ابو هنية يكتب: نهاية «داعش» في الجبهة الجنوبية
عمان جو - حسن ابوهنية .
برهنت الاستراتيجية الأردنية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في الجبهة الجنوبية على فعاليتها ونجاعتها من خلال الاعتماد على مزيج من الاجراءات العسكرية والأمنية والمدنية فعقب محاولة جيش خالد بن الوليد استثمار جملة من التحولات في الجبهة الجنوبية للتمدد والانتشار وزيادة النفوذ عملت الأردن على تنفيذ ضربات جوية وإسناد قوى المعارضة المعتدلة والعشائر دفعت جيش خالد بن الوليد إلى الانكفاء والتراجع والانسحاب إلى مناطق في دير الزور والرقة وألحقت به خسائر كبيرة وكان الأردن قد تمكن سابقا من التخلص من الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة في الجبهة الجنوبية ودفعت جبهة النصرة وحلفاءها إلى مغادرة المنطقة إلى مناطق إدلب وريف اللاذقية.
لقد اعتمد الأردن على استراتيجية مركبة في درء خطر الجماعات المصنفة كحركات إرهابية في الجبهة الجنوبية وغيرها من مناطق البادية السورية والمناطق الحدودية بالاستناد إلى استراتيجية مرنة عبر التنسيق مع قوات التحالف الدولي وروسيا والحفاظ على قنوات التواصل مع النظام السوري ودعم فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة والتشديد على الحل السياسي من خلال المشاركة الفاعلة في المؤتمرات الرامية لإيجاد حل سياسي من جنيف إلى أستانة وعمل على مدى سنوات على الحيلولة دون وقوع الجبهة الجنوبية تحت نفوذ الجماعات الموسومة بالإرهاب والحفاظ على النسيج المجتمعي في مناطق الجبهة الجنوبية وبناء نظام من الحكامة لدرء انتشار التطرف وأسبابه العميقة.
على الرغم من تشديد المجتمع الدولي على أولوية القضاء على الحركات الإرهابية في سورية وفي مقدمتها داعش والقاعدة وحلفائهما إلا أن أولوية نظام الأسد وحلفائه كانت مختلفة تماما في محاربة الفصائل المعتدلة وهو يستثمر وجوده في تثبيت شرعيته ويشكل ضرورة حيوية لجلب الأصدقاء في نادي حرب الإرهاب وقد ظهر ذلك جليا عندما استعاد التنظيم السيطرة على مدينة تدمر في أواسط ديسمبر الماضي من أيدي قوات النظام ثم اندفاعه بقوة نحو القاعدة العسكرية الاستراتيجية تي فور شرق حمص، إذ لم يبد النظام مقاومة حقيقية بينما كان مستميتا في السيطرة على حلب ذلك أن أولوية النظام كسر وهزيمة المعارضة الموصوفة الاعتدال وفي الجبهة الجنوبية عمل النظام السوري على مواجهة الفصائل المعتدلة ولم يدخل في أي معركة حقيقية ضد الجماعات المصنفة كحركات إرهابية بل إن تكتيكاته العسكرية العنيفة في التعامل مع فصائل الجيش الحر ساهمت في زيادة نفوذ وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق عديدة.
على مدى سنوات تمكن الأردن من خلال علاقاته الجيدة مع فصائل الجبهة الجنوبية من الحفاظ على ديناميكية صراع منضبطه في درعا وتبنى مقاربة مرنة في التعامل مع التحولات وأبقى الأبواب مفتوحة في التعامل مع كافة أطراف النزاع من أجل تهدئة القتال ضد نظام الأسد وعقب التدخل الروسي نسج تفاهمات مع روسيا تستند إلى أولوية مواجهة الجماعات الجهادية الراديكالية الموصوفة بالإرهابية وضبط الجماعات المعتدلة حيث تم تأسيس مركز مراقبة أردني روسي مشترك في عمّان في أكتوبر 2015 للتركيز على تبادل المعلومات الاستخباراتية وعدم الانخراط في الاشتباكات حيث يقوم الأردن بدور رئيسي من خلال مركز العمليات العسكرية الذي أنشئ من قبل مجموعة «أصدقاء سوريا» عام 2013.
أدت استراتيجية النظام السوري وحلفائه الكارثية التي تصر على أولوية مواجهة الفصائل المعتدلة إلى تنامي نفوذ داعش والقاعدة وساهمت في خلق بيئة تساعدهما على إعادة التموضع والانتشار الأمر الذي بدا واضحا في الجبهة الجنوبية من خلال عودة هيئة تحرير الشام وجيش خالد بن الوليد حيث كشفت معركة «الموت ولا المذلة» التي دشنتها غرفة عملية «البنيان المرصوص» عن إمكانية تبدل الأولويات لفصائل الجبهة الجنوبية وتغير التحالفات وبرهنت مرة أخرى عن قدرة النسخة القاعدية والداعشية على إعادة نسج روابط مع الحركات المحلية وبناء تحالفات فقد شاركت هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وفصائل عديدة من الجيش الحر غرفة العمليات للسيطرة على حي المنشية في درعا البلد لمنع النظام من السيطرة على معبر درعا الحدودي الأمر الذي استثمره جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم الدولة الإسلامية الذي تشكل من اندماج لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية وجيش الجهاد وفصائل صغيرة أخرى في 21 مايو 2016 في توسيع نفوذه على حساب فصائل الجيش الحر وعلى الرغم من انسحابه لاحقا إلا أن الديناميات الجديدة كشفت عن هشاشة الوضعية وإمكانية تبدلها.
في سياق انشغال الأردن والتحالف الدولي في محاربة تنظيم الدولة والحد من نفوذه وانتشاره استثمر النظام السوري وحلفاؤه ديناميكية الحرب على الإرهاب في قتال الفصائل المعتدلة وإعادة سيطرته على مناطق الجيش الحر الأمر الذي دفع الأردن والتحالف الدولي إلى إعادة النظر وتصويب الأوضاع لخلق دينامية جديدة ترتكز إلى القضاء على داعش والقاعدة في الجبهة الجنوبية إلى جانب العمليات التي تعمل على القضاء عليه في الرقة والموصل تمهيدا لبناء عملية سياسية حقيقية لحل الأزمة السورية.
تمكنت الاستراتيجية الأردنية خلال فترة وجيزة من تحجيم نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية وجيش خالد بن الوليد من مناطق عديدة في الجبهة الجنوبية وصحراء الحماد والقلمون وألحقت بالتنظيم خسائر بالغة حيث باشرت فصائل الجبش الحر تنفيذ سلسلة من العمليات لطرد تنظيم الدولة الإسلامية تمثلت بثلاث معارك تخوضها فصائل عدة من المعارضة السورية ضد التنظيم باسم «سرجنا الجياد» في البادية السورية والثانية باسم «صد البغاة» في القلمون الشرقي، والثالثة باسم «قادمون يا قلمون» والتي حققت فيها قوات المعارضة تقدماً كبيراً وانتزعت مناطق ومساحات واسعة من التنظيم في سياق فك الحصار عن القلمون الشرقي تمهيدا لفك الحصار عن الغوطة الشرقية غرباً ثم السيطرة على البوكمال ودير الزور شرقاً.
دفعت الاستراتيجية الجديدة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الانكفاء والانسحاب من مناطق عديدة في الجبهة الجنوبية والبادية والقلمون حيث قام التنظيم بسحب مقاتليه الأجانب باتجاه الرقة ودير الزور بهدف خلق دينامية جديدة تضع فصائل الجيش الحر في مواجهة قوات النظام السوري وحلفائه بانتظار ما تسفر عنه الديناميات الجديدة وقد برهنت العمليات الأخيرة عن إمكانية التخلص من نفوذ وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إذا توفرت الرؤية والإرادة والموارد اللازمة لكن ذلك برهن كذلك عن أن أولويات النظام السوري وحلفائه مغايرة تماما الأمر الذي دفعه إلى انتقاد الأردن بدلا من الامتنان والشكر الأمر الذي يؤكد أن الحرب على ما يسمى الإرهاب يتطلب رؤية استراتيجية تستند إلى حل سياسي يتزامن مع الحل العسكري.
الراي
برهنت الاستراتيجية الأردنية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في الجبهة الجنوبية على فعاليتها ونجاعتها من خلال الاعتماد على مزيج من الاجراءات العسكرية والأمنية والمدنية فعقب محاولة جيش خالد بن الوليد استثمار جملة من التحولات في الجبهة الجنوبية للتمدد والانتشار وزيادة النفوذ عملت الأردن على تنفيذ ضربات جوية وإسناد قوى المعارضة المعتدلة والعشائر دفعت جيش خالد بن الوليد إلى الانكفاء والتراجع والانسحاب إلى مناطق في دير الزور والرقة وألحقت به خسائر كبيرة وكان الأردن قد تمكن سابقا من التخلص من الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة في الجبهة الجنوبية ودفعت جبهة النصرة وحلفاءها إلى مغادرة المنطقة إلى مناطق إدلب وريف اللاذقية.
لقد اعتمد الأردن على استراتيجية مركبة في درء خطر الجماعات المصنفة كحركات إرهابية في الجبهة الجنوبية وغيرها من مناطق البادية السورية والمناطق الحدودية بالاستناد إلى استراتيجية مرنة عبر التنسيق مع قوات التحالف الدولي وروسيا والحفاظ على قنوات التواصل مع النظام السوري ودعم فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة والتشديد على الحل السياسي من خلال المشاركة الفاعلة في المؤتمرات الرامية لإيجاد حل سياسي من جنيف إلى أستانة وعمل على مدى سنوات على الحيلولة دون وقوع الجبهة الجنوبية تحت نفوذ الجماعات الموسومة بالإرهاب والحفاظ على النسيج المجتمعي في مناطق الجبهة الجنوبية وبناء نظام من الحكامة لدرء انتشار التطرف وأسبابه العميقة.
على الرغم من تشديد المجتمع الدولي على أولوية القضاء على الحركات الإرهابية في سورية وفي مقدمتها داعش والقاعدة وحلفائهما إلا أن أولوية نظام الأسد وحلفائه كانت مختلفة تماما في محاربة الفصائل المعتدلة وهو يستثمر وجوده في تثبيت شرعيته ويشكل ضرورة حيوية لجلب الأصدقاء في نادي حرب الإرهاب وقد ظهر ذلك جليا عندما استعاد التنظيم السيطرة على مدينة تدمر في أواسط ديسمبر الماضي من أيدي قوات النظام ثم اندفاعه بقوة نحو القاعدة العسكرية الاستراتيجية تي فور شرق حمص، إذ لم يبد النظام مقاومة حقيقية بينما كان مستميتا في السيطرة على حلب ذلك أن أولوية النظام كسر وهزيمة المعارضة الموصوفة الاعتدال وفي الجبهة الجنوبية عمل النظام السوري على مواجهة الفصائل المعتدلة ولم يدخل في أي معركة حقيقية ضد الجماعات المصنفة كحركات إرهابية بل إن تكتيكاته العسكرية العنيفة في التعامل مع فصائل الجيش الحر ساهمت في زيادة نفوذ وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق عديدة.
على مدى سنوات تمكن الأردن من خلال علاقاته الجيدة مع فصائل الجبهة الجنوبية من الحفاظ على ديناميكية صراع منضبطه في درعا وتبنى مقاربة مرنة في التعامل مع التحولات وأبقى الأبواب مفتوحة في التعامل مع كافة أطراف النزاع من أجل تهدئة القتال ضد نظام الأسد وعقب التدخل الروسي نسج تفاهمات مع روسيا تستند إلى أولوية مواجهة الجماعات الجهادية الراديكالية الموصوفة بالإرهابية وضبط الجماعات المعتدلة حيث تم تأسيس مركز مراقبة أردني روسي مشترك في عمّان في أكتوبر 2015 للتركيز على تبادل المعلومات الاستخباراتية وعدم الانخراط في الاشتباكات حيث يقوم الأردن بدور رئيسي من خلال مركز العمليات العسكرية الذي أنشئ من قبل مجموعة «أصدقاء سوريا» عام 2013.
أدت استراتيجية النظام السوري وحلفائه الكارثية التي تصر على أولوية مواجهة الفصائل المعتدلة إلى تنامي نفوذ داعش والقاعدة وساهمت في خلق بيئة تساعدهما على إعادة التموضع والانتشار الأمر الذي بدا واضحا في الجبهة الجنوبية من خلال عودة هيئة تحرير الشام وجيش خالد بن الوليد حيث كشفت معركة «الموت ولا المذلة» التي دشنتها غرفة عملية «البنيان المرصوص» عن إمكانية تبدل الأولويات لفصائل الجبهة الجنوبية وتغير التحالفات وبرهنت مرة أخرى عن قدرة النسخة القاعدية والداعشية على إعادة نسج روابط مع الحركات المحلية وبناء تحالفات فقد شاركت هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وفصائل عديدة من الجيش الحر غرفة العمليات للسيطرة على حي المنشية في درعا البلد لمنع النظام من السيطرة على معبر درعا الحدودي الأمر الذي استثمره جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم الدولة الإسلامية الذي تشكل من اندماج لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية وجيش الجهاد وفصائل صغيرة أخرى في 21 مايو 2016 في توسيع نفوذه على حساب فصائل الجيش الحر وعلى الرغم من انسحابه لاحقا إلا أن الديناميات الجديدة كشفت عن هشاشة الوضعية وإمكانية تبدلها.
في سياق انشغال الأردن والتحالف الدولي في محاربة تنظيم الدولة والحد من نفوذه وانتشاره استثمر النظام السوري وحلفاؤه ديناميكية الحرب على الإرهاب في قتال الفصائل المعتدلة وإعادة سيطرته على مناطق الجيش الحر الأمر الذي دفع الأردن والتحالف الدولي إلى إعادة النظر وتصويب الأوضاع لخلق دينامية جديدة ترتكز إلى القضاء على داعش والقاعدة في الجبهة الجنوبية إلى جانب العمليات التي تعمل على القضاء عليه في الرقة والموصل تمهيدا لبناء عملية سياسية حقيقية لحل الأزمة السورية.
تمكنت الاستراتيجية الأردنية خلال فترة وجيزة من تحجيم نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية وجيش خالد بن الوليد من مناطق عديدة في الجبهة الجنوبية وصحراء الحماد والقلمون وألحقت بالتنظيم خسائر بالغة حيث باشرت فصائل الجبش الحر تنفيذ سلسلة من العمليات لطرد تنظيم الدولة الإسلامية تمثلت بثلاث معارك تخوضها فصائل عدة من المعارضة السورية ضد التنظيم باسم «سرجنا الجياد» في البادية السورية والثانية باسم «صد البغاة» في القلمون الشرقي، والثالثة باسم «قادمون يا قلمون» والتي حققت فيها قوات المعارضة تقدماً كبيراً وانتزعت مناطق ومساحات واسعة من التنظيم في سياق فك الحصار عن القلمون الشرقي تمهيدا لفك الحصار عن الغوطة الشرقية غرباً ثم السيطرة على البوكمال ودير الزور شرقاً.
دفعت الاستراتيجية الجديدة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الانكفاء والانسحاب من مناطق عديدة في الجبهة الجنوبية والبادية والقلمون حيث قام التنظيم بسحب مقاتليه الأجانب باتجاه الرقة ودير الزور بهدف خلق دينامية جديدة تضع فصائل الجيش الحر في مواجهة قوات النظام السوري وحلفائه بانتظار ما تسفر عنه الديناميات الجديدة وقد برهنت العمليات الأخيرة عن إمكانية التخلص من نفوذ وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إذا توفرت الرؤية والإرادة والموارد اللازمة لكن ذلك برهن كذلك عن أن أولويات النظام السوري وحلفائه مغايرة تماما الأمر الذي دفعه إلى انتقاد الأردن بدلا من الامتنان والشكر الأمر الذي يؤكد أن الحرب على ما يسمى الإرهاب يتطلب رؤية استراتيجية تستند إلى حل سياسي يتزامن مع الحل العسكري.
الراي
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات