أمير ليبرالي
عمان جو _ عصام قضماني
السياسات الإقتصادية المحافظة للمملكة العربية السعودية ضيعت فرصا كثيرة , وها هي القيادات الشابة فيها تكسر تابوهات ظلت سائدة على مدى عقود . النفط إدمان يجب التخلص منه لكن الأهم كان في جملة الأفكار الليبرالية التي طرحها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتغيير سيأتي عبر بوابة الإقتصاد ., معنى الطروحات السعودية الجديدة هو التخلص من النظام الريعي الخالص الذي يعتمد النفط مصدرا وحيدا للثروة وعائدته فقط للإنفاق , وهو ما كان ولا يزال يسير عكس عقارب الساعة.لكن على ما يبدو أن هناك من سيعكس دوران الساعة لتسير كالمعتاد , وهو ما فهمته من الرؤية الجريئة التي قدمها الأمير الشاب محمد بن سلمان لمستقبل الإقتصاد السعودي .بالنسبة للمؤمنين بالتجديد والإنفتاح هي رؤية متقدمة , لكنها ليست كذلك لتيار المحافظين وهو غالب في دولة بحجم المملكة العربية السعودية , فهل كان الأمير يجدف عكس التيار ؟.إجابات الأمير واضحة وحادة , فهو لم يتوقف عن إستخدام عبارة « يجب أن يكون « كلما طرح خطة أو مشروع , لكن أكثر العبارات لافتة للإهتمام كانت « أنه أصبح اليوم كأنه دستورنا، الكتاب والسنة ثم البترول».هناك جيل من الأمراء الشباب , مجددين جاء دورهم لتولي السلطة في الخليج العربي , وإن كانوا في دولة مثل الإمارات العربية المتحدة سبقوا بخطوات بحكم ترتيب الأقدار فسبقت لذات الأسباب ثورة التجديد الناعم واللبرلة , ها هي ذي المملكة العربية السعودية تلحق لكن الحكمة في التأخير وبحكم ترتيبات الأقدار أيضا , وفرت لهم خزانا من الأفكار والتجارب الجاهزة , وستكون خطواتهم حذرة لكنها منطلقة ليس فيها مخاطرة بقدر ما فيها من تحسب ورغبة في الإنفتاح .لن أكرر ما قاله الأمير الليبرالي في مقابلته مع قناة العربية , فهو سيقتحم عملاقا كان مغلقا بإدارته وفوائده إسمه أرامكو , وهو سينقل ملكية الأراضي الشاسعة المملوكة للخزينة الى صندوق إستثماري يعظم فوائدها ويمنحها فرصا إستثمارية , وهو يتحدث عن الخصخصة كمفتاح للشفافية والرقابة والمساءلة , وهو يتحث عن إجتثاث الفساد بقدر عبر إعادة هيكلة الإجراءات، لإغلاق المنافذ على الفساد أجدى من ملاحقة الفاسدين , ويتحدث عن البطاقة الخضراء «غرين كارد» التي ستمكن العرب والمسلمين من العيش طويلاً في المملكة، وهي من روافد الاستثمار في المملكة، ويتحدث عن السياحة وعن بعث الحضارات الأخرى من غير الحضارة الإسلامية التي مرت على جزيرة العرب وذكرها القرآن الكريم , وقد ظل ذكرها وحتى المرور الى جوار شواهدها من المحرمات وسيفتح المجال للسياحة لجميع الجنسيات بما يتوافق مع قيم ومعتقدات المملكة ..هذا أمير ليبرالي بنكهة محافظة , أما الأولى فهي الأسلوب الجديد في إدارة الإقتصاد أما النكهة , فهي المتعلقة بجعل الدين منصة للإنفتاح والتفوق الحضاري والإنساني .qadmaniisam@yahoo.com
عمان جو _ عصام قضماني
السياسات الإقتصادية المحافظة للمملكة العربية السعودية ضيعت فرصا كثيرة , وها هي القيادات الشابة فيها تكسر تابوهات ظلت سائدة على مدى عقود . النفط إدمان يجب التخلص منه لكن الأهم كان في جملة الأفكار الليبرالية التي طرحها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتغيير سيأتي عبر بوابة الإقتصاد ., معنى الطروحات السعودية الجديدة هو التخلص من النظام الريعي الخالص الذي يعتمد النفط مصدرا وحيدا للثروة وعائدته فقط للإنفاق , وهو ما كان ولا يزال يسير عكس عقارب الساعة.لكن على ما يبدو أن هناك من سيعكس دوران الساعة لتسير كالمعتاد , وهو ما فهمته من الرؤية الجريئة التي قدمها الأمير الشاب محمد بن سلمان لمستقبل الإقتصاد السعودي .بالنسبة للمؤمنين بالتجديد والإنفتاح هي رؤية متقدمة , لكنها ليست كذلك لتيار المحافظين وهو غالب في دولة بحجم المملكة العربية السعودية , فهل كان الأمير يجدف عكس التيار ؟.إجابات الأمير واضحة وحادة , فهو لم يتوقف عن إستخدام عبارة « يجب أن يكون « كلما طرح خطة أو مشروع , لكن أكثر العبارات لافتة للإهتمام كانت « أنه أصبح اليوم كأنه دستورنا، الكتاب والسنة ثم البترول».هناك جيل من الأمراء الشباب , مجددين جاء دورهم لتولي السلطة في الخليج العربي , وإن كانوا في دولة مثل الإمارات العربية المتحدة سبقوا بخطوات بحكم ترتيب الأقدار فسبقت لذات الأسباب ثورة التجديد الناعم واللبرلة , ها هي ذي المملكة العربية السعودية تلحق لكن الحكمة في التأخير وبحكم ترتيبات الأقدار أيضا , وفرت لهم خزانا من الأفكار والتجارب الجاهزة , وستكون خطواتهم حذرة لكنها منطلقة ليس فيها مخاطرة بقدر ما فيها من تحسب ورغبة في الإنفتاح .لن أكرر ما قاله الأمير الليبرالي في مقابلته مع قناة العربية , فهو سيقتحم عملاقا كان مغلقا بإدارته وفوائده إسمه أرامكو , وهو سينقل ملكية الأراضي الشاسعة المملوكة للخزينة الى صندوق إستثماري يعظم فوائدها ويمنحها فرصا إستثمارية , وهو يتحدث عن الخصخصة كمفتاح للشفافية والرقابة والمساءلة , وهو يتحث عن إجتثاث الفساد بقدر عبر إعادة هيكلة الإجراءات، لإغلاق المنافذ على الفساد أجدى من ملاحقة الفاسدين , ويتحدث عن البطاقة الخضراء «غرين كارد» التي ستمكن العرب والمسلمين من العيش طويلاً في المملكة، وهي من روافد الاستثمار في المملكة، ويتحدث عن السياحة وعن بعث الحضارات الأخرى من غير الحضارة الإسلامية التي مرت على جزيرة العرب وذكرها القرآن الكريم , وقد ظل ذكرها وحتى المرور الى جوار شواهدها من المحرمات وسيفتح المجال للسياحة لجميع الجنسيات بما يتوافق مع قيم ومعتقدات المملكة ..هذا أمير ليبرالي بنكهة محافظة , أما الأولى فهي الأسلوب الجديد في إدارة الإقتصاد أما النكهة , فهي المتعلقة بجعل الدين منصة للإنفتاح والتفوق الحضاري والإنساني .qadmaniisam@yahoo.com