خطاب متفائل للمحافظ
عمان جو _ د . فهد الفانك
ليس من الضروري أن يكون محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز متفائلاً بأداء الاقتصاد الوطني ولكنه يرى من واجبه أن يبث روح التفاؤل في مجتمع الأعمال ، لأن التفاؤل يشجع على الحركة والإقدام ، والتشاؤم يحقق ذاته.من هنا نفهم العبارة الحماسية التي وردت في خطابه أمام جمعية البنوك مؤخراً حيث قال معاليه:«الأردن واجه التحديات بكفاءة واقتدار وبعزيمة لا تلين ، وتم تجاوز هذه التحديات بفضل الله وبهمة الأردنيين الغيورين وقيادتهم الهاشمية الحكيمة والإصلاحات الواسعة التي نفذتها الحكومة ومؤسساتها المختلفة ، وذلك ضمن البرنامج الوطني للإصلاح 2012-2015».اعتقد أن المحافظ كان على أعصابه وهو يقرأ هذه العبارة الإعلامية التي نعتقد أنها لا تعبـّر عما نعرفه فيه من عقل ناقد.على كل حال فقد استعرض المحافظ العوامل التي تسهم بالتفاؤل في الاقتصاد الوطني وأهمها انخفاض أسعار النفط ، وانخفاض أسعار الفائدة ، وإمكانية فتح أسواق الاتحاد الأوروبي ، ودور الأردن في المنطقة الذي يؤدي إلى تعزيز الدعم الذي يتلقاه الأردن ، كما يدل مؤتمر المانحين بلندن ، وبالتالي العودة إلى مسيرة التعافي وتحسن معدلات النمو الاقتصادي.بذلك يكون الدكتور زياد فريز قد وضع إصبعه على الموضوع الأهم وهو أن جميع العوامل المؤثرة إيجابياً على الاقتصاد الأردني هي عوامل خارجية علينا أن نتلقى نتائجها ونأمل خيراً ، ولكن ليس لنا يد في تحقيقها.ليس للأردن دور في تخفيض أسعار النفط عالمياً ، أو تخفيض أسعار الفائدة على الدولار إلى مستوى قريب من الصفر ، أما فتح أسواق الاتحاد الأوروبي فقرار قد يتخذه الأوروبيون إذا رضوا عن سلوكنا تجاه اللجوء السوري.النقطة الجوهرية التي لم تفت المحافظ أن الدور الذي يقوم به الاردن في المنطقة هو مصدر الدعم الذي يتلقاه ، وبالتالي فإن استمرار هذا الدعم مرتبط باستمرار الاردن في القيام بالدور المطلوب إقليمياً.مربط الفرس في تطور حاضر ومستقبل الاقتصاد الأردني محكوم باعتبارات سياسية في المقام الاول. هكذا كان الحال منذ تأسيس المملكة ، وهكذا سيظل في المدى المنظور. وما يفعله جلالة الملك على الصعيد الدولي أهم من البرامج والخطط الاقتصادية والمالية ، ومن الإصلاحات (الواسعة) التي يقول المحافظ أن الحكومة نفذتها ضمن البرنامج الوطني للإصلاح 2012-2015.
عمان جو _ د . فهد الفانك
ليس من الضروري أن يكون محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز متفائلاً بأداء الاقتصاد الوطني ولكنه يرى من واجبه أن يبث روح التفاؤل في مجتمع الأعمال ، لأن التفاؤل يشجع على الحركة والإقدام ، والتشاؤم يحقق ذاته.من هنا نفهم العبارة الحماسية التي وردت في خطابه أمام جمعية البنوك مؤخراً حيث قال معاليه:«الأردن واجه التحديات بكفاءة واقتدار وبعزيمة لا تلين ، وتم تجاوز هذه التحديات بفضل الله وبهمة الأردنيين الغيورين وقيادتهم الهاشمية الحكيمة والإصلاحات الواسعة التي نفذتها الحكومة ومؤسساتها المختلفة ، وذلك ضمن البرنامج الوطني للإصلاح 2012-2015».اعتقد أن المحافظ كان على أعصابه وهو يقرأ هذه العبارة الإعلامية التي نعتقد أنها لا تعبـّر عما نعرفه فيه من عقل ناقد.على كل حال فقد استعرض المحافظ العوامل التي تسهم بالتفاؤل في الاقتصاد الوطني وأهمها انخفاض أسعار النفط ، وانخفاض أسعار الفائدة ، وإمكانية فتح أسواق الاتحاد الأوروبي ، ودور الأردن في المنطقة الذي يؤدي إلى تعزيز الدعم الذي يتلقاه الأردن ، كما يدل مؤتمر المانحين بلندن ، وبالتالي العودة إلى مسيرة التعافي وتحسن معدلات النمو الاقتصادي.بذلك يكون الدكتور زياد فريز قد وضع إصبعه على الموضوع الأهم وهو أن جميع العوامل المؤثرة إيجابياً على الاقتصاد الأردني هي عوامل خارجية علينا أن نتلقى نتائجها ونأمل خيراً ، ولكن ليس لنا يد في تحقيقها.ليس للأردن دور في تخفيض أسعار النفط عالمياً ، أو تخفيض أسعار الفائدة على الدولار إلى مستوى قريب من الصفر ، أما فتح أسواق الاتحاد الأوروبي فقرار قد يتخذه الأوروبيون إذا رضوا عن سلوكنا تجاه اللجوء السوري.النقطة الجوهرية التي لم تفت المحافظ أن الدور الذي يقوم به الاردن في المنطقة هو مصدر الدعم الذي يتلقاه ، وبالتالي فإن استمرار هذا الدعم مرتبط باستمرار الاردن في القيام بالدور المطلوب إقليمياً.مربط الفرس في تطور حاضر ومستقبل الاقتصاد الأردني محكوم باعتبارات سياسية في المقام الاول. هكذا كان الحال منذ تأسيس المملكة ، وهكذا سيظل في المدى المنظور. وما يفعله جلالة الملك على الصعيد الدولي أهم من البرامج والخطط الاقتصادية والمالية ، ومن الإصلاحات (الواسعة) التي يقول المحافظ أن الحكومة نفذتها ضمن البرنامج الوطني للإصلاح 2012-2015.