خبز الملقي ..
عمان جو - بققلم فارس حباشنة
صورة رئيس الحكومة هاني الملقي ، وهو متخفي يطمئن على "أحوال الرعية" لم يندلق تغريرها على الاردنيين . بل أن تفاصيل حادثة التخفي لاقتفاء اثر "تهرب ضريبي" فضحت خيبة الحكومة ورئيسها .. يبدو أن الرئيس الملقي حتى الان لا يعرف ماذا يريد الاردنيون ،ومما يخافون ؟
واقعة التخفي تلخص نظرية الحكومة في الحكم ، وبحثها عن رجولة سمها ما تشاء أو قيمة معنوية ما ، يظن الرئيس الملقي تلك الصورة قد تنظلي على علي الفقراني مثلا ، ويخرج على الاردنيين بفيديو يهلل ويزمر لرئيس يقظ و حريص على سلامة عيش الاردنيين و امنهم الاقتصادي .
بالموازي فان الحكومة باسم الازمة الاقتصادية و علاجها كما تبشر ، مزقت رغيف خبز الاردنيين ، وجعلته عنوانا عريضا للاصلاح الاقتصادي ، وغزوات الرئيس الملقي في الانقذاذ على اوكار وجيوب التهرب الضريبي لم تصيب الا مواضع تهريب تافهه و اخجل عن ذكر ارقامها .
في عمق نظرة اللاعبيين الرئيسيين في الحكم لا يرون غير "رغيف الخبز" المشروح و البلدي و الابيض ، هو الاداة الامثل لترويض الشعب بالحديد و النار ، و الخروج عن معادلة الترويض كما يبدو فان معادله المعاكس لا بد من مواجهته ، بالقوة و القمع و الاستبداد و خنق الحريات بل سلبها .
الخبز قصة قديمة ، و لاصحاب الذاكرة القوية ، فهي تعيدنا الى 89 و 94 ، علامات فارقة في تاريخ الاردن المعاصر و سميت بانتفاضات الخبز في الجنوب الاردني . الدولة واجهزتها لديها خبرة و علم مكتسب في ترويض الاردنيين في" قضية الخبز " سواء بالقمع و الاستبداد أو إلقاء كسرات خبز لسد رمق جوعهم اللحظاتي .
ولكن يبقى ثمة سؤال ، هل باتت البضاعة القديمة تصلح اليوم لاعادة استعمالها ؟ ولربما هذا ما قد لا يشعر به كثيرون ممن يراهنون على بضاعة وادوات بالية و عتيقة و متضاربة و عفى عليها الدهر و اكل . عدة السحر القديمة التي تظهر في اوقات الازمات و الشعور بالخطر ، وصناعة اعداء من ورق ، قد تعيد توحد القطيع خلف رجلها الكبير .
اوهام لا أٌقل و لا أكثر ، الاردنيون بحسرتهم خسروا في معاركهم الوطنية .. الحرية و الخبز . وترى ماذا سيقيوهم على البقاء و تحمل زائد و فائض سياسات التجويع و الاهمال و التهميش و الاقصاء . وأكثر ما يبعث على القلق الفاجع أن الدولة بقدر ما تبحث عن توسيع رقعة حمايتها ، الا أنها تبدو ممزقة في مواجهات لاطراف عدة متجاذبة بفعل الفساد و الفساد المفرط و الذي تحول الى منهج ، تكونت من حوله عصابات ومحميات شرسة .
فارس حباشنة
عمان جو - بققلم فارس حباشنة
صورة رئيس الحكومة هاني الملقي ، وهو متخفي يطمئن على "أحوال الرعية" لم يندلق تغريرها على الاردنيين . بل أن تفاصيل حادثة التخفي لاقتفاء اثر "تهرب ضريبي" فضحت خيبة الحكومة ورئيسها .. يبدو أن الرئيس الملقي حتى الان لا يعرف ماذا يريد الاردنيون ،ومما يخافون ؟
واقعة التخفي تلخص نظرية الحكومة في الحكم ، وبحثها عن رجولة سمها ما تشاء أو قيمة معنوية ما ، يظن الرئيس الملقي تلك الصورة قد تنظلي على علي الفقراني مثلا ، ويخرج على الاردنيين بفيديو يهلل ويزمر لرئيس يقظ و حريص على سلامة عيش الاردنيين و امنهم الاقتصادي .
بالموازي فان الحكومة باسم الازمة الاقتصادية و علاجها كما تبشر ، مزقت رغيف خبز الاردنيين ، وجعلته عنوانا عريضا للاصلاح الاقتصادي ، وغزوات الرئيس الملقي في الانقذاذ على اوكار وجيوب التهرب الضريبي لم تصيب الا مواضع تهريب تافهه و اخجل عن ذكر ارقامها .
في عمق نظرة اللاعبيين الرئيسيين في الحكم لا يرون غير "رغيف الخبز" المشروح و البلدي و الابيض ، هو الاداة الامثل لترويض الشعب بالحديد و النار ، و الخروج عن معادلة الترويض كما يبدو فان معادله المعاكس لا بد من مواجهته ، بالقوة و القمع و الاستبداد و خنق الحريات بل سلبها .
الخبز قصة قديمة ، و لاصحاب الذاكرة القوية ، فهي تعيدنا الى 89 و 94 ، علامات فارقة في تاريخ الاردن المعاصر و سميت بانتفاضات الخبز في الجنوب الاردني . الدولة واجهزتها لديها خبرة و علم مكتسب في ترويض الاردنيين في" قضية الخبز " سواء بالقمع و الاستبداد أو إلقاء كسرات خبز لسد رمق جوعهم اللحظاتي .
ولكن يبقى ثمة سؤال ، هل باتت البضاعة القديمة تصلح اليوم لاعادة استعمالها ؟ ولربما هذا ما قد لا يشعر به كثيرون ممن يراهنون على بضاعة وادوات بالية و عتيقة و متضاربة و عفى عليها الدهر و اكل . عدة السحر القديمة التي تظهر في اوقات الازمات و الشعور بالخطر ، وصناعة اعداء من ورق ، قد تعيد توحد القطيع خلف رجلها الكبير .
اوهام لا أٌقل و لا أكثر ، الاردنيون بحسرتهم خسروا في معاركهم الوطنية .. الحرية و الخبز . وترى ماذا سيقيوهم على البقاء و تحمل زائد و فائض سياسات التجويع و الاهمال و التهميش و الاقصاء . وأكثر ما يبعث على القلق الفاجع أن الدولة بقدر ما تبحث عن توسيع رقعة حمايتها ، الا أنها تبدو ممزقة في مواجهات لاطراف عدة متجاذبة بفعل الفساد و الفساد المفرط و الذي تحول الى منهج ، تكونت من حوله عصابات ومحميات شرسة .
فارس حباشنة