن الحقيقة أنهم تكبدوا قتلى أكثر من ذلك بكثير، بشهادة قائد اللواء المظلي الاسرائيلي في خطاب له بالأمم المتحدة حيث قال، انه "لم يشهد في حياته مثل هذا القتال، وآخر من تبقى من هذه السرية 19 جنديا، قاتلوا ببسالة حتى استشهدوا جميعا".
وخرج من هذه السرية خمسة من الأبطال جرحى من ضمنهم قائد السرية، ليستشهد 97 جنديا من إجمالي عدد أفرادها البالغ 103، من بينهم الـ 86 شهيدا الذين أعلن عن رفاتهم والذين تم دفنهم في سور باهر بعد أن نقلتهم قوات الاحتلال هناك بشهادة المقدسيين.
وقال ربابعة، ان هذا العدد من الشهداء في مكان واحد هم من السرية الثانية (سرية الشيخ جراح) من كتيبة الحسين الثانية أم الشهداء التي سميت كذلك لأنها أكثر كتيبة في الجيش العربي قدمت شهداء في حربي 1948و1967، داعيا الى توثيق وتأريخ سيرة هؤلاء الشهداء، ليس في القدس فقط وانما في معارك جنين وكل أنحاء الضفة الغربية، وحرب الاستنزاف على طول وادي الأردن، والتي قدم الأردن فيها مئات الشهداء، وإضافة هذا التاريخ البطولي الى المنهاج التعليمي لننقل الى الأجيال قصص وبطولات هؤلاء الرجال.
واستذكر ربابعة حرب الاستنزاف على طول وادي الأردن بعد حرب عام 1967، حين انتشرت القوات المسلحة الأردنية على طول المرتفعات ووادي الأردن، وأعلن الملك حسين في ذلك الوقت نفسه الفدائي الأول، فجاء رجال المقاومة من مختلف الدول العربية وعسكروا في منطقة وادي الأردن، مستذكرا المعركة التي جرت قبل معركة الكرامة، وسميت بمعركة الثماني ساعات في 18 شباط 1968، وكانت أول معركة بعد عام 1967، حين قصف العدو بالطيران والمدفعية مواقع الجيش العربي في منطقة أم قيس، واستشهد حوالي ستين جنديا، وجرح أكثر من مئة في تلك المعركة التي كانت مقدمة لمعركة الكرامة، وكانت اسرائيل عازمة على القضاء على العمل الفدائي، حيث كان رجال المقاومة يعبرون نهر الأردن وينسفون الآليات الاسرائيلية ويهاجمون المستوطنات.

واستذكر ربابعة معركة الكرامة التي كان يتركز فيها الفدائيون، وأراد الجيش الاسرائيلي أن يستأصل المقاومة معتقدا أن الجيش الأردني لن يشارك في الدفاع فالتحم الدم الفلسطيني والأردني في هذه المعركة.
ويقول، بدأ الاسرائيليون بإلقاء منشورات على مواقع الجيش الأردني تفيد، أنهم "جاؤوا لقتال المخربين فقط" وذلك كنوع من الحرب النفسية، وفي صبيحة يوم 21 آذار 1968، بدأ الجيش الاسرائيلي بالهجوم بقوة قوامها لواءان مدرعان ولواء مظلي وحوالي 100 مئة طائرة مقاتلة، في الساعة الخامسة والنصف من فجر ذلك اليوم عبرت أول قوة اسرائيلية تصدت لها قوات الحجاب، ثم بدأت المدفعية الأردنية والقوات الأردنية المعركة التي لم تكن مفاجئة، وحاول اليهود قبلها خداع الجيش العربي في منطقة أم قيس وايهامة أن الهجوم سيتم من جهة الشمال، ولكن القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية كانا في أتم درجات اليقظة، ولذلك لم تكن معركة الكرامة مفاجأة لكن المفاجئ فيها أن الاسرائيليين لم يتوقعوا أن يهزموا شر هزيمة.
ويسترد الجيش الأردني معنوياته في هذه المعركة التي سجلت في كل وسائل الاعلام العربية والعالمية، حتى أن الملك الحسين يرحمه الله أطلق عليه في ذلك الوقت بطل الأمة العربية، لأن الجيش الأردني حقق انتصارا بعد هزيمة، فبعد أن دخلت القوات الاسرائيلية مزهوة بالغرور انصبت عليها قذائف المدفعية، وارتفعت الروح المعنوية والتحم رجال المقاومة مع جنود الجيش الأردني، وصبوا نيرانهم وبدأ الاسرائيليون يطلبون وقف اطلاق النار، ولكن الملك الحسين رفض ذلك ما دام هناك جندي اسرائيلي واحد شرقي النهر.
وأشار ربابعة الى الخسائر الاسرائيلية في هذه المعركة التي تجاوزت مئة دبابة، وغنم الجيش الأردني 40 آلية ودبابة، ولأول مرة يترك الاسرائيليون آلياتهم وقتلاهم على أرض المعركة، وهبطت الروح المعنوية بينهم، حيث قال حاييم برليف رئيس الأركان الاسرائيلي آنذاك، "خسرنا في هذه المعركة ثلاثة أضعاف الآليات التي خسرناها في حرب 1967 على جميع الجبهات"، ولذلك شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ولجمت أطماع الجيش الصهيوني شرقي النهر الذي لن تتقدم اسرائيل عبره يوما ما.
بدوره استذكر الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد الذي كان قائد سرية دبابات برتبة نقيب في معركة الكرامة، وكانت منطقة مسؤوليته من البحر الميت وحتى جسر الملك الحسين، وكان ملحقا بلواء مشاة الذي هو لواء حطين الذي كان يقوده المرحوم بهجت المحيسن، مبينا كيف بدأت المعلومات يومي 18و19 آذار تتبلور وتتأكد نوايا العدو القيام بهجوم في صباح يوم الخميس 21 آذار، لأن اسرائيل دولة توسعية تعتبر حدودها أين يقف جنودها.
ويشير الى عبور القوات الاسرائيلية من جسر الملك الحسين وجسر دامية، وهناك قوة هاجمت جنوب البحر الميت- غور الصافي، كما حاولت القوات التي عبرت أن تستخدم محورا ثالثا وهو جسر سويمة الذي كان يسمى جسر الأمير عبدالله آنذاك، ولكن لم يستطع الاسرائيليون عبور هذا المحور حيث جوبهوا بنيران كثيفة، الا أنهم تمكنوا من عبور جسر الملك حسين الذي كان من مسؤولية لواء الأميرة عالية.
ويضيف، عبرت كتيبة دبابات بلدة الشونة وأخذت طريقها باتجاه الجوفة والروضة، وحاولت الالتفاف على سرية الدبابات الذي يقودها النقيب فهيد، وهناك دارت المعركة بين السرية الأردنية وبين الكتيبة الاسرائيلية، لتنطبق علينا الآية الكريمة "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" وهذا ما حصل، الأمر الذي جعل الجيش الاسرائيلي لأول مرة في تاريخه يترك آلياته المدمرة وقتلاه ومعداته في أرض المعركة وينسحب تحت جنح الظلام، في الوقت الذي طلب فيه وقف اطلاق النار منذ الساعة الحادية عشرة صباحا، الا أن الملك الحسين يرحمه الله رفض وأبى ما دام هناك جندي واحد شرقي النهر.
وأشار فهيد الى تصريح وزير دفاع الاتحاد السوفياتي آنذاك المارشال دريشكو في ثاني يوم للمعركة، حيث قال، "لقد حطم الجيش الأردني أسطورة الجيش الذي لا يقهر"، وكذلك أشادت الصحف العربية والعالمية ببطولات الجيش العربي الذين كان صناديده يقولون "جاء الوقت الذي نمحو فيه العار، واستطابوا الموت وكان حداؤهم وتحديهم حتى للموت.
وأكد فهيد الدور الرئيسي للقيادة النادرة التي قلما يوجد مثلها في العالم، وسلاحها الرئيسي الايمان والعزيمة والتصميم على القتال، والايمان بالهدف بعد الايمان بالله، وهذه عناصر توفرت في الجيش الأردني، ولم يكن أحد ينتظر أن تأتيه مساعدة من أي طرف كان، وهذه هي الكرامة وهذا هو الجيش الأردني وهذا هو الأردن وشعبه، وعندما يلتف حول الهدف والقيادة يحقق المعجزات.
من جانبه قال اللواء المتقاعد محمود سالم أبو وندي الذي كان ملازما أول في معركة الكرامة، كان واجبي منطقة الرامة-الكفرين-المغطس، وكنا ندافع عن هذه المنطقة التي حفرنا فيها مواقع دفاعية، وقبل أن أترك هذه المنطقة وأعود الى الخلف من أجل اعادة التنظيم، استلم مني آنذاك النقيب فاضل علي فهيد، وكانت المعلومات تردنا أولا بأول من الاستخبارات وكانت دقيقة جدا، وكان لإسرائيل تحشدات في منطقة أريحا مقابل منطقتنا، وكانت مرئية للقوات المسلحة الأردنية ولمراقباتنا الأمامية، وكنا نعلم تحركات العدو ونقدر هذه القوات وكم عددها وما هي تشكيلاتها، وكنا على علم ودراية بأن العدو سيقوم بالهجوم على الواجهة الأردنية من ثلاثة محاور هي: مثلث المصري- جسر الامير عبد الله، وجسر الملك حسين- منطقة الشونة الوسطى، والثالث هو سويمة الذي كان يسمى جسر الأمير عبدالله.
وأضاف أبو وندي، كانت القطعات الاسرائيلية على مثلث الرامة البحر الميت التي احتلتها، وقمنا بمهاجمة هذه القطعات وتمكنا من تدمير آليات ودبابات العدو وبقيت في أرض المعركة مع القتلى والجرحى، مشيرا الى أن قواتنا كانت تريد أن تثأر لحرب 1967، فأخذت هذه المبادرة وقاتلت قتال الأبطال، واستشهد من استشهد وجرح من جرح، وانتصرنا لأن قائد معركة الكرامة كان جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال.
--(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :