النكبة الفلسطينية الإسلامية
عمان جو - علاء القصراوي
في الخامس عشر من أيّار (مايو) من كل عام يستذكر الفلسطينيون ومعهم الأمة العربية والإسلامية ذكرى نكبة (ضياع) فلسطين التي ألمّت بالأمة جمعاء وأصبحت كالسكين في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية.
وقد تمثلت ذكرى هذه المأساة باحتلال الحركة الصهيونية (التي أقرت في اجتماع لها عام 1897 قيام دولتهم على أرض فلسطين بعد رفض السلطان العثماني عبدالحميد الثاني اقتراح ثيودور هرتزل البريطاني مؤسس الحركة الصهيونية بدفع 150 مليون جنيه في مقابل ملكية فلسطين) للأراضي الفلسطينية بدعم من الاحتلال البريطاني وبقوة السلاح على القسم الأكبر من مساحة فلسطين وإعلان قيام "دولة إسرائيل".
لقد كان لبريطانيا الدور الأكبر في تسهيل عمل الميليشيات الصهيونية وبطرد الفلسطينين من أراضيهم التاريخية وتشتيتهم على باقي الأراضي الفلسطينية وإلى سوريا ولبنان والأردن، فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات، وفصل الشعب عن أرضه ومن جذوره الممتدة لآلاف السنين وطرد أكثر من 750000 فلسطيني (على أقل التقديرات) لأهالي 537 قرية ومدينة من ديارهم عام 1948م، وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها "وعد بلفور" في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1917م الذي "ينظر بعين العطف" إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين !
وخلال 28 عاماً من حكم الانتداب البريطاني، سنّت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات التي سهلت إنشاء هذا الوطن حتى أصبح دولةً في عام 1948م، وبسبب الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا أصبح اليهود يمثلون ثلث سكان فلسطين عام 48.
وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 أيّار عام 1948م قامت الجيوش العربية بالتدخل لإنهاء ذلك الاحتلال الصهيوني، إلا أنّ قراراً صدر من الأمم المتحدة (بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بدولة إسرائيل بعد 3 ساعات فقط من إعلانها، وبدعم من الإتحاد السوفيتي الذي اعترف بدولة إسرائيل بعد 3 أيام من إعلانها) أوقف القتال بين الجانبين استغلت فيه الميليشيات الصهيونية (والذي عرف فيما بعد بإسم جيش الدفاع الإسرائيلي) وقف القتال وقامت بتنظيم صفوفها والتزود بالسلاح من الدول الكبرى والاستمرار بترحيل الفلسطينيين عن طريق الاعتداءات العسكرية المباشرة عليهم، في حين اضطر الآخرون للرحيل خوفاً على أبنائهم ونسائهم بفعل انتشار أنباء المجازر التي ارتكبتها الميليشيات اليهودية الصهيونية في القرى الفلسطينية مثل دير ياسين وطنطورة وغيرها.
وقد نظر القادة اليهود الصهاينة إلى عملية التهجير والتطهير العرقي بوصفها خطوة ضرورية لتأسيس إسرائيل حيث تحدثوا علناً عن الحاجة إلى الصدامات العسكرية لترحيل أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين لتغيير الواقع الجغرافي والاجتماعي على الأرض.
وتبقى النكبة الفلسطينية واحدة من أكثر الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي الحديث بسبب الصراع العربي - الإسرائيلي، وكان وما زال هذا الصراع معقد ومتعدد الأوجه، ولا يزال واحداً من القضايا الأكثر إشكالية في العالم وفي السياسة والعلاقات الدولية.
عمان جو - علاء القصراوي
في الخامس عشر من أيّار (مايو) من كل عام يستذكر الفلسطينيون ومعهم الأمة العربية والإسلامية ذكرى نكبة (ضياع) فلسطين التي ألمّت بالأمة جمعاء وأصبحت كالسكين في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية.
وقد تمثلت ذكرى هذه المأساة باحتلال الحركة الصهيونية (التي أقرت في اجتماع لها عام 1897 قيام دولتهم على أرض فلسطين بعد رفض السلطان العثماني عبدالحميد الثاني اقتراح ثيودور هرتزل البريطاني مؤسس الحركة الصهيونية بدفع 150 مليون جنيه في مقابل ملكية فلسطين) للأراضي الفلسطينية بدعم من الاحتلال البريطاني وبقوة السلاح على القسم الأكبر من مساحة فلسطين وإعلان قيام "دولة إسرائيل".
لقد كان لبريطانيا الدور الأكبر في تسهيل عمل الميليشيات الصهيونية وبطرد الفلسطينين من أراضيهم التاريخية وتشتيتهم على باقي الأراضي الفلسطينية وإلى سوريا ولبنان والأردن، فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات، وفصل الشعب عن أرضه ومن جذوره الممتدة لآلاف السنين وطرد أكثر من 750000 فلسطيني (على أقل التقديرات) لأهالي 537 قرية ومدينة من ديارهم عام 1948م، وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها "وعد بلفور" في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1917م الذي "ينظر بعين العطف" إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين !
وخلال 28 عاماً من حكم الانتداب البريطاني، سنّت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات التي سهلت إنشاء هذا الوطن حتى أصبح دولةً في عام 1948م، وبسبب الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا أصبح اليهود يمثلون ثلث سكان فلسطين عام 48.
وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 أيّار عام 1948م قامت الجيوش العربية بالتدخل لإنهاء ذلك الاحتلال الصهيوني، إلا أنّ قراراً صدر من الأمم المتحدة (بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بدولة إسرائيل بعد 3 ساعات فقط من إعلانها، وبدعم من الإتحاد السوفيتي الذي اعترف بدولة إسرائيل بعد 3 أيام من إعلانها) أوقف القتال بين الجانبين استغلت فيه الميليشيات الصهيونية (والذي عرف فيما بعد بإسم جيش الدفاع الإسرائيلي) وقف القتال وقامت بتنظيم صفوفها والتزود بالسلاح من الدول الكبرى والاستمرار بترحيل الفلسطينيين عن طريق الاعتداءات العسكرية المباشرة عليهم، في حين اضطر الآخرون للرحيل خوفاً على أبنائهم ونسائهم بفعل انتشار أنباء المجازر التي ارتكبتها الميليشيات اليهودية الصهيونية في القرى الفلسطينية مثل دير ياسين وطنطورة وغيرها.
وقد نظر القادة اليهود الصهاينة إلى عملية التهجير والتطهير العرقي بوصفها خطوة ضرورية لتأسيس إسرائيل حيث تحدثوا علناً عن الحاجة إلى الصدامات العسكرية لترحيل أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين لتغيير الواقع الجغرافي والاجتماعي على الأرض.
وتبقى النكبة الفلسطينية واحدة من أكثر الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي الحديث بسبب الصراع العربي - الإسرائيلي، وكان وما زال هذا الصراع معقد ومتعدد الأوجه، ولا يزال واحداً من القضايا الأكثر إشكالية في العالم وفي السياسة والعلاقات الدولية.