دعاة حياة لا دعاة موت
عمان جو - حمادة فراعنة
أقوى وأجمل شعار رفعه المتظاهرون في مدينة كفر قاسم العربية الفلسطينية في مناطق 48، يوم السبت 10 / حزيران ، رداً واحتجاجاً على استشهاد الشاب محمد محمود طه الذي قتل على يد الشرطة الإسرائيلية خلال تظاهرة سابقة يوم الثلاثاء 5/6/2017 ، خلال احتجاجات من سكان المدينة على “ تهاون الشرطة في مواجهة ظاهرة الجريمة” .
مظاهرة السبت المركزية التي دعت لها لجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني برئاسة القائد الوطني محمد بركة ، تضامناً مع مدينة كفر قاسم تأكيداً على تماسك الوسط العربي وقياداته وإنحيازهم للمدينة الثكلى ، رفعوا خلالها شعاراً مركزياً يقول “ نحن دعاة حياة ولسنا دعاة موت “ وهي تحمل معاني قوية ورسالة سياسية وأداة عمل ، تتوسل تغيير المفاهيم والمعايير السائدة لدى الشعب العربي الفلسطيني، وسائر الشعوب العربية والإسلامية نقيضاً للفكر الجهادي المتطرف الذي يتوسل الاستشهاد للذات والموت للاخر، سواء من قبل المجاهدين في تطلعهم نحو الموت والخلاص من الحياة نحو الأخرة، أو معاقبتهم للأعداء وخصومهم للتخلص منهم قتلاً، ومقابل ذلك تتشدد إجراءات ردع العدو الإسرائيلي وجيشه وأجهزته الأمنية في التعامل مع الفلسطينيين ، واليد على الزناد، واستسهال إطلاق النار سواء عند الإحساس بالخطر أو تقديراً لذلك ، بلا أي رادع قانوني أو إجرائي لعمليات القتل المتواصلة من قبل الجيش والأمن وميليشيات المستوطنين للفلسطينيين سواء كانوا مواطنين في مناطق 48 ، أو في مناطق 67 .
فلسفة الموت والرغبة فيه والخيار نحوه يجب هزيمتها سواء كانت من قبل المقاومين الجهاديين نحو زرعه يقيناً في فهم وثقافة الصديق أو في مواجهة العدو، أو تمت من قبل الإسرائيليين لإسقاط مبررات إنحيازهم للقتل لعوامل ودوافع عدوانية جوهرية يكمن فيها وبإجراءاتها الاستهتار بحياة الإنسان العربي الفلسطيني .
الحياة حق للإنسان، وعليه أن يحافظ عليها مبدئياً وقانونياً امتثالاً للإرادة الربانية وتحقيقاً للنزوع الإنساني، لا أن يستهتر بها أو يتعامل معها بدوافع اليأس والإحساس بالعجز وهروباً من استحقاقات الحياة ، نحو البديل الانتحاري تحت دواعي ويافطات تضليلية استشهادية ولكنها بالأساس سياسية ويتم توظيفها من قبل قادة التنظيمات وصولاً إلى السلطة والسيطرة عليها والتنفذ من خلالها .
شعب فلسطين يعمل من أجل حريته وخلاصه من الاحتلال والتمييز والعنصرية، وكافة مظاهر مشروعه الاستعماري التوسعي وأدواته الاحتلالية، ويقدم التضحيات وصولاً إلى ذلك، ولكن ثمة فرقا جوهريا بين التضحيات الملزمة وبين الخسائر المتفاقمة بسبب سوء التقدير ، ودوافع المغامرة غير المحسوبة .
النضال المدني غير العنيف في انتفاضة الحجارة عام 1987 ، والذي أطلق عليهم لبسالة أدائهم وتركيز وعيهم ومواصلة كفاحهم بعزيمة أطلق الرئيس الراحل ياسر عرفات على أطفال الحجارة “ جنرالات الحجارة “ لأنهم هزموا جنرالات العدو الإسرائيلي المتفوق، وأرغموا إسحق رابين على التسليم والاعتراف بالعناوين الثلاثة : 1- بالشعب الفلسطيني ، 2- بمنظمة التحرير الفلسطينية ، 3- بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، وكانت النتيجة أن قادة اليمين المتطرف وفكرهم وثقافتهم وعنصريتهم أن قتلوا إسحق رابين لأنه تنازل وتمت هزيمته على يد الفلسطينيين .
ثقافة الحياة والنضال من أجلها والعيش في ظلها بكرامة وعدالة ومساواة ونبذ العنف والاضطهاد والاحتلال والعنصرية هي ثقافة الشعب الفلسطيني الذي يجب أن ينتصر، وهو سينتصر؛ لأنه على حق وتعددي وينبذ التفريق والعنصرية وكره الآخر لذاته ، بل للنضال ضد سلوكه الاحتلالي والاستعماري والعنصري غير الإنساني .
h.faraneh@yahoo.com
عمان جو - حمادة فراعنة
أقوى وأجمل شعار رفعه المتظاهرون في مدينة كفر قاسم العربية الفلسطينية في مناطق 48، يوم السبت 10 / حزيران ، رداً واحتجاجاً على استشهاد الشاب محمد محمود طه الذي قتل على يد الشرطة الإسرائيلية خلال تظاهرة سابقة يوم الثلاثاء 5/6/2017 ، خلال احتجاجات من سكان المدينة على “ تهاون الشرطة في مواجهة ظاهرة الجريمة” .
مظاهرة السبت المركزية التي دعت لها لجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني برئاسة القائد الوطني محمد بركة ، تضامناً مع مدينة كفر قاسم تأكيداً على تماسك الوسط العربي وقياداته وإنحيازهم للمدينة الثكلى ، رفعوا خلالها شعاراً مركزياً يقول “ نحن دعاة حياة ولسنا دعاة موت “ وهي تحمل معاني قوية ورسالة سياسية وأداة عمل ، تتوسل تغيير المفاهيم والمعايير السائدة لدى الشعب العربي الفلسطيني، وسائر الشعوب العربية والإسلامية نقيضاً للفكر الجهادي المتطرف الذي يتوسل الاستشهاد للذات والموت للاخر، سواء من قبل المجاهدين في تطلعهم نحو الموت والخلاص من الحياة نحو الأخرة، أو معاقبتهم للأعداء وخصومهم للتخلص منهم قتلاً، ومقابل ذلك تتشدد إجراءات ردع العدو الإسرائيلي وجيشه وأجهزته الأمنية في التعامل مع الفلسطينيين ، واليد على الزناد، واستسهال إطلاق النار سواء عند الإحساس بالخطر أو تقديراً لذلك ، بلا أي رادع قانوني أو إجرائي لعمليات القتل المتواصلة من قبل الجيش والأمن وميليشيات المستوطنين للفلسطينيين سواء كانوا مواطنين في مناطق 48 ، أو في مناطق 67 .
فلسفة الموت والرغبة فيه والخيار نحوه يجب هزيمتها سواء كانت من قبل المقاومين الجهاديين نحو زرعه يقيناً في فهم وثقافة الصديق أو في مواجهة العدو، أو تمت من قبل الإسرائيليين لإسقاط مبررات إنحيازهم للقتل لعوامل ودوافع عدوانية جوهرية يكمن فيها وبإجراءاتها الاستهتار بحياة الإنسان العربي الفلسطيني .
الحياة حق للإنسان، وعليه أن يحافظ عليها مبدئياً وقانونياً امتثالاً للإرادة الربانية وتحقيقاً للنزوع الإنساني، لا أن يستهتر بها أو يتعامل معها بدوافع اليأس والإحساس بالعجز وهروباً من استحقاقات الحياة ، نحو البديل الانتحاري تحت دواعي ويافطات تضليلية استشهادية ولكنها بالأساس سياسية ويتم توظيفها من قبل قادة التنظيمات وصولاً إلى السلطة والسيطرة عليها والتنفذ من خلالها .
شعب فلسطين يعمل من أجل حريته وخلاصه من الاحتلال والتمييز والعنصرية، وكافة مظاهر مشروعه الاستعماري التوسعي وأدواته الاحتلالية، ويقدم التضحيات وصولاً إلى ذلك، ولكن ثمة فرقا جوهريا بين التضحيات الملزمة وبين الخسائر المتفاقمة بسبب سوء التقدير ، ودوافع المغامرة غير المحسوبة .
النضال المدني غير العنيف في انتفاضة الحجارة عام 1987 ، والذي أطلق عليهم لبسالة أدائهم وتركيز وعيهم ومواصلة كفاحهم بعزيمة أطلق الرئيس الراحل ياسر عرفات على أطفال الحجارة “ جنرالات الحجارة “ لأنهم هزموا جنرالات العدو الإسرائيلي المتفوق، وأرغموا إسحق رابين على التسليم والاعتراف بالعناوين الثلاثة : 1- بالشعب الفلسطيني ، 2- بمنظمة التحرير الفلسطينية ، 3- بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، وكانت النتيجة أن قادة اليمين المتطرف وفكرهم وثقافتهم وعنصريتهم أن قتلوا إسحق رابين لأنه تنازل وتمت هزيمته على يد الفلسطينيين .
ثقافة الحياة والنضال من أجلها والعيش في ظلها بكرامة وعدالة ومساواة ونبذ العنف والاضطهاد والاحتلال والعنصرية هي ثقافة الشعب الفلسطيني الذي يجب أن ينتصر، وهو سينتصر؛ لأنه على حق وتعددي وينبذ التفريق والعنصرية وكره الآخر لذاته ، بل للنضال ضد سلوكه الاحتلالي والاستعماري والعنصري غير الإنساني .
h.faraneh@yahoo.com