بالصور _ عندما يقع الممثل الجيد في غرام الشخصية!
عمان جو -
الممثل الذكي هو الذي يضع الدور الجيّد الذي يضيف لرصيده الفني ، قبل مصلحته المادية. كثير من الممثلين يبحثون عن طول الدور وعن مساحة ظهورهم على الشاشة فيحسبون عدد المشاهد بمثل حرصهم على الأجر الذي سيقبضونه.
وقد أخبرني نجم الحقبة التليفزيونية الذهبية الأولى من عمر الدراما اللبنانية الفنان عبد المجيد مجذوب ذات يوم ،أنه اعتذر عن بعض الأدوار في الآونة الأخيرة لأنها لا تليق بتاريخه التلفزيوني المشرّف، مفضلاً الاستمتاع بطبيعة البحر في الشاليه الذي يملكه من أيام العز بمنطقة "الهري" بشمال لبنان، على الظهور المهين بأدوار لا قيمة فنية أو مادية لها، بعد أن أشبع غريزته الفنية في أعمال قيّمة وجميلة.. إلى أن جاءه دور شرف قصير لكنه محوري في مسلسل "الأخوة" الذي نفذه قبل نحو ثلاثة أعوام.
وعلى ذمة صديقنا الفنان المخضرم، فان الدور الذي لعبه في "الأخوة" قد أرضاه فنياً أكثر مما أرضاه مادياً، وهذا هو المهم.. و أن الفنان السوري القدير جمال سليمان كان أحد المرشحين للعمل، بعد أن وقع جمال في غرام الدور وتمنى تمثيله لشدة إعجابه به، على رغم البطولات العديدة التي لعبها والأخرى التي إعتذر عنها.. إلا أن مخرج "الأخوة "عاد ووجد أن عبد المجيد مجذوب هو الأصلح للدور.
ولا أستغرب أن يحاول جمال سليمان أن "يشتري " دوراِ أعجبه.. مثلما أتفهّم "تمّسك " عبد المجيد بدور جيد ينتظره منذ سنوات... ففي السينما الأميركية واقعة تتعلق بدور كارليوني، زعيم المافيا في فيلم "الأب الروحي" أو "العراب " الذي أبدع في أدائه الممثل الكبير مارلون براندو..
فقد كان المرشح لدور زعيم المافيا الممثل القدير سير لورنس أوليفييه.. إلا أن وكيل أعمال مارلون براندو تمكن من الحصول على نسخة من السيناريو، ونصح براندو بقراءته، وبقبوله.. فكان ان وقع الأخير في غرام الشخصية وقرر ان يقوم بها بأي شكل من الأشكال..
أكثر من ذلك، فان مارلون براندو قام بدراسة الشخصية دون علم المخرج فرانسيس فورد كوبولا، فاستدعى الماكيير الخا ص به و أعطاه السيناريو ليقرأه ويتدارس معه أبعاد الشخصية.. وهو ما نفذه الماكيير بالفعل، حيث قام بعمل الماكياج لمارلون براندو بحرفية عالية، حتى أنه وضع القطن بين شدقيه ليأخذ وجهه الملامح الخاصة بزعماء المافيا، ثم إستدعى أحد المصورين لالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية له.. ولم يتردد براندو في تسريب هذه الصور إلى المخرج كوبولا، الذي تأمل الصور ثم صاح بأعلى صوته وعلى طريقة أرشميدس" هذا هو كارليوني ) أي شخصية زعيم المافيا) لقد وجدته أخيراً ". وطلب إلى مساعده ان يبحث عن صاحب هذه الصور ويتعاقد معه على الفور، وبالشروط التي يطلبها..
لم يشعر كوبولا بأي حرج عند الاعتذار للسير لورانس أوليفييه لسحب الدور منه..ولم يتحّسس مارلون براندو من قبول دور ليس له من الأصل...ولم يغضب أوليفييه لخطف الدور منه.. وبالنتيجة كان الجميع راضون بعمل فيلم تعتبره السينما العالمية أحد أجمل أفلامها المائة.
ما أكثر الأدوار التي نشاهدها ولا نراها متناسبة مع الممثلين الذين يجسدونها .. وما أقل الأدوار التي تتطابق مع مقولة ارشميدس "هذا هو ... لقد وجدته ..."!
عمان جو -
الممثل الذكي هو الذي يضع الدور الجيّد الذي يضيف لرصيده الفني ، قبل مصلحته المادية. كثير من الممثلين يبحثون عن طول الدور وعن مساحة ظهورهم على الشاشة فيحسبون عدد المشاهد بمثل حرصهم على الأجر الذي سيقبضونه.
وقد أخبرني نجم الحقبة التليفزيونية الذهبية الأولى من عمر الدراما اللبنانية الفنان عبد المجيد مجذوب ذات يوم ،أنه اعتذر عن بعض الأدوار في الآونة الأخيرة لأنها لا تليق بتاريخه التلفزيوني المشرّف، مفضلاً الاستمتاع بطبيعة البحر في الشاليه الذي يملكه من أيام العز بمنطقة "الهري" بشمال لبنان، على الظهور المهين بأدوار لا قيمة فنية أو مادية لها، بعد أن أشبع غريزته الفنية في أعمال قيّمة وجميلة.. إلى أن جاءه دور شرف قصير لكنه محوري في مسلسل "الأخوة" الذي نفذه قبل نحو ثلاثة أعوام.
وعلى ذمة صديقنا الفنان المخضرم، فان الدور الذي لعبه في "الأخوة" قد أرضاه فنياً أكثر مما أرضاه مادياً، وهذا هو المهم.. و أن الفنان السوري القدير جمال سليمان كان أحد المرشحين للعمل، بعد أن وقع جمال في غرام الدور وتمنى تمثيله لشدة إعجابه به، على رغم البطولات العديدة التي لعبها والأخرى التي إعتذر عنها.. إلا أن مخرج "الأخوة "عاد ووجد أن عبد المجيد مجذوب هو الأصلح للدور.
ولا أستغرب أن يحاول جمال سليمان أن "يشتري " دوراِ أعجبه.. مثلما أتفهّم "تمّسك " عبد المجيد بدور جيد ينتظره منذ سنوات... ففي السينما الأميركية واقعة تتعلق بدور كارليوني، زعيم المافيا في فيلم "الأب الروحي" أو "العراب " الذي أبدع في أدائه الممثل الكبير مارلون براندو..
فقد كان المرشح لدور زعيم المافيا الممثل القدير سير لورنس أوليفييه.. إلا أن وكيل أعمال مارلون براندو تمكن من الحصول على نسخة من السيناريو، ونصح براندو بقراءته، وبقبوله.. فكان ان وقع الأخير في غرام الشخصية وقرر ان يقوم بها بأي شكل من الأشكال..
أكثر من ذلك، فان مارلون براندو قام بدراسة الشخصية دون علم المخرج فرانسيس فورد كوبولا، فاستدعى الماكيير الخا ص به و أعطاه السيناريو ليقرأه ويتدارس معه أبعاد الشخصية.. وهو ما نفذه الماكيير بالفعل، حيث قام بعمل الماكياج لمارلون براندو بحرفية عالية، حتى أنه وضع القطن بين شدقيه ليأخذ وجهه الملامح الخاصة بزعماء المافيا، ثم إستدعى أحد المصورين لالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية له.. ولم يتردد براندو في تسريب هذه الصور إلى المخرج كوبولا، الذي تأمل الصور ثم صاح بأعلى صوته وعلى طريقة أرشميدس" هذا هو كارليوني ) أي شخصية زعيم المافيا) لقد وجدته أخيراً ". وطلب إلى مساعده ان يبحث عن صاحب هذه الصور ويتعاقد معه على الفور، وبالشروط التي يطلبها..
لم يشعر كوبولا بأي حرج عند الاعتذار للسير لورانس أوليفييه لسحب الدور منه..ولم يتحّسس مارلون براندو من قبول دور ليس له من الأصل...ولم يغضب أوليفييه لخطف الدور منه.. وبالنتيجة كان الجميع راضون بعمل فيلم تعتبره السينما العالمية أحد أجمل أفلامها المائة.
ما أكثر الأدوار التي نشاهدها ولا نراها متناسبة مع الممثلين الذين يجسدونها .. وما أقل الأدوار التي تتطابق مع مقولة ارشميدس "هذا هو ... لقد وجدته ..."!