الثورة العربية الكبرى : المملكة العربية السورية
عمان جو - تعد المملكة العربية السورية أول دولة عربية دستورية مستقلة في التاريخ الحديث بزعامة فيصل بن الحسين( أميرا 1918 وملكا1920 ) وشملت حدودها الولايات السورية العثمانية أو ما يعرف ببلاد الشام بأقاليمها الغربية والشرقية والجنوبية .
وفيما يلي أبرز الحوادث والوقائع التي واكبت تأسيسها في تلك الحقبة الحساسة من التاريخ الحديث حيث الدول المستعمرة تقتسم العالم والاراضي خلف البحار :-
في 27 ايلول 1918: تشكلت حكومة برئاسة الأمير محمد سعيد الجزائري وقد شكلها وجهاء المدينة لضبط الامن ريثما تصل القوات العربية واستمرت ثلاثة ايام فقط ، وقد قامت هذه الحكومة بإنزال العلم العثماني من على دار البلدية في ساحة المرجة ورفع علم الثورة العربية الكبرى بدلا منه وسط هتاف الجماهير .
- - في الاول من تشرين الاول 1918: دخل الجيش العربي دمشق .
- - في 4 تشرين الاول 1918: دخل فيصل بن الحسين و 1200 من رجاله دمشق واستقبل الامير استقبالا شعبيا وعسكريا منقطع النظير .
- - مع نهاية تشرين الاول 1918: كان العثمانيون قد أجلوا عن سائر بلاد الشام وانسحبوا من الحرب بتوقيعهم هدنة مودروس في 30 تشرين الاول 1918 .
- - كان الجنرال ادموند القائد العام لقوات الحلفاء في الشرق اتخذ قرارا مؤقتا يقضي بتقسيم بلاد الشام الى ثلاث مناطق عسكرية ( شرقية وغربية وجنوبية ) بما ينسجم مع ما كان قد اقر سابقا في سايكس بيكو ثم عين علي رضا الركابي رئيسا لحكومة مؤقتة في اكتوبر 1918 وقد قام الركابي بتعيين شكري الركابي حاكما باسمه في لبنان .
- - عندما وصل الامير فيصل ثبت الركابي في منصبه رئيسا للوزراء ثم غادر لزيارات تفقدية في حمص وحماة وحلب .
- - في 22 تشرين الثاني 1918 :غادر الامير فيصل سوريا متوجها الى باريس ليكون ممثلا لوالده في مؤتمر الصلح بعد انتصار الحلفاء ، وقد عهد الى اخيه زيد بن الحسين ان يكون نائبا عنه في دمشق .
حققت حكومة الركابي خلال هذه المرحلة انجازات مهمة رغم ما ارتبط بها من ظروف صعبة منها احتلال الجيش الفرنسي للساحل بدءا من بيروت في 6 تشرين الاول واللاذقية في 10 تشرين الاول وانطاكية في 24 تشرين الاول .
- - في باريس اصيب الامير فيصل بخيبة امل اذ بات واضحا ان الحلفاء لن يرضوا اتحادا هاشميا وان سايكس بيكو كان حقيقة وليس اشاعة كما ردد الانجليز لكنه استطاع ان يحقق نجاحا مؤثرا تمثل بمصادقة المؤتمر على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بهدف معرفة رغبات السكان وسميت هذه اللجنة بلجنة كينغ كراين ، وأصبح الأمير فيصل يركز بنتيجة هذه الحوادث مجتمعة على الاستقلال والوحدة للبلاد السورية مع الحفاظ على التعاون والتنسيق في العلاقات مع العراق والحجاز .
- - خلال عام 1919 : كان الرأي في دمشق ورغبة الامير فيصل استحداث سلطة تأسيسية للدولة السورية واتفق فيصل مع الوجهاء السياسيين والمثقفين على اجراء الانتخابات بالإمكانات المتاحة لكي تقابل لجنة كينغ كراين لجنة تمثل الشعب ، وقد جرت الانتخابات بمشاركة ناخبي الدرجة الاولى حسب النظام العثماني وانتخب بذلك المؤتمر السوري العام .
- - في 10 حزيران 1919: وصلت لجنة كينغ كراين الى يافا وجالت في المناطق الثلاث الغربية والجنوبية والشرقية حتى 21 تموز وزارت 40 مدينة وتلقت 1800 عريضة ووضعت تقريرا اعلنت فيه ان الكثرة المطلقة من العرب تطالب بدولة سورية مستقلة استقلالا كاملا وترفض انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
وقد نشرت صحيفة امريكية عام 1922 محتوى التقرير الذي نص ان يكون الحكم ملكيا دستوريا (فيصبح فيصل ملكا على سوريا لانه اتى الى مكانه بشكل طبيعي ) وفي اطار حكم ذاتي لجبل لبنان على ان يكون الانتداب " بالمعنى التطوري" من الولايات المتحدة فان رفضت فمن بريطانيا ، غير ان قله فقط ايدت انتدابا فرنسيا . لكن دول الحلفاء المنتصرة افشلت عمل لجنة الاستقصاء ولم يدعمها سوى الرئيسي الامريكي وودرو ويلسون صاحب مبدا " حق الشعوب في تقرير مصيرها".
- - في حزيران 1919: طالب الدروز الامير فيصل والحكومة بحكم ذاتي في الوية السويداء.
في 4 اب 1919: شكل فيصل حكومة جديدة برئاسته ، ثم غادر في 10 ايلول من حيفا الى مرسيليا ومنها الى لندن بناء على طلب الحكومة البريطانية .
في بداية تشرين الثاني 1919: انسحبت القوات البريطانية من سوريا واحتفظت بممثلية عسكرية صغيرة في دمشق الا انها لم تنسحب من الجزء الجنوبي من البلاد ( الاردن).
- -في 27 تشرين الثاني1919 : وصل فيصل الى باريس بضغط من بريطانيا للقاء الساسة الفرنسيين حيث كانت الحكومة الفرنسية قد اقرت تعيين هنري غورو مندوبا ساميا على سوريا ولبنان حيث وصل بيروت في 18 تشرين الثاني واتخذها مقرا له .
في الاول من كانون الاول 1919: تأزمت الاوضاع في البلاد بعد ان قام الجيش الفرنسي باحتلال اربعة اقضية (البقاع الغربي وبعلبك وراشيا وحاصبيا) كان مجلس ادارة لبنان قد طالب بضمها الى لبنان .
في 5 كانون الاول 1919: هدد المؤتمر السوري العام المنتخب بسحب الثقة من الحكومة مالم يستقل الركابي فاستقال في 10 كانون الاول واستبدله الامير زيد بن الحسين بعبد الحميد القلقطجي غير ان اكثرية المؤتمر لم ترض عنه فاستقال فاستبدل في 13 كانون الاول بمصطفى نعمة الذي اتخذ مع الحكومة قرار التجنيد الاجباري في 19 كانون الاول لمقاومة الاحتلال .
14 كانون الثاني 1920: وصل فيصل بيروت قادما عن طريق البحر والتقى غورو للمرة الاولى ، وكان ثمرة زيارة فيصل الى باريس ما عرف باسم اتفاق فيصل كلمنصو المؤرخ في 6 كانون الثاني والذي نص على استقلال فلسطين وقبول الانتداب الفرنسي ( الاستشاري) مشترطا قبول الشعب السوري للاتفاق وهو الذي لم يحصل بالفعل برفض قبوله من قبل المؤتمر السوري العام .
في 7 اذار 1920: اجتمع المؤتمر السوري العام واصدر بيان الاستقلال رافضا اي تقسيم للبلاد وبايع فيصل بن الحسين ملكا دستوريا على سوريا واكد على التعاون مع العراق واقر الحكم الذاتي لجبل لبنان واللامركزية الادارية لسائر المناطق ، ودعا المؤتمر الحلفاء ودول العالم لاحترام الحق الشرعي والطبيعي في الحياة والانسحاب من المناطق المحتلة الغربية والجنوبية في سوريا .
- -8 اذار 1920: احتفل في دار البلدية بدمشق بتتويج فيصل ملكا على سوريا بمشاركة اعضاء الطبقة السياسية من الحكومة وممثلين عن دول اجنبية عدا بريطانيا التي سحبت ممثلها في دمشق ورؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية واليهودية وحشد من الوجهاء.
وقد غصت ساحة المرجة بالجموع والاعلام وتخلل الحفل كلمات للطوائف المسيحية واليهودية القاها غريغو ريوس حداد بطريرك انطاكية ومبايعة مفتي البلاد ، وقد تولى اعلان الاستقلال والمبايعة اولا امين سر المؤتمر السوري العام محمد عزة دروزة من شرفة المبنى امام الجماهير وتطرق به لمجمل الاحداث من اعلان الثورة على العثمانيين وجهود الشريف حسين بن علي في ذلك وصولا الى عوائق استقلال البلاد ومشاريع تقسيمها وقال :
" لقد اخترنا بإجماع الرأي سموكم ملكا دستوريا على البلاد السورية نظرا لما امتزتم به من الحكمة وسداد الراي وجليل الصفات ، ولما قمتم به في ميادين الحرب والسياسة من الاعمال الخالدة في مصلحة الامة ولما عرفتم به من حبكم للحرية والدستور واخلاصكم للبلاد والامة ".
بعد اعلان الاستقلال : تشكلت حكومة جديدة برئاسة رضا الركابي ونالت ثقة المؤتمر السوري العام لتكون اول حكومة عربية دستورية ، وقد بدىء بكتابة الدستور وقامت الحكومة بإجراء تعيينات ادارية للولاة واعضاء مجلس الشورى وكبار موظفي الدولة والقصر الملكي واستحدثت اول عملة هي " الدينار السوري".
رفضت الدول الغربية الاعتراف بالكيان الجديد او اعلان الاستقلال.
في 30 اذار 1920: دعت الحكومة البريطانية فيصل لحضور مؤتمر سان ريمو والذي عقد بين 19-26 نيسان واكتفى فيصل بإيفاد ممثلين عنه .
- - اقر مؤتمر سان ريمو :مقررات سايكس بيكو بشكل معدل وكامل ، وفي غضون ذلك تعرضت الحكومة لنقد شديد واتهم الركابي بالعمالة لفرنسا فاستقال في 2 أيار .
في 3 ايار 1920: كلف الملك فيصل رئيس المؤتمر العام هاشم الاتاسي بتشكيل الحكومة ، فشكلها في اليوم ذاته وضمت شخصيات وطنية مثل يوسف العظمة وعبدالرحمن الشهبندر وقد اكدت الحكومة الجديدة على تأييد الاستقلال الناجز والاصرار على الوحدة السورية مع رفض منح اي قسم من البلاد لليهود .
في 13 و 21 ايار1920: رفضت الحكومة تباعا مقررات سان ريمو وابلغت دول الحلفاء بذلك .
في تموز 1920: اقر المؤتمر الدستور رسميا ، وكان الصدام العسكري واعلان الجهاد سيد الموقف في اروقة المؤتمر السوري العام والصحافة وكذلك الجماهير .
في الشهر نفسه : تصاعدت الازمة مع حشد الجيش الفرنسي على حدود المنطقة الشرقية العسكرية في البقاع .
في 5 تموز 1920 : اوفد فيصل مستشاره نوري السعيد للقاء غورو في بيروت فعاد السعيد مزودا بوثيقة عرفت باسم " انذار غورو" والذي يشمل خمس نقاط : قبول الانتداب ، التعامل بالنقد الورقي الذي اصدره مصرف سوريا ولبنان في باريس ، الموافقة على تمركز الجيش الفرنسي على طول الخط الحديدي الحجازي وفي حمص وحماة وحلب، وايقاف عمليات التجنيد الاجباري ومحاولات التسلح ومعاقبة من تورط في عمليات عدائية ضد فرنسا .
- -في 10 تموز 1920 : اعتقلت السلطات الفرنسية في بيروت وفدا لبنانيا برئاسة سعد الله الحويك ( شقيق البطريرك الياس بطرس الحويك ) كان قادما لدمشق لمبايعة فيصل ملكا على سوريا ومن ضمنها لبنان .
في 13 تموز 1920 : اجتمع المؤتمر السوري العام وشجب ما يقوم به غورو.
في 14 تموز 1920 : ارسل غورو نسخة جديدة من المطالب الفرنسية المعروفة باسم " انذار غورو" شبيهة بالمطالب السابقة مع بعض التعديلات كتسريح الجيش نهائيا والانسحاب من مجدل عنجر وقبول الانذار رسميا خلال اربعة ايام على الاكثر والا فان الجيش الفرنسي سيعلن الحرب.
في 15 تموز 1920 : عقد المؤتمر السوري جلسة صاخبة رفض خلالها الانذار بجميع بنوده .
في 16 تموز 1920:عقدت الحكومة اجتماعا خاصا في القصر الملكي برئاسة فيصل وناقشت وضع الجيش وعدده وعديده ومال اغلب الوزراء لقبول الانذار .
في 17 تموز1920 : عقد المؤتمر السوري العام جلسة استثنائية في القصر الملكي بحضور الملك غير ان الاجتماع لم يسفر عن اي نتيجة .
في 18 تموز1920 : اجتمعت الحكومة وقبلت الانذار رسميا واصدرت امرا بالانسحاب من مجدل عنجر.
في 19 تموز 1920: تلقت الحكومة برقية من غورو يشكرها على قبول الانذار ويدعو الى تنفيذ بنوده قبل 31 تموز .
في 20 تموز 1920: هاجت دمشق وسقط نحو 200 ضحية نتيجة الاحتجاجات.
- - مع استقرار الانتداب في البلاد اصدرت المحكمة العسكرية الفرنسية الاستثنائية بتاريخ 9 اب 1920 احكاما غيابية بالإعدام على معظم القادة الوطنيين مما اضطرهم الى مغادرة البلاد.
- - شهدت سوريا العديد من الثورات والانتفاضات قامت في مختلف انحائها للمطالبة بالانضمام للحكم الفيصلي او لإنهاء الاحتلال على النحو التالي :
1918 : اول هذه الثورات انطلقت في انطاكية ولواء الاسكندرون بقيادة صبحي بركات واستمرت حتى اب 1920 .
1919 : قامت ثورة مشابهة في تل كلخ احتجاجاعلى رفع العلم الفرنسي في المدينة وقد اضطر الثوار للنزوح الى دمشق بعد اشتداد ضغط الفرنسيين عليهم .
في تشرين الاول 1918- وحتى 1920 قامت ثورة الامير محمد الفاعور بني العباس والتي حالت دون دخول الجيش الفرنسي الى سوريا عن طريق محور مرج عيون – القنيطرة – دمشق حيث اضطر الجيش الفرنسي للدخول عن طريق محور البقاع – ميسلون – دمشق.
ايار 1919: قامت ثورة صالح العلي واستمرت بدعم من الملك فيصل وابراهيم هنانو حتى عام 1922 .
في كانون الاول 1919: انتفاضة اقضية ( البقاع الغربي وبعلبك وراشيا وحاصبيا ) ردا على احتلال فرنسا لهذه الاقضية .
10 نيسان 1919 :في ادلب اعلن ابراهيم هنانو انطلاق ثورة الشمال السوري ضد الفرنسيين .
--(بترا)
عمان جو - تعد المملكة العربية السورية أول دولة عربية دستورية مستقلة في التاريخ الحديث بزعامة فيصل بن الحسين( أميرا 1918 وملكا1920 ) وشملت حدودها الولايات السورية العثمانية أو ما يعرف ببلاد الشام بأقاليمها الغربية والشرقية والجنوبية .
وفيما يلي أبرز الحوادث والوقائع التي واكبت تأسيسها في تلك الحقبة الحساسة من التاريخ الحديث حيث الدول المستعمرة تقتسم العالم والاراضي خلف البحار :-
في 27 ايلول 1918: تشكلت حكومة برئاسة الأمير محمد سعيد الجزائري وقد شكلها وجهاء المدينة لضبط الامن ريثما تصل القوات العربية واستمرت ثلاثة ايام فقط ، وقد قامت هذه الحكومة بإنزال العلم العثماني من على دار البلدية في ساحة المرجة ورفع علم الثورة العربية الكبرى بدلا منه وسط هتاف الجماهير .
- - في الاول من تشرين الاول 1918: دخل الجيش العربي دمشق .
- - في 4 تشرين الاول 1918: دخل فيصل بن الحسين و 1200 من رجاله دمشق واستقبل الامير استقبالا شعبيا وعسكريا منقطع النظير .
- - مع نهاية تشرين الاول 1918: كان العثمانيون قد أجلوا عن سائر بلاد الشام وانسحبوا من الحرب بتوقيعهم هدنة مودروس في 30 تشرين الاول 1918 .
- - كان الجنرال ادموند القائد العام لقوات الحلفاء في الشرق اتخذ قرارا مؤقتا يقضي بتقسيم بلاد الشام الى ثلاث مناطق عسكرية ( شرقية وغربية وجنوبية ) بما ينسجم مع ما كان قد اقر سابقا في سايكس بيكو ثم عين علي رضا الركابي رئيسا لحكومة مؤقتة في اكتوبر 1918 وقد قام الركابي بتعيين شكري الركابي حاكما باسمه في لبنان .
- - عندما وصل الامير فيصل ثبت الركابي في منصبه رئيسا للوزراء ثم غادر لزيارات تفقدية في حمص وحماة وحلب .
- - في 22 تشرين الثاني 1918 :غادر الامير فيصل سوريا متوجها الى باريس ليكون ممثلا لوالده في مؤتمر الصلح بعد انتصار الحلفاء ، وقد عهد الى اخيه زيد بن الحسين ان يكون نائبا عنه في دمشق .
حققت حكومة الركابي خلال هذه المرحلة انجازات مهمة رغم ما ارتبط بها من ظروف صعبة منها احتلال الجيش الفرنسي للساحل بدءا من بيروت في 6 تشرين الاول واللاذقية في 10 تشرين الاول وانطاكية في 24 تشرين الاول .
- - في باريس اصيب الامير فيصل بخيبة امل اذ بات واضحا ان الحلفاء لن يرضوا اتحادا هاشميا وان سايكس بيكو كان حقيقة وليس اشاعة كما ردد الانجليز لكنه استطاع ان يحقق نجاحا مؤثرا تمثل بمصادقة المؤتمر على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بهدف معرفة رغبات السكان وسميت هذه اللجنة بلجنة كينغ كراين ، وأصبح الأمير فيصل يركز بنتيجة هذه الحوادث مجتمعة على الاستقلال والوحدة للبلاد السورية مع الحفاظ على التعاون والتنسيق في العلاقات مع العراق والحجاز .
- - خلال عام 1919 : كان الرأي في دمشق ورغبة الامير فيصل استحداث سلطة تأسيسية للدولة السورية واتفق فيصل مع الوجهاء السياسيين والمثقفين على اجراء الانتخابات بالإمكانات المتاحة لكي تقابل لجنة كينغ كراين لجنة تمثل الشعب ، وقد جرت الانتخابات بمشاركة ناخبي الدرجة الاولى حسب النظام العثماني وانتخب بذلك المؤتمر السوري العام .
- - في 10 حزيران 1919: وصلت لجنة كينغ كراين الى يافا وجالت في المناطق الثلاث الغربية والجنوبية والشرقية حتى 21 تموز وزارت 40 مدينة وتلقت 1800 عريضة ووضعت تقريرا اعلنت فيه ان الكثرة المطلقة من العرب تطالب بدولة سورية مستقلة استقلالا كاملا وترفض انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
وقد نشرت صحيفة امريكية عام 1922 محتوى التقرير الذي نص ان يكون الحكم ملكيا دستوريا (فيصبح فيصل ملكا على سوريا لانه اتى الى مكانه بشكل طبيعي ) وفي اطار حكم ذاتي لجبل لبنان على ان يكون الانتداب " بالمعنى التطوري" من الولايات المتحدة فان رفضت فمن بريطانيا ، غير ان قله فقط ايدت انتدابا فرنسيا . لكن دول الحلفاء المنتصرة افشلت عمل لجنة الاستقصاء ولم يدعمها سوى الرئيسي الامريكي وودرو ويلسون صاحب مبدا " حق الشعوب في تقرير مصيرها".
- - في حزيران 1919: طالب الدروز الامير فيصل والحكومة بحكم ذاتي في الوية السويداء.
في 4 اب 1919: شكل فيصل حكومة جديدة برئاسته ، ثم غادر في 10 ايلول من حيفا الى مرسيليا ومنها الى لندن بناء على طلب الحكومة البريطانية .
في بداية تشرين الثاني 1919: انسحبت القوات البريطانية من سوريا واحتفظت بممثلية عسكرية صغيرة في دمشق الا انها لم تنسحب من الجزء الجنوبي من البلاد ( الاردن).
- -في 27 تشرين الثاني1919 : وصل فيصل الى باريس بضغط من بريطانيا للقاء الساسة الفرنسيين حيث كانت الحكومة الفرنسية قد اقرت تعيين هنري غورو مندوبا ساميا على سوريا ولبنان حيث وصل بيروت في 18 تشرين الثاني واتخذها مقرا له .
في الاول من كانون الاول 1919: تأزمت الاوضاع في البلاد بعد ان قام الجيش الفرنسي باحتلال اربعة اقضية (البقاع الغربي وبعلبك وراشيا وحاصبيا) كان مجلس ادارة لبنان قد طالب بضمها الى لبنان .
في 5 كانون الاول 1919: هدد المؤتمر السوري العام المنتخب بسحب الثقة من الحكومة مالم يستقل الركابي فاستقال في 10 كانون الاول واستبدله الامير زيد بن الحسين بعبد الحميد القلقطجي غير ان اكثرية المؤتمر لم ترض عنه فاستقال فاستبدل في 13 كانون الاول بمصطفى نعمة الذي اتخذ مع الحكومة قرار التجنيد الاجباري في 19 كانون الاول لمقاومة الاحتلال .
14 كانون الثاني 1920: وصل فيصل بيروت قادما عن طريق البحر والتقى غورو للمرة الاولى ، وكان ثمرة زيارة فيصل الى باريس ما عرف باسم اتفاق فيصل كلمنصو المؤرخ في 6 كانون الثاني والذي نص على استقلال فلسطين وقبول الانتداب الفرنسي ( الاستشاري) مشترطا قبول الشعب السوري للاتفاق وهو الذي لم يحصل بالفعل برفض قبوله من قبل المؤتمر السوري العام .
في 7 اذار 1920: اجتمع المؤتمر السوري العام واصدر بيان الاستقلال رافضا اي تقسيم للبلاد وبايع فيصل بن الحسين ملكا دستوريا على سوريا واكد على التعاون مع العراق واقر الحكم الذاتي لجبل لبنان واللامركزية الادارية لسائر المناطق ، ودعا المؤتمر الحلفاء ودول العالم لاحترام الحق الشرعي والطبيعي في الحياة والانسحاب من المناطق المحتلة الغربية والجنوبية في سوريا .
- -8 اذار 1920: احتفل في دار البلدية بدمشق بتتويج فيصل ملكا على سوريا بمشاركة اعضاء الطبقة السياسية من الحكومة وممثلين عن دول اجنبية عدا بريطانيا التي سحبت ممثلها في دمشق ورؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية واليهودية وحشد من الوجهاء.
وقد غصت ساحة المرجة بالجموع والاعلام وتخلل الحفل كلمات للطوائف المسيحية واليهودية القاها غريغو ريوس حداد بطريرك انطاكية ومبايعة مفتي البلاد ، وقد تولى اعلان الاستقلال والمبايعة اولا امين سر المؤتمر السوري العام محمد عزة دروزة من شرفة المبنى امام الجماهير وتطرق به لمجمل الاحداث من اعلان الثورة على العثمانيين وجهود الشريف حسين بن علي في ذلك وصولا الى عوائق استقلال البلاد ومشاريع تقسيمها وقال :
" لقد اخترنا بإجماع الرأي سموكم ملكا دستوريا على البلاد السورية نظرا لما امتزتم به من الحكمة وسداد الراي وجليل الصفات ، ولما قمتم به في ميادين الحرب والسياسة من الاعمال الخالدة في مصلحة الامة ولما عرفتم به من حبكم للحرية والدستور واخلاصكم للبلاد والامة ".
بعد اعلان الاستقلال : تشكلت حكومة جديدة برئاسة رضا الركابي ونالت ثقة المؤتمر السوري العام لتكون اول حكومة عربية دستورية ، وقد بدىء بكتابة الدستور وقامت الحكومة بإجراء تعيينات ادارية للولاة واعضاء مجلس الشورى وكبار موظفي الدولة والقصر الملكي واستحدثت اول عملة هي " الدينار السوري".
رفضت الدول الغربية الاعتراف بالكيان الجديد او اعلان الاستقلال.
في 30 اذار 1920: دعت الحكومة البريطانية فيصل لحضور مؤتمر سان ريمو والذي عقد بين 19-26 نيسان واكتفى فيصل بإيفاد ممثلين عنه .
- - اقر مؤتمر سان ريمو :مقررات سايكس بيكو بشكل معدل وكامل ، وفي غضون ذلك تعرضت الحكومة لنقد شديد واتهم الركابي بالعمالة لفرنسا فاستقال في 2 أيار .
في 3 ايار 1920: كلف الملك فيصل رئيس المؤتمر العام هاشم الاتاسي بتشكيل الحكومة ، فشكلها في اليوم ذاته وضمت شخصيات وطنية مثل يوسف العظمة وعبدالرحمن الشهبندر وقد اكدت الحكومة الجديدة على تأييد الاستقلال الناجز والاصرار على الوحدة السورية مع رفض منح اي قسم من البلاد لليهود .
في 13 و 21 ايار1920: رفضت الحكومة تباعا مقررات سان ريمو وابلغت دول الحلفاء بذلك .
في تموز 1920: اقر المؤتمر الدستور رسميا ، وكان الصدام العسكري واعلان الجهاد سيد الموقف في اروقة المؤتمر السوري العام والصحافة وكذلك الجماهير .
في الشهر نفسه : تصاعدت الازمة مع حشد الجيش الفرنسي على حدود المنطقة الشرقية العسكرية في البقاع .
في 5 تموز 1920 : اوفد فيصل مستشاره نوري السعيد للقاء غورو في بيروت فعاد السعيد مزودا بوثيقة عرفت باسم " انذار غورو" والذي يشمل خمس نقاط : قبول الانتداب ، التعامل بالنقد الورقي الذي اصدره مصرف سوريا ولبنان في باريس ، الموافقة على تمركز الجيش الفرنسي على طول الخط الحديدي الحجازي وفي حمص وحماة وحلب، وايقاف عمليات التجنيد الاجباري ومحاولات التسلح ومعاقبة من تورط في عمليات عدائية ضد فرنسا .
- -في 10 تموز 1920 : اعتقلت السلطات الفرنسية في بيروت وفدا لبنانيا برئاسة سعد الله الحويك ( شقيق البطريرك الياس بطرس الحويك ) كان قادما لدمشق لمبايعة فيصل ملكا على سوريا ومن ضمنها لبنان .
في 13 تموز 1920 : اجتمع المؤتمر السوري العام وشجب ما يقوم به غورو.
في 14 تموز 1920 : ارسل غورو نسخة جديدة من المطالب الفرنسية المعروفة باسم " انذار غورو" شبيهة بالمطالب السابقة مع بعض التعديلات كتسريح الجيش نهائيا والانسحاب من مجدل عنجر وقبول الانذار رسميا خلال اربعة ايام على الاكثر والا فان الجيش الفرنسي سيعلن الحرب.
في 15 تموز 1920 : عقد المؤتمر السوري جلسة صاخبة رفض خلالها الانذار بجميع بنوده .
في 16 تموز 1920:عقدت الحكومة اجتماعا خاصا في القصر الملكي برئاسة فيصل وناقشت وضع الجيش وعدده وعديده ومال اغلب الوزراء لقبول الانذار .
في 17 تموز1920 : عقد المؤتمر السوري العام جلسة استثنائية في القصر الملكي بحضور الملك غير ان الاجتماع لم يسفر عن اي نتيجة .
في 18 تموز1920 : اجتمعت الحكومة وقبلت الانذار رسميا واصدرت امرا بالانسحاب من مجدل عنجر.
في 19 تموز 1920: تلقت الحكومة برقية من غورو يشكرها على قبول الانذار ويدعو الى تنفيذ بنوده قبل 31 تموز .
في 20 تموز 1920: هاجت دمشق وسقط نحو 200 ضحية نتيجة الاحتجاجات.
- - مع استقرار الانتداب في البلاد اصدرت المحكمة العسكرية الفرنسية الاستثنائية بتاريخ 9 اب 1920 احكاما غيابية بالإعدام على معظم القادة الوطنيين مما اضطرهم الى مغادرة البلاد.
- - شهدت سوريا العديد من الثورات والانتفاضات قامت في مختلف انحائها للمطالبة بالانضمام للحكم الفيصلي او لإنهاء الاحتلال على النحو التالي :
1918 : اول هذه الثورات انطلقت في انطاكية ولواء الاسكندرون بقيادة صبحي بركات واستمرت حتى اب 1920 .
1919 : قامت ثورة مشابهة في تل كلخ احتجاجاعلى رفع العلم الفرنسي في المدينة وقد اضطر الثوار للنزوح الى دمشق بعد اشتداد ضغط الفرنسيين عليهم .
في تشرين الاول 1918- وحتى 1920 قامت ثورة الامير محمد الفاعور بني العباس والتي حالت دون دخول الجيش الفرنسي الى سوريا عن طريق محور مرج عيون – القنيطرة – دمشق حيث اضطر الجيش الفرنسي للدخول عن طريق محور البقاع – ميسلون – دمشق.
ايار 1919: قامت ثورة صالح العلي واستمرت بدعم من الملك فيصل وابراهيم هنانو حتى عام 1922 .
في كانون الاول 1919: انتفاضة اقضية ( البقاع الغربي وبعلبك وراشيا وحاصبيا ) ردا على احتلال فرنسا لهذه الاقضية .
10 نيسان 1919 :في ادلب اعلن ابراهيم هنانو انطلاق ثورة الشمال السوري ضد الفرنسيين .
--(بترا)