يوميات مدير سجن (سامي خوري أبو طارق واحمد الدقامسه )
عمان جو- هاشم المجالي
أولا سأحاول أن استذكر الكثير من الأمور التي حصلت معي، وكانت غريبه أو ملفته، من خلال خدمتي بإدارة السجون كمدير لإحدى سجونها، قبل أن أكون نائبا لمدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، يعني مسئولا عن كل السجون. ..
في أحد الأيام وعندما كنت بسجن أم اللولو الذي يقع بين المفرق واربد، بالقرب من قرية حوشا والحمراء، تلقيت اتصال هاتفي من الإداره، بأن السيد سامي خوري والد طارق خوري، سوف يحضر إلى السجن من أجل زيارة النزيل أحمد الدقامسه، وكانت التعليمات أن نكرشه من على الباب ، و عدم السماح له بالدخول لحرم السجن؛ وبالفعل وبعد الإتصال تبلغت من خفير الباب، بأن السيد سامي خوري يطلب زيارة النزيل أحمد الدقامسه، وعندما شاهدته بالكاميرات ،كان رجل عجوز قريب الثمانينات، طبعا لايجب أن أصف من وصل إلى هذا العمر فكلكم تعرفون أن باكورته بيده، عندها أخبرت الخفير أن يدخله إلى مكتبي، وبالفعل قمت باستقباله أمام مبنى الإداره وادخلته مكتبي، وطلب مني مقابلة الدقامسه، عندها، صممت أن نحتسي القهوه معا وان يرتاح، ثم نتحدث بهذا الموضوع.
سامي خوري، رجل مثقف ولا يتحدث إلا اللغه العربيه الفصحى، يحمل بجعبته قصص وحكايات، عن فلسطين ومدنها وقراها، يعشقها لدرجة أنه يتأمل أن يرجع إليها، ليعيد ذكرياته فيها، سامي خوري يعشق الأردن ولا تعارض في هذا مع حبه لفلسطين بل يعتبر أن التحرير لا يمكن أن يكون إلا من الأردن وشعبه بجميع أطيافه.....
عندما شرب الشاي والقهوة، سئلته عن سبب إهتمامه بالدقامسه ،ورغبته بزيارتة، وأبلغته بأن التعليمات لا تسمح بزيارة غير الأقرباء ،فامتعض مني، ولكنه شكرني على حسن الإستقبال، وأخبرني أن الدقامسه عسكري بالجيش الأردني، وأن ما قام به الدقامسه ، هو ما قام به الجيش الاردني سابقا، وهو ما سيكون لاحقا وإن طال الزمن، وبما أنني لن أكون في ذلك الزمن، فإن الواجب علي أن ازوره وأشد على يديه وأقدم ما أستطيع له من دعم مادي ومعنوي.
عندها زاد إحترامي لهذه الشخصية واعجابي بها، مع اعتذاري له بعدم مقدرتي على تلبية طلبه بالزيارة، ولكنني أستطيع أن أوصل أي شيء يرغب بتوصيله إلى الدقامسه من خلالي. ..
وقمت بوداعه إلى باب السجن الخارجي، ورجوت الله أن يكون هناك الملايين من أمثال سامي خوري. ..
ومن هنا اقول ان سامي خوري والد طارق خوري، مسيحي فلسطيني أردني، جمع بين الإنتماء لمسقط الرأس المحتل والولاء لمن سيحرر مسقط الرأس. .
فهل طارق خوري سيكون كوالده وبهذه الصفات. ..
وإلى اللقاء في يوميات أخرى في السجون. .
عمان جو- هاشم المجالي
أولا سأحاول أن استذكر الكثير من الأمور التي حصلت معي، وكانت غريبه أو ملفته، من خلال خدمتي بإدارة السجون كمدير لإحدى سجونها، قبل أن أكون نائبا لمدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، يعني مسئولا عن كل السجون. ..
في أحد الأيام وعندما كنت بسجن أم اللولو الذي يقع بين المفرق واربد، بالقرب من قرية حوشا والحمراء، تلقيت اتصال هاتفي من الإداره، بأن السيد سامي خوري والد طارق خوري، سوف يحضر إلى السجن من أجل زيارة النزيل أحمد الدقامسه، وكانت التعليمات أن نكرشه من على الباب ، و عدم السماح له بالدخول لحرم السجن؛ وبالفعل وبعد الإتصال تبلغت من خفير الباب، بأن السيد سامي خوري يطلب زيارة النزيل أحمد الدقامسه، وعندما شاهدته بالكاميرات ،كان رجل عجوز قريب الثمانينات، طبعا لايجب أن أصف من وصل إلى هذا العمر فكلكم تعرفون أن باكورته بيده، عندها أخبرت الخفير أن يدخله إلى مكتبي، وبالفعل قمت باستقباله أمام مبنى الإداره وادخلته مكتبي، وطلب مني مقابلة الدقامسه، عندها، صممت أن نحتسي القهوه معا وان يرتاح، ثم نتحدث بهذا الموضوع.
سامي خوري، رجل مثقف ولا يتحدث إلا اللغه العربيه الفصحى، يحمل بجعبته قصص وحكايات، عن فلسطين ومدنها وقراها، يعشقها لدرجة أنه يتأمل أن يرجع إليها، ليعيد ذكرياته فيها، سامي خوري يعشق الأردن ولا تعارض في هذا مع حبه لفلسطين بل يعتبر أن التحرير لا يمكن أن يكون إلا من الأردن وشعبه بجميع أطيافه.....
عندما شرب الشاي والقهوة، سئلته عن سبب إهتمامه بالدقامسه ،ورغبته بزيارتة، وأبلغته بأن التعليمات لا تسمح بزيارة غير الأقرباء ،فامتعض مني، ولكنه شكرني على حسن الإستقبال، وأخبرني أن الدقامسه عسكري بالجيش الأردني، وأن ما قام به الدقامسه ، هو ما قام به الجيش الاردني سابقا، وهو ما سيكون لاحقا وإن طال الزمن، وبما أنني لن أكون في ذلك الزمن، فإن الواجب علي أن ازوره وأشد على يديه وأقدم ما أستطيع له من دعم مادي ومعنوي.
عندها زاد إحترامي لهذه الشخصية واعجابي بها، مع اعتذاري له بعدم مقدرتي على تلبية طلبه بالزيارة، ولكنني أستطيع أن أوصل أي شيء يرغب بتوصيله إلى الدقامسه من خلالي. ..
وقمت بوداعه إلى باب السجن الخارجي، ورجوت الله أن يكون هناك الملايين من أمثال سامي خوري. ..
ومن هنا اقول ان سامي خوري والد طارق خوري، مسيحي فلسطيني أردني، جمع بين الإنتماء لمسقط الرأس المحتل والولاء لمن سيحرر مسقط الرأس. .
فهل طارق خوري سيكون كوالده وبهذه الصفات. ..
وإلى اللقاء في يوميات أخرى في السجون. .