الوزير الجاهز .. غادر في 24 ساعة
عمان جو - خالد فخيدة
مع دخول الدكتور هاني الملقي العام الاول من الحكم في رئاسة الوزراء، يفترض ان تكون الحكومة قعطت شوطا كبيرا في قطاع النقل بعدما استعانت بمدير عام شركة جت المهندس مالك حداد.
وحداد الذي دخل الى حكومة الدكتور الملقي كان معه خطة واضحة المعالم للنهوض بقطاع النقل العام في الاردن خاصة في مجال النقل البري. ولكن القدر شاء ان لا يستمر حداد في الحكومة لاكثر من 24 ساعة بسبب قضية مضى عليها 40 عاما ولم تؤثر بمستقبل الاردن ونهوضه لانها باختصار شخصية جدا.
ولن نتحدث عن تفاصيل استقالة مالك حداد. ولكن لم اسمع احدا بعدما غادر حداد الدوار الرابع الا وقال " خسارة".
والخسارة ان هذا الرجل لم يحضر يوم عين وزيرا للنقل موقفه لحماية البلد من فوضى اضراب شركة المتكاملة التي لم يحضر امام ادارتها الا الربح والخسارة دون ادارك حجم التهديد الامني الذي سببته نتيجة توقفها عن العمل.
ومالك حداد خاطر يوم قرر وضع حافلات جت تحت تصرف القوات المسلحة لنقل الاردنيين من منازلهم الى اماكن عملهم مجانا بوظيفته لاتخاذه هذا القرار دون العودة الى مجلس الادارة، ولما سئل عن هذا التجاوز اجاب بكلمتين " امن البلد ". ولولا الدعم المطلق الذي وجده مالك حداد من قبل ابن البلد الاصيل صبيح المصري في جت، لا يعرف حقا ما الذي كان سيحل به، ولكن كل ما كان يفكر " ان لا يعلم احد على الاردن".
وهذه التضحية لم تحضر عندما ادى مالك حداد اليمين وزيرا للنقل، لان العنوان كان واضحا وهو اغتيال حكومة هاني الملقي في مهدها.
ولذلك حضرت قضيته الشخصية التي مضى عليها اربعة عقود بحكم الظرف والقدر وكان الثمن التضحية بمالك حداد وقطاع النقل الذي اغضب تراجعه جلالة الملك عبدالله الثاني.
وحتى الخطة التي وضعها مالك حداد بين يدي الحكومة لم يتمكن الوزير الذي خلفه من تنفيذها لانه مهندسها والاقدر على تنفيذها كونها من بناة افكاره.
وما اطلعت عليه قبل ان يكون مالك حداد وزيرا يؤكد ان الملقي اختار الرجل المناسب في المكان المناسب. وان قطاع النقل سيشهد نهضة استثنائية.
فقلة من يعرف ان مالك حداد من خلال موقعه مديرا عاما لشركة جت جذب استثمار اجنبي قبل سنوات لانشاء خط قطار سريع بين العقبة وعمان الا انه لم يرى النور لاسباب لا زالت مجهولة عند الحكومة التي كانت تدير الدوار الرابع في تلك الفترة.
ومن لا يعرفه الكثيرون ايضا، ان مالك حداد كان مرجعا لشركات النقل واصحاب خطوط الباصات ووزارة النقل وهيئة تنتظيم النقل للتوفيق بينهما وحل ما ينشب من مشكلات بينهما بين الفترة والاخرى.
والسؤال ما الذنب الذي اقترفه مالك حداد مقارنة مع كل المصايب التي يرتكبها مسؤولون بحق الوطن. مالك حداد لم يأخذ قرشا واحدا من خزينة الدولة. بالعكس جت تدفع ثلثي ضريبة دخل قطاع النقل لخزينة الدولة. وابنه لم يأكل حق اولاد البلد في الوظائف الرسمية، فحتى دراسته على نفقة والده الخاصة وعند الازمات تجد جت تفزع للوطن واهله مجانا.
ما اريد قوله ان حداد كان الوزير الوحيد الذي لديه خطة ورؤية لقطاع النقل الذي كلف بادارة شؤون وزارته. و اجزم ان زملاءه الوزراء لم يكونوا بحجم هذه الجاهزية لان الحكومات تاريخيا في الاردن تتعامل بردات الفعل وليس صنع الفعل نفسه.
قطاع النقل لن تقوم له قائمة ما لم تخرج وزارة النقل من حساب الديمغرافية والمحاصصة في التشكيل الوزاري. وما دام جلالة الملك امر بتطوير قطاع النقل .. اعطو الخبز لخبازه.
عمان جو - خالد فخيدة
مع دخول الدكتور هاني الملقي العام الاول من الحكم في رئاسة الوزراء، يفترض ان تكون الحكومة قعطت شوطا كبيرا في قطاع النقل بعدما استعانت بمدير عام شركة جت المهندس مالك حداد.
وحداد الذي دخل الى حكومة الدكتور الملقي كان معه خطة واضحة المعالم للنهوض بقطاع النقل العام في الاردن خاصة في مجال النقل البري. ولكن القدر شاء ان لا يستمر حداد في الحكومة لاكثر من 24 ساعة بسبب قضية مضى عليها 40 عاما ولم تؤثر بمستقبل الاردن ونهوضه لانها باختصار شخصية جدا.
ولن نتحدث عن تفاصيل استقالة مالك حداد. ولكن لم اسمع احدا بعدما غادر حداد الدوار الرابع الا وقال " خسارة".
والخسارة ان هذا الرجل لم يحضر يوم عين وزيرا للنقل موقفه لحماية البلد من فوضى اضراب شركة المتكاملة التي لم يحضر امام ادارتها الا الربح والخسارة دون ادارك حجم التهديد الامني الذي سببته نتيجة توقفها عن العمل.
ومالك حداد خاطر يوم قرر وضع حافلات جت تحت تصرف القوات المسلحة لنقل الاردنيين من منازلهم الى اماكن عملهم مجانا بوظيفته لاتخاذه هذا القرار دون العودة الى مجلس الادارة، ولما سئل عن هذا التجاوز اجاب بكلمتين " امن البلد ". ولولا الدعم المطلق الذي وجده مالك حداد من قبل ابن البلد الاصيل صبيح المصري في جت، لا يعرف حقا ما الذي كان سيحل به، ولكن كل ما كان يفكر " ان لا يعلم احد على الاردن".
وهذه التضحية لم تحضر عندما ادى مالك حداد اليمين وزيرا للنقل، لان العنوان كان واضحا وهو اغتيال حكومة هاني الملقي في مهدها.
ولذلك حضرت قضيته الشخصية التي مضى عليها اربعة عقود بحكم الظرف والقدر وكان الثمن التضحية بمالك حداد وقطاع النقل الذي اغضب تراجعه جلالة الملك عبدالله الثاني.
وحتى الخطة التي وضعها مالك حداد بين يدي الحكومة لم يتمكن الوزير الذي خلفه من تنفيذها لانه مهندسها والاقدر على تنفيذها كونها من بناة افكاره.
وما اطلعت عليه قبل ان يكون مالك حداد وزيرا يؤكد ان الملقي اختار الرجل المناسب في المكان المناسب. وان قطاع النقل سيشهد نهضة استثنائية.
فقلة من يعرف ان مالك حداد من خلال موقعه مديرا عاما لشركة جت جذب استثمار اجنبي قبل سنوات لانشاء خط قطار سريع بين العقبة وعمان الا انه لم يرى النور لاسباب لا زالت مجهولة عند الحكومة التي كانت تدير الدوار الرابع في تلك الفترة.
ومن لا يعرفه الكثيرون ايضا، ان مالك حداد كان مرجعا لشركات النقل واصحاب خطوط الباصات ووزارة النقل وهيئة تنتظيم النقل للتوفيق بينهما وحل ما ينشب من مشكلات بينهما بين الفترة والاخرى.
والسؤال ما الذنب الذي اقترفه مالك حداد مقارنة مع كل المصايب التي يرتكبها مسؤولون بحق الوطن. مالك حداد لم يأخذ قرشا واحدا من خزينة الدولة. بالعكس جت تدفع ثلثي ضريبة دخل قطاع النقل لخزينة الدولة. وابنه لم يأكل حق اولاد البلد في الوظائف الرسمية، فحتى دراسته على نفقة والده الخاصة وعند الازمات تجد جت تفزع للوطن واهله مجانا.
ما اريد قوله ان حداد كان الوزير الوحيد الذي لديه خطة ورؤية لقطاع النقل الذي كلف بادارة شؤون وزارته. و اجزم ان زملاءه الوزراء لم يكونوا بحجم هذه الجاهزية لان الحكومات تاريخيا في الاردن تتعامل بردات الفعل وليس صنع الفعل نفسه.
قطاع النقل لن تقوم له قائمة ما لم تخرج وزارة النقل من حساب الديمغرافية والمحاصصة في التشكيل الوزاري. وما دام جلالة الملك امر بتطوير قطاع النقل .. اعطو الخبز لخبازه.