إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المناصير يروي قصة منعِهِ الملك عبد الله من القفز بالمظلة عام 1999


عمان جو - رصد 

 

على إحدى التلال المطلة على «وادي الشتا» أحد أشهر الأودية في عمان، تقع فيلا تمزج بين طابع الحداثة، وأصول البداوة، يستقبلك الباشا سليمان المناصير بسمرته البدوية، وابتسامته الصارمة، مرحباً بقدوم الضيوف.

 

الباشا سليمان أحد الرجال الذين كانوا على تماس مباشر مع الملك عبد الله بن الحسين، لغاية توليه سلطاته الدستورية، إذ كان يشغل منصب رئيس أركان العمليات الخاصة، وهو الرجل الثاني بعد الأمير عبد الله (وقتها)، قبل أن يصبح ملك الأردن في شهر شباط من العام 1999.

 

ويقول، إن أهم ما يميز الملك عبد الله، «إنسانيته وبساطته»، وشغفه بمساعدة الآخرين، ويذكر: «كان الأمير يحضر مباراة في كرة القدم عام 1997 بحضور نائب رئيس الوزراء وقتها الدكتور عبد الله النسور، فعلم الأمير أن هناك 600 سائح عالقين في مدينة البتراء جراء الأمطار والسيول، فطلب مني تحضير فريق من وحدة الـ71، لنقلهم بالطائرات العمودية إلى البتراء وإنقاذ السياح قبل غروب الشمس».

 

ويضيف: «التقى معنا في مطار (هليكوبتر) في منطقة الحمر، وتحركنا إلى الجنوب، وأخلينا السياح إلى فنادق البتراء، وكان سعيداً بإنجاز هذه المهمة»، مشيراً إلى أنّ الملك عبد الله لم يتصرف ولو للحظة بأنه أمير بل دائماً كان يتصرف كقائد في الجيش.

 

ومن ذلك يقول المناصير: إن «الأمير» عبد الله كان دائماً يمنح توجيهاته للجنود في الميدان حول التدريبات وتنظيم العمليات الخاصة، مع حرصه الدائم على المشاركة في التمارين والتركيز على تمارين المهارات الجماعية والفردية.

 

«عمل الأمير عبد الله في مكتب المفتش العام للقوات المسلحة كممثل عن سلاح الدروع برتبة عقيد، وكان معروفاً بالتزامه بالحضور إلى العمل، وفي إحدى الجولات التفتيشية سأل جندياً «متى آخر مرة حصلت على إجارة؟» فأجابه الجندي: «قبل 27 يوماً»، ليتفاجأ أن الجنود يختصرون من إجازاتهم بهدف التخفيف من المصاريف الشهرية ومنحها للأهل».

 

وبيّن أنّ «الأمير عبد الله التقى مع والده الملك الحسين وطلب إليه زيادة الحوافز للجنود بهدف تحسين أوضاعهم، ليتم تخصيص 1500 دينار لكل تشكيل عسكري، على أن توزع على الأشخاص الذين في حاجة ماسة لذلك».

 

ويقول المناصير: إن «الأمير عبد الله لم يشعر بأنه أعلى من باقي ضباط وأفراد الجيش العربي، إذ كان يأكل من نادي الضباط أي طعام موجود، فلو كان الطبق المقدم مثلاً «قلاية بندورة» كان يحبها ويأكلها، ولو كان «منسف» كان يأكل دون أي تكلف أو اعتراض».

 

«ظل الملك عبد الله بعد استلامه سلطاته الدستورية، متواضعاً متقبلاً للنصح، بالإضافة إلى بقائه على تماس مباشر مع الجيش والفرق والتشكيلات العسكرية» وفي هذا الإطار يقول المناصير: «كنا نحضّر لإنزال مظلي، والملك يحب القفز مع المظليين، وقال مرافقه إن الملك يود القفز، فاتصلت بقائد سرية العمليات الخاصة وقتها، وسألته عن المظلة الخاصة بالملك التي كان يستخدمها وهو أمير، وطلبت منه إحضارها».

 

ويضيف: «التقينا في مطار ماركا، فخبأتُ المظلة في سيارتي، وعند وصول الملك سألني عن المظلة، فقلت له إنها كانت لك عندما كنت أميراً، أما الآن فأنت ممنوع من القفز بصفتك ملك الأردن، وفقا لأحكام الدستور»، ويشير إلى «تقبل الملك لهذا الأمر، إلا أنه صعد إلى المظلة وبدأ (بتقفيز) المظليين».

 

ويقول المناصير: «عندما تولى الملك عبد الله سلطاته كنا نعمل معاً في قيادة العمليات الخاصة، وبعدها انتقلتُ إلى القيادة العامة للجيش، وتقاعدتُ في العام 2002، بعد خدمة استمرت 36 عاماً، خدمت فيها مع الحسين منذ العام 1969، كأحد أفراد الحرس الملكي».

 

ويضيف إنه درس في الكلية العسكرية منذ العام 1966، التي كانت النواة لتأسيس الجناح العسكري في جامعة مؤتة، في حين أن الملك عبد الله يعتبر امتداده لوالده الملك الحسين في العطاء والإنسانية.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :