"دموع سلمى" و"ثورة الشك" تستنهض همة الفيصلي الأردني آسيوياً
عمان جو - استعاد الفيصلي الأردني قمة عطائه وألقه، عندما أنجز مهمة ضيفه طرابلس الرياضي اللبناني من شوطها الأول وبنتيجة "3-1"، في مباراة مهمة جمعتهما الثلاثاء في كأس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم، ليضع قدماً في الدور الثاني بعدما رفع رصيده إلى "8" نقاط.
الفوز المستحق لم يكن وليدًا للصدفة، بل كان لذلك أسبابه المتعددة، فالفريق عانى خلال الأيام الماضية من تراجع واضح في أدائه ونتائجه في بطولة الدوري المحلي، واللاعبون شعروا بحجم التقصير تجاه فريقهم وجماهيرهم، فجاءت الصحوة بإستنهاض الهمة وتسجيل الفوز الذي الجماهير العاشقة من بعد غضب.
ويستعرض عمان جو في هذا التقرير الأسباب التي قادت الفيصلي إلى استعادة حضوره القوي في هذه المباراة، ويجملها في "4" نقاط هي:
-أولاً: دموع سلمى
شدت الطفلة الصغيرة سلمى ذات الوجه الملائكي انتباه الجميع، وتحديداً عندما ظهرت في شريط فيديو وعبر العديد من القنوات التيلفزيوينة وهي تبكي بحرارة حال فريق الفيصلي المتردي بعد الخسارة أمام الجزيرة، وحرقتها على الفريق والخسارة ومطالبتها للاعبين بضرورة العودة لدرب الانتصارات، شكلت تحد من نوع فريد للاعبين، لتحويل دموع هذه الطفلة إلى فرحة.
اللاعبون بعدما شاهدوا دموع سلمى وعشقها البريء للقميص الأزرق، حرصوا على استقبالها بصحبة والدها بمعسكر الفريق قبل موعد المباراة، وجلسوا معها وقدموا لها قميص الفريق ممهوراً بتوقيع جميع اللاعبين تقديراً لحبها للفيصلي، وعاهدوها بأنهم سيقدمون كل ما بإمكانهم أمام فريق طرابلس لاسعادها بالفوز.
اللاعبون أوفوا الوعد لسلمى التي حضرت مباراة الثلاثاء في أرض الملعب، ليسطروا انتصاراً مستحقاً ممزوجاً بعطاء ساحر وأداء باهر لم يقدموه في أي مباراة مضت خلال الموسم الحالي، وليقدموا هذا الفوزكعربون محبة لسلمى.
-ثانياً: ثورة التشكيك
عبرت جماهير الفيصلي عن غضبها الشديد من الأداء والنتائج المتراجعة التي لازمت مشوار الفريق بالفترة الماضية وتحديداً في بطولة دوري المحترفين، فهي لم تحمل ما آل إليه وضع الفريق فكان لا بد من التحرك والمطالبة بعودة الفيصلي القوية.
الغضب الجماهيري لم ينحصر في توجيه الإنتقاد للفريق وللاعبين على مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" والمنتديات الرياضية، بل امتد إلى كشف ذلك في التدريبات الأخيرة التي سبقت موعد مباراة طرابلس، مما جعل الفريق يتدرب تحت الحراسة الأمنية.
الجماهير عاتبت وانتقدت لاعبيها على ما يقدموه من أداء رتيب واتهموا البعض منهم بالتقاعس، ووجهوا لهم رسالة "صريحة" بأن تمثيل الفيصلي يجب أن يكون لمن يقدر قميص هذا النادي العريق صاحب البطولات والإنجازات المحلية والآسيوية، فشكلت موجة الغضب وثورة التشكيك هذه، فرصة جادة لمراجعة اللاعبين لحساباتهم وإثبات قدراتهم.
-ثالثاً: فرض السيطرة
بحث الفيصلي منذ بداية المباراة على إيجاد الطريقة المثلى لفرض نفوذه على منطقة خط الوسط لإيمانه بأن ذلك سبيله الوحيد لتعزيز فرصته بتحقيق الفوز، فالسيطرة على منطقة العمليات تعني التحكم بمجريات المباراة، والإمساك بالتالي بزمام المبادرات الهجومية.
وفعلاً طبق اللاعبون المطلوب منهم على أكمل وجه، فانضبطوا تكتيكياً ووضعوا المرمى اللبناني تحت الضغط المكثف، وتتحقق عامل السرعة في عملية البناء وتجلّت التحركات الناضجة وروح العطاء المتأججة بنفوس اللاعبين كاشفين عن رغبة جادة في تغيير الصورة القاتمة، ما جعل مهمة تسجيل الأهداف مسألة وقت ليس إلا.
-رابعاً: الطريقة والتشكيلة
لعب الفيصلي بطريقة (4-2-3-1)، وهي طريقة أتت ثمارها المطلوبة هجومياً بدليل تسجيل الأهداف الثلاثة بالشوط الاول.
الفيصلي عانى طيلة المباريات الماضية من ضعف واضح في قدراته التهديفية، فكان لا بد من خلق الحلول الأنسب وكان له ما أراد.
المدير الفني محمد اليماني وضع "الخطة المحكمة" التي طبقها اللاعبون بحذافيرها، حيث بحث الفريق مبكراً عن السيطرة الميدانية مما فرض على لاعبي لبنان التراجع والتخلي عن الدور الهجومي، ليهاجم الفيصلي بكثافة عددية مؤثرة.
كما أن ظهور أنس جبارات ليلعب منذ البداية إلى جانب بهاء كان خيارا موفقا ، بل لاحظنا بان بهاء أصبح أكثر تحرراً وتقدماً، في حين تواجد مهدي علامة كصانع ألعاب امتاز بسرعة الإنطلاق والرؤية داخل الملعب والحنكة في التمرير ، فكان المغذي الرئيس لأطراف الفيصلي عبر البخيت والرفاعي .
تواجد المهاجم نهار شديفات كرأس حربة ساهم في اكمال أضلاع الشكل الهجومي الصحيح والمتكامل للفريق، بل خفف تواجده من صرامة الرقابة على البخيت والرفاعي اللذين وجدا الفرصة مناسبة لممارسة هوايتهما المفضلة في التوغل بمساندة الرواشدة والعجالين فتخلخلت الدفاعات اللبنانية، ولينجح رأس الحربة نهار شديفات في ظل ذلك بصناعة هدف وتسجيل آخر لزميله بهاء عبد الرحمن.
عمان جو - استعاد الفيصلي الأردني قمة عطائه وألقه، عندما أنجز مهمة ضيفه طرابلس الرياضي اللبناني من شوطها الأول وبنتيجة "3-1"، في مباراة مهمة جمعتهما الثلاثاء في كأس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم، ليضع قدماً في الدور الثاني بعدما رفع رصيده إلى "8" نقاط.
الفوز المستحق لم يكن وليدًا للصدفة، بل كان لذلك أسبابه المتعددة، فالفريق عانى خلال الأيام الماضية من تراجع واضح في أدائه ونتائجه في بطولة الدوري المحلي، واللاعبون شعروا بحجم التقصير تجاه فريقهم وجماهيرهم، فجاءت الصحوة بإستنهاض الهمة وتسجيل الفوز الذي الجماهير العاشقة من بعد غضب.
ويستعرض عمان جو في هذا التقرير الأسباب التي قادت الفيصلي إلى استعادة حضوره القوي في هذه المباراة، ويجملها في "4" نقاط هي:
-أولاً: دموع سلمى
شدت الطفلة الصغيرة سلمى ذات الوجه الملائكي انتباه الجميع، وتحديداً عندما ظهرت في شريط فيديو وعبر العديد من القنوات التيلفزيوينة وهي تبكي بحرارة حال فريق الفيصلي المتردي بعد الخسارة أمام الجزيرة، وحرقتها على الفريق والخسارة ومطالبتها للاعبين بضرورة العودة لدرب الانتصارات، شكلت تحد من نوع فريد للاعبين، لتحويل دموع هذه الطفلة إلى فرحة.
اللاعبون بعدما شاهدوا دموع سلمى وعشقها البريء للقميص الأزرق، حرصوا على استقبالها بصحبة والدها بمعسكر الفريق قبل موعد المباراة، وجلسوا معها وقدموا لها قميص الفريق ممهوراً بتوقيع جميع اللاعبين تقديراً لحبها للفيصلي، وعاهدوها بأنهم سيقدمون كل ما بإمكانهم أمام فريق طرابلس لاسعادها بالفوز.
اللاعبون أوفوا الوعد لسلمى التي حضرت مباراة الثلاثاء في أرض الملعب، ليسطروا انتصاراً مستحقاً ممزوجاً بعطاء ساحر وأداء باهر لم يقدموه في أي مباراة مضت خلال الموسم الحالي، وليقدموا هذا الفوزكعربون محبة لسلمى.
-ثانياً: ثورة التشكيك
عبرت جماهير الفيصلي عن غضبها الشديد من الأداء والنتائج المتراجعة التي لازمت مشوار الفريق بالفترة الماضية وتحديداً في بطولة دوري المحترفين، فهي لم تحمل ما آل إليه وضع الفريق فكان لا بد من التحرك والمطالبة بعودة الفيصلي القوية.
الغضب الجماهيري لم ينحصر في توجيه الإنتقاد للفريق وللاعبين على مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" والمنتديات الرياضية، بل امتد إلى كشف ذلك في التدريبات الأخيرة التي سبقت موعد مباراة طرابلس، مما جعل الفريق يتدرب تحت الحراسة الأمنية.
الجماهير عاتبت وانتقدت لاعبيها على ما يقدموه من أداء رتيب واتهموا البعض منهم بالتقاعس، ووجهوا لهم رسالة "صريحة" بأن تمثيل الفيصلي يجب أن يكون لمن يقدر قميص هذا النادي العريق صاحب البطولات والإنجازات المحلية والآسيوية، فشكلت موجة الغضب وثورة التشكيك هذه، فرصة جادة لمراجعة اللاعبين لحساباتهم وإثبات قدراتهم.
-ثالثاً: فرض السيطرة
بحث الفيصلي منذ بداية المباراة على إيجاد الطريقة المثلى لفرض نفوذه على منطقة خط الوسط لإيمانه بأن ذلك سبيله الوحيد لتعزيز فرصته بتحقيق الفوز، فالسيطرة على منطقة العمليات تعني التحكم بمجريات المباراة، والإمساك بالتالي بزمام المبادرات الهجومية.
وفعلاً طبق اللاعبون المطلوب منهم على أكمل وجه، فانضبطوا تكتيكياً ووضعوا المرمى اللبناني تحت الضغط المكثف، وتتحقق عامل السرعة في عملية البناء وتجلّت التحركات الناضجة وروح العطاء المتأججة بنفوس اللاعبين كاشفين عن رغبة جادة في تغيير الصورة القاتمة، ما جعل مهمة تسجيل الأهداف مسألة وقت ليس إلا.
-رابعاً: الطريقة والتشكيلة
لعب الفيصلي بطريقة (4-2-3-1)، وهي طريقة أتت ثمارها المطلوبة هجومياً بدليل تسجيل الأهداف الثلاثة بالشوط الاول.
الفيصلي عانى طيلة المباريات الماضية من ضعف واضح في قدراته التهديفية، فكان لا بد من خلق الحلول الأنسب وكان له ما أراد.
المدير الفني محمد اليماني وضع "الخطة المحكمة" التي طبقها اللاعبون بحذافيرها، حيث بحث الفريق مبكراً عن السيطرة الميدانية مما فرض على لاعبي لبنان التراجع والتخلي عن الدور الهجومي، ليهاجم الفيصلي بكثافة عددية مؤثرة.
كما أن ظهور أنس جبارات ليلعب منذ البداية إلى جانب بهاء كان خيارا موفقا ، بل لاحظنا بان بهاء أصبح أكثر تحرراً وتقدماً، في حين تواجد مهدي علامة كصانع ألعاب امتاز بسرعة الإنطلاق والرؤية داخل الملعب والحنكة في التمرير ، فكان المغذي الرئيس لأطراف الفيصلي عبر البخيت والرفاعي .
تواجد المهاجم نهار شديفات كرأس حربة ساهم في اكمال أضلاع الشكل الهجومي الصحيح والمتكامل للفريق، بل خفف تواجده من صرامة الرقابة على البخيت والرفاعي اللذين وجدا الفرصة مناسبة لممارسة هوايتهما المفضلة في التوغل بمساندة الرواشدة والعجالين فتخلخلت الدفاعات اللبنانية، ولينجح رأس الحربة نهار شديفات في ظل ذلك بصناعة هدف وتسجيل آخر لزميله بهاء عبد الرحمن.