ماذا لو تصرف الملقي بطريقة مختلفة؟
عمان جو - فهد الخيطان .
هل يتعين على رئيس الوزراء والوزراء الابتعاد عن الأماكن العامة التي يتجمع فيها المواطنون، لتجنب الانتقادات والملاحظات على سياسات الحكومة؟
كان هذا ما حصل مع رئيس الوزراء هاني الملقي بعد صلاة الجمعة الأخيرة في إربد، عندما رفع أحد المواطنين صوته ليسمع الملقي شكواه من ارتفاع الأسعار، ويطالبه بالتدخل لإنصاف المواطنين الغلابى.
وفي مناسبات عديدة مماثلة يتعرض الوزراء لمواقف مماثلة، ويتلقون سيلا من الانتقادات العنيفة أحيانا، ناهيك عن التظلمات الشخصية الودودة والمطالب الوظيفية والخدمية.
طالما كانت مثل هذه المواقف تحدث في الماضي مع المسؤولين، وقد واجه رؤساء حكومات مواقف أكثر إحراجا من التي تعرض لها الملقي في إربد قبل أيام. قبل سنوات قليلة على سبيل المثال تجاوز أحد الأشخاص في جرش كل التقاليد والأعراف الأردنية وحاول الاعتداء بشكل مهين على رئيس الوزراء، والذي بدوره تنازل عن حقه الشخصي، وامتنع عن مقاضاة المعتدي.
ولو عدنا لزمن مضى، سنجد في سجل الذكريات أن رؤساء حكومات بارزين وأقوياء قد تعرضوا لانتقادات لاذعة، وحملات شتائم بسبب قرارات اتخذتها حكوماتهم، لكننا اليوم وفي زمن "السوشل ميديا" حيث يحظى فيديو شجار بين الرجل وزوجته على"طبخة" باهتمام الملايين، لن يكون مستغربا أبدا أن ينال شريط لمواطن يخاطب رئيس الوزراء هذا الاهتمام والمتابعة.
أعود للسؤال الذي طرحته في البداية. أعتقد أن تجاهل أسئلة المواطنين ومداخلاتهم في الشارع ليس هو الحل المثالي، لأن ذلك هو الذي يمنحها الصدقية والشعبية عن المتابعين؛ مواطن يثير أسئلة تضرب على وجع المواطنين، ولا يرد عليها المسؤول، فيصبح السؤال هو الرواية السائدة والمستقرة.
الأفضل بالنسبة للجمهور، وللمسؤول أيضا، هو أن يتوقف عند هذه الملاحظات ويخوض مع السائل في نقاش حولها، ويستغل تجمع الناس لتوصيل ما يريد من الرسائل، هذا النوع من الاتصال المباشر مع الناس مؤثر ومفيد بقدر يفوق البيانات الرسمية والمقابلات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية.
ثمة مفاهيم مغلوطة تتحول إلى حقائق راسخة في أذهان الناس، بمجرد عدم الرد عليها. وفي أحيان أخرى يكون لاعتراف المسؤول بالتقصير وقع إيجابي على الناس، شرط التزامه بالعمل على تصويب الخلل.
والنقاش بحد ذاته، حتى دون اتفاق على تشخيص المشكلات، يساهم في تخفيف الاحتقان، ويشعر صاحب الشكوى بالرضى الداخلي، ويرفع من شأن المسؤول ومكانته في عيون الناس.
ليس مطلوبا من المسؤول أن يظهر في حواره مع المواطنين قليل الحيلة ومكسور الجناح. إن كان مقتنعا بصحة خياراته وسياساته فعليه أن يدافع عنها بجسارة، حتى وإن اختلف مع المواطن.
الناس تقدر المسؤول الجسور والقوي، وتحب أن ترى الوزراء بهذه الصورة، حتى وإن كانوا حانقين عليهم وعلى سياساتهم.
كل وزير أردني يعرف مواجع الأردنيين ومعاناتهم لتوفير حياة كريمة لعائلاتهم، والمواطن يدرك أيضا أن اقتصاد بلاده يمر في ظروف صعبة واستثنائية، بعضها خارج عن إرادة الحكومة ومؤسساتها. هذا بحد ذاته يستدعي حوارا لا ينقطع بين المسؤولين والمواطنين وعلى كل المستويات، وبعيدا عن اللقاءات المرتبة سلفا مع النخب.
المواطن في إربد اشتكى من ارتفاع الأسعار، ماذا لو أدار الرئيس معه حوارا حول الوسائل التي يعتقد المواطن أنه يمكن من خلالها تخفيض الأسعار، وطلب منه ومن المتجمهرين حول سيارته اقتراحات محددة تساعد الحكومة على معالجة المشكلة؟ حتما كان للشريط الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن يترك أثرا مختلفا بشكل كلي، يكون فيه كلام رئيس الوزراء هو الموضوع وليس سؤال المواطن.
هل يتعين على رئيس الوزراء والوزراء الابتعاد عن الأماكن العامة التي يتجمع فيها المواطنون، لتجنب الانتقادات والملاحظات على سياسات الحكومة؟
كان هذا ما حصل مع رئيس الوزراء هاني الملقي بعد صلاة الجمعة الأخيرة في إربد، عندما رفع أحد المواطنين صوته ليسمع الملقي شكواه من ارتفاع الأسعار، ويطالبه بالتدخل لإنصاف المواطنين الغلابى.
وفي مناسبات عديدة مماثلة يتعرض الوزراء لمواقف مماثلة، ويتلقون سيلا من الانتقادات العنيفة أحيانا، ناهيك عن التظلمات الشخصية الودودة والمطالب الوظيفية والخدمية.
طالما كانت مثل هذه المواقف تحدث في الماضي مع المسؤولين، وقد واجه رؤساء حكومات مواقف أكثر إحراجا من التي تعرض لها الملقي في إربد قبل أيام. قبل سنوات قليلة على سبيل المثال تجاوز أحد الأشخاص في جرش كل التقاليد والأعراف الأردنية وحاول الاعتداء بشكل مهين على رئيس الوزراء، والذي بدوره تنازل عن حقه الشخصي، وامتنع عن مقاضاة المعتدي.
ولو عدنا لزمن مضى، سنجد في سجل الذكريات أن رؤساء حكومات بارزين وأقوياء قد تعرضوا لانتقادات لاذعة، وحملات شتائم بسبب قرارات اتخذتها حكوماتهم، لكننا اليوم وفي زمن "السوشل ميديا" حيث يحظى فيديو شجار بين الرجل وزوجته على"طبخة" باهتمام الملايين، لن يكون مستغربا أبدا أن ينال شريط لمواطن يخاطب رئيس الوزراء هذا الاهتمام والمتابعة.
أعود للسؤال الذي طرحته في البداية. أعتقد أن تجاهل أسئلة المواطنين ومداخلاتهم في الشارع ليس هو الحل المثالي، لأن ذلك هو الذي يمنحها الصدقية والشعبية عن المتابعين؛ مواطن يثير أسئلة تضرب على وجع المواطنين، ولا يرد عليها المسؤول، فيصبح السؤال هو الرواية السائدة والمستقرة.
الأفضل بالنسبة للجمهور، وللمسؤول أيضا، هو أن يتوقف عند هذه الملاحظات ويخوض مع السائل في نقاش حولها، ويستغل تجمع الناس لتوصيل ما يريد من الرسائل، هذا النوع من الاتصال المباشر مع الناس مؤثر ومفيد بقدر يفوق البيانات الرسمية والمقابلات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية.
ثمة مفاهيم مغلوطة تتحول إلى حقائق راسخة في أذهان الناس، بمجرد عدم الرد عليها. وفي أحيان أخرى يكون لاعتراف المسؤول بالتقصير وقع إيجابي على الناس، شرط التزامه بالعمل على تصويب الخلل.
والنقاش بحد ذاته، حتى دون اتفاق على تشخيص المشكلات، يساهم في تخفيف الاحتقان، ويشعر صاحب الشكوى بالرضى الداخلي، ويرفع من شأن المسؤول ومكانته في عيون الناس.
ليس مطلوبا من المسؤول أن يظهر في حواره مع المواطنين قليل الحيلة ومكسور الجناح. إن كان مقتنعا بصحة خياراته وسياساته فعليه أن يدافع عنها بجسارة، حتى وإن اختلف مع المواطن.
الناس تقدر المسؤول الجسور والقوي، وتحب أن ترى الوزراء بهذه الصورة، حتى وإن كانوا حانقين عليهم وعلى سياساتهم.
كل وزير أردني يعرف مواجع الأردنيين ومعاناتهم لتوفير حياة كريمة لعائلاتهم، والمواطن يدرك أيضا أن اقتصاد بلاده يمر في ظروف صعبة واستثنائية، بعضها خارج عن إرادة الحكومة ومؤسساتها. هذا بحد ذاته يستدعي حوارا لا ينقطع بين المسؤولين والمواطنين وعلى كل المستويات، وبعيدا عن اللقاءات المرتبة سلفا مع النخب.
المواطن في إربد اشتكى من ارتفاع الأسعار، ماذا لو أدار الرئيس معه حوارا حول الوسائل التي يعتقد المواطن أنه يمكن من خلالها تخفيض الأسعار، وطلب منه ومن المتجمهرين حول سيارته اقتراحات محددة تساعد الحكومة على معالجة المشكلة؟ حتما كان للشريط الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن يترك أثرا مختلفا بشكل كلي، يكون فيه كلام رئيس الوزراء هو الموضوع وليس سؤال المواطن.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات