الملكة رانيا العبدالله: استثمارنا الأفضل في هذه الآونة تمكين المعلمين
عمان جو-محرر الاخبار المحلية
طالبت جلالة الملكة رانيا العبدالله المعلمين والمعلمات بتعليم طلبتهم التخطيط والإرادة والعمل الجاد، وكيف يصدون الرياح حين تشتد العواصف، وكيف يبنون بيوتا وأوطانا أساساتها التعايش والسلام.
جاء ذلك خلال افتتاح جلالتها اليوم السبت ملتقى مهارات المعلمين 2017: "تفكيك تركيب"، الذي يعد حدثا إقليميا سنويا يقام للعام الثالث بتنظيم من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وبالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، لتزويد المعلمين في الوطن العربي باستراتيجيات التعلم الحديثة وأساليب التدريس المبتكرة.
وحضر الافتتاح وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز وعدد من المسؤولين والنواب واعضاء من السلك الدبلوماسي، حيث يشارك في الملتقى هذا العام حوالي 925 معلماً ومعلمة من الأردن، فلسطين، مصر، العراق، الكويت، لبنان، المكسيك، المغرب، هولندا، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الإمارات، لندن، وأمريكا وغيرها.
وأكدت جلالتها أن المعلم الذي يخطط ويبني هو الأقدر على بناء المستقبل الذي نطمح اليه كأردنيين وكعرب، مشيرة الى أن استثمارنا الأفضل حاليا هو بتمكين المعلمين.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملكة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أبدأ بالتّرحيب بضيوفنا في الأردن، أهلا وسهلا فيكم، أشكر جميع من عمل لاستقطاب الكفاءات والخبرات إلى هذا المنبر التربوي؛ إن شاء الله تكون مشاركتكم في هذا الملتقى بناءة، تزيد من علمكم ومهاراتكم وصداقاتكم أيضا.
عام مضى على ملتقانا السابق. عام حمل في طياته الكثير من الأحداث.. الاقتصاد العالمي راكد، والعالم يعيش حالة من الاستقطاب، وإن نظرنا من حولنا نجد أدلة على أن الإنسانية تخذل الإنسان أحيانا. في زماننا هذا نجد الإحباط والشك وعدم اليقين في كل صفحة وعلى كل لسان. وما أحوجنا اليوم إلى بناء مستقبل مشرق وما أحوجنا إلى الأمل، فبه تزدهر الحياة.
ورجاؤنا من بعد الله فيكم، في المعلمة والمعلم...فأنتم الأمل الذي يقف في مقدمة الفصل.
تستفتحون يومكم باسم الله؛ وبصباح الخير وصباح الورد... ما زال الأمل يستقبل أبناءنا وأحلامهم كل يوم ليغرس فيهم مبادئ العلوم ويعلمهم أبجديات الحياة.
إن الأردن يثمن دوركم، وعندما نثمن أحدا نهتم به. نعتبر أن استثمارنا الأفضل في هذه الآونة هو بتمكين المعلمين. وقد أينع جزء من هذا الاستثمار العام الماضي حين انضم الفوج الأول من المعلمين إلى "دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة". وسيتخرج هذا العام مئتان تقريبا من ذوي الكفاءات والقدرات العالية.
تخيلوا أثر كل واحد منهم.. كم طالبة؟ كم طالبا؟ في كم مستقبل سيؤثرون؟ وخمسمئة سيتخرجون في الدفعة الثانية وأضعاف ذلك بعد سنوات إلى أن يصبح هذا المسار الجسر الذي يعبر من عليه كل من يريد أن يعلم - قبل دخوله الصف.
هذا التأهيل كان حلمي منذ سنوات، أن نعطي المعلم القوة والمهارات والأدوات التي تمكنه من اتمام رسالته. أن يتدرب لا على العلوم فحسب، بل على كيفية إيصالها للطالب. كيف يخطط للدرس ويثير فضول طلابه وتساؤلاتهم، كيف يتواصل معهم بفعالية، كيف يعلمهم. وقد تمحور الملتقى الماضي حول الانتقال من "ماذا نعلم؟" إلى "كيف نعلم؟".
هذا العام؛ اختارت الأكاديمية أن يكون النهج الذي يتمحور حوله الملتقى هو "التفكيك وإعادة التركيب" أي إعادة ترتيب المعطيات لتجسيد رؤية المعلم تماما كما يفعل المهندس. فالهندسة هي فن تسخير المصادر لتحقيق غاية؛ أو بناء شيء جديد، وكلما كان المعلم أكثر استعدادا ومهارة وفي جعبته أدوات.. كان بناؤه وتعليمه أمتن وأكثر ابتكارا.
المعلم الذي يخطط ويبني هو الأقدر على بناء المستقبل الذي نطمح إليه كأردنيين وكعرب. لأن الرؤية دون هندسة ومخطط مدروس تبقى مجرد أحلام، تتبدد أمام التحديات ووعورة الطريق.
يقال: إن تبني طفلا أسهل من أن تغير رجلا، أيها الأفاضل: أمامنا فرصة لبناء الجيل الذي سيكمل مسيرتنا ويعلي من راياتنا، أنتم بناة المستقبل، فأتقنوا البناء وعلموا أبناءكم فنونه.
علموهم التخطيط والإرادة والعمل الجاد، علموهم كيف يصدون الرياح حين تشتد العواصف. كيف يبنون بيوتا وأوطانا أساساتها التعايش والسلام، علموهم بناء الجسور فقد يغنيهم عن رفع الأسوار، علموهم أن يحلموا ويجتهدوا ويشكروا الله على نعمه عليهم.
وعلموهم أن اختلافهم تميز، وأننا ننتظر أن نرى بناءهم. أن أحلام كل واحد منهم مهمة وتحقيقها ممكن. أعطوهم دائما الأمل؛ فحيث يوجد الأمل تزدهر الحياة.
أتمنى أن يضيف الملتقى لكم كما ستضيفون له، يعطيكم العافية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وألقى الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان كلمة، أكد فيها فخر الاكاديمية كونها مؤسسة وطنية عربية تسعى دوما للتقدم نحو العالمية من خلال بناء شراكات متينة مع مؤسسات عالمية مثل: البكالوريا الدولية، جامعة كولومبيا، وجامعة كونيتيكت، وجامعة تورونتو، وكلية لندن الجامعية.
وقال ان "مثل هذه الشراكات تثري معرفتنا وترقى بخبرات كوادرنا في تخصصات العلوم والرياضيات واللغتين العربية والانجليزية والقيادة التربوية والرعاية النفس اجتماعية والبيداغوجيا، حيث تم وضع هذه الخبرات في برامج طويلة الأمد، وفي ورش العمل القصيرة، وندوات ومحاضرات وملتقيات مثل ملتقانا هذا".
واضاف، "مع أننا وصلنا إلى حوالي 50 ألف معلم في الاردن للآن من خلال مختلف برامجنا، إلا أننا نعتقد أن تأثيرنا الأكبر قد بدأ بتسليطنا الضوء على أهمية تأهيل المعلمين قبل الخدمة ونشر ثقافة مفادها أن التعليم مهنة وليست وظيفة"، مبينا انه في أيلول 2016 أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله "دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة" والذي ينفذ بدعم فني من معهد التربية – كلية لندن الجامعية وبدعم من وزارة التربية والتعليم وبالشراكة مع الجامعة الاردنية.
وجرى خلال حفل الافتتاح عرض فيلم قصير حول دور المعلم وضرورة اعادة النظر بطرق التعلم واساليب التدريس.
وحضرت جلالتها الجلسة الحوارية الافتتاحية للملتقى التي أدارها بنيان وشارك فيها رئيس منظمة تطوير التعليم ستيف مونبي والذي تحدث عن "القيادة التي تركز على التعلّم"، حيث أكد أن قادة المدارس يجب أن يركزوا على عملية تعلّم الطلبة أكثر من أي أمرٍ آخر. وقال، "على الرغم من أن قادة المدارس عليهم القيام بالعديد من المهام الأخرى، إلا أن مسؤولياتهم نحو تحسين عملية تعلّم الطالب يجب أن تكون هي جوهر حماسهم وعلى رأس أولوياتهم".
كما شارك في الجلسة الخبير المُقيم لدى مختبر الإبداع الجديد التابع لجامعة هارفرد توني واجنر، وأشار إلى أننا لم نعد نعيش في عصر "اقتصاد المعرفة"، بل في عصر الابتكار، ما يجعل من إعداد الشباب للعمل والتعلم والمواطنة أحد المشاكل الجديدة التي تواجه قطاع التعليم، وخاصة وأن أساليب التعليم القديمة لن تعد الطلبة للمستقبل.
وأكد أنه في عصر الابتكار، لم يعد العالم مهتماً بكميّة المعارف التي تملكها، ولكن ما يمكنك أن تقوم به بناءً على هذه المعارف هو الأمر الرئيسي الذي يهم عالمنا اليوم. وبالرغم من أن المعرفة في المحتوى الأكاديمي ما زالت من القضايا الجوهرية في عملية التعلّم، إلا أن المهارات تفوقت عليها من حيث الأهمية، وترأسهم جميعاً الدوافع والحوافز والتي أصبحت من أهم العناصر في عملية التعلّم.
وشاركت المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية سيفا كوماري في الجلسة وتحدثت عن قوة المعلم في الفصول الدراسية، وقوة التعليم في إيجاد وبناء مواطن متطور يتمتع بصفات إنسانية.
ويعقد الملتقى هذا العام على مدار ثلاثة أيام ويستمر لغاية 26 الشهر الحالي في فندق جراند حياة عمان ومركز المؤتمرات زارة اكسبو، ويقدم 136 ورشة عمل مبنية على 6 محاور هي: الصحة النفسية للطلاب، التعلم التفاعلي، القيادة، الطفولة المبكرة، المتعلمون الاستثنائيون، والريادة والابتكار.
وسيتحدث في هذه الورشات 138 متحدثا ومتحدثة من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وجامعات ومعاهد تربوية مرموقة في العالم كجامعة هارفرد وجامعة كونيتيكت ومعهد التعليم – جامعة عبدالمحسن القطان والمجلس الثقافي البريطاني ومنظمة البكالوريا الدولية بالاضافة الى رؤساء تطوير البرامج واساتذة من جامعات تعليمية أخرى.
--(بترا)
عمان جو-محرر الاخبار المحلية
طالبت جلالة الملكة رانيا العبدالله المعلمين والمعلمات بتعليم طلبتهم التخطيط والإرادة والعمل الجاد، وكيف يصدون الرياح حين تشتد العواصف، وكيف يبنون بيوتا وأوطانا أساساتها التعايش والسلام.
جاء ذلك خلال افتتاح جلالتها اليوم السبت ملتقى مهارات المعلمين 2017: "تفكيك تركيب"، الذي يعد حدثا إقليميا سنويا يقام للعام الثالث بتنظيم من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وبالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، لتزويد المعلمين في الوطن العربي باستراتيجيات التعلم الحديثة وأساليب التدريس المبتكرة.
وحضر الافتتاح وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز وعدد من المسؤولين والنواب واعضاء من السلك الدبلوماسي، حيث يشارك في الملتقى هذا العام حوالي 925 معلماً ومعلمة من الأردن، فلسطين، مصر، العراق، الكويت، لبنان، المكسيك، المغرب، هولندا، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الإمارات، لندن، وأمريكا وغيرها.
وأكدت جلالتها أن المعلم الذي يخطط ويبني هو الأقدر على بناء المستقبل الذي نطمح اليه كأردنيين وكعرب، مشيرة الى أن استثمارنا الأفضل حاليا هو بتمكين المعلمين.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملكة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أبدأ بالتّرحيب بضيوفنا في الأردن، أهلا وسهلا فيكم، أشكر جميع من عمل لاستقطاب الكفاءات والخبرات إلى هذا المنبر التربوي؛ إن شاء الله تكون مشاركتكم في هذا الملتقى بناءة، تزيد من علمكم ومهاراتكم وصداقاتكم أيضا.
عام مضى على ملتقانا السابق. عام حمل في طياته الكثير من الأحداث.. الاقتصاد العالمي راكد، والعالم يعيش حالة من الاستقطاب، وإن نظرنا من حولنا نجد أدلة على أن الإنسانية تخذل الإنسان أحيانا. في زماننا هذا نجد الإحباط والشك وعدم اليقين في كل صفحة وعلى كل لسان. وما أحوجنا اليوم إلى بناء مستقبل مشرق وما أحوجنا إلى الأمل، فبه تزدهر الحياة.
ورجاؤنا من بعد الله فيكم، في المعلمة والمعلم...فأنتم الأمل الذي يقف في مقدمة الفصل.
تستفتحون يومكم باسم الله؛ وبصباح الخير وصباح الورد... ما زال الأمل يستقبل أبناءنا وأحلامهم كل يوم ليغرس فيهم مبادئ العلوم ويعلمهم أبجديات الحياة.
إن الأردن يثمن دوركم، وعندما نثمن أحدا نهتم به. نعتبر أن استثمارنا الأفضل في هذه الآونة هو بتمكين المعلمين. وقد أينع جزء من هذا الاستثمار العام الماضي حين انضم الفوج الأول من المعلمين إلى "دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة". وسيتخرج هذا العام مئتان تقريبا من ذوي الكفاءات والقدرات العالية.
تخيلوا أثر كل واحد منهم.. كم طالبة؟ كم طالبا؟ في كم مستقبل سيؤثرون؟ وخمسمئة سيتخرجون في الدفعة الثانية وأضعاف ذلك بعد سنوات إلى أن يصبح هذا المسار الجسر الذي يعبر من عليه كل من يريد أن يعلم - قبل دخوله الصف.
هذا التأهيل كان حلمي منذ سنوات، أن نعطي المعلم القوة والمهارات والأدوات التي تمكنه من اتمام رسالته. أن يتدرب لا على العلوم فحسب، بل على كيفية إيصالها للطالب. كيف يخطط للدرس ويثير فضول طلابه وتساؤلاتهم، كيف يتواصل معهم بفعالية، كيف يعلمهم. وقد تمحور الملتقى الماضي حول الانتقال من "ماذا نعلم؟" إلى "كيف نعلم؟".
هذا العام؛ اختارت الأكاديمية أن يكون النهج الذي يتمحور حوله الملتقى هو "التفكيك وإعادة التركيب" أي إعادة ترتيب المعطيات لتجسيد رؤية المعلم تماما كما يفعل المهندس. فالهندسة هي فن تسخير المصادر لتحقيق غاية؛ أو بناء شيء جديد، وكلما كان المعلم أكثر استعدادا ومهارة وفي جعبته أدوات.. كان بناؤه وتعليمه أمتن وأكثر ابتكارا.
المعلم الذي يخطط ويبني هو الأقدر على بناء المستقبل الذي نطمح إليه كأردنيين وكعرب. لأن الرؤية دون هندسة ومخطط مدروس تبقى مجرد أحلام، تتبدد أمام التحديات ووعورة الطريق.
يقال: إن تبني طفلا أسهل من أن تغير رجلا، أيها الأفاضل: أمامنا فرصة لبناء الجيل الذي سيكمل مسيرتنا ويعلي من راياتنا، أنتم بناة المستقبل، فأتقنوا البناء وعلموا أبناءكم فنونه.
علموهم التخطيط والإرادة والعمل الجاد، علموهم كيف يصدون الرياح حين تشتد العواصف. كيف يبنون بيوتا وأوطانا أساساتها التعايش والسلام، علموهم بناء الجسور فقد يغنيهم عن رفع الأسوار، علموهم أن يحلموا ويجتهدوا ويشكروا الله على نعمه عليهم.
وعلموهم أن اختلافهم تميز، وأننا ننتظر أن نرى بناءهم. أن أحلام كل واحد منهم مهمة وتحقيقها ممكن. أعطوهم دائما الأمل؛ فحيث يوجد الأمل تزدهر الحياة.
أتمنى أن يضيف الملتقى لكم كما ستضيفون له، يعطيكم العافية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وألقى الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان كلمة، أكد فيها فخر الاكاديمية كونها مؤسسة وطنية عربية تسعى دوما للتقدم نحو العالمية من خلال بناء شراكات متينة مع مؤسسات عالمية مثل: البكالوريا الدولية، جامعة كولومبيا، وجامعة كونيتيكت، وجامعة تورونتو، وكلية لندن الجامعية.
وقال ان "مثل هذه الشراكات تثري معرفتنا وترقى بخبرات كوادرنا في تخصصات العلوم والرياضيات واللغتين العربية والانجليزية والقيادة التربوية والرعاية النفس اجتماعية والبيداغوجيا، حيث تم وضع هذه الخبرات في برامج طويلة الأمد، وفي ورش العمل القصيرة، وندوات ومحاضرات وملتقيات مثل ملتقانا هذا".
واضاف، "مع أننا وصلنا إلى حوالي 50 ألف معلم في الاردن للآن من خلال مختلف برامجنا، إلا أننا نعتقد أن تأثيرنا الأكبر قد بدأ بتسليطنا الضوء على أهمية تأهيل المعلمين قبل الخدمة ونشر ثقافة مفادها أن التعليم مهنة وليست وظيفة"، مبينا انه في أيلول 2016 أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله "دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة" والذي ينفذ بدعم فني من معهد التربية – كلية لندن الجامعية وبدعم من وزارة التربية والتعليم وبالشراكة مع الجامعة الاردنية.
وجرى خلال حفل الافتتاح عرض فيلم قصير حول دور المعلم وضرورة اعادة النظر بطرق التعلم واساليب التدريس.
وحضرت جلالتها الجلسة الحوارية الافتتاحية للملتقى التي أدارها بنيان وشارك فيها رئيس منظمة تطوير التعليم ستيف مونبي والذي تحدث عن "القيادة التي تركز على التعلّم"، حيث أكد أن قادة المدارس يجب أن يركزوا على عملية تعلّم الطلبة أكثر من أي أمرٍ آخر. وقال، "على الرغم من أن قادة المدارس عليهم القيام بالعديد من المهام الأخرى، إلا أن مسؤولياتهم نحو تحسين عملية تعلّم الطالب يجب أن تكون هي جوهر حماسهم وعلى رأس أولوياتهم".
كما شارك في الجلسة الخبير المُقيم لدى مختبر الإبداع الجديد التابع لجامعة هارفرد توني واجنر، وأشار إلى أننا لم نعد نعيش في عصر "اقتصاد المعرفة"، بل في عصر الابتكار، ما يجعل من إعداد الشباب للعمل والتعلم والمواطنة أحد المشاكل الجديدة التي تواجه قطاع التعليم، وخاصة وأن أساليب التعليم القديمة لن تعد الطلبة للمستقبل.
وأكد أنه في عصر الابتكار، لم يعد العالم مهتماً بكميّة المعارف التي تملكها، ولكن ما يمكنك أن تقوم به بناءً على هذه المعارف هو الأمر الرئيسي الذي يهم عالمنا اليوم. وبالرغم من أن المعرفة في المحتوى الأكاديمي ما زالت من القضايا الجوهرية في عملية التعلّم، إلا أن المهارات تفوقت عليها من حيث الأهمية، وترأسهم جميعاً الدوافع والحوافز والتي أصبحت من أهم العناصر في عملية التعلّم.
وشاركت المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية سيفا كوماري في الجلسة وتحدثت عن قوة المعلم في الفصول الدراسية، وقوة التعليم في إيجاد وبناء مواطن متطور يتمتع بصفات إنسانية.
ويعقد الملتقى هذا العام على مدار ثلاثة أيام ويستمر لغاية 26 الشهر الحالي في فندق جراند حياة عمان ومركز المؤتمرات زارة اكسبو، ويقدم 136 ورشة عمل مبنية على 6 محاور هي: الصحة النفسية للطلاب، التعلم التفاعلي، القيادة، الطفولة المبكرة، المتعلمون الاستثنائيون، والريادة والابتكار.
وسيتحدث في هذه الورشات 138 متحدثا ومتحدثة من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وجامعات ومعاهد تربوية مرموقة في العالم كجامعة هارفرد وجامعة كونيتيكت ومعهد التعليم – جامعة عبدالمحسن القطان والمجلس الثقافي البريطاني ومنظمة البكالوريا الدولية بالاضافة الى رؤساء تطوير البرامج واساتذة من جامعات تعليمية أخرى.
--(بترا)