نيسان ربيع آخر
طارق مصاروه
في سلسلة الهمود لكوارث العرب، يصمد موقف اطلاق النار في اليمن رغم شذوذات حوثية هنا وهناك. وربما وصل البرلمان العراقي الى صيغة مقبولة للتغيير الوزاري بوقف حكومات النهب الميليشاوية، والتخفيف من تدخلات الجنرال سليماني ووكلاؤه. فهناك خطط لضرب داعش هذا العام واخراجها من الموصل.
في سوريا تقول الأنباء إن الروس وصلوا إلى القناعة بضرورة الوصول الى السلام، لكن ليس عن طريق فرض الأسد على السوريين، وفيما عدا داعش والنصرة فإن الطريق مفتوح لروسيا وأميركا والجميع في قمع الارهاب الذي توصل الرأي العام الدولي لتحديده وتسميته. وهناك الآن مركزان لمراقبة وقف الاقتتال: روسي في مطار حميميم, وآخر أميركي في عمان.
وفي ليبيا نجحت مقامرة رئيس مجلس الرئاسة رئيس الوزراء بالنزول على شاطئ طرابلس العاصمة وفرض «الحل الدولي» وسط حشد أوروبي مؤيد، ومن المؤكد أنه سيتلقى هذا الأسبوع من طبرق ثقة مجلس النواب،.. وتأييد الجيش.
.. وخلال ما بقي من هذا الشهر سيجلس المتحاربون إلى طاولة المفاوضات في الكويت، وجنيف سويسرا لحل قضاياهم سياسياً مما يجعل شهر نيسان شهر ربيع عربي حقيقي لم يبدأ بكذبة، ولم ينته بكذبة، فالتذابح والخصام العربي لا يلتزم بشهر او بسنة، او بسبب ذاتي، وانما هو يبدأ وينتهي بالتأثيرات الاقليمية والدولية وفي ليبيا لولا المال النفطي العربي، وشركات الانشاء والبناء التركية لما وصلت المأساة الليبية الى هذه السنوات، ولولا رذالة الشركات النفطية الاوروبية والاميركية لما وصلت فزاعة داعش الى الهلال النفطي الليبي.
إن حركة الملك السعودي سلمان توسعت لتشمل العلاقات المصرية–التركية، فمجموعة الاخطاء التي قارفها اردوغان في التدخل السخيف في الشأن المصري الداخلي، باحتضانه تطرّف الاخوان وبؤرهم الارهابية، وتحالفه مع المال القطري، لا يمكن احتواؤها بالاميركيين والحلف الاطلسي لانه لا مصلحة لهم في اصلاح اخطاء السلطان العثماني الجديد، فليس له إلا بلد كالسعودية طويل البال له «مونه» على مصر وعلى تركيا.
وقد ينسى بعض قرائنا ان توتر العلاقات التركية–السورية الاولى اصلحها الرئيس حسني مبارك قبل سقوطه المدوّي، والتي وجدها الأسد الابن «شحمه على فطيره» كما يقول اللبنانيون.
الآن يحمل نيسان بشائر ربيع عربي حقيقي يُعيد للناس وجوههم الشائهة، ويُعيد لشعوب المنطقة أمنها وحياة أطفالها، فالكلام الكبير يصدر عن أنظمة طاردة لشعوبها، فهذه السيول من المهاجرين التي ملأت بوادينا ومدننا، ومدن وقرى تركيا، وجبال الكرد في شمال العراق هم نصف سكان سوريا وربع سكان العراق، ونصف سكان لبنان الذي بقي عدد سكانه المقيمين ثلاثة ملايين.. منذ اربعين عاماً، أيام كنا مليونا ونصف المليون في الاردن.
ولعلّه من الصعب إحصاء الذين راحوا طُعْماً للسمك في البحر المتوسط وبحر إيجه، فمن يُحصي غزلاناً هائمة في الصحراء..
في سلسلة الهمود لكوارث العرب، يصمد موقف اطلاق النار في اليمن رغم شذوذات حوثية هنا وهناك. وربما وصل البرلمان العراقي الى صيغة مقبولة للتغيير الوزاري بوقف حكومات النهب الميليشاوية، والتخفيف من تدخلات الجنرال سليماني ووكلاؤه. فهناك خطط لضرب داعش هذا العام واخراجها من الموصل.
في سوريا تقول الأنباء إن الروس وصلوا إلى القناعة بضرورة الوصول الى السلام، لكن ليس عن طريق فرض الأسد على السوريين، وفيما عدا داعش والنصرة فإن الطريق مفتوح لروسيا وأميركا والجميع في قمع الارهاب الذي توصل الرأي العام الدولي لتحديده وتسميته. وهناك الآن مركزان لمراقبة وقف الاقتتال: روسي في مطار حميميم, وآخر أميركي في عمان.
وفي ليبيا نجحت مقامرة رئيس مجلس الرئاسة رئيس الوزراء بالنزول على شاطئ طرابلس العاصمة وفرض «الحل الدولي» وسط حشد أوروبي مؤيد، ومن المؤكد أنه سيتلقى هذا الأسبوع من طبرق ثقة مجلس النواب،.. وتأييد الجيش.
.. وخلال ما بقي من هذا الشهر سيجلس المتحاربون إلى طاولة المفاوضات في الكويت، وجنيف سويسرا لحل قضاياهم سياسياً مما يجعل شهر نيسان شهر ربيع عربي حقيقي لم يبدأ بكذبة، ولم ينته بكذبة، فالتذابح والخصام العربي لا يلتزم بشهر او بسنة، او بسبب ذاتي، وانما هو يبدأ وينتهي بالتأثيرات الاقليمية والدولية وفي ليبيا لولا المال النفطي العربي، وشركات الانشاء والبناء التركية لما وصلت المأساة الليبية الى هذه السنوات، ولولا رذالة الشركات النفطية الاوروبية والاميركية لما وصلت فزاعة داعش الى الهلال النفطي الليبي.
إن حركة الملك السعودي سلمان توسعت لتشمل العلاقات المصرية–التركية، فمجموعة الاخطاء التي قارفها اردوغان في التدخل السخيف في الشأن المصري الداخلي، باحتضانه تطرّف الاخوان وبؤرهم الارهابية، وتحالفه مع المال القطري، لا يمكن احتواؤها بالاميركيين والحلف الاطلسي لانه لا مصلحة لهم في اصلاح اخطاء السلطان العثماني الجديد، فليس له إلا بلد كالسعودية طويل البال له «مونه» على مصر وعلى تركيا.
وقد ينسى بعض قرائنا ان توتر العلاقات التركية–السورية الاولى اصلحها الرئيس حسني مبارك قبل سقوطه المدوّي، والتي وجدها الأسد الابن «شحمه على فطيره» كما يقول اللبنانيون.
الآن يحمل نيسان بشائر ربيع عربي حقيقي يُعيد للناس وجوههم الشائهة، ويُعيد لشعوب المنطقة أمنها وحياة أطفالها، فالكلام الكبير يصدر عن أنظمة طاردة لشعوبها، فهذه السيول من المهاجرين التي ملأت بوادينا ومدننا، ومدن وقرى تركيا، وجبال الكرد في شمال العراق هم نصف سكان سوريا وربع سكان العراق، ونصف سكان لبنان الذي بقي عدد سكانه المقيمين ثلاثة ملايين.. منذ اربعين عاماً، أيام كنا مليونا ونصف المليون في الاردن.
ولعلّه من الصعب إحصاء الذين راحوا طُعْماً للسمك في البحر المتوسط وبحر إيجه، فمن يُحصي غزلاناً هائمة في الصحراء..
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات