"عين على القدس" يسلط الضوء على التطرف واعتقال المنهاج الفلسطيني
عمان جو-محلي
قال وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين، الدكتور بصري صالح، ان المخطط الاسرائيلي للاستيلاء على مدينة القدس يعتبر السيطرة على قطاع التعليم، أحد الركائز الأساسية الى تقود الى تحقيق أهدافه من خلال تحريف المنهاج الوطني الفلسطيني في مدارس القدس التي يتواجد أكثر من مئة ألف طالب وطالبة على مقاعدها، وشطب كل ما يتعلق بالهوية الوطنية الفلسطينية والعربية والاسلامية، ومحاولة استبدالها بأخرى اسرائيلية.
وأوضح صالح في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الاردني مساء امس، أن ما يرعب الاحتلال ان المنهاج الفلسطيني يركز على الهوية الوطنية الفلسطينية، وعلى كل ما يتعلق بالثقافة والانتماء الفلسطيني والعربي الاسلامي، ويذكي روح البحث والاستقصاء والتفكير الناقد وحل المشكلات، في اطار قالب تربوي علمي ثقافي اجتماعي ملائم، ينسجم مع الهوية والثقافة، ويرسخ الانتماء الوطني والقومي والديني في وجه الرواية الصهيونية النقيضة.
وفي المقابل، أشاد صالح بالدور الأردني وما يقدمه من رعاية وعناية في الموضوع التعليمي، والتعاون الكبير في برامج ومشاريع مشتركة، وخاصة مبادرة (مدرستي فلسطين) برعاية جلالة الملكة رانيا العبد الله، مشيرا الى أن هذا يساعد أبناء القدس في التقدم بخطوات واسعة الى الأمام، ويمكننا من تقديم تعليم نوعي لأبنائنا الذين يرزحون تحت الاحتلال .
فيما قال مدير التربية والتعليم في مدينة القدس، سمير جبريل، ان الاحتلال أبى أن يكون اليوم الأول للعودة الى المدارس يوم فرح وسعادة، حين جعله يوما صعبا مليئا بالاقتحامات والاعتقالات، وجعل مدارس القدس تعاني من الاجراءات الاحتلالية، وخاصة المدارس في المسجد الأقصى الذي كان لها معاناة خاصة، حيث رفضت سلطات الاحتلال ادخال الكتب الى المدارس مع بداية العام الحالي، وقامت بتوقيف واعتقال القائمين على هذه المدارس بحجة مناهج التعليم، وكذلك اقتحام مدارس أخرى واعتقال طلبة منها .
بدوره أشار الباحث في شؤون القدس، روبين أبو شمسية، الى الشح الواضح في المقاعد الدراسية، رغم كل الجهود التي تبذل من مؤسسات خاصة في استيعاب الكثير من الطلاب، نتيجة لقلة الأماكن التي تعود الى قلة البنايات الفارغة المعدة لأن تكون مدارس نموذجية للطلاب، وبما يصل الى 15 ألف مقعد دراسي يحتاجها الطلاب في مدينة القدس .
وفي المحور المتعلق بالمستوطنين الجدد، ومشاريع الاستيطان الخاصة بهم، أشار الخبير في شؤون القدس، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، الدكتور وصفي الكيلاني، الى اليهود الاصلاحيين الذين تكمن خطورتهم في أنهم نواة اليهود المتطرفين ويمتلكون المال وأدوات التواصل مع البعد اليهودي الأمريكي الداعم بكل مكوناته للسياسات الاسرائيلية، وهم يقودون الدعم المالي والاعلامي على الأرض، لأنهم يجمعون بين الحداثة والأرثوذوكسية، ويشكلون الهوية الصهيونية العميقة .
وأكد الكيلاني أنه يتوجب التركيز على محورين مهمين جدا للحد من تأثير هؤلاء الغلاة المتطرفين، يتمثلان في حماية الرواية وحماية المقدسات، فمحاربة الرواية تتطلب كشف الزيف والكذب وتعرية أصول هؤلاء المتطرفين الذين كانوا عبارة عن مجاميع من المنحرفين سلوكيا، وبحاجة لكشف الغطاء الكاذب عنهم لدى العالم المسيحي، والمنحى الآخر المهم جدا هو الثبات على الهوية الاسلامية المسيحية لمدينة القدس، وحماية المقدسات والحفاظ على الوصاية الهاشمية والاعمار الهاشمي، والاستمرار فيهما مهما كانت الصعوبات والمعيقات.
وأشار نائب رئيس جامعة بير زيت وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور غسان الخطيب، الى أن الوجود اليهودي الأمريكي في اسرائيل يتميز بقدر كبير من التطرف، ويأخذ مظاهر عديدة من ضمنها مظاهر تمويلية ومظاهر أيدلوجية، حيث تقوم المنظمات الأمريكية المتطرفة بدعم مدارس يهودية ذات طابع تلمودي عنصري متطرف، ومن شأن هذه المدارس أن تولد العنصرية والتطرف والكراهية التي تخرج الكثير من الحركات اليهودية الارهابية المتطرفة التي تغذي العنف وكراهية العرب .
وعرّج أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور منذر الدجاني، على تاريخ العلاقة الأمريكية مع الحركة الصهيونية التي بدأت في بداية القرن العشرين، عندما قام بعض اليهود الأمريكان، بتأسيس اللجنة الأمريكية الصهيونية التي حظيت بدعم كبير، وانبثق عنها لجان مناصرة الحركة الصهيونية عامي 1915 و 1916.
وأشار مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، الى مليارات الدولارات التي تتدفق من الولايات المتحدة من متبرعين لتمويل الاستيطان اليهودي في مدينة القدس، وتمويل عمليات البناء الكبرى التي تجري في المدينة للتوسع الاستيطاني، انفاذا لشعار ايهود أولمرت عندما كان رئيسا لبلدية القدس.
من جانبها، قالت مدير الشؤون الفلسطينية في جريدة "الغد"، الدكتورة ناديا سعد الدين، اننا نعرف أن موازنة كبيرة من ميزانية دولة الاحتلال الاسرائيلي تذهب لإقامة مستوطنات جديدة، او توسيع القائم منها، وتغطية الكلفة المالية الكبرى التي تتطلبها المستوطنات.
وأشار المحلل السياسي والكاتب الصحفي، ياسر زعاترة، الى ان أهم جمعيتين استيطانيتين لتهويد القدس، يمولهما أحد أشهر المليارديرات في أمريكا، وكثير من الأموال التي تأتي من دافع الضرائب الأمريكي، بمسمى تبرع للجمعيات الخيرية اليهودية، تذهب الى الجمعيات الاستيطانية اليهودية لتوسيع المستوطنات وبناء المزيد منها .
--(بترا)
عمان جو-محلي
قال وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين، الدكتور بصري صالح، ان المخطط الاسرائيلي للاستيلاء على مدينة القدس يعتبر السيطرة على قطاع التعليم، أحد الركائز الأساسية الى تقود الى تحقيق أهدافه من خلال تحريف المنهاج الوطني الفلسطيني في مدارس القدس التي يتواجد أكثر من مئة ألف طالب وطالبة على مقاعدها، وشطب كل ما يتعلق بالهوية الوطنية الفلسطينية والعربية والاسلامية، ومحاولة استبدالها بأخرى اسرائيلية.
وأوضح صالح في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الاردني مساء امس، أن ما يرعب الاحتلال ان المنهاج الفلسطيني يركز على الهوية الوطنية الفلسطينية، وعلى كل ما يتعلق بالثقافة والانتماء الفلسطيني والعربي الاسلامي، ويذكي روح البحث والاستقصاء والتفكير الناقد وحل المشكلات، في اطار قالب تربوي علمي ثقافي اجتماعي ملائم، ينسجم مع الهوية والثقافة، ويرسخ الانتماء الوطني والقومي والديني في وجه الرواية الصهيونية النقيضة.
وفي المقابل، أشاد صالح بالدور الأردني وما يقدمه من رعاية وعناية في الموضوع التعليمي، والتعاون الكبير في برامج ومشاريع مشتركة، وخاصة مبادرة (مدرستي فلسطين) برعاية جلالة الملكة رانيا العبد الله، مشيرا الى أن هذا يساعد أبناء القدس في التقدم بخطوات واسعة الى الأمام، ويمكننا من تقديم تعليم نوعي لأبنائنا الذين يرزحون تحت الاحتلال .
فيما قال مدير التربية والتعليم في مدينة القدس، سمير جبريل، ان الاحتلال أبى أن يكون اليوم الأول للعودة الى المدارس يوم فرح وسعادة، حين جعله يوما صعبا مليئا بالاقتحامات والاعتقالات، وجعل مدارس القدس تعاني من الاجراءات الاحتلالية، وخاصة المدارس في المسجد الأقصى الذي كان لها معاناة خاصة، حيث رفضت سلطات الاحتلال ادخال الكتب الى المدارس مع بداية العام الحالي، وقامت بتوقيف واعتقال القائمين على هذه المدارس بحجة مناهج التعليم، وكذلك اقتحام مدارس أخرى واعتقال طلبة منها .
بدوره أشار الباحث في شؤون القدس، روبين أبو شمسية، الى الشح الواضح في المقاعد الدراسية، رغم كل الجهود التي تبذل من مؤسسات خاصة في استيعاب الكثير من الطلاب، نتيجة لقلة الأماكن التي تعود الى قلة البنايات الفارغة المعدة لأن تكون مدارس نموذجية للطلاب، وبما يصل الى 15 ألف مقعد دراسي يحتاجها الطلاب في مدينة القدس .
وفي المحور المتعلق بالمستوطنين الجدد، ومشاريع الاستيطان الخاصة بهم، أشار الخبير في شؤون القدس، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، الدكتور وصفي الكيلاني، الى اليهود الاصلاحيين الذين تكمن خطورتهم في أنهم نواة اليهود المتطرفين ويمتلكون المال وأدوات التواصل مع البعد اليهودي الأمريكي الداعم بكل مكوناته للسياسات الاسرائيلية، وهم يقودون الدعم المالي والاعلامي على الأرض، لأنهم يجمعون بين الحداثة والأرثوذوكسية، ويشكلون الهوية الصهيونية العميقة .
وأكد الكيلاني أنه يتوجب التركيز على محورين مهمين جدا للحد من تأثير هؤلاء الغلاة المتطرفين، يتمثلان في حماية الرواية وحماية المقدسات، فمحاربة الرواية تتطلب كشف الزيف والكذب وتعرية أصول هؤلاء المتطرفين الذين كانوا عبارة عن مجاميع من المنحرفين سلوكيا، وبحاجة لكشف الغطاء الكاذب عنهم لدى العالم المسيحي، والمنحى الآخر المهم جدا هو الثبات على الهوية الاسلامية المسيحية لمدينة القدس، وحماية المقدسات والحفاظ على الوصاية الهاشمية والاعمار الهاشمي، والاستمرار فيهما مهما كانت الصعوبات والمعيقات.
وأشار نائب رئيس جامعة بير زيت وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور غسان الخطيب، الى أن الوجود اليهودي الأمريكي في اسرائيل يتميز بقدر كبير من التطرف، ويأخذ مظاهر عديدة من ضمنها مظاهر تمويلية ومظاهر أيدلوجية، حيث تقوم المنظمات الأمريكية المتطرفة بدعم مدارس يهودية ذات طابع تلمودي عنصري متطرف، ومن شأن هذه المدارس أن تولد العنصرية والتطرف والكراهية التي تخرج الكثير من الحركات اليهودية الارهابية المتطرفة التي تغذي العنف وكراهية العرب .
وعرّج أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور منذر الدجاني، على تاريخ العلاقة الأمريكية مع الحركة الصهيونية التي بدأت في بداية القرن العشرين، عندما قام بعض اليهود الأمريكان، بتأسيس اللجنة الأمريكية الصهيونية التي حظيت بدعم كبير، وانبثق عنها لجان مناصرة الحركة الصهيونية عامي 1915 و 1916.
وأشار مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، الى مليارات الدولارات التي تتدفق من الولايات المتحدة من متبرعين لتمويل الاستيطان اليهودي في مدينة القدس، وتمويل عمليات البناء الكبرى التي تجري في المدينة للتوسع الاستيطاني، انفاذا لشعار ايهود أولمرت عندما كان رئيسا لبلدية القدس.
من جانبها، قالت مدير الشؤون الفلسطينية في جريدة "الغد"، الدكتورة ناديا سعد الدين، اننا نعرف أن موازنة كبيرة من ميزانية دولة الاحتلال الاسرائيلي تذهب لإقامة مستوطنات جديدة، او توسيع القائم منها، وتغطية الكلفة المالية الكبرى التي تتطلبها المستوطنات.
وأشار المحلل السياسي والكاتب الصحفي، ياسر زعاترة، الى ان أهم جمعيتين استيطانيتين لتهويد القدس، يمولهما أحد أشهر المليارديرات في أمريكا، وكثير من الأموال التي تأتي من دافع الضرائب الأمريكي، بمسمى تبرع للجمعيات الخيرية اليهودية، تذهب الى الجمعيات الاستيطانية اليهودية لتوسيع المستوطنات وبناء المزيد منها .
--(بترا)