هيكلة مؤسسات القطاع الخاص
عمان جو _ عصام قضماني
لم نتوقف يوما عن الدفاع عن القطاع الخاص ودوره باعتبار أن خزان الحكومة فاضٍ وأن التخفيف من مشكلة مثل البطالة مهمة لم تعد تقتصر على الحكومة لكن القطاع الخاص لا يساعد نفسه ؟.بالعكس يبدو أن عدوى البيروقراطية والشللية انتقلت الى القطاع الخاص وأستطيع القول أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة للتخلص منها تحت ضغط القصف المستمر من كل الإتجاهات وقد أنشأت لذلك جائزة للتميز الحكومي .على سبيل المثال , انظر الى تشكيل الوفود وترتيب المشاركات في المؤتمرات الهامة , تبدو الصورة جلية , عندما يتم انتقاء أسماء قريبة من رئاسات الغرف أو الهيئات أو الجمعيات , إما لتسديد ثمن انتخابي أو لمصالح خاصة .حتى الكلمات التي يبرع رجالات القطاع الخاص في إعدادها أو تعد لهم لا تخلو من ذات الديباجات ومن ذات الكلاشيهات لكن الأسوأ هي في الإبقاء على وتيرة الشكوى والتذمر , دون أية خطوات عملية لتصويب الأوضاع .القطاع الخاص ذاته بات يحتاج الى إعادة هيكلة , وقلنا سابقا إن من بين أهم نقاط ضعف القطاع الخاص, التمثيل , الذي تنتجه انتخابات , لا يشارك بها سوى 20% فقط .لماذا يحتاج القطاع الخاص الى كل هذه الهيئات والجمعيات والنقابات لذات التخصص في كثير من الأحيان , سوى عشق المناصب !!.بالنسبة لكثير من رؤساء الهيئات والغرف , الرئاسة منصة للتوزير . خذ مثلا , كيف أن عددا من تجارب توزير الناجحين في القطاع الخاص واجهت إخفاقات , وكان السؤال المعلق , لماذا يفشل وزير كان قائدا ناجحا لشركة أو لغرفة أو لهيئة ؟.من المفارقات أيضا في تجربة توزير شخصيات من القطاع الخاص هو سرعة تحولهم من مدافعين شرسين عن مصالح رجال الأعمال الى أعداء شرسين لهم . لا ندعي أن تبادل المواقع بين القطاع الخاص والقطاع العام خطأ , فقد حقق فوائد كثيرة ليس أقلها نقل الخبرة وتجديد أسلوب العمل , لكن العبرة في نهاية المطاف في تطبيق روح القانون وليس في تجاوزه , والخطأ في تجذير الخلط المثير للشبهة في تقاطع المصالح بين النقلتين , فما جعل الله لرجلِ من قلبين في جوفه.دأب بعض الوزراء ممن يغادرون موقعهم إثر تعديل وزاري الى إدارة شركة أو رئاسة غرفة صناعة أو تجارة على توجيه انتقادات قاسية لقرارات حكومية كانوا جزءا منها , وتبريرات ذلك بأن ذات الموقف كانوا أبدوه لكن في دائرة مجلس الوزراء لأن تقاليد العمل الحكومي تفرض التضامن مع القرارات حتى لو كانت بعكس ما يشتهون .أين جيل القيادات الشابة , فالحديث عن الدماء الجديدة لا يغادر أفواه المتشدقين باتاحةالفرص
.qadmaniisam@yahoo.com
عمان جو _ عصام قضماني
لم نتوقف يوما عن الدفاع عن القطاع الخاص ودوره باعتبار أن خزان الحكومة فاضٍ وأن التخفيف من مشكلة مثل البطالة مهمة لم تعد تقتصر على الحكومة لكن القطاع الخاص لا يساعد نفسه ؟.بالعكس يبدو أن عدوى البيروقراطية والشللية انتقلت الى القطاع الخاص وأستطيع القول أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة للتخلص منها تحت ضغط القصف المستمر من كل الإتجاهات وقد أنشأت لذلك جائزة للتميز الحكومي .على سبيل المثال , انظر الى تشكيل الوفود وترتيب المشاركات في المؤتمرات الهامة , تبدو الصورة جلية , عندما يتم انتقاء أسماء قريبة من رئاسات الغرف أو الهيئات أو الجمعيات , إما لتسديد ثمن انتخابي أو لمصالح خاصة .حتى الكلمات التي يبرع رجالات القطاع الخاص في إعدادها أو تعد لهم لا تخلو من ذات الديباجات ومن ذات الكلاشيهات لكن الأسوأ هي في الإبقاء على وتيرة الشكوى والتذمر , دون أية خطوات عملية لتصويب الأوضاع .القطاع الخاص ذاته بات يحتاج الى إعادة هيكلة , وقلنا سابقا إن من بين أهم نقاط ضعف القطاع الخاص, التمثيل , الذي تنتجه انتخابات , لا يشارك بها سوى 20% فقط .لماذا يحتاج القطاع الخاص الى كل هذه الهيئات والجمعيات والنقابات لذات التخصص في كثير من الأحيان , سوى عشق المناصب !!.بالنسبة لكثير من رؤساء الهيئات والغرف , الرئاسة منصة للتوزير . خذ مثلا , كيف أن عددا من تجارب توزير الناجحين في القطاع الخاص واجهت إخفاقات , وكان السؤال المعلق , لماذا يفشل وزير كان قائدا ناجحا لشركة أو لغرفة أو لهيئة ؟.من المفارقات أيضا في تجربة توزير شخصيات من القطاع الخاص هو سرعة تحولهم من مدافعين شرسين عن مصالح رجال الأعمال الى أعداء شرسين لهم . لا ندعي أن تبادل المواقع بين القطاع الخاص والقطاع العام خطأ , فقد حقق فوائد كثيرة ليس أقلها نقل الخبرة وتجديد أسلوب العمل , لكن العبرة في نهاية المطاف في تطبيق روح القانون وليس في تجاوزه , والخطأ في تجذير الخلط المثير للشبهة في تقاطع المصالح بين النقلتين , فما جعل الله لرجلِ من قلبين في جوفه.دأب بعض الوزراء ممن يغادرون موقعهم إثر تعديل وزاري الى إدارة شركة أو رئاسة غرفة صناعة أو تجارة على توجيه انتقادات قاسية لقرارات حكومية كانوا جزءا منها , وتبريرات ذلك بأن ذات الموقف كانوا أبدوه لكن في دائرة مجلس الوزراء لأن تقاليد العمل الحكومي تفرض التضامن مع القرارات حتى لو كانت بعكس ما يشتهون .أين جيل القيادات الشابة , فالحديث عن الدماء الجديدة لا يغادر أفواه المتشدقين باتاحةالفرص
.qadmaniisam@yahoo.com